مطلع البحر على الدائرة يقصد به المحور العروضي الذي ينفك منه وزنه.

أيا تكن الطريقة التي ترسم بها ساعة البحور المتقيدة كل دوائرها بدوائر الخليل فسنلاحظ أن لكل بحر في
كل دائرة أكثر من مطلع أي محور يفك منه وزنها على الساعة، باستثناء بحور دائرة المشتبه. والذي يميزها
عن سواها هو الوتد المفرق الذي يتفرد بمكان واحد لا يتكرر على دائرة ( المشتبه - د) وبالتالي عل الساعة
وبذا يتحدد على الساعة موقع كل محور من محاور تلك الداشرة، في حين أن سائر المقاطع العروضية في
الدوائر الأخرى لها من المواقع الممكنة على كل صورة من صور الساعة بعدد البدايات أو المطالع الممكنة لكل
بحر. وكلكما زاد عدد المطالع كان الإيقاع أبسط والنظم أسهل. وفي هذا ما يجيب على من يأتون بدوائر أو
بحور جديدة، خاصة تلك التي يزاد فيها محاور إضافية على دوائر الخليل سواء كانت أسبابا أو أوتادا، بما في
ذلك تلك التي يتكرر في الشطر الواحد منها أكثر من وتد مفروق. من فاته هذا البعد في ساعة البحور فإن
تجديده وإن خدم غاية إيضاحية جزئية فإنه يضيع الرؤية الشاملة التي تحملها الساعة في التزامها بالبناء
الرياضي الهندسي للذائقة العربية كما أبدعت اكتشافها عبقرية الخليل. أضع هذا الشكل للتأمل ومصداقيته
- لمن لم يتوسع في العروض تمكن في نتيجته التي تبين أن أوزان البحور تتدرج من الأسهل إلى الأصعب
بتناسب عكسي مع عدد المطالع حسب ما يلي :


1- إيقاع الخبب له 12 وربما الأدق 16 مطلعا وهو الأسهل
2- بحر دائرة ( أ - المتفق ) المتقارب والمتدارك ولكل 4 مطالع ،
3- بحور دائرة ( ب - المختلف ) لكل مطلعان
4 - بحور دائرتي ( جـ - المجتلب ) و ( هـ - المؤتلف ) ، الرمل والرجز والهزج 3 مطالع والكامل والوافر
5- بحرا دائرة (د- المشتبه) المنسرح والخفيف وليس لأي منهما غير مطلع واحد ولذا فالنظم عليهما هو
الأصعب واحتمال وقوع بعض الشعراء في أخطاء عروضية فيهما هو أكثر من سواهما. يسري هذا على القديم
والحديث.

سبق نشر هذا في بعض المواقع بدون هذا التفصيل.

نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي