( هندسة العروض ) عنوان كتاب للدكتور محمد الكرباسي .

وصلتني رسالة من صديق حول وصول عدد [البحور ] لدى د. الكرباسي إلى ما يفوق مائتي [ بحر ]

والموضوع يستحق النقاش خاصة وأني قلت لصديق لي حول الموضوع أنه لو اجتمعت الإنس والجن على أن يأتوا ببحور جديدة غير بحور الخليل أو ما يتفرع عنها وينضبط بضوابط منهج الخليل لما استطاعوا. فالبحور لها ضوابط رياضية أودعها الله تعالى الوجدان العربي واكتشفها الخليل كالعناصر في الطبيعة خلقها سبحانه بأعداد وأوزان ذرية اكتشفها ماندلييف.

من يستطيع أن يأتي بعنصر جديد يستطيع أن يأتي ببحر جديد.

https://sites.google.com/site/alarood/Home/mendeleev

هناك مواد وسبائك جديدة وهناك أوزان لا تعد ولا تحصى. أما العناصر والبحور فلا ولن يكون فيهما جديد، كما لن يضاف لأيام الأسبوع يوم جديد. ربما يختار قوم لهم فترة زمنية من ثمانية أيام ، وذلك من حقهم، ولكن ليس من حقهم أن يسموها اسبوعا فالاسم المطابق لها هو (( أُثمون ) من ثمانية كما أسبوع من سبعة.

وفيما يلي جزء من الرسالة :




الجزء‎ ‎الثاني‎ ‎والاخير
د‎. ‎نضير‎ ‎الخزرجي
محيطات‎ ‎ميزان‎ ‎الشعر
ما‎ ‎يميز‎ ‎الباحث‎ ‎الثاقب‎ ‎في‎ ‎تعامله‎ ‎مع‎ ‎أي‎ ‎عالم‎ ‎راحل‎ ‎أو‎ ‎إبداع‎ ‎سابق‎ ‎على‎ ‎عصره‎ ‎أو‎ ‎معاصر‎ ‎له‎ ‎هو‎ ‎الإحترام‎ ‎والتقدير‎ ‎دون‎ ‎جمود‎ ‎وعبودية،‎ ‎والتواضع‎ ‎للعلم‎ ‎دون غرور‎ ‎وعنجهية،‎ ‎وهاتان‎ ‎الصفتان‎ ‎المتلازمتان‎ ‎لكل‎ ‎ناجج‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎المعمورة‎ ‎نجدها‎ ‎فيما‎ ‎جاء‎ ‎به‎ ‎الكرباسي‎ ‎في‎ ‎مثلث‎ ( ‎هندسة‎ ‎العروض‎ ‎والأوزان‎ ‎الشعريةوبحور‎ ‎العروض‎ ) ‎،‎ ‎فالمؤلف‎ ‎كما‎ ‎يقول‎ ‎الدكتور‎ ‎شبين‎ ‎وقف‎ ‎على‎ ‎كثير‎ ‎من‎ ‎الكتب‎ ‎الموضوعة‎ ‎في‎ ‎باب‎ ‎الشعر‎ ‎من‎ ‎عهد‎ ‎الخليل‎ ‎إلى‎ ‎يومنا‎ ‎هذا‎: ( ‎فكأنِّي‎ ‎به‎ ‎قد أحسَّ‎ ‎بشيء‎ ‎من‎ ‎الركود‎ ‎يعتري‎ ‎هذا‎ ‎النظام‎ ‎الإيقاعي‎ ‎القديم،‎ ‎وأنَّ‎ ‎هالة‎ ‎من‎ ‎التقديس‎ ‎أحاطته‎ ‎فجعلته‎ ‎من‎ ‎المسلَّمات‎ ‎التي‎ ‎لا‎ ‎يمكن‎ ‎أن‎ ‎تناقش،‎ ‎ومن‎ ‎المحرَّمات‎ ‎التي لا‎ ‎يجوز‎ ‎لأي‎ ‎كان‎ ‎من‎ ‎المساس‎ ‎بها‎ ) ‎فكانت‎ ‎الشقائق‎ ‎الثلاث‎ ‎التي‎ ‎أراد‎ ‎بها‎ ‎أن‎: ( ‎يرسم‎ ‎للشعراء‎ ‎الموهوبين‎ ‎طريقا‎ ‎إلى‎ ‎عالم‎ ‎الشعر،‎ ‎ويبني‎ ‎سلَّما‎ ‎إلى‎ ‎فضاءاته‎ ‎يهيم البصر‎ ‎دونها‎ ‎حديدا،‎ ‎وليتسنَّى‎ ‎له‎ ‎إخراج‎ ‎العروض‎ ‎من‎ ‎دائرة‎ ‎الجمود،‎ ‎والإنغلاق،‎ ‎والطلاسم‎ ‎التي‎ ‎تنجم‎ ‎عن‎ ‎معضلاته‎ ‎وتعقيداته،‎ ‎التي‎ ‎نكَّست‎ ‎محبِّيه،‎ ‎وأثقلت
كواهل‎ ‎المشتغلين‎ ‎به،‎ ‎خلع‎ ‎عنه‎ ‎رثَّ‎ ‎الثياب،‎ ‎وألبسه‎ ‎منها‎ ‎القشيب،‎ ‎ليبدو‎ ‎في‎ ‎حلَّة‎ ‎خيوطها‎ ‎البناء‎ ‎المتين،‎ ‎وألوانها‎ ‎هندسة‎ ‎الإبداع‎ ‎الجديد،‎ ‎ومسكها‎ ‎ماء‎ ‎البحور التي‎ ‎تلاطمت‎ ‎أمواجها‎ ‎من‎ ‎مائتين‎ ‎وعشرة‎ ‎بحور،‎ ‎بعضها‎ ‎يلتطم‎ ‎ببعض‎ ) ‎وبذا‎ ‎تكون‎ ‎بحور‎ ‎الخليل‎ ‎قد‎ ‎امتزجت‎ ‎ببحور‎ ‎الكرباسي‎ ‎مكونة‎ ‎معا‎: ( ‎محيطات‎ ‎لميزان الشعر‎ ‎أرحب‎ ‎أفقا،‎ ‎وأخصب‎ ‎خيالا،‎ ‎وأوسع‎ ‎مجالا،‎ ‎وأغنى‎ ‎معنى‎ ‎ومبنى‎ ‎للشعر‎ ‎السليم‎ ) .‎فبحور‎ ‎العروض،‎ ‎وشقيقاه‎ ‎من‎ ‎قبل،‎ ‎كاشف‎ ‎عن‎ ‎نظرة‎ ‎تطورية‎ ‎إبداعية‎ ‎للشعر‎ ‎بخاصة‎ ‎وإن‎ ‎المؤلف‎ ‎امتلك‎ ‎ناصية‎ ‎التأصيل‎ ‎للشعر‎ ‎وبخاصة‎ ‎في‎ ‎الشعر‎ ‎العربي والفارسي‎ ‎والأردوي‎ ‎وال‎ ��شتوي‎ ‎كما‎ ‎هو‎ ‎ظاهر‎ ‎من‎ ‎مؤلفاته‎ ‎المطبوعة،‎ ‎لكنه‎ ‎لم‎ ‎يتنكر‎ ‎للماضين،‎ ‎وكما‎ ‎يقول‎ ‎المعلق‎: ( ‎هذا‎ ‎هو‎ ‎العروض‎ ‎الحديث‎ ‎الذي‎ ‎استلهمه الكرباسي‎ ‎ممَّن‎ ‎قبله،‎ ‎فلا‎ ‎هو‎ ‎هدم‎ ‎القديم‎ ‎واعتدَّ‎ ‎بعروضه‎ ‎الجديد‎ ‎فيكون‎ ‎مفرِّطا،‎ ‎ولا‎ ‎هو‎ ‎بقي‎ ‎على‎ ‎خطى‎ ‎الخليل‎ ‎مقلِّدا‎ ‎فيكون‎ ‎بذلك‎ ‎مفرطا،‎ ‎ولكن‎ ‎المبدع‎ ‎امتلك حسَّ‎ ‎المهندس‎ ‎وذوق‎ ‎الشاعر،‎ ‎وعبقرية‎ ‎المجدد،‎ ‎فراوح‎ ‎بين‎ ‎النظامين،‎ ‎إذ‎ ‎لا‎ ‎إفراط‎ ‎ولا‎ ‎تفريط‎ ‎في‎ ‎هذا‎ ‎الفن‎ ‎الذي‎ ‎وجبت‎ ‎الإحاطة‎ ‎فيه‎ ‎بعلوم‎ ‎مختلفة‎ ‎كالحساب، والهندسة،‎ ‎والأصوات،‎ ‎والنحو‎ ‎والصرف‎ ‎والبلاغة،‎ ‎والموسيقى،‎ ‎وألفيت‎ ‎الكرباسيَّ‎ ‎في‎ ‎هذه‎ ‎الفنون‎ ‎عارفا‎ ‎مجيدا‎ ) .‎إذا‎ ‎كان‎ ‎المؤلف‎ ‎في‎ ( ‎هندسة‎ ‎العروض‎ ) ‎استعرض‎ ‎بالتفصيل‎ ‎كل‎ ‎البحور‎ ‎القديمة‎ ‎والجديدة‎ ‎التام‎ ‎منها‎ ‎والمجزوء‎ ‎والمنهوك‎ ‎مجتمعة،‎ ‎فانه‎ ‎في‎ ( ‎بحور العروض‎ ) ‎أوجز‎ ‎الحديث‎ ‎في‎ ‎الأنماط‎ ‎الثلاثة‎ ‎بشكل‎ ‎منفرد‎ ‎ضمن‎ ‎نظام‎ ‎التفعيلة،‎ ‎فضم‎ ‎الفصل‎ ‎الأول‎ ‎من‎ ‎التفعيلة‎ ‎المثمنّة‎ 210 ‎بحور‎ ‎تامة‎ ‎أربعة‎ ‎أجزاء‎ ‎في‎ ‎الصدر ومثلها‎ ‎في‎ ‎العجز‎ ‎وهي‎:‎
المتقارب،‎ ‎المتدارك،‎ ‎الهزج،‎ ‎الرَّجز،‎ ‎الرَّمل،‎ ‎الوافر،‎ ‎الكامل،‎ ‎المستزاد،‎ ‎المطوَّل،‎ ‎المتبسِّط،‎ ‎المستشبه،‎ ‎المبسوط،‎ ‎المشبَّه،‎ ‎المبسَّط،‎ ‎المترملَّ،‎ ‎الشبيه،‎ ‎المنبسط،
المسترَمْلِ،‎ ‎الطويل،‎ ‎المديد،‎ ‎المستطيل،‎ ‎البسيط،‎ ‎الممتدَ،‎ ‎القريب،‎ ‎المستدرك،‎ ‎المكمَّل،‎ ‎المتكامل،‎ ‎الأكمل،‎ ‎الكمول،‎ ‎المقارب،‎ ‎الأطول،‎ ‎المستقرب،‎ ‎المتدرك،
الأقرب،‎ ‎الموفر،‎ ‎الميسَّر،‎ ‎المرمول،‎ ‎الداّرك،‎ ‎المستغرب،‎ ‎الدَّركَ،‎ ‎الغريب،‎ ‎المشارك،‎ ‎المرمَّل،‎ ‎المشترك،‎ ‎الأبسط،‎ ‎المتشارك،‎ ‎الأخفَ،ْ‎ ‎المقرَّب،‎ ‎المميز،‎ ‎الصافي،
وفي‎ ‎البحر‎ ‎الأخير‎ ‎يقول‎ ‎صاحب‎ ‎المنظومة‎:‎

ألا‎ ‎يا‎ ‎قومي‎ ‎على‎ ‎صاف‎ ‎البحور‎ ‎نظمي‎ ... ‎فعَولن‎ ‎مستفعلن‎ ‎مستفعلن‎ ‎فعولنْ
فهذا‎ ‎لون‎ ‎من‎ ‎الأوزان‎ ‎لو‎ ‎نظمتم‎ ... ‎عليه‎ .. ‎بيتا‎ ‎عشقتم‎ ‎أن‎ ‎تباهلوا‎ ‎الفنَْ

ثم‎: ‎المتمايز،‎ ‎المصفى،‎ ‎الأغرب،‎ ‎المزج،‎ ‎المصطفى،‎ ‎المتمازج،‎ ‎الموجز،‎ ‎المزيج،‎ ‎الوجيز،‎ ‎المجاز،‎ ‎الممزوج،‎ ‎المنقىّ،‎ ‎النَّقي،‎ ‎المنتقى،‎ ‎الأنقى،‎ ‎المستكمل،
المستخلص،‎ ‎المستنَقى،‎ ‎الخلوص،‎ ‎القسيم،‎ ‎المقسََّم،‎ ‎المتقاسم،‎ ‎القاسم،‎ ‎المقسوم،‎ ‎المنقسم،‎ ‎المتقابل،‎ ‎الجامع،‎ ‎المقبول،‎ ‎المجمَّع،‎ ‎المتقبَّل،‎ ‎المستجمع،
الموزون،‎ ‎المجموع،‎ ‎المتوازن،‎ ‎الوفير،‎ ‎الموفور،‎ ‎الوزين،‎ ‎المرتجَزَ،‎ ‎المسرح،‎ ‎المتسرِّع،‎ ‎المتصارع،‎ ‎المستقضبَ،‎ ‎المركَّب،‎ ‎المتسردِ،‎ ‎المقتضبَ،‎ ‎المجتث،‎ ‎المطَّرد،
السريع،‎ ‎المتَّئد،‎ ‎المنسرد،‎ ‎المقضَّب،‎ ‎وفي‎ ‎البحر‎ ‎الأخير‎ ‎يقول‎ ‎صاحب‎ ‎المنظومة‎:‎

قضِّب‎ ‎من‎ ‎تفاعيل‎ ‎بحر‎ ‎أوزانه‎ ‎محكم‎ ... ‎مفعولات‎ ‎مستفعلن‎ ‎مفعولات‎ ‎مستفعلنْ
منَ‎ ‎منكم‎ ‎يرى‎ ‎فضله‎ ‎في‎ ‎تأسيسه‎ ‎قائما‎ ... ‎فلينظمِ‎ ‎كما‎ ‎يرتئي‎ ‎المولى‎ ‎حظهّ‎ ‎في‎ ‎المحِنَْ

ثم‎: ‎المخفَّف،‎ ‎المستطرد،‎ ‎المنسرح،‎ ‎الخفيف،‎ ‎المضارع،‎ ‎المستهزج،‎ ‎المجوزّ،‎ ‎الهزيج،‎ ‎المهزَّج،‎ ‎المرجوز،‎ ‎المخلط،‎ ‎المترجِّز،‎ ‎الخليط،‎ ‎المتراجز،‎ ‎المخلوط،
الرجيز،‎ ‎المخالط،‎ ‎المرجَّز،‎ ‎المتسارع،‎ ‎المزيد،‎ ‎المسترجز،‎ ‎المتراكب،‎ ‎المتزايد،‎ ‎المخصص،‎ ‎الخاص،‎ ‎المخصوص،‎ ‎الخصوب،‎ ‎المخصَّب،‎ ‎الركوب،‎ ‎المتركبّ،
الخصيب،‎ ‎المركوب،‎ ‎المزاد،‎ ‎المزوَّد،‎ ‎المستزيد،‎ ‎المنفصل،‎ ‎الفصيل،‎ ‎وفي‎ ‎البحر‎ ‎الأخير‎ ‎أنشأ‎ ‎صاحب‎ ‎المنظومة‎:‎

فصيلي‎ ‎بحر‎ ‎في‎ ‎وزنك‎ ‎أنغام‎ ‎تحلو‎ ‎فيه‎ ... ‎مفاعيلن‎ ‎مفعولات‎ ‎مفاعيلن‎ ‎مفعولات
إذا‎ ‎فانظم‎ ‎وانشد‎ ‎وغازل‎ ‎محبوبا‎ ‎لا‎ ‎ي‎ ... ‎توانى‎ ‎عن‎ ‎حق‎ ‎في‎ ‎عمل‎ ‎كم‎ ‎فيه‎ ‎خبرْات

ثم‎: ‎المخلوع،‎ ‎الخليع،‎ ‎المفصول،‎ ‎المتخلعّ،‎ ‎المستخلع،‎ ‎الصدح،‎ ‎الصدوح،‎ ‎المصداح،‎ ‎الصديح،‎ ‎السالم،‎ ‎الصالح،‎ ‎السليم،‎ ‎الصلوح،‎ ‎المصلح،‎ ‎الجميل،‎ ‎المجمل،
الحميد،‎ ‎المتحلِّف،‎ ‎المستجمل،‎ ‎الظريف،‎ ‎المحمود،‎ ‎المستظرف،‎ ‎التابع،‎ ‎التَّبع،‎ ‎الثَّمل،‎ ‎الثَّمول،‎ ‎المتبوع،‎ ‎الحديث،‎ ‎المثمَّل،‎ ‎المستحدثَ،‎ ‎الجديد،‎ ‎الحليف،‎ ‎المحلف،
المستحلفَ،‎ ‎الخلاط،‎ ‎المشتبك،‎ ‎المتشابك،‎ ‎المعكوس،‎ ‎المتعاكس،‎ ‎الزَّلق،‎ ‎وفي‎ ‎البحر‎ ‎الأخير‎ ‎أنشأ‎ ‎صاحب‎ ‎المنظومة‎:‎

خذوا‎ ‎زلقا‎ ‎لنظم‎ ‎جميع‎ ‎الأغراض‎ ‎بالتأثير‎ ... ‎مفاعلتن‎ ‎مفاعلتن‎ ‎مفعولات‎ ‎مفعولات
ولا‎ ‎تذروا‎ ‎منابركم‎ ‎تخلو‎ ‎من‎ ‎لطيف‎ ‎القول‎ ... ‎إذا‎ ‎طرب‎ ‎بدا‎ ‎وجرت‎ ‎أنغام‎ ‎لها‎ ‎اثبات

ثم‎: ‎الذَّلقِ،‎ ‎الزَّلوق،‎ ‎الذَّليق،‎ ‎الذَّليل،‎ ‎الشَّذبِ،‎ ‎المذلَّل،‎ ‎المشذَّب،‎ ‎الشَّرنِ،‎ ‎الأوفر،‎ ‎المتوافر،‎ ‎الطريف،‎ ‎المستطرف،‎ ‎الضَّريب،‎ ‎الطروس،‎ ‎الصَّريم،‎ ‎المستضرب،‎ ‎الطليق،
اللاحق،‎ ‎اللحوق،‎ ‎النشيب،‎ ‎النَّشبَ،‎ ‎البديع،‎ ‎العزيز،‎ ‎اليسير،‎ ‎النادر،‎ ‎اليتيم،‎ ‎المدق،‎ ‎الأدق،‎ ‎المستدقَ،‎ ‎الدقيق،‎ ‎المتسرِّح،‎ ‎وأخيرا‎ ‎المتوفِّر‎.‎
أما‎ ‎البحور‎ ‎المجزوءة‎ ‎المسدسّة‎ ‎التفعيلة‎ ‎المتناصفة‎ ‎بين‎ ‎الصدر‎ ‎والعجز‎ ‎فهي‎ ‎البحور‎ ‎التامة‎ ‎نفسها‎ ‎ولكن‎ ‎بحذف‎ ‎التفعيلة‎ ‎الرابعة‎ ‎والثامنة‎ ‎من‎ ‎شطري‎ ‎البيت،
فيما‎ ‎أن‎ ‎البحور‎ ‎المنهوكة‎ ‎المربعّة‎ ‎التفعيلة‎ ‎المتناصفة‎ ‎بين‎ ‎شطري‎ ‎البيت‎ ‎فهي‎ ‎البحور‎ ‎المجزوءة‎ ‎نفسها‎ ‎ولكن‎ ‎بحذف‎ ‎تفعيلة‎ ‎في‎ ‎الصدر‎ ‎ومثلها‎ ‎في‎ ‎العجز،‎ ‎على
أن‎ ‎بحر‎ ‎الرجز‎ ‎أكثر‎ ‎البحور‎ ‎نهكا‎ ‎كما‎ ‎يشير‎ ‎المعلِّق‎ ‎وذلك‎: ( ‎لسهولته‎ ‎وخفَّته،‎ ‎وشيوعه‎ ‎بين‎ ‎الناس،‎ ‎فلهج‎ ‎به‎ ‎الفرسان‎ ‎في‎ ‎الحروب،‎ ‎والمتبتِّلون‎ ‎بالدعاء،
والمغنوّن‎ ‎منه‎ ‎قصار‎ ‎المقطوعات‎ ) ‎،‎ ‎وفي‎ ‎الرجز‎ ‎وحلفاؤه‎ ‎السبعة‎ ‎والملحق‎: ‎المبسَّط،‎ ‎المصفى،‎ ‎المقبول،‎ ‎السريع،‎ ‎الرجيز،‎ ‎الثمل،‎ ‎والمركب،‎ ‎أنشأ‎ ‎صاحب المنظومة‎:‎

انظمِ‎ ‎على‎ ‎بحر‎ ‎الرَّجزَ‎ ... ‎مستفعلن‎ ‎مستفعلنْ
خذها‎ ‎رجيزا‎ ‎أو‎ ‎سري‎ ... ‎عا‎ ‎أو‎ ‎مصفىّ‎ ‎بالسنّنَْ
مقبولك‎ ‎الشافي‎ ‎انتشى‎ ... ‎مستفَعْلِن‎ ‎مستفَعْلِنْ
ثمِّل‎ ‎وركِّب‎ ‎بينها‎ ... ‎ذا‎ ‎ملحق‎ ‎يا‎ ‎منَ‎ ‎فطَنِْ
بسِّط‎ ‎عروضا‎ ‎عازفا‎ ... ‎مستفعلن‎ ‎مستفعلنْ

وهكذا‎ ‎يضيف‎ ‎المؤلف‎ ‎في‎ ‎منظومته‎ ‎التي‎ ‎تعد‎ ‎كبحوره،‎ ‎جديد‎ ‎في‎ ‎ميدان‎ ‎الشعر‎ ‎العربي‎ ‎القريض،‎ ‎ورغم‎ ‎أني‎ ‎لست‎ ‎شاعرا‎ ‎أو‎ ‎متشاعرا‎ ‎وأحسب‎ ‎نفسي‎ ‎متذوقا‎ ‎له
غير‎ ‎فقيه‎ ‎به،‎ ‎فليس‎ ‎لي‎ ‎أن‎ ‎أزيد‎ ‎على‎ ‎قول‎ ‎الشاعر‎ ‎الجزائري‎ ‎الدكتور‎ ‎عبد‎ ‎العزيز‎ ‎شبَِّين‎ ‎في‎ ‎تقديمه‎ ‎للكتاب،‎ ‎وهو‎ ‎القائل‎ ‎قول‎ ‎ضليع‎ ‎في‎ ‎البحور‎ ‎والعروض‎: ( ‎لقد
أحدث‎ ‎الكرباسي‎ ‎في‎ ‎شعرنا‎ ‎المعاصر‎ ‎فتحا‎ ‎أبسط‎ ‎ما‎ ‎يوصف‎ ‎به‎ ‎العبقرية‎ ‎والخلود،‎ ‎إنه‎ ‎حقاّ‎ ‎ثورة‎ ‎في‎ ‎الأفكار،‎ ‎غيَّرت‎ ‎السائد،‎ ‎وجدَّدت‎ ‎القديم،‎ ‎وأخصبت‎ ‎المحدب،َ