أستاذي الفاضل خشان
أساتذتي الكرام جميعا
تحية طيبة..
أود -لو تكرمتم - رأيكم في هذه القصيدة.. هي من القديم الذي كتبته. لم أشعر بأي خلل في موسيقاها.. ولكني في بضعة أشطر لاحظت خروجي عن التفعيلة الأساسية "فاعلاتن".
فهل انسجامي الوجداني بالقصيدة أوهمني بإيقاعها الموزون أم هنالك تفسير آخر ؟؟
أكون ممتنة جدا لكم لو أرحتم بالي بشأنها سواء كنت محقة أو مخطئة في وهمي هذا..
مع خالص الشكر والتقدير


كان عهدا
شعر: مريم العموري
إلى السيّاب بعد أن حال البحر دونه ودون من أحب


يومها...
كان الشراعُ الرَّثُّ يصفُقُ حلمَهُ بُعداً فبُعدا
جارِحاً في قلبه المقطوفِ، وجدا
حين غَصّت بالوداعِ مَرارُ نبره:
"أوصدي البابَ فدنيا لستِ فيها
ليس تستأهلُ من عينيَّ نظره"*
هكذا وانفضَّ من حَوليهِ حلمٌ
شَفّهُ موجٌ وأرياحٌ بدجلَةَ ثمّ ذاب
في دَمٍ ساقى دَماً
في تراتيل الرَّبَاب
رجّعَ الشوقَ التياعاً وشجىً
أسبلَ الماضي على خدِّ الرِّمالِ السُّمرِ لكن..
ضاعَ مدّا
واحتواهُ العُرضُ ذِكرى...
كان عهدا

سائِلِ السِّرَّ المُعنـّى في سَرِِيَّات القلوب
هل تذوبُ الشمسُ من برد الغروب
هل يغيضُ الماء في جيكورَ من حرّ الخطوب
ثمّ لا عَودٌ إلى ما كان وِردا


صُدَّهُ إن شئتَ لا لن تستطيع لخفقه الموار صدّا
رُدّه..
كابِر
فهل تسلو
وكم أهداكَ من أغلالهِ شِعراً ووَردا
لم تهُن يوماً عليهِ..
فاشدد الحلمَ على قفرِ الليالي
وإذا أشفاكَ عمرٌ
لاتقل بعد انعتاق الملتقى..
قد كان عهدا
_________________


*من مطلع قصيدة "ليلة وداع" للسياب