النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الرقمي والتفاعيل ثانية

  1. #1
    زائر

    الرقمي والتفاعيل ثانية

    نقلا عن الرابط:

    http://www.ruowaa.com/vb3/showthread...6493#post46493

    أخي الكريم فريد
    إن التفكير تبرمجه الكلمات. ولهذا ونحن على أبواب البحث في علم من إنجاز العقل العربي في قمة من أعلى قممه وهي تفكير الخليل، فإن من الضروري مراعاة دقة الكلمات.

    فأقول حول قولك :
    " هذا بيت مقطع على المنهج الخليلي."
    من حيث الشكل فالتفاعيل أسلوب للتعبير عن المنهج الخليلي، والأرقام أسلوب للتعبير عن ذات المنهج الخليلي.
    ولهذا سأعتبر مقدمة طلبك هي :" هذا بيت مقطع على الشكل التفعيلي "

    أما طلبك :
    " وأريد تقطيعه بالرقمي وبيان الفرق الذي يتميز به الرقمي على الخليلي"
    فسأتناوله على أنه :" وأريد تقطيعه بالرقمي وبيان الفرق الذي يتميز به الرقمي على التفعيلي "

    والإجابة على هذا الطلب المعدل قسمان :
    1- فيما يتعلق بظاهر التقطيع المتصل بشكل كل من التفاعيل والأرقام
    2- فيما يتعلق بما يؤدي له الرقمي من فهم لجوهر وشمولية تفكير الخليل، وجزئية وحدود صيغ التفاعيل في تناولها لكل بحر على حدة، دون الإحاطة

    وأستشف من صيغة سؤالك أنها تتعلق بالقسم الأول.
    وعدم إجابة طلبك بالمرّة أقل ضررا من الإجابة عليه في الإطار الذي يبدو أن طلبك يتعلق به، وهو الفرق بين ظاهر التفاعيل وظاهر الأرقام.

    كما أن الإجابة على القسم الثاني لا تكون مفهومة ممن أتقن إحدى وسيلتي العروض ولم يتقن الأخرى. وفهمها بشكل واف لا يتم دون استعراض شمولية الرقمي، وشمولية الرقمي لا يفهمها من لم يدرس الرقمي كله.

    قد تبدو إجابتي نوعا من التهرب من الإجابة، وليس الأمر كذلك.
    وللتمثيل لهذا الأمر لنفترض أن شخصين عربيا وإنجليزيا مرا كانا على متن طائرة تعرضت لصعوبات أثناء رحلة جوية، ثم طلبنا منهما أن يكتب كل منهما تجربته بلغته، وأردنا أن نقارن بين الصيغتين، فإن المقارنة لا معنى لها إلا لمن أتقن اللغتين. وكل ما نقدمه من مقارنة بينهما بإحدى اللغتين لا يعدو أن يكون تبسيطا وتقريبا لمن لا يتقن اللغتين معا. فالتجربة هنا تمثل عروض الخليل، ووسيلتا التعبير التفعيلي والرقمي تمثلهما اللغتان.

    وعلى ضوء ما تقدم - ومع التأكيد على ما تقدم – إليك إجابتي:
    1- من حيث الشكل
    وَمُرْسِلِ الرُّسْلِ بِالْآيَاتِ تِبْيَانَا *** الْحَمْدُ لِلَّهِ بَارِي الْكَوْنِ إِحْسَانَا

    11ه11ه1ه11ه1ه1ه11ه1ه اه***1ه1ه11ه1ه11ه1ه1ه11ه1ه1ه
    هذه الصيغة هي ذات الوزن وهي لا تتغير بين أسلوب وآخر.
    بالتفعيلي
    11ه11ه-1ه11ه-1ه1ه11ه-1ه1ه***1ه1ه11ه-1ه11ه-1ه1ه11ه-1ه1ه
    = متفعلن فاعلن مستفعلن فعلن **** متفعلن فاعلن مستفعلن فعلن
    وهذه التقسيمات بخط قطير بين أجزاء الوزن هي أجمل الصيغ لتقسيم هذا الوزن إلى وحدات، ولكنها ليست الصيغة الوحيدة المعبرة عنه فكأنها الكنية للذات، تتعدد الكُنى وهذه أجملها
    ومن الكُنى التي يمكن التعبير بها عن عجز البيت أعلاه :
    1ه1ه11ه1ه-11ه-1ه1ه11ه1ه-1ه = مستفعلاتن فعلْ مستفعلاتن فعْ
    وهي تفيدنا أكثر من الكنية الأولى في المقارنة بين وزن البسيط ووزن المنسرح الذي يمكننا أن نعبر عنه بالصيغة التفعيلية ( الكنية البديلة ) التالية
    11ه11ه1ه-1ه1ه11ه1- 1ه = مستفعلاتن مستفعلاتُن فعْ

    كما أن الكنية التالية للكامل
    =1ه1ه11ه-111ه-11ه11- 1ه11ه= مستفعلن فعِلُنْ متفعلُ فاعلن
    رغم قصور جمالها عن الصيغة الأصل إلا أنها أفيد منها في مجال مقارنة الكامل بالبسيط.

    لا يخفى عليك أن التفاعيل هي أسباب وأوتاد
    وفي الرقمي فإن هذه الأسباب والأوتاد هي لغة التعبير، وهذه الأسباب والأوتاد لا يتغير التعبير بها عن ذات الوزن فكأنها (إسم الوزن ) في مقابل ( كنيته ) بصيغة التفاعيل. وهي لا تتعدد شأنها في ذلك شأن الاسم تعبيرا عن ذات الإنسان.

    وعليه يكون وزن البيت المتقدم بالبسيط هو
    3 3 2 3 22 3 22 ...........22 3 2 3 22 3 22
    ولا يهم أين نضع الخط القصير الفاصل بين المقاطع.

    فكما ترى فإن الفارق في الشكل بين الرقمي والتفعيلي ضئيل حتى ليكاد يكون معدوما. ولكن من الآثار التي يمكن أن تترتب على ذلك مما يمكن شرحه في هذه المرحلة أن
    تغير
    مستفعلن = 2 2 1 2 إلى متفعلن = 1 2 1 2 يسمى خبنا
    و... مستفعلن = 2 2 1 2 إلى متفعلن = 2 1 1 2 يسمى طيا
    وقل مثل ذلك في غير البسيط بين تغير
    فعولن مفاعيلن = 3 2 3 2 2 في الطويل إلى فعولُ مفاعيلُ = 3 1 3 2 1
    فتغير فعولُن = 3 2 إلى فعولُ 3 1 يسمى قبضا
    وتغير مفاعيلن = 3 2 2 إلى مفاعيلُ = 3 2 1 يسمى كفا
    أما في الرقمي فإن كل ما تقدم تجمعه كلمة زحاف بغض النظر عن اسم الزحاف وهو تغير 2 إلى 1 أو حذف ساكن السبب وهذا أصل تعبير الخليل.
    فلماذا تعددت أسماؤه؟
    تعددت أسماؤه في التفعيلي بسبب الحدود بين التفاعيل واتخاذها مرجعية لتسمية الزحاف.

    ومثال آخر
    خذ ما يقوله الدكتور إبراهيم أنيس عن ورود مفاعيلن في حشو الطويل على مفاعلن (موسيقى الشعر – ص60):
    " أما الصورة الأخرى التي اعتبروها صالحة مقبولة في حشو البيت ( مفاعلن) فهي صورة نادرة لا تستريح إليها الآذان "
    وخذ ما يقوله عن ورود مستفعلن في البسيط على متفعلن ( موسيقى الشعر –ص73) :"ووقوعه في أول الشطر حسن جميل تميل إليه الأسماع ولا تنفر منه. ويظهر أن جميع الشعراء المحدثين قد آثروا هذا حين نظموا من هذا البحر، فلا يجيزون أي تغيير في المقياس ( مستفعلن) إلا إذا وقع في أول الشطر، أما في غير هذا فيبقى على حاله دائما.
    أما في الشعر القديم فقد ورد هذا التغيير في غير هذا الموضع، ولكن وروده كان نادرا جدا ."

    أنظر إلى وصف ما يبدو ظاهرتين لاختلاف التعبير بالتفاعيل في بحري الطويل والبسيط.
    وانظر إلى وصف الظاهرة بدلالة الرقمي منقولة من رابط التخاب :
    http://www.geocities.com/alarud/97-takhbeeb.html


    - الصيغة 333
    هذه صيغة لا علاقة لها بالخبب بل لعلها الصورة المقابلة له. ولكنني رأيت إدراجها هنا لعلاقتها بثقل الزحافات. هذه الصيغة ثقيلة في البحور التي أرقامها الزوجية 2، 4 ( مختلطة التفاعيل) كما في البسيط والطويل ومن ذلك في البسيط:
    صبّحته صاحبا كالسّيد معتدلا
    ................ كأن جؤجؤه مداك أصداف =3 3 1( 3 3 3) 4
    والشاهد هنا = (أهو مداك أصـْ = علن متفعلن )

    باكرته قبل أن تلغى عصافره
    ............. مستخفيا صاحبي وغيره الخافي = 4 3 2 3 3 3 4

    وعليه من الطويل قول امرئ القيس:
    إذا قامتا تضوّع المسك منهما
    ................... نسيم الصبا جاءت بريّا القرنفل
    الصدر = 3 2 (3 3 3) 2 3 3
    والشاهد هنا (متا تضوع الْـ = مفاعلن فعو)
    وهي أقل ثقلا في البحور التي تتكرر فيها 4 3 4 3 ولا تقبل التكافؤ الخببي كما في الرجز والسريع.
    ومن ذلك :
    وكلّ يومٍ في حياةِ خائفٍ .......... لا يجد الأمان يومُ نحسِ [9]
    3 3 4 ( 3 3 3 ) .......... 2 1 3 3 3 3 2
    ومنه على السريع:
    ينقلنا حنينها المشتهى ............ لعالمٍ يسبح بالنشوةِ
    2 1( 3 3 3) 2 3 .......... 3 3 2 1 3 2 3
    وموضوع الحديث فيما تقدم من ثقل واستساغة هو تكرر 3 ثلاث مرات وأما ما زاد على ذلك فهو على الأغلب مستساغ.
    أرايت كيف أن الرقمي يتناول وصف الظاهرة بشكل عام دون اعتبار للتفاعيل، علاوة على تحفيزه للفكر بتقديم تفسير لتلك الظاهرة، وفي ظني أن البحور التي تتناوب فيها الأرقام 4 3 2 3 4 3 تقوم على أساس التفاوت في الأرقام صعودا ونزولا واجتماع ثلاثة أرقام متساوية (333) يخل بهذا الأساس. وذلك بغض النظر عن التفاعيل وحدودها.

    إن ما تقدم مذكور أضعافه في الروابط التي ذكرتها وبينتها. ولكني تلبية لطلبك في حدود ما أقدر من اختصار قدمت هذا تمثيلا محدودا جدا للفارق بين الرقمي والتفعيلي.

    ودون فهم دروس الرقمي فلا يكمل فهم أهم ميزة للرقمي وهي الشمولية وأهم مباحثها موجودة على الرابط:

    http://www.arood.com/vb/forumdisplay.php?s=&forumid=102

    [web]http://www.arood.com/vb/forumdisplay.php?s=&forumid=102[/web]
    -------
    ذكرني هذا الحوار بحوار في أمر عام آخر الليلة الماضية – لا يسمح المجال بعرضه هنا- كان محاوري فيه يقول – أنت وجدت نفسك محل هذه الفئة – دون النظر للماضي فماذا تفعل؟
    وكان جوابي أن شمولية التفكير تمنعني من أن أقصر رؤيتي على الإطار الذي يفرضه علي سؤاله. فالتفكير لا يكون إلا شاملا وهي يؤطّر سواه ولا يأتطر بسواه.

  2. #2
    زائر
    http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=5118

    [web]http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=5118[/web]

  3. #3
    جزاكم الله خيرا استاذنا الكريم

    أهم ما يميز الرقمي النظرة الشموليه ،،،،،، و البعد عن الجزئيات

    ماهي ابرز ملامح هذه الشموليه في الرقمي ( بالإضافة إلى أنه يضع جميع التحولات الطارئة والزحافات في قاعده ثابته ؟؟ يمكن تطبيقها على جميع الصور ؟؟

    وهل ممكن أن تفيد هذه النظرة الشموليه في نوعية الشعر ؟ او أنها فقط للدراسة ؟؟
    جئت لأتعلم ولا زلت ،،،
    فشكرا لكل من بذل وقته وجهده لينير الطريق لغيره

  4. #4
    زائر
    الأخت الأستاذة نبض القوافي

    ماهي ابرز ملامح هذه الشموليه في الرقمي ( بالإضافة إلى أنه يضع جميع التحولات الطارئة والزحافات في قاعده ثابته ؟؟ يمكن تطبيقها على جميع الصور ؟؟

    وهل ممكن أن تفيد هذه النظرة الشموليه في نوعية الشعر ؟ او أنها فقط للدراسة ؟؟
    الشمولية تتناول وزن الشعر والقوانين التي تحكم هذا الوزن، والعروض بالشمولية وسواها لا يتناول الجوانب الأخرى من الشعر كالأخيلة والعواطف والمضمون والبلاغة. هنا ملاحظة وهي أن م/ع من ناتج الرقمي قد تلامس بعض هذه النواحي. وقد تُفتح أبواب جديدة مستقبلا تعتمد على الرقمي وتكون ذات علاقة.

    أما عن معنى الشمولية فإن من تعلم العروض بالوسيلة الرقمية تكون لديه هذه الشمولية تحصيل حاصل، ولا يستشعر كبير قيمتها إلا من درس العروض التفعيلي. ثم استطاع أن ينتقل للرقمي. ولسد هذه الفجوة وإشعار من أتقن الرقمي بقيمة الشمولية فيه فإنني أنوي بحول الله تقديم بعض البحور بالصيغة التفعيلية وإن أمكنني تقديمها جميعا فسأفعل ثم مقارنة ذلك بمثيله في الرقمي.

    ونصيحتي لمن لم يتقن الرقمي أن يؤجل دراسته لذلك لما بعد إتقانه للرقمي. لما بين الأسلوبين من تفاوت يؤدي في حال دراستهما معا إلى اضطراب .
    التعديل الأخير تم بواسطة خشـان خشـان ; 02-17-2006 الساعة 11:14 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط