صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2
النتائج 31 إلى 48 من 48

الموضوع: النثر المشعور

  1. #31
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    متابعة
    ‏* *
    التقطيع العروض رقميا لأي نص نثري يجعله قابلا للتأويل كي يتوافق مع أوزان التفعيلات الثمانية للبحور الشعرية( فاعلن – فعولن – مستفعلن –فاعلاتن - مفاعيلن – متفاعلن – مفاعلتن – مفعولات )وجوازات كل من هذه التفعيلات ..وهذا من خصائص عبقرية اللغة العربية كما ذكرنا سابقا ولا فضل فيه لا لكاتب الص العلمي ولا لكاتب القصيدة النثرية .
    هذا مثال :
    لدينا قصيدة نثر للشاعرة حياة نخلي بعنوان( أمنيات كانت )
    أيقظ الموج هدأة الكرى 2 3 2 3 3 3 / فاعلن فاعلن متفعلن
    لتردد النبضات حكاية قلب 1 3 3 1 3 1 3 1 3 ه /متفاعلن فعلن فعلن فعلن
    وتنسج من وهج الشوق 3 1 3 2 2 2 ه /مفاعلتن مستفعل
    عبير الأحلام 3 2 2 2 / فعولن فعلن
    صافح السهد ذكراك 2 3 2 3 2 ه / فاعلن فاعلاتن
    أنينك وشكواك 3 1 1 3 2 / فعول فعلاتن
    ليرتل الحنين أغاني المساء 1 3 3 3 1 3 2 3 ه/فعلن متفعلن فعلن فاعلن
    ذاكرة شجون 2 1 1 1 3 ه/ فاعل فعلن
    تتصفح أوراقا خضبت بعبرات غيث 1 3 1 3 2 2 2 3 1 1 3 3 ه /فعلن فعلن فعلن فاعلات متفاعلن
    ومن وميض الشفق 3 3 2 3 / متفعلن فاعلن
    تحيك أشعارا من ضفائر الكرى 3 3 2 2 2 3 3 3 / متفعلن فعلن فاعلن متفعلن
    لتغمد جفنيها على نبرة كانت 3 1 3 2 2 3 2 3 2 2 / مفاعلتن مستفعلن فاعلن فعلن
    امتطت تاريخا وعنوان 2 3 2 2 2 3 2 ه / فاعلن فعلن فاعلاتن
    جرفت خلفها كل الأمنيات 1 3 2 3 2 2 2 3 ه / فعلن فاعلن فعلن فاعلن
    لأهيم سابحة 1 3 3 3 / فعلن متفعلن
    أترقب تغاريد العودة 1 3 1 1 3 2 2 2 2 / فعلن متعلن فعلن فعلن

    يتبع . .

  2. #32
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    متابعة
    **
    و لدينا نص علمي يصف عملية الاستحاثة :
    (في بعض الأحيان يمكن أن تتمعدن المادة العضوية وهكذا فبعض جذوع الأشجار قد تحولت كليا إلى كتل سيسليسة ، ويكون التحول وفي الوقت نفسه الحفظ أكثر تقدما كلما كانت المستحاثة أكثر قدما .فالقواقع التي تعود إلى الحقب الأول متحجرة تماما ، وبالمقابل فإن قواقع رخويات عاشت في الحقب الثالث يمكن أن تكون قليلة الاختلاف في مظهرها عن القواقع التي تجمع حاليا من الشواطئ الرملية . )
    والآن ما رأيكم أن نحول هذا النص إلى قصيدة نثر ذات ضجيج إيقاعي شبيه بضجيج إيقاع قصيدة النثر أعلاه بمجرد عملية قطع الأسطر. ....ومن ناحية ثانية لنحاول أن ننسى أنه نص علمي خال من العاطفة ولنتقبل أنه شعر يصف التأمل الحزين لسيرورة تحول الكائنات مطلقا .. ولنلاحظ كيف يكاد إسقاط موضوعه على الشعور الإنساني بتسميته (شعرا) يوحي له بأبعاد فلسفية ويمنح للكلمات أجنحة.
    يتبع. . .

  3. #33
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    عنوان القصيدة (الاستحاثة )

    في بعض الأحيان ... 2 2 2 2 2 ه / فعلن مستفعل
    يمكن أن تتمعدن المادة العضوية2 1 3 1 3 3 2 ه 3 2 2 2 / مستعلن فعلن فعولن فعولن فعلن
    وهكذا ....3 3 /متفعلن
    فبعض جذوع الأشجار 3 1 3 2 2 2 ه / مفاعلتن مستفعل
    قد تحولت كليا إلى...2 3 3 2 2 2 3 / فاعلن فعولن مستفعلن
    كتل سيليسية ..1 3 2 2 2 2 /فعلن فعلن فعلن
    ويكون التحول ... 1 3 2 3 2 /فعلن فاعلاتن
    وفي الوقت نفسه.. الحفظ .. 3 2 3 3 2 ه / فعولن فعو فعولن
    أكثر تقدما 2 1 1 3 3 / فع متعلن فعل
    كلما كانت المستحاثة ...2 3 2 3 2 3 2 / فاعلاتن فعولن فعولن
    أكثر قدما .. 2 1 1 1 3 فاعل فعلن
    فالقواقع ..2 3 2 / فاعلاتن
    التي تعود إلى الحقب الأول 2 3 3 1 3 2 2 2 2 / فاعلن مفاعلتن فعلن فعلن
    متحجرة تماما.. 1 3 1 3 3 2 /فعلن فعلن فعولن
    و قواقع رخويات عاشت..1 3 1 1 1 3 2 2 2 2 / فعلات متعلن فعلن فعلن
    في الحقب الثالث..2 2 2 2 2 / فعلن مستفعل
    يمكن أن تكون ..2 1 3 3 / مستعلن فعو
    قليلة الاختلاف في مظهرها ..3 1 3 3 3 2 1 3 /مفاعلتن متفعلن مستعلن
    عن القواقع التي تجمع حاليا ..3 3 3 3 2 1 3 2 2 / متفعلن متفعلن مستعلن فعلن
    من الشواطئ الرملية /‎222333 متفعلن فعولن فعلن .‎
    يتبع . . .

  4. #34
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    إن الأثر النفسي للضجيج الإيقاعي الذي نستشعره مع قراءة نص قصيدة النثر يتشابه مع ذلك الذي تحدثه(قصيدة) النص العلمي بعد قطع السطور ليقتصر كل منها على بضع تفعيلات عفوية غير منسقة ولا تمثل أيا من البحور الشعرية إلا بالمصادفة ، في حين يختلف إحساسنا بالمقارنة مع قراءة فقرة النص العلمي ذات السطور الطويلة المسترسلة...والسبب في ذلك تعذر حفظ التركيب الصوتي (الإيقاعي) لكامل السطر على الذاكرة قصيرة الأمد بسبب .تعقيده وعدم انتظامه . ..لذا فإن مقابلته مع إيقاع السطر اللاحق لا يمكن ان تحدث ذهنيا أثناء قراءة الفقرة.
    لكن مع عملية القطع في السطور تتاح فرصة الحفظ المؤقت قصير الأمد للتراكيب الصوتية القليلة فيتم تقصي الإيقاع وتتبعه لا شعوريا وبشكل عفوي من سطر إلى آخر . وهذا ما يؤدي إلى ملاحظة الفرق في الإيقاع بين السطور تباعا فنشعر بتلك الجلبة الإيقاعية إثر قراءة السطور المقطوعة المتتابعة . .

    لكن نتيجة لغياب النسق الإيقاعي المنتظم في السطر من جهة ، وانعدام التناظر الإيقاعي بين السطور من جهة ثانية فإن الذاكرة طويلة الأمد لا تجد ما يساعدها على حفظ التركيبة الفوضوية لإيقاع القصيدة مما يفسر استحالة حفظ نصها بدقة حتى من قبل مؤلفها نفسه لمدة طويلة . يتبع ...

  5. #35
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    وإن استعصاء حفظ قصيدة النثر لمدة طويلة حتى من قبل مؤلفها يوحي لي بأن أصنفها ضمن الأدوات الاستهلاكية التي يكتب عليها ( استخدام لمرة واحدة ) وذلك ما أورثها إياه انعدام عنصر التكرار للتركيب الإيقاعي . التكرار الذي أثبت علم الفيزيولوجيا العصبية عظيم أهميته في عملية الحفظ وهو بالضبط ما منح الشعر الموزون فرصة الحفظ التي اجتازت به مراحل تاريخية ندر فيها التدوين واتصف فيها العرب بالأميين .
    التعديل الأخير تم بواسطة (ثناء صالح) ; 03-01-2013 الساعة 03:50 PM

  6. #36
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    ثانيا – مصادفة الإيقاع الموزون:
    تزخر معظم قصائد النثر التي قد يستشهد بها على ارتفاع وتيرة ( الإيقاع الداخلي ) بأسطر ذات إيقاع شعري موزون تنتمي لبحر شعري واحد أو أكثر من بحور الخليل .
    وأنا أؤكد أن معظم مؤلفي تلك القصائد لا يعون هم أنفسهم تلك الحقيقة بسبب عدم إلمامهم المسبق بإيقاعات أوزان البحور الخليلية ، ولو تسنى لهم وعي ذلك لقاموا بإعادة صياغة تلك الأسطر بحيث يتشوه إيقاعها كي لا يواجهوا تهمة اللجوء للوزن طلبا للإيقاع الداخلي .
    فمن أين جاءت تلك الأسطر الموزونة ؟
    هناك مصدران لها :
    التعديل الأخير تم بواسطة (ثناء صالح) ; 03-01-2013 الساعة 05:51 PM

  7. #37
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    ‏
    هناك مصدران لها :

    1- الفطرة الإيقاعية العربية ‏: ‎
    تلك الفطرة نفسها التي صاغت أوزان بحور الشعر في عصور الجاهلية الأولى وقبل أن يستقرئ الخليل قوانينها وقواعدها بزمن طويل . .
    هناك علاقة جدلية بين الفطرة الإيقاعية للإنسان واللغة التي يتكلمها ، فالفطرة الإيقاعية العربية ذات ذوق إيقاعي يختلف عن الفطرة اليونانية أو الإنكليزية وذلك بحكم الخصائص الصوتية للغة المستخدمة والتي تترك تأثيرها العميق في مجال استساغة إيقاع ما أو عدم استساغته . فالعربي المتكلم بالعربية والمستمع إليها يؤثر في منحى نمو الحس الإيقاعي عنده ذلك الأسلوب الصوتي العام الذي يميز تراكيب اللغة العربية حتى خارج إيقاعات الشعر بميزة التكامل الصوتي التي تعني انصهار حواف المفردات المتجاورة بعضها مع بعض عند لفظها ضمن التركيب اللغوي بحيث يمتنع وجود ثغرة صوتية في حشو التركيب اللغوي ..ويأتي الكثير من الظواهر النحوية الصوتية كعوامل لهذا التكامل الصوتي في التراكيب اللغوية العربية مثل ظاهرة . . يتبع



  8. #38
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    ‏
     مثل ظاهرة (منع التقاء الساكنين ) وظاهرة (الأحرف الشمسية ) و همزة الوصل ومنع ظهور الضمة على الياء بسبب الثقل وإدغام المتماثلين وإدغام المتقاربين كالكاف والقاف والتاء والطاء ...فضلا عن جميع الظواهر الصوتية التي تستخدم في أحكام تلاوة القرآن الكريم كالإخفاء والإقلاب والإدغام والإظهار والترقيق والتفخيم ..وغير ذلك ... يتبع



  9. #39
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء صالح مشاهدة المشاركة
    ثانيا – مصادفة الإيقاع الموزون:
    تزخر معظم قصائد النثر التي قد يستشهد بها على ارتفاع وتيرة ( الإيقاع الداخلي ) بأسطر ذات إيقاع شعري موزون تنتمي لبحر شعري واحد أو أكثر من بحور الخليل .
    وأنا أؤكد أن معظم مؤلفي تلك القصائد لا يعون هم أنفسهم تلك الحقيقة بسبب عدم إلمامهم المسبق بإيقاعات أوزان البحور الخليلية ، ولو تسنى لهم وعي ذلك لقاموا بإعادة صياغة تلك الأسطر بحيث يتشوه إيقاعها كي لا يواجهوا تهمة اللجوء للوزن طلبا للإيقاع الداخلي .
    فمن أين جاءت تلك الأسطر الموزونة ؟
    هناك مصدران لها :
    https://sites.google.com/site/alarood/loghaton-salisah

  10. #40
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    896
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء صالح مشاهدة المشاركة
    ثانيا – مصادفة الإيقاع الموزون:
    تزخر معظم قصائد النثر التي قد يستشهد بها على ارتفاع وتيرة ( الإيقاع الداخلي ) بأسطر ذات إيقاع شعري موزون تنتمي لبحر شعري واحد أو أكثر من بحور الخليل .
    وأنا أؤكد أن معظم مؤلفي تلك القصائد لا يعون هم أنفسهم تلك الحقيقة بسبب عدم إلمامهم المسبق بإيقاعات أوزان البحور الخليلية ، ولو تسنى لهم وعي ذلك لقاموا بإعادة صياغة تلك الأسطر بحيث يتشوه إيقاعها كي لا يواجهوا تهمة اللجوء للوزن طلبا للإيقاع الداخلي .
    فمن أين جاءت تلك الأسطر الموزونة ؟
    هناك مصدران لها :
    هنا انت استاذتي الكريمة ترجعين ارتفاع وتيرة (الايقاع الداخلي ) إلى وجود الايقاع الخارجي الذي تجسده أوزان الشعر المعروفة ، وهذا ليس قانونا مطردا ، كم ذا من أبيات الشعر لا كسر فيها ، وهي خالية تماما من أي موسيقى داخلية ، الموسيقى الداخلية ، انتقاء للحروف على أساس التجانس والتناسب والتناسق من تقارب في مخارجها ، وتقارب في طبيعتها .

    يرعاك الله

  11. #41
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    شكرا أستاذي الكريم خشان

    ‏ أسعدني ما قرأته من نتيجة التحليل الإيقاعي الذي أجريته حضرتك على الفقرة النثرية في الرابط أعلاه ويسرني أن أعتبره شاهدا داعما لفكرتين اثنتين أولاهما تتعلق بالتأثير المتبادل بين اللغة العربية والفطرة الإيقاعية فكأن هذه اللغة تطبع التعبير اللغوي العفوي الذي تنتجه الفطرة أحيانا على أساس أنه نثري بطابع السلاسة أو الانسيابية التي تموسق التركيب اللغوي إلى درجة وزنه بأوزان الإيقاع الشعري وكل ذلك يتم لاشعوريا ودون قصد .
    و هو شاهد على الفكرة الثانية والتي أعدها المصدر الثاني للأسطر الموزونة في قصائد النثر والذي يتمثل بمخزون الذاكرة ذي الطابع الانفعالي الإيقاعي والذي يتم استدعاؤه من الذاكرة ليستخدم جاهزا ودون تعديل في المواقف الانفعالية المجانسة له . . سأتكلم عن هذا إن شاء الله
    تحياتي وتقديري

  12. #42
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (أ. لحسن عسيلة) مشاهدة المشاركة
    هنا انت استاذتي الكريمة ترجعين ارتفاع وتيرة (الايقاع الداخلي ) إلى وجود الايقاع الخارجي الذي تجسده أوزان الشعر المعروفة ، وهذا ليس قانونا مطردا ، كم ذا من أبيات الشعر لا كسر فيها ، وهي خالية تماما من أي موسيقى داخلية ، الموسيقى الداخلية ، انتقاء للحروف على أساس التجانس والتناسب والتناسق من تقارب في مخارجها ، وتقارب في طبيعتها .

    يرعاك الله
    أهلا بالأستاذ لحسن عسيلة
    أرى موسيقى الشعر شاملة لمجموعتين متباينتين من العناصر الموسيقية إحداهما تمثل الإيقاعات الخارجية (الوزن ) والثانية تمثل الموسيقى الداخلية بمكوناتها التي ذكرت حضرتك بعضها .
    فقد يجتمع الإيقاع الخارجي الموزون مع الموسيقى الداخلية في الشعر الموزون ، وقد تغيب الثانية مع حضور الأول .
    يسعدني وجودك هنا أستاذ لحسن

  13. #43
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892

    2- المصدر الثاني للأسطر الموزونة : حافظة التراكيب اللغوية الإيقاعية في الذاكرة :

    مما يلفت انتباهي أن صوت بكاء الطفل الرضيع يكون مشابها إلى حد بعيد لصوت بكاء أمه . وأن نموذج صوت الضحك يكاد يكون نوعيا على مستوى الأسرة . وأن تأثير بعض المدرسين أو المذيعين أو الدعاة على المعجبين بهم يظهر في تقمص هؤلاء المعجبين لنبرة الصوت الخاصة بمن هم محط الإعجاب . ولا أظننا نبالغ إن قلنا: إن نبرة الصوت النمطية تعمل كمؤشر على الشريحة الاجتماعية أو الثقافية التي ينتمي إليها المتكلم في موقف انفعالي معين في مجتمع ما . بل إن نمط النبرة الصوتية في اللهجة والتي تميز لكنة عن أخرى تمثل مؤشرا واضحا للمرحلة الحضارية التاريخية التي يمر بها السكان في منطقة جغرافية محددة .وكل ذلك يعود إلى كم هائل من التراكيب اللغوية الانفعالية ذات الإيقاع والتي يتم تداولها وتوريثها بين الأفراد بحيث تصبح معلما للشخصية الجماعية .وكمثال على ما أقول يمكننا تأمل تلك النبرة التي تصوغ إيقاعية التراكيب اللغوية العربية بلكنة فرنسية عند النطق بها من قبل الجزائريين العرب ، وهي إرث تاريخي حملته الذاكرة اللغوية الإيقاعية في الجزائر ، وقس على ذلك آثار اللهجة البدوية في الجزيرة العربية أو آثار اللهجة النوبية في السودان ...إلخ .
    لكن ما يهمنا نحن في مجال هذا البحث هو تدخل الحافظة الإيقاعية في صياغة التراكيب اللغوية الانفعالية في ما يسمى بقصيدة النثر والتي يفترض بها أن تكون خالية من الإيقاع الخارجي تماشيا مع (الشاعر) المتباهي بتمرده على الوزن كإيقاع خارجي مقولب ، فهذا الشاعر الذي تدهشه هو نفسه تلك الإيقاعية الفطرية التي تنسكب بها تراكيبه اللغوية دون قصد أو وعي ليطلق عليها تسمية (الإيقاع الداخلي )هو فرد منتم لشريحة ثقافية اجتماعية ( جماعة ) تعمل - شاء أو أبى - على تشكيل حافظته اللغوية الإيقاعية التي ستزخر بمخزون هائل من التراكيب اللغويةالانفعالية الإيقاعية التي تربى عليها وعيه بدءا من حفظ النصوص المدرسية للشعر الموزون في مراحل التعلم المدرسي المتتالية وانتهاء بالاستماع للشعر المغنى ليلا ونهارا إن لم يكن بخيار الفرد فبكونه ضحية للتأثير الإعلامي .وكل تلك التراكيب التي تلتصق بالمخزون اللغوي والتي يتعامل معها الدماغ كأدوات تعبيرية جاهزة للاستخدام عند الحاجة إليها وفق مبدأ الاستعارة نفسه الذي يتم فيه انتقاء لفظ معين دون غيره للتعبير عن معنى انفعالي عند التحدث أو الكتابة . وسواء أأعلن الشاعر فرحته بتلك التراكيب الإيقاعية الجاهزة التي تثير دهشته أو صب عليها جام غضبه فهو عاجز عن الفكاك منها كونها مرتبطة عنده بعملية التعبير اللغوي التي يستخدم الدماغ أدواتها وفق مستويين أولهما مستوى اللفظ الواحد ( المفردة ) وثانيهما مستوى الألفاظ المترابطة ( التراكيب ) ...يتبع


    

  14. #44
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    896
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ثناء صالح مشاهدة المشاركة
    أهلا بالأستاذ لحسن عسيلة
    أرى موسيقى الشعر شاملة لمجموعتين متباينتين من العناصر الموسيقية إحداهما تمثل الإيقاعات الخارجية (الوزن ) والثانية تمثل الموسيقى الداخلية بمكوناتها التي ذكرت حضرتك بعضها .
    فقد يجتمع الإيقاع الخارجي الموزون مع الموسيقى الداخلية في الشعر الموزون ، وقد تغيب الثانية مع حضور الأول .
    يسعدني وجودك هنا أستاذ لحسن
    ولا يستطيع الإتيان بهما معا إلا من ملك ذوقا رفيعا وحسا ادبيا و سليقة لا تشوبها شائبة ،
    يرعاك الله

  15. #45
    تاريخ التسجيل
    Aug 2013
    المشاركات
    51
    موضوع مهم طاب لي
    ولي عودة لقراءة متأنية
    كل الشكر أستاذتي على هذا الطرح القيم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  16. #46
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة هيفاء سعد مشاهدة المشاركة
    موضوع مهم طاب لي
    ولي عودة لقراءة متأنية
    كل الشكر أستاذتي على هذا الطرح القيم
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    أهلا وسهلا بك أستاذة هيفاء سعد
    تسرني قراءتك وأشكرك لتعقيبك الطيب
    تقبلي محبتي

  17. #47
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413
    أستاذتي العزيزة ثناء،
    يا ثناء.. الطفل يستقبل الحياة بالبكاء، بمعنى أن بكاءه لا يشبه بكاء أمه في حال من الأحوال، بل يشبه صوت طفل بعمره حديث الولادة وقولك:
    إن نمط النبرة الصوتية في اللهجة والتي تميز لكنة عن أخرى تمثل مؤشرا واضحا للمرحلة الحضارية التاريخية التي يمر بها السكان في منطقة جغرافية
    لا أرى أن للكنة أي دليل على الحضارة.. فهل تستطيع أن تقلل من حضارة بغداد لأنها اختلفت عن لكنة الشام أو مصر؟ وهل نستطيع ان ننسى حضارة مأرب في لكنة نراها من البداوة لبعدنا بينما يستطيعون هم تمييز دقائق اختلطت علينا!
    ربما كنت تقصدين التحضر من الحضر والمدنية لا الحضارة.
    وهي إرث تاريخي حملته الذاكرة اللغوية الإيقاعية في الجزائر ،
    أظن أن سليلة سترد عليك في هذا الباب، لتؤكد لك أن الإرث الاستعماري واضح المعالم في الجزائر العاصمة وبعض المدن الكبيرة.. وانك كلما انغمست في قلب الجزائر لوجدت لغة عربية مبهرة في صحتها وقوتها.
    على ذلك آثار اللهجة البدوية في الجزيرة العربية
    عند المقارنة.. يجب ان نقارن المثل بالمثل. ارث الاستعمار الفرنسي والاستعمار البريطاني
    هذا البدوي في المشرق يقول: أنطني الجلاس glass ..


    http://www.tbessa.net/t9731-topic#60301
    اللهجة الجزائرية

    شكرا لجمال روحك

  18. #48
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنين حمودة مشاهدة المشاركة
    أستاذتي العزيزة ثناء،
    يا ثناء.. الطفل يستقبل الحياة بالبكاء، بمعنى أن بكاءه لا يشبه بكاء أمه في حال من الأحوال، بل يشبه صوت طفل بعمره حديث الولادة وقولك:
    إن نمط النبرة الصوتية في اللهجة والتي تميز لكنة عن أخرى تمثل مؤشرا واضحا للمرحلة الحضارية التاريخية التي يمر بها السكان في منطقة جغرافية
    لا أرى أن للكنة أي دليل على الحضارة.. فهل تستطيع أن تقلل من حضارة بغداد لأنها اختلفت عن لكنة الشام أو مصر؟ وهل نستطيع ان ننسى حضارة مأرب في لكنة نراها من البداوة لبعدنا بينما يستطيعون هم تمييز دقائق اختلطت علينا!
    ربما كنت تقصدين التحضر من الحضر والمدنية لا الحضارة.
    وهي إرث تاريخي حملته الذاكرة اللغوية الإيقاعية في الجزائر ،
    أظن أن سليلة سترد عليك في هذا الباب، لتؤكد لك أن الإرث الاستعماري واضح المعالم في الجزائر العاصمة وبعض المدن الكبيرة.. وانك كلما انغمست في قلب الجزائر لوجدت لغة عربية مبهرة في صحتها وقوتها.
    على ذلك آثار اللهجة البدوية في الجزيرة العربية
    عند المقارنة.. يجب ان نقارن المثل بالمثل. ارث الاستعمار الفرنسي والاستعمار البريطاني
    هذا البدوي في المشرق يقول: أنطني الجلاس glass ..


    http://www.tbessa.net/t9731-topic#60301
    اللهجة الجزائرية

    شكرا لجمال روحك
    ههههه
    أهلا بك أستاذتي الغالية حنين . . يبدو أن كلامي لم يقنعك . . سأحاول الإيضاح أكثر . .

    أما عن مشابهة نبرة بكاء الوليد لنبرة بكاء أمه فهي ملاحظة لاحظتها مرارا وتكرارا في حالات عديدة . والشرط المطلوب لهذه الملاحظة أن تكوني قادرة على تمييز نبرة بكاء الأم قبل أن تستمعي لبكاء وليدها . . الجنين قادر على أن يسمع صوت أمه إذا بكت كما يسمع الأصوات في البيئة المحيطة بأمه فليس من المستبعد أن يكتسب الوليد خبرة سلوك البكاء من أمه ليحفظه في ذاكرته السمعية ومن ثم فإنه يعتمد على هذه الذاكرة في أدائه . إن أزمنة التصويت في البكاء تختلف باختلاف أزمنة الزفير المتلاحق وما يعقبها من فترات الشهيق المختلفة التي تفصل بين كل تصويتين في الأنماط المختلفة للبكاء فضلا عن اختلاف طبيعة وشدة الانفعال المسبب للبكاء لذا فإن نبرة البكاء تختلف في وقعها من شخص لآخر وكذلك من وليد لآخر ولو تساءلنا عن سر قدرة الأم دون غيرها في تمييز صوت بكاء وليدها من أصوات بكاء عدة أطفال آخرين حديثي الولادة يبكون جميعا معا لأدركنا أن لصوت بكاء الوليد نبرة مميزة تحفظها الأم وتميزه بها . .
    ‏ وأما عن اعتبار نبرة اللهجة الجماعية مؤشرا للمرحلة التاريخية والحضارية فأنا لم أقصد بها المقارنة بين درجة التطور الحضاري للمناطق الجغرافية المختلفة . فالمقارنة خارج الموضوع . ما قصدته : أن المرحلة الحضارية التي يمر بها السكان في منطقة جغرافية معينة من حيث تسلسلها التاريخي وسواء أكانت عالية التطور أو متدنيته تترك أثرا في النبرة الصوتية الجماعية للهجة السكان . فشعور المستمع باقتراب نبرة اللكنة الجزائرية من اللكنة الفرنسية راجع إلى انطباع تأثير الفرنسية في الأذن الجزائرية واللسان الجزائري وهذا الانطباع مؤشر إلى المرحلة الحضارية - مرحلة الاحتلال الفرنسي - التي مرت في تاريخ الجزائر .
    سأضرب لهذا مثلا آخر كأتحدث عن تطور نبرة اللهجة الحلبية التي تحولت من اللهجة ( القحية ) إلى اللهجة الحالية . تتميز ( الحلبية القحية ) بنبرة الصوت العريض الذي يميل إلى المبالغة في تفخيم الصوت عموما وتفخيم صوت حروف المد خصوصا مع إطالة زمن المد . وتستخدم هذه النبرة بصوت مرتفع كطريقة سلوكية لفرض الاحترام لشخصية المتحدث ( القبضاي ) وقد كانت سائدة في حلب قديما إبان الاحتلالين العثماني والفرنسي كما يظهر في المسلسلات التي تصور تلك المراحل . أما الآن فقد اضمحلت واختفت إلا من آثار انطباعها في لهجة سكان أحياء حلب الأصلية القديمة فسكان هذه الأحياء يتميرون بها وتظهر بأوضح وقع عند المسنين منهم . . ويشعر الجيل الشاب بانطباعها في لهجة المسنين فيضحكون منها ويتندر الآن طلاب الجامعة الحلبيون بهذه اللهجة للتسلية والضحك ولو راقبت لهجة أحدهم للاحظت أن النبرة في لهجته قد مالت إلى الترقيق في المد وسواه .وما أعزو هذا التغيير إلا لتأثير تجارب الاختلاط بين اللهجات المختلفة في الجامعة وتأثير لهجة الإعلام وتأثير الثقافة والتعليم . وهو ما تتميز به هذه المرحلة التاريخية حضاريا .
    محبتي لك

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 1 2

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط