http://www.alfaseeh.com/vb/showthread.php?t=70748



لله درك أخي وأستاذي الكريم فقد أطربتني هذه المشاركة لأنها تكشف الكثير من تعبير الرقمي عن كثير من مسائل العروض العربي بطريقة مباشرة ميسّرة .


وقبل التطرق لما تفضلت به لا بد من بعض توضيح لنظرة الرقمي لنهايات الأبيات ( منطقة الضرب )، وفيما يلي الأحمر وتد والأزرق سبب


1- للتمييز وخاصة في مجال ازدواج القافية
بين (فاعلا) في نهاية المديد = 2 3 2 2 3 ( 2 3 ) ، حيث لا تزدوج القافية
و(فاعلا) في نهاية الرمل = 2 3 2 2 3 2 (2 3 ) ، حيث تزدوج القافية
سأدخل في الطبعة القادمة لكتابي عبارة المتناوبة لتعني وتدين وما بينهما
3 2 3 متناوبة ، 3 2 2 3 = 3 4 3 متناوبة أخرى ولاستعمال هاتين المتناوبتين وما سيليهما دور في توضيح أمر القافية


2- في واقع الحال وبغض النظر عن المصطلحات وحدود التفاعيل نهاية البسيط كنهاية مجزوء الوافر
البسيط = 2 2 3 2 3 2 2 3 1 3 ..... نهاية البسيط = علُن فَ عِلُنْ = 3 1 3
مجزوء الوافر = 3 1 3 3 1 3 ......نهاية مجزوء الوافر = مفا عَ لتن = 3 1 3

كل من النهايتين = وتد + فاصلة لا يجوز في القصيدة الواحدة أن تأتي في منطقة الضرب مضمرة مرة وغير مضمرة مرة أخرى ( أو معصوبة وغير معصوبة ) والأمرات سيان في الرقمي فكون السبب الأول في الفاصلة ( في الحشو) خفيفا أو ثقيلا راجع إلى أنهما وجهان للسبب الخببي .



صدق حدسك، أخي وأستاذي خشان. ولك أن تنظر في أبيات الأخطل الصغير التالية:
يلعبن ما شاء الصبا والأشَرُ ...صبا ولْ أَ شرو = 3 2 1 3
حدّثْتَ أم أخيلة وصُوَرُ.........لتن و صُ ورو = 3 1 1 3
بالغ في تصويرها المصوّرُ......رَهلْ مصوْ ورو = 3 1 2 3

هكذا تقدم هذه المتناوبة تصورا واضحا حول تعدد القوافي
قال صاحب شرح تحفة الخليل: "القافية في البيت الأول من المتراكب فصل بين ساكنيها ثلاثة متحركات، وفي البيت الثاني من المتكاوس فصل بين ساكنيها أربعة متحركات، وفي الثالث من المتدارك فصل بين الساكنين متحركان".
هذا في بحر الرجز، وأما في بحر الرمل فقال شوقي، وجمع في قافيته بين المتدارك والمتراكب:
لشبابينا وكانت مرتعا .....وكا نت مر تعا = 3 4 3
فانثنينا ومحونا الأربعا......محوْ نل أرْ بُعا = 3 4 3
تحفظ الريح ولا الرمل وعى......ولرْ رمْ لُ وعا = 3 2 1 3



ويمكننا القول إن القافية في المتناوبة 3 2 2 3 يحكمها إضافة إلى ثبات الوتدين في طرفيها قواعد الزحاف في حشوها 2 2 كما هي مقررة في البحر الذي تتبعه، فبينما يجوز في حشو متناوبة الرجز 2 1 ، 1 2 ، 1 1 لا يجوز في الرمل إلا 2 2 ، 2 1


وقد ظن ابن رشيق أن هذا الخلط لا يقع إلا في السريع، قال في العمدة:
ولا يجتمع نوعان من هذه الأنواع في قصيدة، إلا في جنس من السريع؛ فإن المتواتر يجتمع فيه مع المتراكب، إذا كان الشعر مقيدا كقول المرقش في بيت:
وأطراف الأكف عَنَمْ.....أكفْ فِ عَنَمْ = 3 1 3
وفي بيت آخر:
قد قلت فيه غير ما تعلمْ .......= رَما تعْ لمْ = 3 2 2

الحال في السريع محير لكن التعليق على الكامل ربما يلقي ضوء على السريع رغم عدم التطابق. يبلاحظ هنا أنه جمع بين ثالث ورابع السريع ( مع تذكر اختلاف عروضيهما)


ولكننا نجد ذلك الكامل أيضا ، قال الأخفش في كتاب القوافي:
"وقد أجازوا (فعْلن) مع (فعِلن) في الكامل إذا قيد" ، ثم أورد من قصيدة لعدي بن زياد قوله:
قد أقفرت فيها النعام زَجِلْ ..... نعا مِ زجلْ = 3 1 3
ومعي شباب كلهم أخْيَلْ .......لهم أخ يلْ = 3 2 2

هنا عامل الفاصلة كما تعامل في الحشو ( أجاز إضمارها )
وبذلك جمع بين ثالث ورابع الكامل ( مع تذكر اختلاف عروضيهما )


أرى هنا أن ينظر إلى شيوع هذه الظاهرة سواء في السريع أو الكامل وواضح أنها ذات الظاهرة في البحرين، فإن كانت نادرة فأقترح أن تعتبر مما لا يقاس عليه. ولنا في النحو أسوة.



إن ما جعل العلماء يقفون أمام هذه النماذج هو تعريف الخليل للقافية وما ترتب عليه من تقسيم للقوافي بين خمسة أنواع تسمى المتكاوس والمتراكب والمتدارك والمتواتر والمترادف.
والآن ، لم تقل بعد: هل وجدت ثقلا في اجتماع النوعين من القافية في بحر الطويل، وهل وقع أحد على مثل ذلك في أي من الشعر الذي قيل على هذا البحر في القديم والحديث ؟


نأتي إلى الطويل :
ومن خاله أومن يزيد ومن عنبرْ ....ومن عنْ برْ = 3 2 2
ونائل ذا، إذا صحـا وإذا سكِرْ</span>.......إذا سَ كرْ = 3 1 2
ونائل ذا، إذا صحـا وإذا سكّرْ</span>......إذا سكْ كرْ = 3 2 2
لا أستسيغه


الخلاصة فيما يخص تعدد القوافي الواردة في هذا المقال وتعليقي عليه

1- إذا انتهى العجز بالمتناوبة 3 2 3 فلا ازدواج للقافية
2- إذا انتهى العجز بالمتناوبة 3 2 2 3 فإن القافية في القصيدة الواحدة تتعدد بقدر الزحاف المسموح في أصل الوزن
3- إذا انتهى العجز ب وتد + فاصلة = 3 1 3 فإنه وفي نفس القصيدة إذا أضمرت الفاصلة مرة ولم تضمر أخرى فإن ازدواج القافية ثقيل وربما يكون نادرا ومن الأفضل عده من النادر الذي لا يقاس عليه رغم وجود شبهة الرخصة في جريان الفاصلة في آخر العجز على سيرتها في الحشو من جواز الإضمار وعدمه.
4- أما آخر عجز الطويل فلا ينتمي لأي من هذه وزحافه غير مقبول.

من الطبيعي أن تختلف وجهات النظر فيما تقدم، وربما أكون مخطئا ولكن الأهم من النتيجة لدي هو طريقة الطرح التي أرجو أن تضيف ولو قليلا فهي لا تهمل تقسيم الخليل للقوافي ولكنها تضعه ضمن إطار متكامل معها.

يرعاك الله.