يوسف قائد
https://www.facebook.com/yousef.kaed?fref=nf
قيامة الشام
ـــــــــــــــــــ

أَيْنَ الْقِيَامَةُ وَالْأَجْرَاسُ يَا عِيْسَى
مَا زَالَ آدَمُ فَوْقَ الأرْضِ مَحْبُوْسَا
.
مَا زَالَ دَمْعِيْ وَمِرْسَالُ الْحَنِيْنِ مَعِيْ
وَليْسَ عُذْرُكِ يَا مَنْ غِبْتِ مَلْمُوْسَا
.
آمَنْتُ بِالشَّامِ حَتّى صِرْتُ آيَتَهَا
وَخِلْتُ كُلَّ سَفِيْنِ الْبَحْرِ إِبْلِيْسَا
.
إِذَا تَرَحَّلْتُ ظَلَّ الْوَرْدُ يَسْكُنُنِيْ
وَالشَّوْقُ يُرْسِلُ مِنْ بَعْضِيْ جَواسِيْسَا
.
أَخْفَيْتُ حُبَّكِ فِي الْبُلْدَانِ مِنْ وَجَعِيْ
وَظَلَّ عِطْرُكِ فِي الشِّرْيانِ مَدْسُوْسَا
.
أَنَا الْمُهَلْهِلُ لَمَّا بِتِّ بَاكِيَةً
أَنَا سُلَيْمَانُ لَمَّا كُنْتِ بلْقِيْسَا
.
يُقَالَ عَنْكِ: "مَلَأْتِ الدَّهْرَ أَسْئِلةً
وَكَانَ كُلُّ جَوَابٍ مِنْكِ مَقْبُوْسَا"
.
فَكَمْ تَرَبَّعَ فِيْ وَادِيْكِ مِنْ عُمَرٍ
وَكَمْ دَفَنْتِ مَعَ الْأَيَّامِ رَمْسِيْسَا
.
كُنْتِ الْحَضَارَةَ وَالدُّنْيَا بِأَجْمَعِهَا
وَرُحْتِ فِيْ فَجْوَةِ التَّارِيْخِ تَأْسِيْسَا
.
هَلْ أَنْتِ مَيِّتَةٌ أَمْ شِبْهُ مَيِّتَةٍ
مَنْ يَنْزِعُ الْيَوْمَ مِنْ قَلْبِيْ الْوَسَاوِيْسَا؟
.
يَا شَامُ أَذْكُرُ لَمَّا شَمْسُنَا انْطَفَأَتْ
وَزَّعْتِ أَنْتِ عَلَى الدُّنْيَا الْفَوَانِيْسَا
.
وَصَارَ فِيْ أَرْضِكِ الزَّيْتُوْنُ أُغْنِيَةً
تَدُقُّ مِنْ ذَنْبِ أَيْدِيْهَا النَّوَاقِيْسَا
.
عَفْوُيَّةُ الْحُبِّ يَعْلُو الشِّعْرُ صَهْوَتَهَا
يَغْزُوْ سَمَاعاً وَيُلْغِيْ كُلَّ مَا قِيْسَا
.
مَا كُنْتُ أَفْقَهُ قَبْلَ الْحُبِّ مَا لُغَتِيْ!
حَتَّى شَرِبْتُ مَعَ الشَّامِ الْقَوَامِيْسَا
.
خُذِيْ فَمِيْ وَشَرَايِيْنِيْ وَذَاكِرَتِيْ
لِكَيْ تَصِيْرَ دَوَاوِيْنِيْ طَوَاوِيْسَا
.
أَيْنَ الّتِيْ رَكَضَتْ حَارَاتُهَا مَعَنَا
وَمَنْ تَدَلّتْ عَلَى حَيْطٍ أَحَاسِيْسَا
.
مَا زِلْتُ أَكْتُبُهَا نَثْراً وَقَافِيَةً
حَتّى نُسِبْتُ إِلَى التَّارِيْخِ قِدِّيْسَا
.
وَضَعْتُ عِنْدَكِ إِيْمَانِيْ وَقَافِيَتِيْ
فَهَلْ تَرَكْتِ إِلَى الْمَخْنُوْقِ تَنْفِيْسَا
.
قُوْمِيْ إَلَى الْبَيْتِ لَا تَبْكِي؛ عَصَايَ مَعِيْ
وَالْبَحْرُ يَهْمِسُ فِيْ عَيْنَيّ: "يا موسى"