مُرَادِي مِنَ الدُّنْيَا صَفَاءُ سَبِيلِي = وَقَصْدِيَ مَرْضَاةٌ وَحُسنُ وُصُولِ
وَعَيْشُ كَفَافٍ مَا سِوَاهُ طَرِيقَةٌ = إِذَا انْحَرَفَ السَّارُونَ كَانَ دَلِيلِي
وَلُقْمَةُ عَيْشٍ بِالحَلالِ كَرِيمَةٌ = أَلَذُّ مِنَ الآلافِ بَيْنَ غُلُولِ
إِذَا انْبَهَرَ الأَقْوَامُ أَنَّ صَفِيَّهمْ = غَنِيٌ حَوَى الدُّنْيَا يَبِينُ ذُهُولِي
فَأُعْقِبُه ضِحْكَاً وَأُظْهِرُ حَسْرَةً = عَلَى طَالِبِ الدُّنْيَا بِثَوْبِ ذَلِيلِ
لَبِسْتُ ثِيَابَ القَانِعِينَ تَهَلُّلاً = وَعَمَّا سِوَى الرُّضْوَانِ غَيْرُ سَؤُولِ
أُحِبُّ جَمِيعَ النَّاسِ فَالنَّاسُ كُلُّهُمْ = سَوَاءٌ أَمَامَ اللهِ خَيرِ وَكِيلِ
وَأُحْسِنُ ظَنِّي فِي الوَرَى مَا رَمَيْتُهُمْ = بِحَمْدِ إِلَهِ العَرْشِ دُونَ دَلِيلِ
وَأَكْرَهُ ظُلْمَ العَالَمِينَ تَرَفُّعَاً = عَنِ البَغْيِ إِنَّ البَغْيَ شَرُّ قَتُولِ
جَعَلْتُ شِعَارِي فِي الحَيَاةِ ابْتِسَامَةً = شَرِيطَةَ أَنْ تُكْسَى بِكُلِّ جَمِيلِ
لأَنَّ ابْتِسَامَ المَرءِ مِنْ ثَمَرَاتِهِ = سُرُورُ جَمِيعِ الخَلْقِ خَيْرُ سَبِيلِ
عَجِبْتُ لِمَنْ يُبْدِي التَّذَمُّرَ دَائِمَاً = وَيَغْضَبُ مِنْ لا شَيءَ كُلُّ عَلِيلِ
إِذَا مَلَكَ الإِنْسَانُ أَمْرَ لِسَانِهِ = وَمَا بَيْنَ رِجْليهِ يَقُولُ رَسُولِي
سَيَضْمَنُ جَنَّاتِ الخُلُودِ وَإِنَّهَا = بِهَا كَرَمٌ وافٍ وَحُسْنُ مَقِيلِ
وَمَنْ يَطْلُبِ الرِّضْوَانَ لَيْسَ يُضِيرُهُ = عَدَاءٌ وَإِيذَاءٌ وَبطْشُ جَهُولِ
وَكُلُّ عَنَاءٍ فِي الجِنَانِ هَدِيَّةٌ = وَكُلُّ هَنَاءٍ فِي الدُّنَى لِنُزُولِ
وَكُلُّ حَيَاةٍ بَعْدَهَا المَوْتُ مَاثِلٌ = وَكُلُّ مُدِبٍّ مُؤْذِنٌ بِرَحِيلِ
وَكُلُّ نَعِيمٍ غَيْرُ جَنَّةِ رَبِّنَا = سَيُدْرِكُهُ مَحْقٌ وَكُلُّ أُفُولِ
لَكَ الحَمْدُ رَبَّ العَرْشِ أُزْجِيهِ بُكْرَةً = وَأُزْجِي مَعَانِي الحَمْدِ وَقْتَ أَصِيلِ
وَأُزْجِيهِ فِي السَّراءِ وَالضُّرِ رَاجِيَاً = مِنَ اللهِ إِرْضَاءً وَحُسْنَ قَبُولِ
وَأُزْجِيهِ فِي سِرٍّ وَأُزْجِيهِ جَهْرَةً = وِإِنْ كُنْتُ فِي الأَذْكَارِ جِدَّ كَسُولِ