النتائج 1 إلى 6 من 6

الموضوع: الشعر بين ماضي القوالب القديمة و واقع الإخراج الجديد .

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    2,798

    الشعر بين ماضي القوالب القديمة و واقع الإخراج الجديد .

    السلام عليكم

    موضوع كثيرا ما أتابع الحوار حوله ، و أجد المحاورين بين متعصب متمسك بالشعر كما

    عرفه الأولون شكلا و قابل للتحديث مضمونا ، و باحث عن التجديد في الشكل كما في

    المضمون ، بل و مطالب به .

    إن من الأدباء من يعتبر المسّ بمقومات الشعر العمودي هو خروج به عن منبته

    و انحراف عن أصالته ، و نكران لصناعه ,،بل و مظهر من مظاهر التخلف و التقهقر

    في العقل العربي .

    بينما كنت أبحث ، صادفت مقالا طويلا لأحد الأدباء ـ أقتبس لكم منه ما يلي :

    إن القصيدة في وعي الثقافة العربية مثل اللغة نسق نهائي. ولهذا المنطق
    استنبط الخليل نسقين أو برنامجين نهائيين مطلقين للكائن والممكن،
    للمستعمل والمهمل، هما دوائر العروض وتقليبات جذور المعجم. إن دوائر
    العروض ليست في نظري شيئا آخر غير المجرات والأفلاك، فكل مجموعة من
    البحور تدور حول قطب في إيقاع كوني. يؤدي المس به إلى الاختلاف وفساد
    العالم الشعري إنه نسق نهايته في بدايته. فالمطلق لا يمكن أن يكون إلا دائريا
    مثل الكون.
    بعد هذا نقول: إن أي نموذج يكتمل يتألى وينتج نقيضه منه، غير أن الحسم
    ليس رهينا بحالات جزئية (منها حالة الشعر) بل مرتبط بالدورة الحضارية
    كلها. من هنا أصل إلى استنتاج أننا لسنا إلا حلقة من حلقات المخالفة، وأن
    الدائرة ممتدة في القدم، وما تزال مفتوحة في كل الواجهات. وإذا كنا نعمل في
    نطاق أطروحة واحدة وهي مناهضة التلاؤم القصيدي المطلق: قصيدة البيت
    وبيت الشطرين، مناهضته بزرع نقيضه أي اللاتلاؤم، الذي سميناه نثرية،
    فإن هذه العملية قديمة جدا يمكن تتبعها كما فعلنا في كتاب اتجاهات التوازن
    الصوتي في الشعر العربي من زهير الذي يبدو مشاكسا للنموذج المثالي القديم
    نموذج امرئ القيس، وصولا إلى بروز الأراجيز وشيوع الرجز في العصر
    الأموي واقتحامه موضوعات كانت لا تقبل غير مهابة القصيد، وصولا إلى
    تحويل البيت كله إلى شطر واحد أو دمج الشطرين كما فعل أبو العلاء بالبحر
    الخفيف الذي يبدو، لولا القافية، قصيدة تفعيلية، خاصة حين تستعمل معه
    أدوات الربط من عطف واستفهام. وأجدني ذاتيا أقرأ البيتين التاليين على
    الشكل التالي:
    غير مجد، في ملتي
    واعتقادي
    نوح باك، ولا ترنم
    شادي.
    وشبيه صوت النعي،
    إذا قيس
    بصوت البشير
    في كل ناد.
    أبكت تلكم الحمامة
    أم غنت
    على فرع غصنها
    المياد.
    بل إن التقسيمات النحوية التوازنية (التوازي) داخل الأبيات (مما سمي
    ترصيعا وتطريزا وتسميطا) نازعت العروض سلطته ولم تترك له أكثر من
    تمييز الفضاء الخاجي للنص، وهو الفضاء نفسه الذي يوفره اتساق التفعيلات
    في القصيدة الحديثة، فأصبحنا، كما قال العسكري، أمام وزن (توازني) في
    وزن (عروضي)، أي أمام وزن نثري يقوم على الأسجاع والمعادلات المقولية
    والنحوية والتوازنات الترصيعيية الصوتية داخل الأوزان العروضية.

    وقد جاءت الموشحات كمرحلة وسط بين هذا النزوع النثري في القصيد من
    جهة والإيقاع اللهجي عن طريق الأزجال من جهة أخرى.

    زمن امرئ القيس وزمن أبي تمام:


    لنترك التنويعات الصغيرة التي ظهرت في طريق الحوار بين النموذج المكتمل
    والصور المخالفة، ولنقفز إلى لحظة كاشفة انجلت فيها صور المخالفة، لحظة
    قابلة لأن توصف بمعاناة سؤال الحداثة باعتبار وجود مشروع مخالف أو
    يخالف. ولنجعل أبا تمام علامة ذلك الزمن، لاستبعاد ما يعايشه من بقايا
    الزمن الآخر (يقال مثلا إن البحتري من تلك البقايا).
    ما الذي تغير في كفاءة الملتقى بين زمن امرئ القيس وزمن أبي تمام؟
    نقول: تغيرت الحساسية، تغيرت طريقة إدراك الأشياء، كان الشاعر القديم
    يحيا العربية كجسد لا ضرورة للتفكير فيه ما دام حاضرا، بل قد يتعذر حتى
    التفكير فيه لأنه هو الفكر نفسه. الشعر هو العلم وهو الشعور: (ليت شعري
    ليت علمي)، كانت اللغة محسوسة ككتلة متراصة، كان الإحساس بالأصوات
    والحركات كالإحساس بالألوان، وما أكثر التعابير التي دلت على ذلك: كان
    الصوت هو الوحدة الأساسية، أما العصر العباسي عصر أبي تمام فكان عصر
    الكلمة عصر إشكالية اللفظ والمعنى. صارت اللغة موضوعا للتأمل بعد أن
    كانت ملتبسة بالوجود. ولقد أدى ظهور البلاغة في هذا المجال الرؤيوي
    الجديد إلى صعوبة إدراك جانب من أسرار جمالية النص القديم مثل التسجيع

    أو توازن الأصوات خارج الكلمات. فالتجنيس عرف باعتبار الكلمة والترصيع
    عرف باعتبار الصيغة الصرفية. كان أبو تمام يشابك الكلمات: فتكون الكلمة
    الواحدة طرفا في جناس وطرفا في طباق وطرفا في استعارة في الوقت نفسه،

    في حين كان امرؤ القيس، يلذ بتنضيد الصوائت الخفية: الكسرة والفتحة
    والضمة(15). ووقع عكس القضية في المجال الدلالي: كان امرؤ القيس يرى
    الشيء في الآخر منفصلا عنه (التشبيه)، أما أبو تمام فكان يرى الشيء في
    الشيء حالا فيه (الاستعارة).

    ثم مع الكلمة ظهرت حساسية الخط (جناس الخط) أو مظهر الخط على
    الصحيفة (التصحيف). وبدأت عملية مشاكسة التوازن على أوسع نطاق، وهذا
    أمر مارسه أكابر الشعراء ولم يستسغه الاتجاه البلاغي الكلاسيكي أو المحافظ
    كما نجد عند ابن سنان الخفاجي، وقد عرضنا لهذه القضية في كتابنا تحليل
    الخطاب الشعري البينية الصوتية(16). في حين وجد الجرجاني في تجربة
    الشعر الجديد أحسن الأمثلة لتوجهه الدلالي الذهني على حساب الأجراس
    والأصوات فنشأت بلاغتان متمايزتان. وعموما فقد نشأت على هامش
    النموذج المنسجم بلاغة منافرة متعددة الآليات، من آلياتها:

    ـ النثرية والتنافر
    ـ الفضاء البصري.

    المقال :

    http://www.aljabriabed.net/n18_07umari.htm
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    2,798
    فلنجعل الموضوع تفاعليا ، و ليكن البدء ب السؤال :

    ما رأيكم في هذه القصيدة ؟؟


    مَنْ لي ..
    وهذا خنجرٌ
    في الخاصرهْ ..
    ويدي ..
    وقد ضيّعتُ سيفيَ
    قاصرهْ

    قتلٌ
    و أشباحٌ هناك ..
    و فتنةٌ ..
    وهنا ..
    على جرحي العجوزِ
    برابرهْ

    من لي ..
    وصوتي ألفُ قفلٍ فوقه
    و مواجعي ..
    تحت المقاصل ..
    غائرهْ

    يا ألفَ آهٍ..
    في حشايَ كتمتُها ..
    ودفنتُ أسئلة الصدى
    في الذاكرهْ

    القاتلُ المأجور
    أخرج رأسَه
    مِن فوهةٍ للحاقدين ..
    وحافرَهْ

    بنياسُ ..
    يا أمَّ المدائنِ كلِّها
    يا جَدَّةَ الدنيا
    وبنتَ الآخرهْ

    مَنْ ذا ..
    أقامَ على خدودِك بيتَه ..
    و أناخَ عندكِ جندَه ..
    و عساكرَهْ

    مَنْ ذاكَ ..
    أرسلَ في لماكِ نيوبهُ
    و أطالَ ما بين النهودِ
    أظافرَهْ

    يا من اذا حاورتُه في بطشهِ
    جَعَلَ الجوابَ
    كلابَه و مخافرَهْ
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952


    أستاذتي الكريمة

    أرى في هذا المقال إقحام اعتبارات شتى بهدف جعل موضوع أساس في عداد مواضيع فرعية أو جانبية أو حتى غير ذات علاقة، بهدف مسبق وهو النيل منه.

    حاولي استحضار الشكل الشعري للقصيدة العربية لدى قراءة كل جزئية ذكرها الكاتب سترين إقحاما بنية مسبقة، ما علاقة تطور الشعر العربي بين امرئ القيس وأبي تمام بشكل القصيدة ؟

    إضافة إلى صيغة فضفاضة ( لـَعَمِيـّة ) في الصياغة نألفها لدى كل من يريد نبذ شرعية بطرق ملتوية .

    أنظري قوله :" وصولا إلى تحويل البيت كله إلى شطر واحد أو دمج الشطرين كما فعل أبو العلاء بالبحر الخفيف"


    إنه يتكلم هنا عن التدوير وهو ظاهرة في مجزوء الكامل والبحر الخفيف في الشعر العربي كله من الجاهلية لليوم، ويشكل تفسيره الموضوعي العلمي تحديا لأهل العروض واللغة. ولا أرى أبا العلاء يتميز في هذا بشيء عن سواه

    أما طريقة عرض القصيدة التي تفضلت بها فأرى أنه ينطبق عليها قول الشاعر

    ولم أر في عيوب الناس عيبا ......كنقص القادرين على الكمالِ


    من جملة ما أوردته على الرابط:

    http://arood.com/vb/showthread.php?p=42964#post42964



    لا أدري كيف قفز إلى ذهني انهزام معشر من المسلمين حين أسموا الاسلام اشتراكية مرة وديمقراطية ولبيبرالية مرة أخرى وغير ذلك من التسميات. وحين راحوا في سبيل تمرير ذلك يعيدون سرد أحداث التاريخ بذات اللغة ( اللـَعَمِيـّة ) حسب توجه كل فئة .كم هو مترابط الفكر البشري مهما بدا متنوعا سواء كان ذلك في توأمي وضوحه واستقامته أو ضبابيته واعوجاجه.


    يرعاك الله.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    2,798
    شكرا لحضورك الموجّه ،


    هو بالفعل ما لاحظته ، وقد ركزت على فقرة معينة ، على أمل أن نتناول المقال فقرة

    فقرة لو أراد المارون على الموضوع .

    و قد اخترت هذا المقال لما رأيت فيه من تمويه يمكن أن يقتنع به الكثير،

    و كأنه يخلط حقا بباطل .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    578
    الفاضلة نادية

    سأجيب على السؤال

    القصيدة بنظري عمودية ولا فرق بين عرضها بالشكل التقليدي أو الشكل الآخر ، فثوبها في نهاية المطاف عمودي ، وما طريقة العرض الأخرى سوى محاولة للتجديد شكليا ولكن الجوهر لم يتغير ، كما الإنسان حين يلبس ثوبا أبيضا وفي الغد نلبسه ثوبا أحمرا لكي نجدده ، هل سيتغير ذات الشخص بين الثوبين ؟ أم أنه سيبقى كما هو جوهرا وذاتا ؟

    هذا عن السؤال أما المقال فلم أقرأ رابطه وسأترك تعليقي لما بعد القراءة .

    أمر آخر بالنسبة لي كرأي خاص بالأدب والشعر
    أقبل كل أنواع الأدب والشعر ولا أرفض التجديد ، لكنه التجديد الفعلي والحقيقي وليس التجديد الشكلي ، فكل ما ينتجه الإنسان من أدب يعتبر فنا من فنون الإبداع ، لكن ضمن الضوابط العامة لكل شكل ولون وفن وتسمية الأمور بمسمياتها الحقيقية ، لا أن ننسب للشعر ما ليس منه ، وللنثر ما ليس منه ، ويهمني الجوهر دائما .

    تحيتي وتقديري
    ===============
    الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
    ===============


    إنْ عـُــلـّبَ المــجـْــدُ في صفـراءَ قـدْ بليتْ
    غــــدًا ســنـلـبســهُ ثـوبـًا مِـــنَ الذهـــــبِ

    إنـّي لأنـظـرُ للأيـّام أرقــــــــــــــــــبـهـَــا
    فألمــح اليـسـْــــرَ يأتي مـنْ لظـى الكـُـرَبِ


    مــــــــدونـتـي
    http://mooooo555.maktoobblog.com/

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952
    نعم للرفع ثانية تركيزا على منهجية ( اللعم ) التي لا تقف عند العروض

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط