النتائج 1 إلى 30 من 85

الموضوع: فنجان قهوة مع الأستاذ لحسن

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2010
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    896
    سأعود الآن إلى أستاذي القدير لحسن بعد أن أمتعنا وأدهشنا بحديثه عن تلك المراحل التي صنعت منه إنسانا عميقا كريما طموحا جديرا بكل احترام وإكبار .

    س2 - فقدان الأب منذ الصغر قد يدفع بالإنسان إلى علاقات اجتماعية معينة للتعويض غير المقصود . .ما رأيك ؟


    الشكر موصول للأستاذة النبيلة ثناء صالح على هذا الثناء الجميل والذي أرجو من الله انه اكون في مستواه ،
    فقدان الأب في نفس اليتيم يعني له ما لا يدركه إلا يتيم فهو ليس أمرا سهلا بكل تأكيد ، وليس مجرد شعور باليتم ، إنه لا تصفه الحروف ولا تبلغ حده الأوصاف ،
    لكن في جميع الأحوال يبقى فقدان الأم أشد وأقسى على الإنسان ،
    في سنة 1984م وفي ليلة ليست كالليالي فقدت أبي ووالدي وأنا طفل صغير ، جعلت أتأمله رحمه الله وهو يعالج النزعات وقد تحلقنا به نحن الإخوة فكنا بين باكيه في صمت ، ومعول نادب نائح بلا صبر و كان اشدهم تأثيرا في نفسي عمي رحمه الله وقد بكاه ونعاه بكلام يهد الجبال ، وكانت زوجة عمي هذا أعقل الناس ساعتها فقد باشرت بتحويل الجسد الهادئ وهو في النزع الأخير إلى جهة القبلة وجعلت تلقنه الشهادة ،
    أنقل إليك أستاذتي ثناء بعض هذه المشاهد الحزينة قبل أن أجيب عن سؤالك ، كيما أفتح لك نافذة صغيرة تطلين من خلالها على أمواج من المشاعر الغريبة تصطخب في دواخل اليتيم .
    ، ولهذا فإنني معك في أن فقدان الأب قد يدفع في اتجاه بناء علاقات معينة بقصد التعويض غير المقصود وهذا طبيعي جدا ، ولا يمكن للإنسان في كل الأحوال أن يستغني بنفسه عن الآخر مهما يكن ، فالإنسان اجتماعي بطبعه ،
    ولا يعني فقدان الأب فقدان المعيل وحسب ، بكل تأكيد ، وليس يعوضه قطعا إعالة عائل أو مساعدة نبيل أو مسحة كريم على ناصيتك أو تربيت نبيل رقيق على كتفك ، كل ذلك بل وكل الدنيا لا تقوم مقام فقدك لأبيك .
    كانت امي ومازالت كأغلب الأمهات أما حنونا رؤوما ، نسجت علاقات مع الأيتام الخمسة كأحسن ما تكون إلى يوم الناس هذا ، حاولت جهدها أن تجود علينا بكل ما رزقت من حنان ، من ساعة الفقد إلى اليوم ، وأذكر وفي الذكرى تجديد للآلام وبعض إيلام ، أذكر ليلة قضى الله أمرا كان مفعولا وكانت يومئذ تحمل على ظهرها أخي الصغير محمدا (هو اليوم شرطي) وكان عمره يومها أربعة أشهر وهو يصيح بشدة وبلا انقطاع وكأنه يدري ما المصيبة ، أخذتني في حضنها وبكت بكاء مريرا ووصفت حالنا بكلمات تتقطع لها الأكباد ، وكانت حقيقة هذه أول علاقة نسجتها امي بحبال وثيقة من دموعها السخينة ودموع الأيتام البريئة علاقة لا تنصرم ولا تنقطع أبد الآبدين ودهر الداهرين ،
    لا شك أن هناك علاقات كثيرة أخرى تفرضها طبيعة الحياة كان لها أثرها في تخفيف الموقف إلى حد ما بطبيعة الحال وإلا فالإنسان سيموت كمدا لولاها ولولا نعمة النسيان التي تأتي على مراحل وعلى قدر حجم العلاقة بين الفقيد والذين فقدوه ،
    وحتى أكون أمينا لأني سأسأل عن كل كلمة أخطها ، لا أنكر أن الإحساس باليتم في الصغر يكون أقل وقعا منه في الكبر ، كما لا أنسى بعد الفضل السابغ لله تعالى أفضال بعض الجيران وبعض ذوي القربى ، وخصوصا أخي غير الشقيق رحمه الله الذي لم يذخر جهدا في سبيل إسعادنا ، جزى الله أهل الخير خير الجزاء ،
    يتبع ........
    التعديل الأخير تم بواسطة (أ. لحسن عسيلة) ; 05-21-2013 الساعة 11:58 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط