النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: بيت ومعنى

  1. #1
    زائر

    بيت ومعنى

    السلام عليكم

    هناك بعض الأبيات الشعرية صارت مثلاً سائراً بين الناس أو حكمة متداولة فيما بينهم , منها قول عمرو بن معد يكرب :

    إِذا لَم تَستَطع شَيئاً فَدَعه ................. وَجاوِزهُ إِلى ما تَستَطيعُ

    هذا البيت صار حكمة تتناقلها الأفواه في كل مكان حتى صار يتمثّل به كل من لا يستطيع بلوغ هدفه .
    والعجيب أن عمرو وهو المعروف بقوته وفروسيته قال هذا البيت بعد أن فشل في استعادة أخته ريحانة التي سباها الصمة الجشمي أبو دريد، فلم يقدر عمرو على استنقاذها، ثم تزوجها الصمة فأولدها دريداً وعبد الله وقيساً وخالداً وعبد يغوث.

    وأرى أن هذا البيت من الشعر يحرّض على الخضوع والخنوع, ويدعو للإستسلام , بعكس البيت الذي يقول :

    من راقب الناس مات غماً .................. وفاز باللذة الجسور

    وقد ورد أن قائل هذا البيت هو سلم الخاسر, وقد سرق معناه من شعر لبشار بن برد يقول فيه:

    من راقب الناس لم يظفر بحاجته .................. وفاز بالطيبات الفاتك اللهج

    وكلا البيتين نجدهما يدعوان إلى العمل وعدم التمني , وللأسف فقد أخذ كثير من الناس الشطر الأول من بيت سلم الخاسر " من راقب الناس مات غماً " وصاروا يستشهدون به على الحسد وجزاء الحاسد , رغم أن الشطر الثاني من البيت يظهر أن على الإنسان أن لا يقعد لندب حظه وتمني ما عند الناس بل يجب عليه الإقدام والعمل لنيل ما يشتهي ويتمنى .

  2. #2
    الأخت / رغداء

    دائما موضوعاتك أجد فيها ما يدفعني إلى قراءتها

    ولازلت أذكر في محاورة علمية لي مع د/ نورا قصة هذا البيت غير أن الموضوع في حينها عن السرقات الشعرية ، والفرق بين السرقات وما جاء في مصطلحات علماء النقد الحديث " التناص "
    وهو أن بشار بن برد رغم فسقه ومجون شعره طرد سلم الخاسر وكان من تلامذته ورواته ؛ لأنه سرق منه معنى هذا البيت وصاغه بطريقة أسهل فقال له : -" أتأخذ معاني التي كنت أسهر الليل أصوغها فتكسوها لفظاً أيسر من لفظي لينتشر شعرك ويندثر شعري؟ والله لا أسامحك أبداً.

    تعقيب : -" سمي الخاسر لأنه باع مصحفا واشترى بثمنه ديوان شعر، قيل اشترى به طنبورا "


    ومن الأبيات التي أرى أنها تحمل هذا المعنى ، ولا زالت الذاكرة تحتفظ بها

    وما استعصى على قوم منال .................. إذا الإقدام كان لهم ركابا


    والمرء ليس بصادق في قوله ...................... حتى يؤيد قوله بفعاله

    ومن يتهيب صعودالجبال .................. يعش ابد الدهر بين الحفر

    أما قضية الأخذ ( التناص ) فهو على أضرب

    1 - ما يسمى وقوع الحافر على الحافر كقول امرئ القيس‏:‏

    وقوفاً بها صحبي على مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتحمل

    وكقول طرفة‏:‏

    وقوفا بها صحبي علي مطيهم يقولون لا تهلك أسى وتجلد

    2 - ومنه ما تساويا فيه لفظا بلفظ كقول الفرزدق‏:‏

    وغر قد نسقت مشهرات طوالع لا تطيق لها جوابا

    بكل ثنية وبكل ثغر غرائبهن تنتسب انتسابا

    بلغن الشمس حين تكون شرقا ومسقط رأسها من حيث غابا

    وكذلك قال جرير من غير أن يزيد‏.‏

    3- ما يؤخذ فيه المعنى وأكثر اللفظ كقول بعض المتقدمين يمدح معبدا صاحب الغناء‏:‏

    أجاد طويس والسريجي بعده وما قصبات السبق إلا لمعبد

    ثم قال أبو تمام‏:‏

    محاسن أصناف المغنين جمة وما قصبات السبق إلا لمعبد

    والكلام حول هذه القضية يطول ويطول .، والأضرب متنوعة

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    578
    أثني على ماقالته الفاضلة سارة
    فموضوعات أختنا الأستاذة رغداء تدفعنا دفعا لقراءتها


    بيت ومعنى باب واسع يتشعب فيه الحديث ولا يمل منه



    من الأبيات المشهورة التي غدت مثلا قول أبو نواس

    دع عنك لومي فإن اللوم إغراءُ *** وداوني بالتي كانت هي الداءُ

    وقد أخذه من الأعشى في قوله

    وكأسٍ شربت على لذّةٍ *** وأخرى تداويت منها بها

    وهذا باب من أبواب الإستعارة التي ذكرت الأخت سارة بعضا منها
    وكما نلاحظ أن أبا نواس قد أخذ المعنى من الأعشى فجمله وحسّنه وقرّبه

    وهذا يدخل في باب الإستعارة وعلى العكس منه ما يذكر عن إختلاف المعنى الواحد لدى الشعراء
    كقول الأعشى في مدح عمرو بن معد يكرب:

    وإذا تجيء كتيبةٌ مكروهةٌ *** ملمومةٌ يخشى الكماة نزالها
    كنت المقدّم غير لابسِ جبةٍ *** بالسيف تضرب معلما أبطالها

    وخالفه مسلم بن الوليد في مدحه ليزيد بن مزيد فقال:

    تراه في الأمن في درعٍ مضاعفةٍ *** لا يأمن الدهر أن يدعى على عجلِ

    وحين أنشده يزيد بن مزيد قال له:
    ألا قلت كما قال الأعشى (وأنشده البيتين )
    فقال مسلم:
    قولي أحسن من قوله إنه وصفه بالخرق وأنا وصفتك بالحزم


    تحياتي
    التعديل الأخير تم بواسطة (الصمصام) ; 07-01-2005 الساعة 09:09 AM
    ===============
    الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
    ===============


    إنْ عـُــلـّبَ المــجـْــدُ في صفـراءَ قـدْ بليتْ
    غــــدًا ســنـلـبســهُ ثـوبـًا مِـــنَ الذهـــــبِ

    إنـّي لأنـظـرُ للأيـّام أرقــــــــــــــــــبـهـَــا
    فألمــح اليـسـْــــرَ يأتي مـنْ لظـى الكـُـرَبِ


    مــــــــدونـتـي
    http://mooooo555.maktoobblog.com/

  4. #4
    سئل أبو عمرو بن العلاء عن الشاعرين يتفقان على لفظ واحد ومعنى فقال: عقول رجال توافت على ألسنتها.


    قول أبي الطيب:
    أين أزمعت أيها ذا الهمام .................................... نحن نبت الربا وأنت الغمام

    أخذه من قول بشار:
    كأن الناس حين تغيب عنهم .................................نبات الأرض أخطأه القطر

  5. #5
    زائر
    السلام عليكم

    الأستاذة سارة , الأستاذ الصمصام , أشكر لكما مشاركتكما القيّمة , والتي أغنت الموضوع وطرقته من زاوية أخرى ما كنت أقصدها .

    كثيرة هي السرقات الشعرية , ولكننا لا يمكن أن نعتبر أي تشابه بين بيتين من الشعر هو سرقة فأحياناً يأتي الشاعر بمعنى يفوق بجماله وحسن سبكه ما جاء به قبله , مثل قول المتنبي :

    كم زورة لك في الأعراب خافية ................ أزهى وقد رقدوا من زورة الذيب
    أزورهم وسواد الليل يشفع لي ............... وانثنى وبياض الصبح يغري بي
    وكما قيل إن هذا البيت أمير شعر المتنبي وقد أخذه من قول لابن المعتز :

    لا تَلقَ إِلّا بِلَيلٍ مِن تَواصُلُهُ ............. فَالشَمسُ نَمّامَةٌ وَاللَيلُ قَوّادُ

    والأمثلة على السرقات الشعرية كثيرة منها ما ذكره ابن قتيبة صاحب كتاب الشعر والشعراء عما أُخذ من امرئ القيس يقول : " مما أخذه الشعراء من شعر امرىء القيس:
    قال امرؤ القيس:
    وُقُوفاً بها صَحْبِي عَلَىَّ مَطِيَّهُمْ .............. يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسْى وتَجَمَّلِ
    أخذه طرفة فقال:
    وُقُوفاً بها صَحْبِي علىَّ مَطِيَّهُمْ .............. يَقُولُونَ لا تَهْلِكْ أَسًى وتَجَلَّدِ
    وقال امرؤ القيس يصف فرساً:
    ويَخْطُو على صُمٍّ صِلاَبٍ كَأَنَّها ................ حِجَارَةُ غَيْلِ وارِسَاتٌ بطُحْلُبِ
    أخذه النابغة الجعدي فقال:
    كأَنَّ حَوَامِيَهُ مُدْبِراً ............ خُضِبْنَ وإِنْ كان لم يُخْضَبِ
    حِجَارَةُ غَيْل برَضْرَاضَةٍ ............. كُسِينَ طِلاَءً مِنَ الطُّحْلُبِ
    وقال امرؤ القيس يصف الناقة:
    كَأَنَّ الحَصَى مِنْ خَلْفِها وأَمامِها ............. إِذا نَجَلَتْهُ رِجْلُها خَذْفُ أَعْسَر
    أخذ الشماخ فقال:
    لها مِنْسَمٌ مِثْلُ المَحَارَةِ خِفَةً ............... كأَنَّ الحَصَى من خَلْفِهِ حَذْفُ أَعْسَرَا
    وقال امرؤ القيس يصف فرساً:
    كُمَيْتٍ يَزِلُّ الِلْبدُ عَنْ حالِ مَتْنِهِ ............. كما زَلَّتِ الصَّفْوَاءُ بالمُتَنَزَّلِ
    أخذه أوس بن حجرٍ فقال:
    يزِلُّ قُتُودُ الرَّحْلِ عن دَأَيَاتِهَا ............. كما زَلَّ عن عَظْم الشَّجِيحِ المَحَارِفُ
    وقال امرؤ القيس يصف فرساً:
    سَلِيمِ الشَّظَا عَبْلِ الشَّوَى شَنِجِ النَّسَا ............. له حَجَباتٌ مُشْرِفَاتٌ على الفالِ
    فأخذه كعب بن زهير، فقال:
    سَلِيم الشظا عَبل الشَّوَى شَنِج النَّسَا ............. كأَنَّ مَكانَ الرِّدْف من ظَهْرِه قَصْرُ
    وأخذ النجاشي فقال:
    أَمِينُ الشظا عارِي الشَوَى شَنِجُ النَّسَا ........... أَقَبُّ الحَشَا مُسْتَذْرِعُ النَّدَفَانِ
    وقال امرؤ القيس:
    فَلأْياً بلَأْيٍ مّا حَمَلْنا غُلَامَنا ............ على ظَهْرِ مَحْبُوكِ السَّرَاة مُحَنَّبِ
    فأخذه زهيرٌ فقال:
    فَلَأْياً بلأْيٍ مَا حَمَلْنا غُلاَمَنا ............... على ظَهْرِ مَحَبْوكٍ ظِمَاءٍ مَفَاصِلُهْ
    وقال امرؤ القيس:
    وعَنْسٍ كأَلْوَاحِ الإرانِ نَسَأْتُها ............... على لاحِبٍ كالبُرْدِ ذِي الحِبَرَاتِ
    أخذه طرفة فقال:
    أَمُونٍ كأَلْوَاحِ الإرَانِ نَسَأْتُها ............... على لاحِبٍ كأَنَّه ظَهْرُ بُرْجُدِ
    وقال امرؤ القيس يصف امرأةً:
    نَظَرَتْ إِلَيْكَ بعَيْنِ جازِئَةٍ ............... حَوْراءَ حانِيَةٍ على طِفْلِ
    أخذه المسيب فقال:
    نَظَرَتْ إِليْكَ بعَيْنِ جازِئَةٍ .................. في ظِلِّ بارِدَةٍ منَ السِّدْر
    وقال امرؤ القيس يصف الفرس:
    يَجُمُّ على الساقَيْنِ بَعْدَ كَلاَلِهِ ................. جُمُومَ عُيُونِ الحِسْى بَعْدَ المْخِيضِ
    أخذه زيد الخيل فقال:
    يَجُمُّ على الساقَيْنِ بَعْدَ كَلاَلِهِ .................. كما جَمَّ جَفْرٌ بالكُلاَبِ نَقِيبُ" اهـ .

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    578

    مارأيكم بهذين البيتين؟

    تذكرت حوارا دار في الخيمة وسأنقله لكم بمداخلاته مع حذف ماهو خارج عن أصل الموضوع
    وأتمنى أن لا يثقل عليكم وإن طال ففيه الكثير من الفوائد


    عنوان الموضوع ( ما رأيكم بهذين البيتين ) وضعه أستاذنا محمد ب قائلا:

    يقول بشار بن برد:
    من راقب الناس لم يظفر بحاجته..وفاز بالطيبات الفاتك اللهج

    وقالوا إن تلميذ بشار سلماً الخاسر أخذ المعنى وصاغه صياغة خفيفة أثارت غضب أستاذه حين قال:
    من راقب الناس مات غماً..وفاز باللذة الجسور

    فما رأيكم بهذين البيتين؟
    هل من تعليق؟
    أتمنى التعليق من ناحية الفرق الفني أو الأسلوبي بينهما ومن ناحية صدق هذا "الحكمة" أو كذبها وملابسات تطبيقها.
    ولعلي أعلق لاحقاً إن شاء الله

    ------------------------------------------------

    مخلص النوايا
    أخي القدير محمد ب

    كلا البيتين جميل وصدقهما يشرح حياة الشاعرين .. التركيبة الأسلوبية للبيتين واحدة ولكن اختلفت فنية الفكرة بينهما ..

    وسوف أورد لك مقطعا من حديث العقاد يذكر فيه بيت بشار ابن برد :

    طبيعة بشار وتربيته قد أرادتا به أن يكون كما كان ماجنا خليعا مستجيبا لشهوات الحس ومطالب الجسد . وكان لا بد له أن يوطن نفسه على ما يلقى من السخرية والعبث في سبيل ذاك , وأن يستهدف للضحك و الابتسام والولع به والتغامز عليه , وأن يخلع الحياء فلا يبالي بشرف ولا دين ولا يراقب الناس في أمر من الأمور التي تجتذبه وتستهويه والتي يضاعف الحرمان من النظر رغبته فيها وتكالبه عليها فلم يكن أحد غيره أحق بأن يقول :

    من راقب الناس لم يظفر بحاجته
    ..................وفاز بالطيبات الفاتك اللهج


    -------------------------------------------------
    المركاز
    تحيتي لك ياأخ محمد ...ولجميع الإخوان
    بالنسبة لي أرى وأقول كما يقول المثل العامي عندنا
    أن الأول تاعب والثاني لاعب
    يعني أن بشار تعب على إيجاد الفكرة .. وله السبق " والفضل للمتقدم"
    والثاني سلم لعب واختار وتروى في الصياغة وقد أبدع وأجاد ..
    مع العلم أن كليهما متقارب في فكرة مراقبة الناس فهناك عدم الظفر بالحاجة وهناك يموت هما عند سلم فقد راحت مثلا قولة سلم
    ..
    ولكم الشكر ....

    ------------------------------------------------------
    يتيم الشعر
    ...لا يخفى على أحد أن سبب شيوع البيت الثاني على الأول هو سهولة المبنى ورقة المعنى ..

    وللجميع السلام
    ..

    ---------------------------------------------
    محمد ب

    بيت بشار من البحر البسيط وهو كما نعلم بحر يستعمل في الأغراض الجادة شأنه شأن الطويل والكامل ومن النادر استعماله في أغراض اللهو والمجون التي يكثر فيها استعمال الأبحر القصيرة والمجزوءات ومنها مخلع البسيط الذي نظم عليه سلم الخاسر بيته.
    -واستعمل بشار تعابير قد تدل على نزوعه الشهواني العنيف الذي لا تكاد تكون فيه رقة أو رهافة مشاعر فقد استعمل تعبير "الظفر بالحاجة" لتحقيق لذة قد يراها الشاعر المرهف بعيدة عن أن تكون مجرد "حاجة" فهذه الكلمة تعطي انطباعاً بدافع جسدي شبه بهيمي تجرد من التسامي الإنساني.
    وعزز هذا الانطباع في بيته وصفه للشخص الذي يستحسن فعله بأنه "فاتك" ولا يخفى ما في هذه الكلمة من ظلال للمعنى تدخلها في ساحة العنف وتعزز من الانطباع بالبهيمية.واستعماله للبسيط قد يوحي بأنه في نزوعه البهيمي جاد لا هازل فهو لا يكاد يكون من المجان خفيفي الظل الذين كثروا بعد عهده من أمثال أبي نواس وعصابته بل هو ممن ينظر إلى ممارسة اللذة البهيمية على أنها صراع وحرب مع المجتمع وتعبير عن العداء له.
    في المقابل استعمل سلم تعبيراً آخر تماماً فمن راقب الناس عنده "مات غماً" فالأمر ليس أنه "لم يظفر بحاجته" بل أنه سيقع فريسة الغم.
    وإن لم يراقب الناس سيفوز "باللذة" مقارنة "بالطيبات" عند بشار وتعبير اللذة يشمل المادي والمعنوي من الإرضاءات التي تتوق إليها النفس.وبدلاً من "الفاتك اللهج" استعمل سلم وصف "الجسور" وهو وصف أقرب بكثير إلى الإيجابي والإنساني فالجسارة خصلة ممدوحة خلافاً للفتك ولكون المرء لهجاً!
    فإذا أضفنا إلى هذا البحر الرشيق القصير (مخلع البسيط) وجدنا أن سلماً أعطى إيحاء كاملاً بحالة "متحضرة" مقارنة ببيت بشار الذي ملئ بالإيحاءات البهيمية.
    ومن هنا أعتقد أن بيت سلم لم يكن مجرد ترجمة بألفاظ أخرى لبيت بشار بل كان تغييراً لكل المحتوى وقد جاءت روعته وحرفته من استعماله المتقن لكل عناصر الازدواجية: الشكل-المضمون من الوزن إلى الألفاظ.
    -تبقى نقطة أخرى وددت أن يتطرق النقاش ا: هل نحن ننصح بمراعاة ردود فعل الآخرين أم ننصح كالشاعرين بتجاهلها؟
    وهل ردود فعل الناس بناءة أم مهدمة للتطور الروحي والأخلاقي للفرد والمجتمع؟
    هذا نقاش آخر ولي عودة إن شاء الله.
    وبالمناسبة للمرء أن يتأمل في الفرق الهائل بين الروايتين اللنين تناقلتهما كتب التراث عن سبب تلقيب سلم بالخاسر.فما أبعد أن يكون سمي بالخاسر لأنه ورث عن أبيه مصحفاً فباعه واشترى طنبوراً عن أن يكون ورث مالاً فأنفقه على الأدب!
    وقد يدلنا هذا على أن كثيراً من هذه القصص كانت في حقيقتها "شائعات" مختلقة لا أساس لها وأن السر في تلقيبه بالخاسر قد يكون شيئاً آخر وقد يكون أمراً عرضياً لم يسجله التاريخ وضاع.
    وهذا لعمري حال عدد كبير من الألقاب في تاريخنا الأدبي كألقاب "الفرزدق" و "المتنبي" و غيرهما
    .

    -------------------------------------------------
    ماجد الأول

    السلام عليكم ورحمة الله

    تحية طيبة للجميع وكل عام وأنتم بخير

    شكرا أستاذ محمد على مثل هذا الموضوع. اسمح لي أن أجرب نفسي متذوقا للشعر لعلي أفلح

    أنا أرى أن الشطر الثاني من بيت بشار أجود من نظيره في بيت سلم، والشطر الأول من بيت سلم أجود من نظيره في بيت بشار. أما لماذا ؟ فهذا بيان السبب:

    بشار في قوله: (وفاز بالطيبات الفاتك اللهج) بين أن من أراد الفوز بالطيبات فهو بحاجة إلى أمرين هما العمل (الفاتك) والقول (اللهج) وعندنا حكمة عامية تقول: (اللي ما له لسان، تأكله الخنفسان) والخنفسان هي الخنفساء إن لم أكن على خطأ، وهي حكمة صائبة في هذا الوقت مع الأسف. إذن في بيت بشار تفصيل أكثر ومعنىً أدق.

    بينما اكتفى سلم بلفظ الجسور وهي ليست بدقة عبارة بشار.

    بينما يأتي تفوق سلم في الشطر الأول على نظيره في بيت أستاذه من ناحية أن المعنى أجمل وأصوب. كما أن العبارة أكثر إيجازا؛ ولذا ذاعت وانتشرت على الألسن.


    وأشكرك أستاذي على إتاحة الفرصة ، هو مجرد رأي أحببت طرحة عليك علّي أستفيد من محاورتك وأمثالك في هذه الخيمة الطيبة.

    هذا وقد جاء في رأيك حول البيتين نقد بارع من أديب حاذق.

    وتقبلوا فائق التقدير والاحترام


    ماجد

    -------------------------------------------------------
    يتيم الشعر
    من هذا السؤال أريد أن أفتح الحوار لسؤال آخر لو تأذنون لي :

    متى يتفوق البيت المقلِّد على البيت المقلَّد ؟ هل عندما تكون شهرة الشاعر الثاني أطغى أم عندما تسهل تراكيبه ؟


    ---------------------------------------------------
    محمد ب
    أخي ماجد.
    هذه وجهة نظر جديرة بالمناقشة فأتركها للنقاش وأعود إليها إن شاء الله.
    أخي يتيم الشعر
    بالتأكيد لا يكون البيت أفضل لمجرد أن الشاعر أشهر!
    وفي اعتقادي أن سهولة التراكيب أمر مطلوب بالفعل ولكن السهولة لوحدها لا تكفي إذا لم تكن التراكيب تؤدي المعنى بصورة أفضل.


    ----------------------------------------
    يتيم الشعر
    أبيات كثيرة استقاها شعراء كبار لآخرين ربما كانوا أقل شهرة منهم كما فعل الفرزدق وأبو نواس والمتنبي ..

    سطوا على أبيات غيرهم فسلخوها أو عدَّلوا فيها ثم نسبت إليهم واشتهروا بها ..

    وهنا ننتقل للسؤال الثالث في هذه القضية وهو متى يسرق الشاعر وينجو بفعلته ؟


    ------------------------------------------------
    عمر مطر
    السلام عليكم

    السرقة مصطلح أدبي لا يعني بالضبط ما وضع اللفظ له، وإلا لما كان هناك سرقة حسنة وسرقة قبيحة كما يقول النقاد، وأعتقد أن المعنى الأدق للسرقة الأدبية هي الأخذ، ومن ثم يكون الأخذ (السرقة) إما حسنة أو قبيحة.

    كتب ومجلدات ألفت في سرقات المتنبي، وقيل أن في شعره أكثر من 500 بيت مسروق، وبعلمي أن ديوان المتنبي فيه مئتي قصيدة، فهل يعقل أن يكون كل هذا من السرقات القبيحة؟ بل إن منها ما هو من صميم الأدب وعبقرية الشاعر.

    اختلف تقسيم السرقات بحسب الناقد ولكن بشكل عام، كل باب من أبواب السرقة القبيحة يقابله باب من أبواب السرقة المستحسنة.

    والكل يجمع على أن الآخذ (السارق) إذا أتى بالمعنى ذاته، بمنبى أفضل من قائل البيت فإن ذلك يكون من السرقات الحسنة، وكذلك إذا أتى باللفظ نفسه ولكن بمعنى أعمق فإنه يكون من السرقات الحسنة، ولكن أن يقصر السارق عن المسروق منه فهذا من أقبح السرقة.

    ولم ينج كبار الشعراء من قبيح السرقة، فقد سرق طرفة بيت امرئ القيس الذي يقول فيه:

    وقوفا بها صحبي علي مطيهم
    .............. يقولون لا تهلك أسى وتجمل

    فقال طرفة:

    وقوفا بها صحبي علي مطيهم
    .............. يقولون لا تهلك أسى وتجلد

    ونرى هنا أنه سرق اللفظ والمعنى، بل لم يغير في البيت إلى كلمة بسبب القافية لا لسبب آخر
    .

    ------------------------------------------------------------
    محمد ب
    أحسب طرفة لم يسرق
    وإنما هو تداخل في روايات القصيدتين وهذا يحصل في الشعر الجاهلي ويعزز من النظريات التي تشكك في دقة نسبته إلى أصحابه.
    وهو بحث طويل
    .

    ---------------------------------------------
    عمر مطر
    سمعت رواية توارد الأفكار وأحسبها الأضعف من الروايتين
    .
    التعديل الأخير تم بواسطة (الصمصام) ; 07-02-2005 الساعة 02:35 PM
    ===============
    الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
    ===============


    إنْ عـُــلـّبَ المــجـْــدُ في صفـراءَ قـدْ بليتْ
    غــــدًا ســنـلـبســهُ ثـوبـًا مِـــنَ الذهـــــبِ

    إنـّي لأنـظـرُ للأيـّام أرقــــــــــــــــــبـهـَــا
    فألمــح اليـسـْــــرَ يأتي مـنْ لظـى الكـُـرَبِ


    مــــــــدونـتـي
    http://mooooo555.maktoobblog.com/

  7. #7
    زائر
    السلام عليكم

    أستاذ الصمصام إضافة جميلة جداً , لكنها أصابتني بالذهول فالحديث عن السرقات الأدبية ووجدت أن الأستاذ محمد ب قد وضع مشاركته في منتديات الخيمة وجاءت مشاركتي تشبهها في بعض الجوانب مما يوحي بسرقة مني للموضوع , وأرى أنني لن أستطيع تبرئة نفسي ولكن ربما يشفع لي أن الخيمة ومنتدياتها محجوبة في سوريا ولا أستطيع الدخول إليها أو قراءتها .

    على كل حال وضعت مشاركتي للمقارنة بين بيتين من الشعر وجدت أنهما عكس بعضهما معنى فالأول

    إذا لم تستطع شيئاً فدعه ............وجاوزه إلى ما تستطيع

    رأيت أنه يدعو للإستسلام والتخاذل , بينما الثاني :

    من راقب الناس مات غماً...........وفاز باللذة الجسور

    فهو يدعو لعدم التمني والقيام لبلوغ الغايات

    ولكن المشاركات ركزت على موضوع السرقات الأدبية مما حرف الموضوع الأصلي , ولم أر بأساً في ذلك طالما أنه أضاف لنا أشياء جديدة لتعلمها والتذكير بها .

    في الختام يذكرني حالي بقول الشاعر :

    قَد قيل ما قيل إِن صدقاً وَإِن كذباً ................. فَما اِعتذارك في قَول إِذا قيلا

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    578
    أختي الفاضلة الأستاذة رغداء

    والله لم يخطر ببالي بتاتا حين أدرجت الحوار أن أتّهمك أو ألمح بأي طريقة لإتهامك بسرقة الموضوع
    أو الفكرة من الأستاذ محمد ب ، ولو علمت بأن إدراجي للحوار يؤدي إلة هذه النظرة لما أدرجته.
    ولكني رأيت فيه إثراء لموضوعك هنا وزيادة في الفائدة .

    والفرق واضح بين ما طرحته وما طرحه الأستاذ وقد زدته وضوحا بتعقيبك

    وورود الأفكار المتقاربة في موضوع أو في بعض أجزائه وارد ويحدث دائما مثله مثل توارد الأفكار
    والخواطر لدى الشعراء فالنبع الذي يستقى منه واحد فما ظنك بموضوعين فكرتهما مختلفة
    وماالحديث عن السرقات في موضوع الأستاذ إلا حديث فرعي نتج من الموضوع الأصل

    أعتذر منك إن كان ماأدرجته أدّى إلى سوء فهم

    وأختم بقول النابغة :

    حلفت فلم أترك لنفسك ريبةً *** وليس وراء الله للمرء مذهبُ

    لك مني كل تحية وتقدير
    ===============
    الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
    ===============


    إنْ عـُــلـّبَ المــجـْــدُ في صفـراءَ قـدْ بليتْ
    غــــدًا ســنـلـبســهُ ثـوبـًا مِـــنَ الذهـــــبِ

    إنـّي لأنـظـرُ للأيـّام أرقــــــــــــــــــبـهـَــا
    فألمــح اليـسـْــــرَ يأتي مـنْ لظـى الكـُـرَبِ


    مــــــــدونـتـي
    http://mooooo555.maktoobblog.com/

  9. #9
    زائر
    الأستاذة رغداء من أقدر من قرأت لهم من أدباء العربية والمهتمين بها فلا تحتاج إلى أخذ أفكارها من أحد بالتأكيد.
    والصمصام واحد من قلة قليلة أعرفها حافظت بحق على أخلاق العربي الأصيل بلا تغيير ولا تشويه فهو بعيد عن كل ما يخل بهذه الصفة الثابتة فيه فهو بالتأكيد لم يقصد أي شيء مما قد تكون الأستاذة فهمته.
    وهذا الموضوع نسيته وذكرني به الصمصام حفظه الله وتذكرت المرحومة الخيمة أيام كان فيها أمثال هذه الحوارات الأدبية.
    وعلى أن منتدى العروض الآن جدد معكم هذا الماضي والشكر لله ثم للأستاذ خشان ثم لهؤلاء الأدباء الكرام.
    وتعرفي إلى كتابات الأستاذة رغداء القيمة أدين بالفضل فيه لله ثم لهذا المنتدى.

  10. #10
    زائر
    السلام عليكم

    أحمد الله أني معكم , على فكرة كدت أصدق ما قلتماه عني وصدق الشاعر حين قال:
    يهوَى الثّناءَ مبرِّزٌ ومقصِّرٌ ........... حُبُّ الثّناءِ طبيعة الإنسانِ

    أشكر لكما رقيق المجاملة وأرجو أن يبقى منتدانا منتدى علم وأدب وثقافة

  11. #11
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أحيي الجميع في المنتدى , وأشكرهم على الإفادة في مواضيع شتى , ومنها هذا .
    بما أن الموضع أخذ شقين أبدأ بالأول :
    في بيت عمرو .. لا أراه يحث على الخضوع , وإنما فهم الناس له والتقول به في مواقف لا تناسبه هو الخطأ , فكثيرا ما نتمثل بالحكم في غير مكانها ..
    ورد في البيت " لم تستطع " ومن البداهة أن يترك المرء الشيء إذا لم يستطع إنجازه أو التصرف السليم فيه لذا أكمل الشاعر بقوله " وجاوزه إلى ما تستطيع " , فليتنا نأخذ بها في صميم مغزاها لنوكل الأمور إلا أهلها ,, وأذكر أنني في تأثيث بيتي قبل الزواج دعوت صحبتي ليحملوا معي كراتين منها الكبير الثقيل ومنا الصغير الخفيف , بدأنا بالثقيل فأنهكنا وما أكملنا حمله فقلت لهم دعونا نحمل الصغيرة ونترك الكبيرة لمن يقدوروا على حملها ... فلو أنا أبينا إلا حمل الكبيرة لربما أسقطناها وكسرنا ما فيها .. هذا موقف بسيط أسوقه كشاهد يتمثلُ فيه البيت ..
    أما الشق الثاني وهو السرق والأخذ فهو شائك يطول فيه الحديث , كتب فيه كثيرٌ من العلماء قديمًا وحديثًا , ومما أعجبني وكفاني في قضية السرقة هو أسلوب الجاحظ في منهج نقده إذْ لا ينظر للسرقة وإنما يعطى الغلبة للشاعر الذي يتفرد بالصياغة الجيدة للمعنى , أيضًا تناوله للمعنى البديع العجيب الغريب , ومن أمثلة ذلك بيت عنترة في تشبيهه للأجذم بالذباب , وبيت بشار في مثار النقع , وغيرها ..

    وهناك بيتان للنابغة هما :
    فإنك شمس والملوك كواكب ...
    هذا المعنى لا يعد تناوله سرقة لأسباب منها أنَّ ظهور الشمس على الكواكب بادٍ للعامة , وأن مديح الملوك والأمراء يكثر وتكثر فيه التشبيهات بالشمس .
    أما بيته :
    فإنك كالليل الذي هو مدركي .....
    فقد أغلق على الشعراء تناول هذا المعنى لأن موقف النابغة من النعمان لم يحدث له مثيل إلا مع قلة من الشعراء ولأن النابغة كان محبًا للنعمان , ثمَّ إنَّ المعنى غريبٌ مبتكرٌ يندر وروده على الخواطر ..

    ومنكم نستفيد

  12. #12
    زائر
    السلام عليكم

    أستاذ بندر صحيح ما قلته بشأن فهم الناس للبيت والتقول به في مواقف لا تناسبه و التمثل بالحكم في غير مكانها
    ولم يحدث هذا مع بيت عمرو فقط بل أيضاً مع البيت الآخر الذي قصره الناس على ضرر الحسد فتغيّر معناه تغيّراً أخرجه عن المراد منه .

    ورغم أنني رأيت في معنى بيت سلم الخاسر :
    من راقب الناس مات غماً .................. وفاز باللذة الجسور

    معنى إيجابياً حاضاً على العمل , إلا أن الشاعر قال هذا البيت بدافع من مجونه وعبثه وسعيه وراء النساء وقد وضع الراغب الأصفهاني هذا البيت في كتابه (محاضرات الأدباء ومحاورات الشعراء والبلغاء) تحت عنوان : (قلة المبالاة بالناس في تعاطي الشهوات).

    وقد تسأل لماذا لم تفهمي معنى البيت الأول :
    إذا لم تستطع شيئاً فدعه ............وجاوزه إلى ما تستطيع
    بنفس الطريقة الإيجابية , وهي كما شرحتها حضرتك توكيل الأمور إلى أهلها, ومعرفة كل إنسان مدى قدرته على التصدي لأمر يريد إنجازه فلا يتعدى هذه المقدرة فيوقع نفسه وغيره في المهالك؟
    أقول : لأنني أؤمن بشيء أساسي وهو أنه لا مستحيل في الحياة , فالله سخّر لنا كل شيء في الكون وأعطانا القدرة والعقل وما علينا سوى العمل للوصول إلى الهدف فإذا لم تستطع شيئاً فلا تدعه ولكن ابحث عن طريقة لتستطيع بها انجازه , قد تتركه فترة من الزمن لتستعد له ولكن لا يجوز برأيي أن تعلن عجزك عن اتمامه وصدق المتنبي حين قال :

    عَلى قَدرِ أَهلِ العَزمِ تَأتي العَزائِمُ .................... وَتَأتي عَلى قَدرِ الكِرامِ المَكارِمُ
    وَتَعظُمُ في عَينِ الصَغيرِ صِغارُها ................. وَتَصغُرُ في عَينِ العَظيمِ العَظائِمُ

    ألا ترى معي أن العالم كان سيتوقف عن التطور والتقدم إذا أعلن الإنسان عجزه؟ ولولا وجود أناس ملكوا الجرأة والصبر والتحدي والقدرة على عدم الإلتفات لسخرية الساخرين لما وجدنا أياً من هذه الإختراعات التي ننعم بها اليوم.

  13. #13
    زائر
    تأخرت مشاركتي لرغبتي في كتابة الكثير، ولم يتسن لي ذلك فأبادر بما يلي، ولعل الوقت يسمح بما هو أكثر

    الأستاذة الفاضلة رغداء زيدان

    من راقب الناس مات غماً .................. وفاز باللذة الجسور
    2* 2 3* 2 3 3* 2* .............3 3* 2* 3* 3 2

    م/ع= 7/6= 1.16

    من راقب الناس لم يظفر بحاجته .......... وفاز بالطيبات الفاتك اللهج
    2* 2 3* 2 3* 2* 2* 3 1 3 .... 3 3* 2* 3 2* 2 3* 1 3

    م/ع = 9/8= 1.12

    استرعى انتباهي توافق البيتين في م/ع على اختلاف الشاعرين والوزنين والقافيتين واتحاد المضمون فحسب

    أهي شهادة لـ م/ع؟

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط