الورقة الأولى 1/ 5
الفرق بين العروض وعلم العروض


العروض هو الإحساس بوزن الشعر الذي يدرك بالفطرة أو التعلم . وعلم العروض هو المنهج الشامل الذي يقدم القوانين الشاملة للوزن على هذه القوانين تقوم التفاعيل بغض النظر عن المصطلحات.
من شمولية فكر الخليل انطلق الرقمي بأسلوب جديد مترابط المعلومات ولعل أهم ما جاء فيه أن الله أودع في وجدان العربي برنامجاً رياضياً يتحكم في ضبط الوزن بالفطرة . كما الطير يتقن الطيران والنحلة تبني خليتها وتصنع العسل وكما الطفل الرضيع يتقن الرضاعة بالفطرة كذلك الشاعر الجاهلي كان ينظم شعره على هدي هذه الفطرة ، دور العروضي هو الوعي على الأحكام الجزئية وتطبيقاتها .
ولكن دراسة الخصائص الشاملة للمنهج الشامل المتكامل والأساس وما يقوم عليه من تقعيد هو علم العروض ولا يعيب العروضي والشاعر جهلهما بعلم العروض فإتقان الشاعر للوزن لا شك مفخرة له ودليل على سلامة فطرته المشكلة تكمن في تشويه هذه الفطرة وإنشاء ما يسمونها بحور جديدة معتبرين هذا من التطوير والتحديث ولا شك أن من يغير في أي فطرة أو خلق لله لن يأتي بأحسن مما خلق الله بل على العكس هو يشوهها كذلك إحداث التغيير في حشو بحور الخليل وهذا لا يتفق مع منهج الخليل ثم ينسبون هذا للخليل جهلا بمنهجه وفكره فالتفاعيل لا قيمة لها بدون تقيدها بمنهج الخليل فهي مجرد مصطلحات وتسميات أطلقها الخليل كتعبير عن منهجه بما يتناسب وفهم غالبية الناس قديما وحديثا. ومن هنا انطلق الرقمي بدراسة هذا المنهج الشامل وتحليله الذي يقترن بالتفكير والفهم وهو أشبه ما يكون ببرنامج رياضي تترابط معلوماته أو قصة ذات مغزى لا يدرك مغزاها حتى قراءة القصة كاملة . فعالم العروض هو الذي يتبع الخليل على بصيرة برؤية واضحة شاملة ضابطة وهو الذي يستطيع التحليل والتفسير لما يطرأ على الوزن من زحافات وعلل وهو الذي يقوم على دراسة الأسس والمبادئ الشاملة للتفاعيل فالتفاعيل ليست إلا مسميات يطبق عليها الوزن. هذا والحمد لله رب العالمين وماعلمت إلا القليل القليل تلميذتكم