النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: طرق تدريس العروض - أ. روضة الحسني

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952

    طرق تدريس العروض - أ. روضة الحسني

    مقال/ طرق تدريس العروض العربي (المشكلات والأسباب)
    إعداد / أ. روضة ناصر الحسني
    معلمة أولى لغة عربية
    مدرسة فاطمة بنت النبي (5 ـ 12)
    Raudha.Alhasni@moe.om
    أ) العروض لغةً:
    "العروض عروض الشعر؛ لأنّ الشعر يُعـرض عليه، ويجمع أعاريض، وهو فواصل الأنصاف، والعـروض تؤنث والتذكير جائـز". (الفراهيدي، د. ت: 275)
    و"العروض طريقٌ في الجبل، وهـو ما اعترض في عرض الجبل في مضيق، ويجمع عروض.. والناقة التي لم تُرضْ. والناحية، يقال: أخذ فلانٌ في عـروضٍ ما تعجبني أي في طريق وناحية. وبعيرعروض الذي فاته الكلأ، أكل الشوك". (مرعشلي، د. ت: 109)
    ب) العروض اصطلاحا:ً
    قال الخطيب التبريزي (1979: 27): "اعلم أنّ العروض ميـزان الشعر، بها يُعرف صحيحه مـن مكسوره".
    والعروض "صناعةٌ يعرفُ بها صحيح أوزان الشعر العربي، وفاسدها، وما يعتريها من الزحافات والعلل". (الهاشمي، د. ت: 3)
    يظهر مما سبق أنّه لمْ يكن بين معانـي كلمة العروض، ومـوسيقا الشعر أدنى صلة، وأنّ الكلمة كانت ملتصقة المـعاني بالأرض لا تبارح مسالـكها، ونواحـيها غير أنّ التطور من المحسوس إلى المُجرد نقل الكلمة إلى أفقٍ آخرَ. فلبست الكلمة معنى المصطلح حينما اكتشف الخليل بن أحمد موسـيقا الشعر العـربي فأُضيف إلى معانيها معنيان دقيقان: عامٌ وخاص، فالعروض في المعنى العام ميزان الشعـر، وفـي المعنى الخاص آخر الشطر الأول من البيت؛ أي التفعيلة الأخيرة من الصدر. (طليمات، 1994)
    ثانياً: واضع علـــم العـــروض
    واضع هذا العلـم أبو عبد الرحمن الخليل بـن أحمد الفراهيدي الأزدي [ ت: 170 هـ ]. كان إمام البصرة في النحو، واللغـة فـي زمانه. عاش فقيـراً صابراً منقطعاً للعلم. قال النضر بن شميل: "ما رأى الراؤون مثل الخليل، ولا رأى الخلـيل مثل نفسه".
    فالثابت أنّ الخليل بن أحمد هو واضع علم العروض، وقوانينه التي لم يطرأ عليها تغيير جوهري حتى يومنا هذا، وبقي الناس يتدارسونها مـن غير أنْ يزيد أحدٌ عليها شيئاً.
    فلا تزال الوحدات القياسية للأوزان هي التفعيلات التي اخترعـها الخليـل، ولا تزال المقاطـع الصوتية التي تتألف منها التفعيلات هي الأسباب والأوتاد كما أنّ عدد البحور لا يزال ثابتاً.
    وقد أخرجه الخليل علماً يكاد يكون كاملاً لم يترك للباحثين، والعلماء بعده فـرصةً لزيادة تذكر عليه، وهذا على خلاف بقية علـوم العربية مثل النحـو، والصرف، والبلاغة التي اسُتحدثت، ثم أخذت تنمو جيلاً بعد جيل حتى بلغت ذروة اكتمالها. (طليمات، 1994؛ عتيق، 1987)
    ثالثاً: العــروض والمـوسيقـا
    كانت اللغة أصواتا تسمع لا حروفا تكتب. ومن الصوت المسموع انبثقت دراسة اللغة عند العرب، فاحتكموا إلى الأذن، وحكّموها في اللسان، وبعد أنْ شاعت الكـتابة وبـدأت العين تُزاحم الأذن، وتحـاول أنْ تكون الطـريق الذي يمرُّ فيها العلم من الكتاب إلى العقل؛ انقاد لها الأمر في ميدان، وأعياها في آخـر. ومن الميادين التي ارتدّتْ عنها العين فـنّ العروض العربي؛ لأنَّ العروضَ توأم الموسيقا، والأذنُ هـي القادرة علـى تفهّم الأصوات، سواء أكانت تفعيلات شعر، أم أنغام موسيقية، فمن وهب رهافةَ السمعِ أدرك أسرار فنّ العروض من غيـر تكلف، ومن لم يُحسن ذوق الجرس، فلابدّ من حمل العروض إليه بالعين، والحامل الناقل هو الكتابة العروضية.
    والعروض علم موسيقا الشعر، والموسيقا هـي من سمات الشعر العربي، وإطار مميز لـه عن سواه؛ لاعتماده على ركيزتي التفعيلات المتساوية بين شطري البيت والقافية.
    فموسيقا الشعر ليست شيئاً خـارجاً عن الشعر، بل هـي نابعة منه تفـرضها أحاسيس الشاعر وأفكاره، وتبرزها عاطفته؛ فهي نابعة منها متأصلة فيها. والشعرُ يعتمدُ ـ أساساً ـ على الموسيقا، وموسيقاه خاضعةٌ لبحورالشعرالمتوارثة، واستطاع الشعر العمودي بشكله الموروث أنْ يحمل كل ما يدور بخلد شعراء العرب عبر العصور السابقة حتى اليوم.
    وتتمثل الصلة بين العروض، والموسيقا فـي الجانب الصوتي؛ فالموسيقا تقوم على تقسيم الجمل إلى مقاطع صوتية تختلف طـولا وقصرا، أو إلى وحدات صوتية معينة على نسق معين بغض النظر عن بداية الكلمات، أو نهايتها.
    وكذلك شأن العروض؛ فالبيت مـن الشعر يُقسّم إلى وحدات صوتية معينة، أو إلى مقاطع صوتية تُعرفُ بالتفاعيل بقطع النظر عـن بداية الكلمات، أو نهايتها؛ فقد ينتهي المقطع الصوتي، أو التفعيلة في آخر كلمة، وقد ينتهي ببدء الكلمة التي تليها. (طليمات، 1994؛ منصور، 1985)
    رابعاً: واقـع الحاجة لتدريس العــروض
    يملأُ الشعر جـوانب الأدب العربي، وتـاريخه، وليس ثمة أمـةٍ اختلط أدبـها بتاريخها كالأمة العربية، والعروض أبرز مقومات الشعر العربي، وهو المقياس الفنـي الذي تُعرض عليـه الأبـيات الشعرية؛ للتأكد من صحة وزنها.
    إنّ تدريس العـروض ليس غايةً فـي ذاته، بـل وسيلة لتنمية الـذوق الفنـي لموسيقا الشعر؛ فالعروض علم موسيقا الشعر العربي، وتعلـّمه يحتاج إلـى حسٍ موسيقي مرهف، ودربة ومران، وتبصّر في قواعده، وتعرّف لأركانه، وتقسيماته. (خلوصي، 1987)
    ويتمثل الهدف من تدريس العروض في تمكين المتعلّم من الحكم علـى النص الشعـري، والقراءة الشعرية الصحيحة. ودارسو الأدب، وممن يشتغلون بروايته، ونقده، وتحقيق نصوصه المطبوعة، والمخطوطة لا غنى لهـم عن الإلمام بالأوزان العروضية التي تجنّبهم الكثير من الأخطاء التي تفسد موسيقا الشعر.
    وتساعد دراسة العروض على التفطن لما يزدان به الشعر العربي من اتساق في الوزن، وانسجام في الموسيقا، وتمكّن المتعلِّم من إدراك الأبيات السليمة، والمختلة حين قراءتها، أو الاستماع إليها، وهي تنمّي القدرة علـى قراءة الشعر قراءة صحيحة، وتقي القارئ أخطاء ضبط الشعر، وتحريفه من حيث الرواية، أو الطباعة.
    وعلم العروض ضرورة لطلاب اللغة العربية، والمختصين فيها؛ لأنّه يعينهم على فهم الشعر العربي، وقراءته قراءة صحيحة، والتمييز بين سليمه، ومختله.
    خامساً: مشكــلات تــدريس العـــروض
    تتعلّق مشكلات تعلّم العـروض، وتدريسه أكثر ما تتعلق بطبيعته كعلم؛ حيث إنّ هـذا العـلم كثير الازدحام بالمصطلحات العروضية الدقيـقة، والتفصيلات الكثيرة، عـلاوة على دوائره، وزحافاته، وعلله إضافة إلى أنّه ليس بين هـذه المصطلحات، ومجال استعمالها صلة معنوية تبـرر التسمية وتزكّيها؛ حتى يسهل علـى المتعلمين تقبّلها، ولا يكثر دورانها فـي لغة الدارسين فـي مجالات التّلقـي، والتحصيل، والتطبيق أيضاً فيُستساغ تعلّمها.
    إلاّ أنّ أعقد تلك المصطلحات هو ما يسمى بالزحافات والعلل، ويقصد بها تغييرات تقع علـى التفعيلات الأساسية في البحور الشعرية، وهي مسميات غريبة على أذن المتعلّم، ولا يكاد يستسيغها لغرابتها، وقـلة شيوعها فلا رابط يربط بينها، وبين مجال استعمالها، ومـن ذلك مثلا: الحذذ، والصلم، والخرم، والثلم، والعصب، والقطف، والتسبيغ، والترفيل، وغيرها كثير. (إبراهيم، د. ت)
    ومن المشكلات التي تضر بالدرس العروضي، عدم تمكّن الطالب من المهارات العروضية اللازمة لمتعلمي العـروض، والمختصين في اللغة العربية، وبالتالي ضعفه، أوعدم قدرته على التطبيق العملـي لها.
    وأشارت إلـى تلك المهارات العديد مـن الكتب، والدراسات، مثل دراستي الحجري (1997)، والحلباوي (1998)، وكتب تدريس العروض الداعية لتجديده، وتطـويره نحو، عبد العليم إبراهيم (د. ت)، والمحرز ومحـمد (1985)، ونبوي وخدادة (1998)، والدليمي والوائلي (2003)، وتلك المهارات العروضية هـي:
    1. الإحساس بالشعر من خلال موسيقاه.
    2. التمييز بين البيت الموزون، وغير الموزون.
    3. استخراج موضع الخلل العروضي من البيت الشعري.
    4. إكمال نقص في البيت الشعري؛ كي يستقيم وزنه.
    5. فصل الصدر عن العجز في أبيات الشعر المدوّرة.
    6. التمييز بين تفعيلات البحـور الشـعرية المتشابهة كالرجز، والكامل، والهـزج، ومجزوء الوافر.
    7. ضبط قراءة الساكن، والمتحرك.
    8. التمييز بين التام من البحور، والمجزوء منها.
    9. التمييز بين التفعيلات الأساسية، والثانوية من خلال التغييرات الطارئة عليها بفعل الزحافات، أو العلل.
    10. تطبيق المقاطع الصوتية على تفعيلات البحور، والكتابة العروضية.
    11. اختيار التفعيلات المناسبة للبيت بعد تقطيعه.
    12. تحديد اسم البحر الشعري.
    13. نظم كلمات البيت الشعري بعد تقطيعها.
    14. التمييز بين الخطأ العروضي، والضرورة الشعرية.


    سادساً: أسباب مشكلات تدريس العروض
    أسباب مشكلات العروض متعددة ومتشعبة، وفيما يأتي استعراضٌ لبعضها:
    أ) التأليف العروضي:
    فمن أسباب مشكـلات تعلّم العروض جمـود التأليف العروضي؛ فكتب العروض تعتمد أمثلة شعرية مأثورة بعينها لا تتجاوزها إلى مـا سواها، وكثير منها يتكرر في معظم كتب العروض دون اهتمام واضح بتنويع أبيات الشعر بين القديـم، والحديث، إضافة إلـى اعتماد أبيات متناثرة دون القصائد الشعرية، أو مقطـوعات منها على الأقل في التدريبات التي تطرحها تلك الكتب.
    ب) المناهج الدراسية:
    حيث تعزف الكثير من المناهج الدراسية في الدول العربية عن تدريس العروض لطلبتها، إضافة إلى جوانب القصور في الكتاب المدرسي الذي يقدّم درس العروض إلى الطلاب بطريقة إحصائية جافة؛ تحوّله من درس ممتع ينمّي الذوق الموسيقي الشعري إلى إحصاء للحركات، والسكنات. (الدليمي والوائلي، 2003؛ الحلباوي، 1998)
    ج) طـرق التدريس:
    يغلب على طـريقة تدريس العروض في المدارس والجامعات السير العاجـل، والاحتفال بالمصطلحات العروضية، والاهتمام بالمعلومات النظرية على حساب تنمية المهارات العروضية وتطبيقاتها العملية، أو تدريباتها السمعية؛ فيخرج الدارس منها بمعلومـات مضطربة، وضعف في وزن الأبيات، أو التمييز بين المخـتل الـوزن، والسليم منها؛ مما يبعد المادة عـن طبيعتها الموسيقية المعتمدة التلوين اللحني، والصوتي.
    والكثير من المعلمين لا يعتنون بتنويع طـرق تدريسهم العروض، بل لا يكادون يبتعدون عن اللوح والقلم، واعتماد نظام الكتابة العروضية مدخلاً لتعليم العروض لتلاميذهم، وجعلها القاعدة الأساس دون احتفال بتنمية مهاراته الأُخر.
    إضافة إلى عدم الإفـادة مـن الموسيقا فـي تيسيره للطلاب، والمـزج بين التقطـيع العروضي الكتابي، والتقطيع السماعي، أوتقديم العروض للطلاب مـن خلال النصوص الشعرية؛ لتحقيق التكامل بين فـروع اللغة العربية، أوإعطاء الطلاب مـزيد من الفرص للتدّرب، والتطبيق الذاتي، وعدم الاهتمام بتنويع أسئلة الامتحانات العروضية، والامتحانات العروضية الشفوية؛ بغرض اختبار قدرات الطلاب العروضية الذاتية المعتمدة الاستماع للشعر العربي مدخـلاً أساسا لتعلّم العروض، وتنمية مهاراته.
    د) قصور تأهيل مدرسي اللغة العربيـة لتدريس العروض:
    حيث تعاني برامج إعداد المعلمين، وتأهيلهم فضلاً عن تأهيل بعض مـدرسي اللغة العربية من قصور في تحديث طرق تدريس العروض في قسم اللغة العربية في الجامعة، وبرنامج التأهيل التربوي، وعدم تخصيص دورات تدريبية لمعلمي اللغة العربية؛ لتطوير تدريسهم العروض خاصة.
    هـ) الوسائل التعليمية:
    ينبغي إعـطاء الوسائل التعليمية اهتماماً خاصاً، والاهتمام بتنويع المعلّم لوسائله التعليمية مـن أشرطة التسجيل، وأشرطة الفيديو، والاستفادة من الحاسوب التعليمي، وإمكاناته المتعددة وغير ذلك.
    سابعـاً: تجديد طرق تعليم العروض العربي وتنمية مهاراته
    تنادي الاتجاهات التربوية المعاصرة بتجديد التعليم وتطويره في ظل استثمار أجـود لتكنولوجيا التعليم الداعمة للتعلّم الذاتي، وزيادة مسؤولية الفرد عن تعلّمه، والمرتكزة ـ أساسا ـ على احتياجات الطالب محور العملية التعليمية.
    ويمكن استعراض بعض المحاولات المقترحة فـي تطوير طرق تدريس العروض العربي التي اعتمدت مبدأ التعـلّم الذاتي للمتعلم بعد وضـع منهجية، وخطة معلومـة له، إلا أنّها لم تُجرّب ـ فعليا ـ لتعرّف فاعليتها في التعلّم، ولكنّها تبقى لبنة مهمة في بنيان تجـديد طرق تعليم العروض التقليدية، ومن ذلك مثلا:
    1) طريقة المحرز ومحمد (1985)
    تتخذ هذه الطريقة تطبيق الموسيقا في تعليم العروض بواسطة أشرطة الكاسيت، معتمدة الشعر الملّحن المغنّى المشهور إلى جانب اعتماد الطريقة المدرسية المعتادة مـع الابتعاد عن المصطلحات العروضية، والتفاصيل غـير الجـوهرية مع الإكثار مـن استعمال النماذج التطبيقية المغنّاه فـي الإذاعـة
    المسموعة والمرئية؛ حيث يقول الباحثان: ".. ولم ندخل فـي التفصيلات التي لم نرها ضرورية لطلاب الجامعات فما دون؛ لأنها تربـكهم، وتدخـلهم فـي متاهات. وحاولنا العـودة بالطالب إلى النبع الذي شرب منه الخليل بن أحمـد ألا وهو غـناء الشعر والترنّم به، واستنتاج القواعد العـروضية كما اكتشـف الخليل أوزان الشعـر العربي مـن استقرائه لأنغام الشعر القديم، ولقد تجنّبنا ذكر الزحافات والعلل؛ كي لا نربك الطالب، ولكـن استدراكا للنقص وضعنا هذه المصطلحات في جداول مفصّلة..".
    وتقوم هذه المحاولة على تعليم الطالب نفسه ذاتيا؛ بأنْ يحفظ في ذاكرته نغمةً واحدةً لكـل بحر من البحور الستة عشر، ويتخذ تلك النغمة مقياسا، ويقوم المتعلّم بتكرار تلك النغمة عـدة مرات علـى مدى عدة أيام؛ فيحفظ اللحن ويتقنه، ويسهل عليه تمييزه.
    2) طريقة نبوي وخدادة (1998)
    تهدف هـذه الطريقة إلى وصل الطالب بأوزان الشعر وقوافيه، وتبصيره بما طـرأ عليها مـن تجديد قديما وحديثا؛ حيث اعتمدت التدريبات التطبيقية الذاتية، وقد سارت محاورها على النحو الآتي:
    ـ إكساب الطالب مهارة التقطيع العروضي، وتعرّف الوزن، والأعاريض، والأضرب، والزحافات والعلل.
    ـ إكساب الطالب مهارة تمييز الأوزان الشعرية المختلفة من غيرها.
    ـ تعرّف وزن البحر بمجرد قراءته، وهذا يتطلب العناية بالقراءة العروضية الجهرية في قاعة الدرس من أجل تثبيت جرس البحر في ذاكرة الطالب.
    ـ معرفة الصحيح من المكسور استنادا إلى الجرس، ويحسن هنا الاعتماد علـى الذاكرة الموسيقية التي يفترض أنّ الطالب اكتسبها من خلال التدريبات السابقة.
    ـ تعرّف مواضع الخلل العروضـي في الأبيات عند قراءتها، ومحاولة إصلاح ما بها من تصحيف، أو خطأ في الضبط، أو نقص بعض الكلمات، أو زيادتها.
    ثامناً: استخدام الحاسوب في تعليم العروض وتنمية مهاراته
    تجمع رؤية الخليل بـن أحمد لنظام الإيقاع الشعري بين النظرية، والتطبيق فـي صورة تنبئ عن نفاذ بصيرة، ولم يك نظام الخليل فـي رصد إيقاع الشعر قائماً على منظور واحد، بل كان العـروض عنده يأخذ من الرياضة تجريدها، ومن اللغة واقعها، ومن الموسيقا فنّها.
    فبدا فكر الخليل عملاقاً عاش ماضيه، وأثرى حاضره، وأعطى مستقبله قابلية التجـدد، والتطور، وأضحى هذا الفـكر باعثاً لمحاولات قيّمة قديما، وحديثا في حقل العـروض اهتمت بإيقاعه الشـعري، أو تفعيلاته، أو إعادة ترتيب بحوره؛ بيد أنها لم تستطع الخروج على نظامه.
    ومن تلك المحاولات التجديدية ما حاول منها وصل علم العروض بالحاسوب مستخدمة الأرقام لسهولة إدراجها فـي نظامه؛ بغرض برمجة العـروض حاسوبياً، ومنها محـاولة أحمد مستجير في عـام 1987 وصدرت تحت مسمـى " الأدلـة الرقمية لبحور الشعر العربي"، وأخرى بعنوان "موازين الشعر العربي باستعمال الأرقـام الثنائية" لمحمد طـارق الكاتب في عام 1971 لجعل الأرقـام بديلاً عن الوحدات فـي رصد إيقاع بيت الشعر. (كشك، 2004)
    وحديثاً اهتم العقيلي (2007) بتحليـل العروض حاسوبياً؛ بهدف وضع قاعـدة بيانات للبحث في جميع الاحتمالات للبحور الشعرية آليا.
    ويمكن اعتبار محاولات تحليل أوزان الشعر العربي حاسوبيا على الرغم من قلتها؛ سبيلا لتطوير علم العروض، وتحولا من الطرق التقليدية فـي التعليم نحو الاعتماد على التطور الهائل في تقنيات المعالجة الحاسوبية لمختلف علوم العربية عامة، والعروض خاصةً.
    إلاّ أنّ تلك المحاولات فـي عمومها لم يكنْ هـدفها متعلّم العروض العربي الذي عانى، وما يزال يعاني المشكلات الكثيرة في اكتساب هـذا العلم، ومهاراته المتعددة، وكيف يمكن استخدام الحاسوب من أجل تيسير العروض وتعليمه؛ لما يمتلكه من إمكانات هائلة، وفاعلية في التعليم.
    وقد يرجع ذلك إلى الفجـوة بين التنظير، والتطبيق في الأبحـاث اللسانية اللغوية العـربية، والدراسات التربوية، وطـرائق تدريس العربية، وبلا ريب فإنّه يبرز مـدى الأزمة الحادة التي تعيشها اللغة العربية تعليماً، وتأليفاً، وهي مرشحة للاتساع، والتفاقم في عصر المعلومات، والفجـوة اللغوية، والرقمية التي تفصل بين أبناء هذه اللغة، والعالم المتقدِّم تكنولوجيا.
    لذلك يظل استخدام الحاسوب فـي تعليم العروض مطلباً ملحـاً؛ لأسباب عـدة منها، التغلب على المشكلات التي يعانيها متعلموه في تعلّمه كما أشارت إلى ذلك دراسات، وكتب مختصة، نحو: الحجري (1997)، والحلباوي (1998)، وعبد الرؤوف، وأبو زيد (2007)، وإبراهيم (د. ت)، والـدليمي والـوائلي (2003)، ونبوي وخدادة (1998)، والمحرز ومحمد (1985)، وغيرها.
    إضافة إلى طبيعة عـلم العروض الرياضية التي شجّعت الكثير مـن الباحثين ـ المشار إليـهم مسبقا ًـ منذ السبعينات مـن القرن الماضي، وربما قبل ذلك إلى هذا الوقت على إخضاعه للمعالجة الآلية، ووضع بحوره ضمن قواعد بيانات شاملة.
    كما يمكن الإفادة من طبيعة العروض الموسيقية، ومادته الأساسية الشعر العربي مـن خـلال وضع موسوعات شعرية ضمن برامج حاسوبية توضع في الشبكة العالمية للمعلومات (الإنترنت)، والإفادة من وسائط الحاسـوب التفاعلية فـي تسجيل القصائد الشعرية؛ مما يُوصل الطالب بموسيقا الشعر من خلال تنمية ذائقته الشعـرية استماعا؛ فيكتسب مهارات العـروض بذات الطـريقة ـ تقريبا ـ التـي اخترع بها الخليل بن أحمد هـذا العلم؛ فالعروض في حقيقته موسيقا، والموسيقا أداتها الأذن، وليس الكتابة؛ فتصبح الفائدة من تكنولوجيا الحاسوب، وبرمجياته، ووسائطه المتعددة التفاعلية متحققة، ولا يحتاج الأمر إلاّ إلى تكـاتف جهود المختصين في اللغة العربية عامة، وعلم العروض خاصة، واللسانيات اللغوية المحوسبة، وتكنولوجيا التعليم.
    إنّ هذا التعاون يظل مهماً في مجال تطوير طرق تدريس العروض بمساعدة الحاسوب؛ للخروج في النهاية ببرامج تعليمية محوسبة قائمة على أسس تربوية، وعروضية، وتكنولوجية صحيحة ومتفق عليها.
    لذلك فمن الضروري الإفادة من طبيعة علم العروض الموسيقية، والاتجاهات التربوية الحديثة المؤكِّدة أهمية التعلّم الذاتي، ودور الحاسوب الإيجابـي في التعلّـم وإمكاناته المتعددة؛ لتصميم برمجية حاسوبية تساعد طلاب اللغة العربية فـي جامعة السلطان قابوس على اكتساب بعضٍ من مهاراته الكثيرة من خلال نصوص شعرية مسموعة مرتبطة بالتطبيق الذاتـي بمساعدة الحاسوب فـي صورة وحـدات تعليمية صغيرة إضافة إلى استعمال أسلـوب التقويم الذاتي المستمر والختامي، وعـدم إغفال المعـلومات النظرية التي تساعـد الطالب على التطبيق، وتكون له رافـداً، وتغذيةً راجعةً وقت الحاجة.
    المرجع: روضة الحسني، أثر برمجية حاسوبية في تنمية مهارات العروض العربي لدى طلبة اللغة العربية في جامعة السلطان قابوس (رسالة ماجستير)، جامعة السلطان قابوس، 2009م

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2006
    المشاركات
    4,594
    استاذي الغالي يعطيك ربي العافيه

    نحتاج لندوة عن مبادىء العروض في الانسبيك من اجل الطلاب الجدد ياسر وأيس ارجو ا التنسيق لذلك وسأكون معكم ان شاء الله

    ودمتم بخير

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2013
    المشاركات
    380
    استاذنا الغالي خشان
    استاذتي الفاضلة نادية

    بعد التحية لكما استاذي خشان نص دسم رائع ومهم والله استوقفني فيه معظمة لكن اخذت منه مايهمني وينقصني الان ولا كل ماجاء لاشك اني بحاجة .
    ( إكساب الطالب مهارة التقطيع العروضي )
    حبيت فقط ان شارك ودلي بدلوي مع الدلاء بصراحة انا اروي لك كيف عرفت العروض بصدفه فقط في
    يوماً ما حملت كتاب اظنه (القوافي الأخفش الأوسط) وهذا فهرسة
    الفهرس
    باب عدة القوافي4
    باب الروي 5
    باب ما يلزم القوافي من الحركات 11
    باب ما لا يكون رويا. 25
    باب ما يجوز من الساكن مع المتحرك في ضرب واحد27
    باب التقييد والإطلاق28
    باب ما يجتمع في آخر ساكنان في قافية 32
    باب ما يكون فيه حرف اللين مما ليس فيه ساكنان 32
    باب إجماع العرب في الإنشاء واختلافها 35

    وكما تعرف واشرت لم افهم منه الا لقليل لصعوبته للمبتدي ولقدم عصره كما اني لم ادرسة ولم
    يتطرق له اي استاذ لي لذلك كنت رهين موهبتي ان جاز لي القول اني موهوب لو بشكل ( لا
    يتعدى شاعر على قده)

    قد قالت استاذتنا الفاضلة نادية عني كلاماً بعد مافعلت المستحيل ولا تزال جزاه الله خيراً لا اعلم
    هل فيني رجاء ام لا لكن اتمنى ان اجتاز التقطيع .

    امانة لن افي ماقيل حقه شاكر لما وضعت هاهنا
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط