النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: قاموس وبستر: إساءات للعرب والمسلمين

  1. #1
    زائر

    قاموس وبستر: إساءات للعرب والمسلمين

    قاموس وبستر: إساءات للعرب والمسلمين

    ياسين سويد جريدة النهار


    مقدمة :هل أتاك حديث قاموس وبستر وما جاء فيه في تعريف العرب والإسلام؟
    نقلت لقراء منتدى العروض مقالين حول هذا الموضوع من جريدة النهار مع الإشارة اللازمة أنني لا ألوم أهل ذلك القاموس بقدر ما ألوم تقاعسنا في أمورنا كافة وعجزنا الشامل حتى صرنا أضحوكة للأمم.

    رغم ان الحقائق التاريخية البديهية تؤكد انتساب العرب، كاليهود، الى السامية، استطاعت الصهيونية العالمية ان تستأثر بهذا النسب، فتعتبر كل معاد لها (وهي عنصرية بلا جدال)، او لليهود، لا ساميا، وان تلصق تهمة "اللاسامية" هذه بالعرب، رغم انهم ساميون، مثل اليهود تماما. كما استطاعت ان تشيع مفهوم "اللاسامية" باعتباره "عداء لليهود" في كل انحاء العالم، وفي كل المفاهيم الدولية والعالمية، الى درجة ان الرئيس الاميركي جورج دبليو بوش اصدر، قبل الانتخابات الرئاسية (عام 2004) وتزلفا للناخبين اليهود الاميركيين، قانونا يدين العداء للسامية ويعتبره جريمة يعاقب عليها. وقد سبق للصهيونية ان استطاعت (عام 1994) اقناع منظمة الامم المتحدة بالغاء القانون الذي اعتبر الصهيونية عنصرية (وكان قد صدر عام 1975)، وقد تم ذلك كله بضغط من اللوبي الصهيوني المؤثر في الادارة الاميركية، صاحبة الحل والربط في هذه المنظمة العالمية.

    وهكذا نجد، اليوم، ان اي اعتداء على اي يهودي، في كل ارجاء العالم، يوسم، فورا، بتهمة اللاسامية، ويدان، بينما تعمد اسرائيل الى قتل شعب عربي بأسره، هو شعب فلسطين، وتعمد الولايات المتحدة وحلفاؤها الى قتل شعب عربي بكامله، هو شعب العراق، ولا توسم اعمال اليهود، ولا اعمال الاميركيين وحلفائهم ضد العرب، الفلسطينيين والعراقيين باللاسامية ولا تدان.

    لقد استكان العرب لهذا التعريف الخاطئ والمجحف لمفهوم السامية، وهم ابناؤها، الى درجة ان اضحت "اللاسامية" سلاحا فتاكا يستخدم ضدهم، بدلا من ان يكون سلاحا يستخدمونه ضد اعدائهم.

    ولم تكتف الصهيونية بأن سخّرت الدول الكبرى والانظمة العالمية لمصالحها، في هذا المجال، بل انها استطاعت ان تسخّر العلم والثقافة لخدمة تلك المصالح، فتنفذ من خلالها، الى الموسوعات العالمية، لتزوير الحقائق العلمية والتاريخية لمصلحة الكيان الصهيوني، وهذا ما ارتكبه قاموس "وبستر" Webster الاميركي العالمي الشهير.

    يعتبر قاموس "وبستر" Webster من اشهر الموسوعات المعجمية في العالم، وتصدره شركة مريام وبستر Merriam Webster Inc الاميركية، التي كان اسمها في السابق G and C.Merriam Company وتتفرع هذه الشركة عن الشركة الاميركية الام "الموسوعة البريطانية Encyclopedia Britannica Inc".

    اما الطبعة الطويلة من قاموس "وبستر" موضوع هذا البحث، فاسمها الكامل: "Webster Thrid New International Dictionary, Unabridged By: Philip Babcok Gove, Merriam Webster وقد صدرت طبعته الاخيرة (الثالثة) في كانون الثاني 2002. بالاضافة الى ذلك، انشأت هذه الشركة موقعا لها على الانترنت باسم: "مريام وبستر اون لاين Merriam Webster on – line تتضمن معلومات مشابهة لتلك التي نجدها في الموسوعة المطبوعة.

    وفي ما يلي رصد للمعلومات الواردة في كل من القاموس والموقع المشار اليهما، وهي معلومات تسيء الى العرب والمسلمين، وتزور الحقائق التاريخية بشكل فاضح:

    -1 عرّف قاموس "وبستر" في طبعتيه الاولى والثانية، اللاسامية بأنها "العداء لليهود كأقلية دينية وعرقية"، (القاموس، ط2: 61) الا انه اضاف الى هذا التعريف ما هو خارج على كل ما هو حقيقي ومنطقي، اذ جاء في التعريف الجديد للسامية:

    -1 العداء لليهود كأقلية دينية وعرقية.

    -2 العداء للصهيونية.

    -3 التعاطف مع اعداء دولة اسرائيل (القاموس، ط3 ص40).

    ونجد في القاموس نفسه، تعريفا للعربي اكثر عنصرية، وبالتالي اكثر عداوة، اذ جاء فيه "العربي: المتشرد، المنحرف، المتسكع، المتسول، الغبي والفوضوي" مع تعريفات اخرى مثل "بائع وتاجر ومتجول" Arab: vagabond clochard, drifter, floater, hobo, roadster, street arab, tramp, vag, vendor ونجد النصوص نفسها، لتعريف اللاسامية والعربي، في موقع الانترنت لهذا القاموس. كما نجد، في القاموس والموقع كذلك، تعريفا للاسلام بأنه يعني "العداء للسامية وللدين اليهودي".

    (...) قام السيد احمد العودات، المفوض العام في المكتب الرئيسي لمقاطعة اسرائيل التابع للامانة العامة لجامعة الدول العربية، بجملة من التحقيقات التي اثبتت صحة الادعاءات المنسوبة الى هذه الشركة، مشيرا الى انه تم الاتصال بالشركة فكان ردها: "نتوقع ان نحل هذا الموضوع عندما يتم اصدار الطبعة الرابعة من القاموس الدولي، الذي سيتم خلال السنوات العشر المقبلة". وقد عمم العودات نتائج التحقيق على سائر مكاتب المقاطعة في الاقطار العربية، وذلك في كتاب ارسله الى هذه المكاتب وضمّنه التدابير القانونية الواجب تنفيذها، في مثل هذه الحالة، وفقا لقانون مقاطعة اسرائيل(...).

    ماذا علينا ان نفعل، كهيئات للمقاطعة ومقاومة التطبيع في كل الاقطار العربية؟

    ان موضوعا بهذه الخطورة لا يترك لمبادرة فردية من المكاتب الاقليمية التابعة لجامعة الدول العربية، رغم ما تقوم به من جليل الاعمال في هذا المضمار، الا انه، لا بد من ان يواكب عملها بنشاط اهلي وشعبي في مختلف الاقطار، وخصوصا على الصعيد الرسمي، وعلى صعيد المثقفين، في كل قطر، ومما يمكن عمله، في هذا المجال:

    -1 قيام المراكز والنوادي والجمعيات الثقافية، وكذلك مجالس الجامعات (مجالس الاساتذة ومجالس الطلبة) والجمعيات الاهلية والشعبية، في مختلف الاقطار العربية، بارسال رسائل للاحتجاج (سواء بواسطة البريد العادي او بواسطة الانترنت) الى الناشر، ومطالبته بالعودة عن التزوير العلمي المرتكب، وعما لحق بالعرب والمسلمين من اهانة بسبب هذا التزوير، وذلك حفاظا على "الصدقية العلمية" لمطبوعته.

    -2 مقاطعة الطبعة الثالثة وباقي الطبعات من هذه المطبوعة، التي تتضمن تزويرا للحقائق العلمية وتجديفا على الاسلام واهانة للعرب، والضغط على مختلف المؤسسات العلمية والفكرية والثقافية والتربوية بمقاطعتها وتحريم دخولها الى هذه المؤسسات.

    -3 الطلب الى المؤسسات الرسمية (وزارات التربية والثقافة والتعليم العالي) في كل قطر، منع دخول هذه المطبوعة الى القطر.

    -4 اثارة هذا الموضوع في المحافل والمؤتمرات الرسمية، العربية والاسلامية (مجلس جامعة الدول العربية، المؤتمر الاسلامي)، لاصدار بيانات احتجاج واعتراض، واصدار توصيات لمنع دخول هذه المطبوعة الى بلدانها.

    -5 حض المثقفين العرب والمسلمين جميعا، وبصورة افرادية على الدخول الى موقع هذه المطبوعة، على الانترنت، بغية الرد عليهم، ودحض معلوماتهم، واظهار تحيزهم الفاضح الى جانب الصهيونية، وضد العرب والمسلمين.

    -6 استخدام اية وسائل اخرى، علمية وثقافية وحضارية، يمكن ان تؤثر في التوجه العام لناشر هذه المطبوعة بقصد تغيير اقتناعاته.

    -7 اتخاذ موقع على الانترنت مهمته مراقبة التعديات الصهيونية على العرب والمسلمين، ومحاربتها، ويشرف على هذا الموقع كل من جامعة الدول العربية والمؤتمر الاسلامي مجتمعين.

    اننا امام مسألة خطيرة جدا، لا يمكن السكوت عليها، وان تكاتف القوى الشعبية والرسمية، الاهلية والثقافية والتربوية والعلمية، كفيل بأن يوقف المفتري عن افترائه، ويعيده الى صوابه.

    ----------------

    لواء ركن متقاعد

  2. #2
    زائر
    السلام عليكم :

    كما بيّن المقال أستاذ محمد فإننا لا نلوم أهل هذا القاموس لأن اللوم يقع علينا لضعفنا وتخاذلنا حتى صرنا كالقصعة التي تتداعى عليها الأكلة رغم أننا كثير ولكننا غثاء لا نفع فيه .

    وقد وجد كاتب المقال أنه من الأهمية بمكان اثارة هذا الموضوع في المحافل والمؤتمرات الرسمية، العربية والاسلامية (مجلس جامعة الدول العربية، المؤتمر الاسلامي)، لاصدار بيانات احتجاج واعتراض، واصدار توصيات لمنع دخول هذه المطبوعة الى بلدانها.
    وبالفعل فقد قامت السيدة سوزان مبارك بإلقاء كلمة بمناسبة قبولها جائزة التسامح لعام 1998 من الاكاديمية الاوروبية للعلوم و الفنون أشارت فيها إلى تعريف ورد في هذا القاموس لكلمة عرقي حيث قالت : " وقبل أن أتشرف بعرض بعض أفكاري عن التسامح أود أن أتحدث إليكم عن تعريف غريب لكلمة عرقي وجدته في قاموس"وبستر" تعريف يعكس نوعاً من التعصب الأعمي الذي يتحتم علينا جميعاً محاربته إن أول تعريف في القاموس لهذه الكلمة هوالعضو في أو المرتبط بجماعة ثقافية قومية عرقية أو دينية وهو تعريف متوقع ولكن إلي جانبه تعريف أخر يقول : إنه ذلك الإنسان المرتبط بشعوب ليست مسيحية ولا يهودية بل وثنية إنني آمل بشدة ومن أجل إعطاء دفعة للتسامح في عالمنا متعدد الأعراق أن يحذف هذا التعريف من الطبعة القادمة لمعجم وبستر "

    وكما بيّن المقال فقد صدرت الطبعة الجديدة من هذا القاموس فكانت أكثر عنصرية وأكثر انحيازاً والسبب هو أن التققهر الذي أصاب العرب في السنوات الأخيرة قد أفقدهم الهيبة وبالتالي الحقوق فغدوا مادة لكل أنواع الإنتهاكات والإعتداءات وما تدنيس المصحف وتعذيب السجناء في غوانتانامو والعراق وقصف الأبرياء في فلسطين وأفغانستان إلا مظهر من مظاهر الإحتقار لهؤلاء العرب والمسلمين .

    إن ما كُتب في هذا القاموس وغيره ما هو إلا نتيجة لجهود كبيرة قامت بها الصهيونية العالمية خلال سنوات طويلة بحيث استخدمت وسائل الإعلام والثقافة لترسيخ الصورة التي تريدها عن العربي والمسلم في أذهان الغربيين , وهنا أنقل لكم جزءاً من مقالة للأستاذ عماد عبد الغني بعنوان " صورة العربي والمسلم في الإعلام الأمريكي المعولم " جاء فيه : " أخطبوط الإعلام الصهيوني
    إن متابعة الدعاية الصهيونية وآثارها في الإعلام الغربي، تكشف ان "إسرائيل" تضخ مئات الملايين من الدولارات على ما يطلق عليه بالعبرية (هاسبارا) او المعلومات الموجهة إلى العالم الخارجي. وتضاف إليها الخدمات الإعلامية والمتمثلة في الرحلات المجانية للصحافيين النافذين والولائم والهدايا، عدا عن إمطار أعضاء الكونغرس الأميركي بدعوات لزيارة "إسرائيل"، فضلاً عن غزارة المطبوعات والندوات والمؤتمرات وتدريب المذيعين وتلقينهم للإشارة دائماً الى المحرقة ومحنة "إسرائيل" وتشويه صورة الانتفاضة ومماهاتها بالإرهاب.
    والهدف دائماً هو اظهار "إسرائيل" انها ضحية بريئة للعنف والارهاب، وأن العرب لا سبب لديهم للنـزاع معها سوى الكراهية اللاعقلانية المستحكمة لليهود. يحدث هذا للأسف بالرغم من إنها تحتل الأراضي الفلسطينية وخاصة في الضفة والقطاع منذ 35 سنة، وتمارس القتل اليومي ضدهم بنسبة واحد الى خمسة، وتجرف وتدمر الأراضي والمنازل، وتحاصر القرى والبلدات، ومع ذلك تظهر نفسها بمظهر الضحية!!
    لقد انتقلت الحرب إلى الإعلام منذ زمن بعيد، وقد تضاعفت أهمية وخطورة وسائل الإعلام في عصر الــ (Mass Media) حسب التعبير الأميركي، لذلك وبالإضافة الى إذاعة صوت أميركا التي تغطي العالم، قررت الولايات المتحدة إنشاء محطة فضائية باللغة العربية، ومضاعفة جهودها للتدخل في المواد الثقافية، بل طالبت عدداً من الدول الإسلامية ومنها السعودية ومصر وباكستان، بتعديل مناهج التدريس الديني وتحديث برامج التعليم الإسلامي في المدارس والمعاهد الخاصة والرسمية.
    كذلك فالمتابع لوسائل الإعلام الإسرائيلية، خاصة تلك التي لها مواقع عبر شبكة الإنترنت، سيكتشف ان الكثير من الصحف الإلكترونية وغير الإلكترونية باللغة العبرية قررت اعتماد سياسة جلب وجذب الزوار العرب الى شاشاتها عبر الإنترنت. فالقسم العربي من موقع "عنيان ميركزي" يظهر في الجانب الأيسر من الصفحة الرئيسية حيث توجد أهم الأخبار اليومية في منطقة الشرق الأوسط. ومثال آخر لسياسة "تعريب" وسائل الإعلام الاسرائيلية، يظهر في قرار جريدة "معاريف" أشهر الصحف العبرية إنتشاراً، إنشاء صحيفة تابعة لها باللغة العربية واسم هذه الصحيفة هو "الأهالي"، وسيقوم صحافي عربي من مواليد حيفا بإدارة هذه الصحيفة وسوف تصدر الآن مرتين في الأسبوع، على ان تصدر يومياً خلال فترة زمنية قصيرة. وقد سارعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" أكبر المنافسين لجريدة "معاريف" الى الاستجابة لفكرة "التعريب" وقررت شيئاً مماثلاً كي يتسنى لها مخاطبة القراء العرب. وأعلن منذ فترة عن نية "إسرائيل" إنشاء فضائية موجهة للعالم العربي.
    نخلص إلى القول أننا أمام "حرب من نوع جديد" حسب توصيف محمد حسنين هيكل: " وهي حرب لا تدور اليوم على الجبهات العسكرية، ولا تقتصر على استخدام السلاح وقوة النيران، وليس لها مسرح عمليات محدد، له تخومه وتضاريسه، والخسائر فيها ليست بعدد القتلى والجرحى والآليات. إن في هذه الحرب ساحة كبيرة غير مرئية، تشتعل وتحتدم في عقول الناس وفي وعيهم وفي ضمائرهم، وأهم من ذلك في ذاكرتهم. وهكذا فان الاصابة فيها بصعق البرق وليست بطعن الجرح، والنـزف فيها ليس دماً يسيل، بل إدراكاً يتسرب، ثم ان المنتصر فيها لا يستولي على جغرافيا وإنما يستولي على تاريخ وإرادة، ولا يكتفي بحصار الواقع وانما يحصر الخيال".
    بهذه الكلمات المعبرة إختصر هيكل سيناريو الصراع المستقبلي ليخلص إلى أن "المثقفين هم جيوش الضمير. ولأنهم كذلك فإن الضمير هو المستهدف الآن".
    إذاً فإحتلال العقول والتسلل الى الأفكار والتأثير المنهجي التدريجي في نظام القيم العربية عبر إقامة "مستوطنات فكرية وثقافية" تعمل تحت شعار الواقعية على انتاج أفكار وإعادة صياغة التاريخ والذاكرة بما يجوّف الخصوصية الثقافية والاجتماع العربي، أصبح الآن هو الأسلوب الجديد المعتمد، بهدف تحويل العقل المقاوم الى عقل مساوم. "

  3. #3
    زائر
    شكراً لردك القيم على معهود ردودك أختي رغداء.
    والجملة التي بدأت بها هي مقدمة الفقير لله للمقال وليست من الأصل كما لا يخفى على فطنتك.

  4. #4
    زائر
    من مقدمة كتاب اقتصادنا للشهيد " محمد باقر الصدر" يرحمه الله

    "حينما أخذ العالم الإسلامي ينفتح على حياة الإنسان الأوروبي ويذعن لإمامته الفكرية وقيادته لموكب الحضارة بدلا عن إيمانه برسالته الأصيلة وقيمومتها على الحياة البشرية بدأ يدرك دوره في الحياة ضمن إطار التقسيم التقليدي لبلاد العالم الذي درج عليه الإنسان الأوروبي....."

    ما تفضل بها الأستاذ محمد ب. والأستاذة رغداء زيدان صحيح، وصحيح كذلك ما كتبه الأستاذ ياسين سويد. ولكني هنا أود أن أنظر نظرة شمولية، يعبر عنها أحسن تعبير ما ورد في المقدمة أعلاه.
    فهل ما جاء في قاموس وبستر منقطع عن سياقه العام؟
    ألم ينجح الغرب في جعلنا ننظر إلى أنفسنا من خلال الإطار الذي رسمه لنا.
    اللغة الإنجليزية من حيث الخصائص قزم بجانب العربية، أفلا نسأل أنفسنا لماذا عمت العالم وتنحصر لغتنا منذ قرون؟ ولولا هذه السيادة للإنجليزية أكان لما يقوله قاموس وبستر هذه الأهمية.
    اللغة تسود بسيادة أهلها. وتنزوي بانزوائهم.

    ثم التركيز على دور اليهود والصهيونية العالمية في مواجهة أمتنا وتضخيمه، وإهمال سواه، أو وصف هذا (السِّوى ) بالصداقة، ألا يندرج هذا في نفس النظرة التي برمج الغرب فيها نظرتنا لأنفسنا وله وللآخرين ؟
    منذ انتهاء اليهود من المدينة المنورة، هل كانت لهم دولة تناصب أمتنا العداء؟ وهل كانت أمتنا مرتاحة في غياب دولة اليهود؟ أم أنها كانت تواجه من هم أهل لعدائها من الروم؟
    إن في تصوير اليهود عدوا رئيسا للأمة محمد فيه زراية بهذه الأمة. فهم لا يستحقون أن يكونوا أعداء أو حتى أصدقاء لأمة محمد.
    لكنه نجاح الغرب في برمجة نظرتنا إلى أنفسنا وله وللآخرين. حتى بتنا نلقي بالسمؤولية عما يحيق بنا - بعد استبعادنا لمسؤوليتنا الذاتية - على العصا لا على من يحملها ويضربنا بها، ليس هذا فقط بل حتى صرنا نشكو العصا إلى حاملها. وحتى امحت من أنفسنا آثار مهمتنا في القوامة على البشرية وهدايتها لمنهج الله."
    ولو أردنا حصرا لمظاهر هذه البرمجة فسيعيينا الحصر.
    ولا جدوى من أي جهد لا يرتبط بشمولية النظرة ويستنير بالوحي الذي يحدد له الأهداف التي تليق به والطرق الموصلة إليها. فهل نستطيع وقد صرنا كالآلات المبرمجة أن نغير برنامج أنفسنا؟
    الجواب إن البرنامج لا يزول إلا بما هو أقوى منه؟
    فهل ثمّ أقوى من البرنامج الغربي العلماني الديموقراطي الليبرالي؟

    {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِن رَّحْمَتِهِ وَيَجْعَل لَّكُمْ نُوراً تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ } - الحديد28
    - صدق الله العظيم.

  5. #5
    زائر
    السلام عليكم

    أستاذ محمد من الواضح أن المقدمة هي لحضرتك وقد جاء المقال مؤكداً لها لذلك فقد اعتبرت أن المقال قد بيّنها حتى ولو لم ينطق بها .

    أستاذ خشان صحيح ما تقدمت به , يجب أن ننظر للأمر نظرة شمولية ومن خلال هذه النظرة يتضح لنا بما لا يدع مجالاً للشكّ أن الصهيونية العالمية لها الدور الأكبر لما وصل إليه العالم من حروب وشرور

    وهنا أتساءل معك : " التركيز على دور اليهود والصهيونية العالمية في مواجهة أمتنا وتضخيمه، وإهمال سواه، أو وصف هذا (السِّوى ) بالصداقة، ألا يندرج هذا في نفس النظرة التي برمج الغرب فيها نظرتنا لأنفسنا وله وللآخرين ؟"

    طبعاً دور اليهود والصهونية العالمية هو دور مهم ومهما بلغ احتقارنا لهم فهذا لا يلغي أنهم العدو الأساسي, وأنت أدرى أستاذي الكريم بأن القرآن الكريم قد وصف لنا هؤلاء ووصف لنا خبثهم ومدى حقدهم على غيرهم واحتقارهم لمن سواهم من الناس : " لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرائيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ" (المائدة:78) "وَقَضَيْنَا إِلَى بَنِي إِسْرائيلَ فِي الْكِتَابِ لَتُفْسِدُنَّ فِي الْأَرْضِ مَرَّتَيْنِ وَلَتَعْلُنَّ عُلُوّاً كَبِيراً" (الاسراء:4)

    ومؤمرات اليهود في كل مكان من العالم أكبر دليل على هذا , ففي الغرب الذي يتغنّى بالحرية والتقدم يعد مجرد انتقاد اليهود جريمة .
    الصهيونية ليست هي العصا التي يضرب فقط بل هي الضارب أيضاً وذلك كما بيّن القس رياض جرجور في مقاله عن ما صار يُعرف بالصهيونية المسيحية حيث قال : " تم تعريف الصهيونية المسيحية على انها "الدعم المسيحي للصهيونية". وقد قيل أيضاً أنها "حركة قومية تعمل من أجل عودة الشعب اليهودي الى فلسطين وسيادة اليهود على الأرض". ويعتبر الصهيونيون المسيحيون أنفسهم كمدافعين عن الشعب اليهودي وخاصة "دولة اسرائيل" ويتضمن هذا الدعم معارضة كل من ينتقد أو يعادي "اسرائيل"."والتر ريغنز" الأمين العام لما يسمى "السفارة المسيحية الدولية" وهي من أحدث وأخطر المؤسسات الصهيونية ومركزها في القدس، يعرف اصطلاح الصهيونية المسيحية بطريقة سياسية وعلى أنه - أي التعريف - أي مسيحي يدعم الهدف الصهيوني لدولة اسرائيل وجيشها وحكومتها وثقافتها الخ.
    أما القس "جيري فالويل" مؤسس جماعة العمل االسياسي الأصولي المسماة "الأغلبية الأخلاقية" وهو الذي منذ فترة تكلم واتهم دين الإسلام بأنه دين إرهابي، فإنه يقول: "إن من يؤمن بالكتاب المقدس حقاً يرى المسيحية ودولة اسرائيل الحديثة مترابطتين على نحو لا ينفصم، إن إعادة إنشاء دولة اسرائيل في العام ألف وتسعماية وثمانية وأربعين لهي في نظر كل مسيحي مؤمن بالكتاب المقدس تحقيق لنبوءات العهدين القديم والجديد" سنتعرض لهذه المسألة بعد قليل، إنما وفي ختام التعريفات أقول إن الصهيونية المسيحية في نهاية المطاف تعبر، وكما جاء في بيان اللجنة التنفيذية لمجلس كنائس الشرق الأوسط في نيسان عام ألف وتسعماية وستة وثمانين (1986)، عن مأساة في استعمال الكتاب المقدس، واستغلال المشاعر الدينية في محاولة تقديس إنشاء دولة ما، وتسويغ سياسات حكومة مخصوصة."

    المشكلة أننا إلى الآن مازلنا نخمن من هو عدونا الأساسي, نحن نعيش حالة من التخبط بسبب كوننا نتلقى الصفعات من كل جانب حتى فقدنا ادراكنا وما عندنا نميز من يضربنا ومن يقف وراءه وما هي وسيلة الضرب .
    اقرأ ما كتبه مهند الحاج علي في مقاله عن صورة من أجندة اليمين المحافظ في الولايات المتحدة , قال : أسس روبرتسون المعروف بـ"بات" "الائتلاف المسيحي" عام 1989 إثر فشله في الانتخابات الرئاسية عام 1988 في مواجهة الرئيس السابق جورج بوش الأب. ووضعت هذه الخطوة اطاراً منظماً للتيار المسيحي المحافظ الذي لعب دوراً اساسياً في رسم بعض سياسات ادارة الرئيس السابق رونالد ريغان, خصوصاً في ما يتعلق بحقوق الاجهاض وصناعة الافلام الاباحية. وأحد اهم اهداف هذا التنظيم وأولوياته دعم دولة اسرائيل ومنع قيام دولة فلسطينية في اي شكل من الأشكال. ويقف وراء هذا الدعم ايمان توراتي بأن اقامة دولة لليهود في فلسطين ستسفر عن قدوم المسيح المنتظر الذي يتولى لاحقاً حملة ضدهم لدفعهم الى اعتناق المسيحية! وعلى رغم النيات غير السليمة لهذا الدعم, الا ان الجزء الأخير لا يصب في دائرة اهتمام الدولة العبرية التي تعتبر هذا التيار حليفاً رئيساً في الساحة الاميركية, يفوق اهمية وعدداً اليهود الاميركيين, ويعزز كراهية المسلمين والاسلام في صفوف مسيحيي الولايات المتحدة.
    وتقول روبرتا كومبز احدى قياديي الائتلاف: "المسلمون يكرهوننا لأن دينهم يأمرهم بذلك. الحرب الارهابية على اسرائيل نتيجة مباشرة للتحريض", داعية "المسيحيين واليهود الى الاتحاد للدفاع عن انفسهم". ولا يقتصر استغلال الدين على الحض على كراهية المسلمين بل يشمل انكاراً لحقوق الفلسطينيين ولوجودهم.
    ويستخدم روبرتسون في خطبه عادة قصتي "جوشوا وديفيد" التوراتيتين للاستدلال الى ان القدس "كانت ملكاً لليهود قبل ان يسمع أحد بالاسلام".
    ويشكل اليمين المسيحي العصب الاساس لدعم اليمين الاسرائيلي في الولايات المتحدة حيث تفوق درجة الحضور الاسبوعي (يوم الأحد) في الكنائس 20 مرة تلك الموجودة في بريطانيا (2 في المئة في مقابل 40 في المئة من السكان). كما يفوق تطرف هذه الفئة لمصلحة اسرائيل قدرة الأخيرة على تلبية رغباتهم الجامحة في قتل الفلسطينيين واغتصاب حقوقهم. فعندما طالب الرئيس جورج بوش اسرائيل بإخراج دباباتها من الضفة الغربية في نيسان (ابريل) عام 2002, تلقى البيت الابيض اكثر من مئة الف رسالة غاضبة من انصار اليمين المسيحي."

    وسواء كان اليهود هم أصل الداء أم كان الغرب هم الأعداء المحركين لهم فإن هذا لا يعفي المسلمين من العمل, السلبية التي نحن فيها والإنحطاط والتققهر لا يبررها وجود أعداء لنا في العالم أقوى منا لدرجة صاروا يبرمجون فيها حتى تفكيرنا , نحن مطالبون بأمر الله بأن نكون خير أمة أخرجت للناس , مطالبون بالعمل لإحقاق الحق ونصرة المظلوم والأخذ على يد الظالم .
    فإذا انتبهنا لأنفسنا وقوّينا عزيمتنا ونصرنا الله فإن الله سبنصرنا " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ" (محمد:7)
    " إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ) (آل عمران:160)

    ونعود هنا لما بدأنا به , أصل الداء منا , من أنفسنا أفراداً بالدرجة الأولى ثم جماعات , سوء التفكير واقتصارنا على رفع الشعارات دون فهم لها حتى , وجلد الذات الذي نقوم به باستمرار لن يعفينا من العمل الجاد لفهم ديننا فهماً بعيداً عن القوالب الجامدة التي تعودنا عليها , حتى صارت حملاً ثقيلاً من الغباء الذي جعلنا في مؤخرة الأمم علماً وأخلاقاً , لذلك يجب أن نفهم ديننا فهماً يعود إلى الأصل كتاب الله القرآن الذي فيه ذكرنا كما قال تعالى : " لَقَدْ أَنْزَلْنَا إِلَيْكُمْ كِتَاباً فِيهِ ذِكْرُكُمْ أَفَلا تَعْقِلُونَ" (الانبياء:10)

  6. #6
    زائر
    الأخت الأستاذة رغداء

    " تم تعريف الصهيونية المسيحية على انها "الدعم المسيحي للصهيونية".
    {ضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الذِّلَّةُ أَيْنَ مَا ثُقِفُواْ إِلاَّ بِحَبْلٍ مِّنْ اللّهِ وَحَبْلٍ مِّنَ النَّاسِ وَبَآؤُوا بِغَضَبٍ مِّنَ اللّهِ وَضُرِبَتْ عَلَيْهِمُ الْمَسْكَنَةُ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ كَانُواْ يَكْفُرُونَ بِآيَاتِ اللّهِ وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ ذَلِكَ بِمَا عَصَوا وَّكَانُواْ يَعْتَدُونَ }آل عمران112

    صدق الله العظيم.

    وفهم الواقع السياسي ضروري .

    لا أدافع عن يهود.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    578
    لا يأتينا الأستاذ محمد الا بكل مفيد فجزاه الله كل خير

    وأعود لتعقيب الأستاذة رغداء على مداخلة الأستاذ خشان
    مؤيدا لما أوردته الأستاذة رغداء .
    فاليهود كما يقول الأستاذ لا لايستحقون أن يكونوا أعدا ء للأمة
    وبغض النظر عن هذا اتلاستحقاق أو عدمه فواقع الحال يثبت أنهم أعدى الأعداء لنا في وقتنا الراهن
    فهم من يملكون المال والنفوذ والقوة والسلطان في العصر الحديث وتأثيرهم واضح وجلي على سياسة الدول العظمى
    وانحسار خطرهم في صدر الاسلام لا يعني أن عداوتهم انتهت
    والقرآن الكريم أثبت عداوتهم وحربهم ولم يهمشهم
    ومن أولى أسباب الانتصار على العدو معرفته وتقدير قوته القدر الصحيح
    فالتهميش والاحتقار لعدو أضعف منك قد يكون مدخلا للهزيمة فما ظنك بعدو يملك أسباب القوة والنفوذ
    عدو متحرك نشط لا يهدأ ولديه من العقل والمكر والخطط الكثير
    ===============
    الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
    ===============


    إنْ عـُــلـّبَ المــجـْــدُ في صفـراءَ قـدْ بليتْ
    غــــدًا ســنـلـبســهُ ثـوبـًا مِـــنَ الذهـــــبِ

    إنـّي لأنـظـرُ للأيـّام أرقــــــــــــــــــبـهـَــا
    فألمــح اليـسـْــــرَ يأتي مـنْ لظـى الكـُـرَبِ


    مــــــــدونـتـي
    http://mooooo555.maktoobblog.com/

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط