في كثير من المنتديات وخاصة منتدى الشعر المعاصر مواضيع جيدة عن العروض الرقمي وتطبيقاته.

ولا أرى بأسا من الاستفادة منها هنا.

وهذاأحد تلك المواضيع وهو تطبيق على درس الخبب.

الخبب والغناء



رأيت انصراف المشاركين عن المدرسة لدى التطرق للقافية، ولربما كان ذلك لما وجدوه من صعوبة، وهنا أبدأ في طرح مواضيع تطبيقية عن العروض تتجاوز مجال الشعر إلى سواه، وسأبدأ بأخفها على النفس ترويحا للمشاركين. وسأتطرق فيها إلى الخبب والغناء

كما مر معنا فكل مقاطع الخبب 2=1ه ، أو 1 1 = (2)

ويغلب النوع الأول على كثير من الأغاني لأنه إن كان مسكن النهايةمثل (مَنْ ، لـَمْ) لاءم الإيقاع القصير، وإن كان ممدود النهاية مثل (لا، ما) لاءم الإيقاع الطويل


وهنا سأستعرض عددا من الألحان وكلها عامي والهدف ليس الناحية الأدبية بل إبراز علاقة العروض وما تناولناه في المدرسة بتطبيقات أخرى هذا أولها. ويلاحظ هنا تطويع اللفظ باللهجة العامية ليطابق الخبب


فيروز

سمرا يمّ عيون وساع -- والتنّوره النيليّه
مطرح ضيّق ما بيساعْ -- رح حطّك بيعينيه

سم را يمْ معْ يو نوْ سا عْ .......وتْ تنْ نو رنْ ني ليْ يي
مطْ رحْ ضيْ يقْ ما بي ساعْ ...رح حطْ طك بي عي نيْ يي

لاحظ في الغناء طول مد المقاطع الزرقاء الممدودة الآخر
وعدم مد المقاطع الحمراء المسكنة الآخر



وإلى جانب الخبب ومقاطعه انظر هنا إلىالقافيتين في كل بيت كما في كثير من الشعر العامي، وانظر أيضا إلى الاتباع الصارم لقوانين القافية مما يدل على تأصلها في النفس العربية. ويتمثل ذلك في نهايتي كلمتي وساعْ، بيساعْ فالقافية هنا = ساعْ = 2 ه وهي من النوع المترادفْ المقيد.[ صارْ ....من عائلة صاد ]

وفي نهايتي كلمتي (النيلية، عينية) والقافية فيهما= = 2* 2 ....ليْ يي
وهي من النوع المتواتر المطلق [صبري ... أو صيْري منعائلة صاد ]
وفي أغنية أخرى لفيروز (شتي يا دنيي شيتي) حيث يكون الإيقاع سريعا نجد أن معظم المقاطع من النوع المسكن الآخر

وانظر في هذه الأغنية البطيئة الإيقاع لعبد الحليم حافظ كيف جاءت معظم مقاطعها من النوع
جانا الهوى جانا --- ورمانا الهوى ورمانا


جا نلْ ها وا جا نا--- وِرَ ما نل هوِ وِرَ ما نا

[ وهذا يذكرنا بموضوع م/ع ويمكننا قياس السرعة النسبية المحتمل أداء اللحن عليها بنفس مقياسه

فهو في البيت : سمرا يمّ عيون وساع -- والتنّوره النيليّه = 8 /6 = 1,3
بينما هو في البيت : جا نلْ ها وا جا نا وِرَ ما نل هوِ وِرَ ما نا = 2/7= 0,3


الموضوع مشروح على الرابط :
http://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/meemain

]


أنظر إلى لفظه الهوى (الهوَ) ولو قال الهوى لاختل الوزن لاختلال خاصية الخبب
( ورمانا الهوى = 1 3 2 3) على 32 وهذا لا يصح في الخبب، وجرب لفظه هكذا ستجده يخل باللحن كما يخل بالوزن، ليت كثيرا من الشعراء يدركون هذا.وانظر هنا إلى الحركة في اللحن التي يضفيها عليه المقطعوِرَ، هَوَ
وانظر أيضا إلى التزام الأغنية بمبدأ التصريع بين الصدر والعجز في المطلع متمثلا في نهايتي كلمتي (جانا، ورمانا) آ2ناوهي من النوع المردوف المطلقوكثير من الألحان التي تبدو متباينة في الظاهر إن استعرضتها وجدتها من الخبب ويعود تباينها إلى مدى استعمال كل من المقاطع الخببية

هذه بداية والمشاركون مدعوون إلى استعراض بعض الألحان الخببية، آملا أن يكون في هذا فهما وتذوقا أكبر للعروض الرقمي