http://www.kanadeelfkr.com/vb/showth...480#post266480



قِصَّـة الأَمْـس

شعر : م ع الرباوي

لفهم م/ع يرجع للرابط:

https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/meemain

لنأخذ البيتين ذوي المؤشرين الأدنى والأعلى كمثالين على احتساب م/ع
يَا حَبِيـبِـي أَتُرَى مِثْلِي إِلَى الْمَاضِي تَحِنُّ

يا 2 – حبي 3 – بي 2 – أ 1 – تُرى 3 – مثْ 2* - لي 2 – إللْ 3* ما 2 – ضي 2 – تحنْ 3* - نو 2
= 2 3 2 1 3 2* 2 3* 2 2 3* 2

م/ع = 3/ 8 = 0,4
____


في البيت الأول تساؤل في جو من التأمل والحنين الدافئ.
البيت الثاني يسبقه قول الشاعر :
" فَلْنُغَنِّ الْحُبَّ مَا بَيْنَ أَزَاهِيرِ الْحُقُولْ" وهي دعوة يغلب توحي بالأمل والانشراح ( م/ع = 1,8)
قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ يَوْماً زَهْرَ عُمْرَيْنَا الذُّبُولْ

قبْ لأنْ يعْ ر فيوْ منْ زهـْ رعمْ ريْ نذْ ذبو لْ = 2* 3* 2* 1 3* 2* 2* 3* 2* 2* 3 ه

م/ع = 10/ 1 = 10,0

مؤشر مرتفع جدا بشكل ملفت للنظر إذا قورن بالمؤشرات في الشعر العربي عامة، وفي إطار القصيدة خاصة.
أرى أن ذلك يعبر عن الإحساس بوطأة سرعة مر العمر، كما يحمل نبض الدعوة إلى التسارع في ( غناء الحب) في سباق مع الأيام. ولذا جاء المؤشر عاليا جدا

وفيما يلي أبيات القصيدة ومؤشراتها :





قِصَّةُ الأَمْسِ غِنَاءٌ قُدُسِيُّ النَّغَمَاتِ..........2,0
نَحْنُ وَقَّعْنَاهُ حُبًّا فِيهِ أَزْكَى النَّفَحَاتِ ......... 1,8
وَجَعَلْنَاهُ عَبِيراً بَيْنَ تِلْكَ الرَّبَوَاتِ ......... 1,3
وَﭐفْتَرَقْنَا وَكِلاَنَا صَارَ لَحْنَ الذِّكْرَياتِ ......... 0,9

هنا مؤشرات تتدرج انخفاضا ويوحي هذا التدرج بالانتقال الهادئ – دون قوي اختلاج - من استذكار روعة الماضي وما تثيره من ابتهاج أو قوة حنين بمؤشر عال نسبيا 2,0 إلى ما يشبه الاستسلام للواقع ذي مؤشر منخفض، ويصور ما يشيع الهدوء في المرحلة الانتقالية بينهما في هذا الجو مفردات: أزكي ، النفحات، عبيرا ، الربوات ، ولنلاحظ اضطراد صيغة الماضي في الفعل الماضي، وغلبة الحديث عن الغائب .

يَا حَبِيـبِـي أَتُرَى مِثْلِي إِلَى الْمَاضِي تَحِنُّ ......... 0،4
أَمْ تُرَى أَلْهَاكَ عَنْ مَاضِي هَوَانَا العَفِّ ظَنُّ .........1،7
ياحَبِـيـبِـي حُـبُّـنَا يَسْأَلُ عَنَّا كَيْفَ نَحْنُ .........0،7
فَلْنُعِدْهُ إِنَّنَا بَعْدَ الْهَوَى صِرْنَا نَئِنُّ .........1،4

المؤشرات متقاربة في هذا المقطع ولكنها تتماوج برفق صعودا وهبوطا، وهذا يعبر عن بعض القلق وتنوع المشاعر في نفس الشاعر، وإذا رحنا نتلمس ذلك في المقارنة بين هذا المقطع والمقطع السابق وجدنا مصداقية ذلك.
ففي المقطع الأول سرد يغلب عليه الإخبار بالفعل الماضي ( وقعناه، جعلناه، وافترقنا )
أما في المقطع الثاني فيكفي تأمل الأفعال ودلالاتها وصيغها لينقل هذا الاختلاج المتمثل في تموج المؤشرات صعودا ونزولا ( أتُرى ، أم تُرى ، يسأل ، فلنعده) ، ولنلاحظة غلبة الحديث بصيغة المخاطب.


يَا حَبِيبَ الرُّوحِ دُنْيَانَا خَيَالٌ سَيَزُولْ ......... 0،7
كُلُّ شَيْءٍ فِي حَيَاةِ النَّاسِ حُلْمٌ لَنْ يَطُولْ ......... 2،0
فَلْنُغَنِّ الْحُبَّ مَا بَيْنَ أَزَاهِيرِ الْحُقُولْ......... 1،8
قَبْلَ أَنْ يَعْرِفَ يَوْماً زَهْرَ عُمْرَيْنَا الذُّبُولْ......... 10،0

لو أن البيت الأخير غير موجود لكان هذا المقطع في مؤشراته ودلالاتها يراوح في أجواء المقطعين السابقين.
البيت الأخير ذو مؤشر صارخ، متباين عن مؤشرات الأبيات جميعا، وهذا يجعلني أنظر إليه على أنه خاتمة للأبيات جميعا وليس للمقطع الأخير خاصة.

لكأن الشاعر هنا وهو يتحدث في أجواء يغلب عليها التأمل والهدوء والرومانسية والتماوج السلس للمشاعر كان (سارحا) في تفكيره ثم أفاق على إحساس فاجأه بوطأة الزمن إلى درجة كبيرة وكأنما كان ذلك وخزة أو طعنة جاء رد فعل الشاعر أشبه ما يكون بالصرخة.

لو كان التحليل مقتصرا على تركيب البيت وألفاظه لما أمكن على الأغلب التوصل لهذه النتيجة التي تصور فجاءة هذه الدفقة الوجدانية التي أرى أن م/ع تصورها تصويرا رائعا متفردا.

أتمنى أستاذي الكريم إبداء رأيك في دلالة م/ع في هذا التحليل وأنت الأقدر على ذلك كونك صاحب النص إضافة إلى حسك وعلمك في المجال الأدبي عامة والنقدي خاصة. علما بأني لا أعتبر الموضوع أكثر من مظنة صحة لانطباقه على كثير من النصوص.

والله يرعاك.