النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الشعر العربي في الستغال

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,966

    الشعر العربي في الستغال

    هذا جزء من مقال قيم عن الشعر العربي في إفريقيا للأستاذ الخليل النحوي

    ‏ على الرابط:‏
    http://www.palmoon.net/8/topic-1295-202.html‎

    الشعر العربي في السنغال‎:‎

    ‎ ‎لقد رأينا أن القوم ما فتئوا يولون دراسة اللغة العربية وتدريسها عناية خاصة، وأن مراكزهم الروحية ‏تُجَذِّرُ حضور اللغة العربية في بلادهم، وأن جسراً نشطاً يربط بينهم وبين جيرانهم من الموريتانيين، ‏ينالون من خلاله الرفد والمدد، فلا ينضب لديهم معين الثقافة العربية الإسلامية، الذي يمتح منه الأدباء ‏ويستقون‎.‎
    ‎ ‎لكن السنغال ـ على ذلك، ومنذ القرن الهجري الثالث عشر، والتاسع عشر الميلادي لم تعد تقتصر على ‏الأخذ والاستمداد، بل نشأت فيها مراكز علمية وثقافية كبيرة، ضمنت للغة العربية ومعارفها إشعاعاً ذاتياً ‏ينطلق من السنغال، وإليها، ويفيض عنها‎.‎
    ‎ ‎وكانت الحواضر الروحية الكبرى في السنغال محط رحال الأدباء والعلماء الشناقطة (الموريتانيين)، ‏خصوصاً في المواسم الدينية، فكانت تلك المواسم تتحول تلقائيا إلى منابر أدبية تتعالى من فوقها ‏أصوات الشعراء الموريتانيين، فكم من قصيدة عصماء أُلقيَتْ في حضرة هذا الشيخ أو ذاك من المشايخ ‏السنغاليين الأجلاَّء، في طوبى دار الشيخ الخديم " أحمد بَمْبا أبكِّي"، أو في " تواون" دار الشيخ الحاج ‏مالك سي، أو في " كولخ" دار الحاج عبد الله نياس، وابنه الخليفة الحاج محمد، أو في " مدينة"، دار ‏الشيخ إبراهيم نياس بضاحية " كولخ‎".‎
    ‎ ‎وتمتاز مدينة الشيخ إبراهيم باحتضانها منذ نحو نصف قرن مهرجاناً شعرياً ينتظم كل عام في ذكرى ‏المولد النبوي، يشارك فيه شعراء كثر من موريتانيا، وربما انضاف إليهم شعراء من السنغال ولبنان ‏والمغرب‎.‎
    لقد وجد السنغاليون في بيئتهم الثقافية تلك، ما يحرك سواكن الإبداع، ويثير كوا من الموهبة الشعرية، ‏في قوم مطبوعين على الإيقاع ـ كما يقول أحدهم ـ مجبولين ـ على الحركات الموزونة(27‏‎) .‎
    ولنلقي ضوءاً على حركة الشعر العربي في السنغال، ينبغي أن نُلِمَّ ـ أولاً بالروافد العربية التي غذَّت ‏هذا الشعر، وننظر ـ ثانياً ـ في مكانته ورصيده المحفوظ، ونعرج ـ ثالثاً ورابعاًـ على أساليبه وأغراضه‎.‎
    ‎ ‎ولا يتردد عبد القادر سيلا في القول إن الإنتاج الشعـري السنغالـي " تابع للعنصر الموريتاني، قلبا ‏وقالبا"(32) فلا غرابة إذن أن نلمس رَحِمَاً أدبية بين شعر ابن المقداد في السنغال وشعر ابن أحمد يوره ‏في موريتانيا، أو نجد مشابهه من شعر ابن رازكه واليدالي في شعر أحمد عيان سي، خاصة في ‏مرقصاته، خفيفة الوزن، مثل قصيدته من بحر المجتث‎ :‎

    إ
    لى متى يا غرامـي ...... تسبي عقول الكـرام
    ماحي دجى كل دجن ...... مصباح كل ظــلام
    شيخ المشايخ فاضت ...... به فيـوض الأنــام

    ‎ ‎وقصيدته اللامية المنسوجة على منوال ميمية الشيخ اليدالي‎ :‎

    ما لي غزالي ... لحظ الغــزال ... أخـو الدلال ... برح الخيــال
    رد السلامـا ... لنــا وقامــا ... يبدي ابتسـاما ... مثل الهــلال
    من يدن منه ... لم يسـل عنــه ...إذ فيه كنه ... أسنـى الخــلال
    أصحاب طه ...بهـــم يباهـى ... لهم تناهـى ... كل الكمــــال
    ‎ ‎
    ففي هذه القصيدة ما يذكِّر بقصيدة اليدالي‎ ‎

    صلاة ربي مـع الســــلام ..... على حبيبـي خير الأنـام
    ‎ ‎
    والواقع أن الشعر الموريتاني نفسه تأثّر منذ نحو قرن من الزمن تأثُّراً ملموساً بالبيئة الثقافية في ‏السنغال، فتزامن في البلدين ظهور شعر رقيق ملمع يوظِّف اللهجة الحسانية (عامية الموريتانيين) ‏واللغة الولفية (كبرى لغات السنغاليين) إلى جانب اللغة العربية في التعبير عن أدقِّ الأحاسيس ‏والمشاعر، في لبوس محبَّب إلى الناس في كلا البلدين، وكان من رُوَّاد هذا المنحى محمد بن أحمد يوره، ‏والكبيد بن جب في موريتانيا، وابن المقداد، والقاضي مجخت كل في السنغال‎.‎
    ‎ ‎
    وكما أن الشعر الموريتاني ـ وإن تَكُن له سمات مميَّزة ـ متأثِّرٌ بحركة الشعر العربي في محيطاته ‏الواسعة، فإن الشعر العربي في السنغال يبقى أيضا سليل تلك البيئة الثقافية الرحبة التي غذته بنبع ‏حياته، وأمدّته بأسباب نمائه‎.‎
    ‎ ‎
    يقول عامر صمب عن قالب الشعر السنغالي (ونضيف : وقلبه) يتأثر " تأثُّراً عميقاً بتراث المشرق ‏والأندلس وموريتانيا" ويقول عن قصائد أحد الشعراء السنغاليين: إنها " تُذكِّر بأشعار ابن الرقيات، أو ‏أشعار جميل بثينة، أو أشعار مجنون ليلى، أو أشعار وضاح اليمين"(33‏‎).‎
    ‎ ‎
    وعموماً فإننا واجدون من أثر أولئك وهؤلاء أينما يمَّمْنا، ونحن نقرأ آثار هذا الشاعر أو ذاك من شعراء ‏السنغال‎....‎
    ‎ ‎وذلك ما يشير إليه، صراحة، أحمد عيان حيث يقول‎ :‎
    ‎ ‎
    إن نسج القريض طوع جنانــي ...... ولساني وكاغدي وبنانــــي
    ‎ ‎وخفيف القريض عندي خفيــف ......وطويل القريض طوع بنانــي
    آخذ الشعر من طريـق جريــر ......وجميـل وعـروة وأبانـــي
    ‎ ‎وسهــيل ومعمــر ويزيــد ......وأبي طيب وشعر الأغــانـي

    ‎ ‎كذلك تحدث من قبل الشاعر الشنقيطي العم ( المشهور بـ : لعميم) بن أحمد فال حيث قال‎ :‎

    ‎ ‎

    أليس الشعر طوع يدي وقلبي ......وسهل الصوغ ويك على لساني
    ‎ ‎أصوغ البيت منه بلا عروض...... على أقوى وأقــوم الاتــزان

    ‎ ‎وإلى تلك المنابع أشار أيضاً الشاعر الشنقيطي سيدي م حمد بن الشيخ سيديا، مستذكراً مسامراته مع ‏أترابه‎ :‎
    ‎ ‎
    ونحو الستة الشعراء ننحو ...... ونحو مهلهل ومرقشيــن
    ‎ ‎وشعر الأعميين إذا أردنـا ...... وإن شئنا فشعر الأعشيـين
    ونذهب تارة لأبي نــواس...... ونذهب تارة لابن الحسيـن
    ‎ ‎
    وهذا تيرنو حامد آن التلري ينحو نحو علقمة الفحل، حيث يقول مادحاً ثم واعظاً‎:‎

    ‎وإن يسألوني بالخديــم فإننــي...... خبير بأوصاف الـخديم طبيـب
    ولا تنس ذكر الموت والموت واقع ......بعيد الشباب عصر حان مشيـب
    ‎ ‎
    أما الحاج محمد انياس، فإنه ينحو نحو كعب بن زهير مُضمِّنا أَعجازَ لاميته المشهورة، في قصيدة منها‎:‎
    ‎ ‎
    بريم رامة قلبي اليـوم متبــول ......متيـم إثرهــا لم يفـد مكبــول
    ‎ ‎ترنو بفاتر جفن ليـس يشبهــه ...... إلا أغض غضيض الطرف مكحول
    تريك قامة غصن البان مائســة...... لا يشتكى قصر منهـا ولا طــول
    هي الشفاء لداء الحب لو صدقت ......يشفي مضاجعهـا شــم وتقبيــل
    تفتر عن برد عـذب مجاجتــه ......كأنه منهــل بالـراح معلـــول
    ‎ ‎
    أما الحاج منصور سي فيسلك، شيئًا ما، مسلكَ شاعر المعرَّة حيث يقول‎ :‎
    ‎ ‎
    تغافلت حتى قيل ليس له حجا ......ولكنما دأب الكريم التغافل
    وحين نقرأ للحاج عباس صال لاميَّتَه التي يقول ف يها‎:‎

    صاح اركب الحزم واصحب صادق الحال ......وكن مدى الدهر في سر وفي علن [؟]‏
    ماضي العزيمة في الآتـي وفي الحــال...... بالله لله لا بالقيـــل والقـــال

    نجده ـ وإن اختلف الرويُّ ـ ينسج على منوال الشيخ إبراهيم الرياحي في سينيَّته‎:‎
    صاح اركب العزم لا تخلد إلى الياس ...... اصحب أخا الحزم ذا جد إلى فاس

    ونحن واجدون في شعر الأذواق والأشواق لدى القوم ظلالا واضحة من أدب ابن الفارض والبوصيري ‏وغيرهما‎.‎
    ‎ ‎
    وتطغى البيئة الثقافية على البيئة الطبيعية لدى الشاعر السنغالي، فنجده يحدو الأظعان (ولم يألفها في ‏بيئته) ويشد الرحل، ويصف الناقة‎.‎
    ‎ ‎
    فه ذا الشيخ الهادي توري، في قصيدة له طويلة، يقول‎ :‎

    ياراكباً وجناء مرقالاً متــى ...... أرخى الزمام لها سواها تسبق
    يسراتها مثل الرماح وعينـها ......مثل الزجاج ورأسها كالمطرق
    ‎ ‎تختال في رمل التلاع وتوقـد النْـ ..... ـنيران في حزن أمام الأينق
    أرخ الزمام لها وأوّب دائمـا ...... وذر البطالة فهي شر معـوق

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    727
    سلمت ياأستاذي وملاذي ..

    ماكنت احسب هناك شعر تطرب له الذائقة

    ولكن كنت على خطأ .. وخطأ كبير

    لهجة فيها سلاسة وعذووبه

    كل الود استاذ خشان ,,,

    بس فيه سؤال خارج عن الموضوع

    اليس بحر

    مالي غزالي .. لحظ الغزال ,, اخو الدلال ,, برح الخيال

    نفس البحر الي غنى عليه الفنان الراحل فريد الأطرش اغنيتة

    جميل جمال .. مالوش مثال ,,, صدق الي قال ,, زي الغزال ,,

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228
    الشاعر أحمد عيان سي شاعر سنغالي معاصر توفي عام 1984م، وبذلك فمن المحتمل أن يكون استمع إلى أبيات الشاعر الغنائي مأمون الشناوي التي جمع فيها بين بحري الرجز المذال والخبب بعد أن انطلقت في شكل أغنية لفريد الأطرش عبر الأثير لتستقر في الساحل الغربي لإفريقيا حيث عاش شاعرنا السنغالي.
    قصيدة هذا الشاعر من الرجز المرفل، وقديما قال الأخفش إن مستفعلن يمكن لها، من خلال التقييد والإطلاق، أن تتحول في بعض الضروب إلى مستفعلانْ ومستفعلاتن.
    ولذلك قلنا إنه من المحتمل أن يكون الشاعر متأثرا بأغنية (جميل جميل) ، ولم نقل من المؤكد؛ لأن كاتب البحث ذكر تأثر عدد من شعراء السنغال بشعراء العرب ولم يذكر تأثر الشاعر أحمد عيان سي بقصيدة إبي نواس (أو مسمطته) تلك قلبا وقالبا، قال أبو نواس:
    سلاف دنّ * كشمس دجنِ
    كدمع جفنِ * كخمر عدنِ
    ********
    طبيخ شمسِ * كلون ورسِ
    ربيب فرْسِ * حليف سجنِ
    *********
    يا من لحاني * على زماني
    اللهو شاني * فلا تلمني
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط