النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: الشكل والمضمون في العروض

  1. #1

    الشكل والمضمون في العروض

    الشكل والمضمون في العروض
    =================
    كثيرا ما يحدث خلافات وهمية بين العروضيين بسبب الخلط وعدم التمييز ما بين الشكل والمضمون في المسألة موضوع الخلاف.

    وإنني متفق مع الأستاذ خشان تماما في أن من ينظر إلى شكل وصياغة الرقمي الشمولي من وجهة نظر تقليدية فسوف تظهر لديه اعتراضات كثيرة ؛ لذلك فإنه في حالة إقدام غير الدارس للشمولي لنقد الشمولي ومقارنته بالتقليدي فيجب عليه حينئذ ألا يتعرض إلا للنتائج فقط ؛ وله الحق حينئذ أن يقول إن الشمولي أعطى نتائج خاطئة أو غير سليمة في كذا أو كذا ؛ مثلما قلت أنا عن السبب (لن) في بحر الخفيف مثلا ؛ وليس هذا موضوعنا الآن إنما هو مجرد مثال بصرف النظر عما تنتهي إليه هذه المسألة.

    وليس لمن لم يدرس الرقمي الشمولي أن يبدي رأيا في طريقة صياغته إذا ما كانت النتائج صحيحة ؛ ذلك لأن الشمولي قد صيغ على فلسفة مخالفة لفلسفة الصياغة التقليدية.

    أما من درس الشمولي فمن حقه أن يبدي رأيه إذا ما وجد تناقضا في الصياغة أو عدم تناسق أو وجد صياغة أفضل لجزئية معينة تجنب الشمولي مشكلة ما ؛ وهكذا.

    ويوجد أيضا داخل التقليدي نفسه خلط بين الشكل والمضمون في بعض الأحيان ؛ فمثلا لو قال أحدهم إن مستفعلن ذات الوتد المفروق تقبل الكف ؛ فترى آخر يرد :

    كيف إن مستفعلن بها وتد مفروق؟؟ وكيف تقبل الكف؟؟

    إن ما تقوله ينطبق على مستفع لن وليس مستفعلن!!

    أو ينطبق على (عولات مس)؛ وهكذا تنشأ خلافات وهمية بسبب الخلط بين الشكل والمضمون.

    ولهذا أريد أن أقول :

    في مجال التقعيد والتأصيل ينبغي أن نستخدم كنية واحدة وهذا مطلب مهم بالفعل.

    أما في حالة الشرح أو ضرب الأمثلة أو زيادة التوضيح فلا بأس من استخدام أشكال مختلفة مادام المضمون مفهوما وواضحا.

    فمثلا عندما أريد أن أعبر - على سبيل المثال - عن حكم تفعيلة مستفع لن التي في الخفيف أو المجتث فيمكنني أن أستخدم أشكالا عدة للتعبير عن ذلك وكلها صحيحة لأنها تدل على مضمون واحد ؛ بشرط أن يكون هذا الاستخدام للشرح أو التمثيل ولا يكون للتأصيل أو التقعيد - فعند التأصيل أو التقعيد يجب أن نستخدم كنيتها الأصلية (مستفع لن)؛ وقلت قد نعبر عنها في الشرح بعدة أشكال كالآتي:

    1- نقول مثلا : (مستفعلن) التي في الخفيف
    2- أو نقول : (مستفعلن) ذات الوتد المفروق
    3- أو نقول : (مستفعلن) التي تقبل الكف
    4- أو نقول : (مستفعلن) التي في المجتث
    5- أو نقول : (مستفعلن) التي لها حكم (عولات مس)
    6- أو نذكرها بكنيتها التأصيلية : (مستفع لن) سواء أضفنا لها وصفا أم اكتفينا برسم الكنية على هيئتها الأصلية دون إضافة أي وصف.

    كل هذه الأشكال الستة وغيرها تدل على مضمون واحد لأنها جميعا تتحدث عن التفعيلة التي تتكون من سبب خفيف فوتد مفروق فسبب خفيف ؛ ويجب أن ينتبه الإخوة العروضيون إلى ذلك فلا يحدث بينهم خلاف ما دام المضمون واحدا ولا يقعوا في مشكلة الخلط بين الشكل والمضمون فتنشأ بذلك الكثير من الخلافات الوهمية التي نحن في غنى عنها.

    إنما يحق لهم مطالبة من يخرج عن الشكل إذا ما كان يضع الشكل الجديد موضع التأصيل والتقعيد فحينئذ يحق لهم أن يقولوا له : تمهل يا أخي ولا يجب أن تستخدم في هذا المجال سوى الكنية الأصلية حتى لا تلتبس قواعد التأصيل والتأسيس.

    وإلى لقاء آخر إن شاء الله

    دمتم بخير
    التعديل الأخير تم بواسطة د. عبد العزيز غانم ; 10-05-2010 الساعة 04:02 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,965
    أخي وأستاذي الكريم

    سعيد أنا بهذه القفزة الموضوعية. أسعدك الله
    وأهديك هذه الساعة التي تمثل جوهر تفكير الخليل.
    أين حدود التفاعيل فيها ؟


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    2,798
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    أخي وأستاذي الكريم

    سعيد أنا بهذه القفزة الموضوعية. أسعدك الله
    وأهديك هذه الساعة التي تمثل جوهر تفكير الخليل.
    أين حدود التفاعيل فيها ؟



    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    =============
    أعتقد أن من يستوعب ساعة البحور و هندستها العروضية الجامعة المانعة ،
    سينظر إلى الأوزان على أنها سلسلة مترابطة الحلقات من الأسباب و الأوتاد،
    أو من السواكن و المتحركات يحكمها منطق و نظام واحد ، و ليس بينها حدود
    و من ثم رؤية التفاعيل كأدوات ووسائل إيضاح لدوائر الساعة، فلا تحصر بحدودها فكر
    الباحث .
    هذا المنطق قد يكون هو شريعة علم العروض كما تصورها الخليل فكرا ،
    مثمثلة في قواعد العروض في الشعر العربي التي يعتبر أي إخلال بها
    هدم لهذا العلم .

    و الناظر في الساعة و المتأمل فيها يلاحظ عقلية الخليل الرياضية التي أنتجت هذه
    الشبكة العجيبة لتجمع الأوزان التي تغنى بها الشعر ،
    و لهذا لا أستغرب أن تحقق أرقام العروض الرقمي تلك المعادلة الصعبة المتمثلة في
    تبسيط علم العروض من جهة ،والتحرر من حدود التفاعيل لتحقيق الرؤية الشاملة لها ،
    من جهة أخرى .

    ومن المؤكد أن وصول الرؤية الرقمية الشاملة للذهن ، مع ضبط التفعيلي ،
    هي توليفة مثالية ، وإن اجتمعت لدى العروضي ، فسنكون أمام نموذج لن يعرقل
    نبوغه العروضي شيء .

    شكرا لكما الأستاذ غانم و الأستاذ خشان .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,965
    أستاذتي الكريمة

    هذا الأفق من سعة النظرة وشمولها وتحررها من قيود المصطلحات والتفاعيل وحدودها هو ما أتمنى أن يصل إليه أهل الرقمي نتيجة للدورات فيما يخص دور العروض في وزن الشعر.

    ومنعا للشبهة في أمر التفاعيل أقول إن الرقمي يضعها موضعها الصحيح كأدوات إصطلاحية ويبعد عنها آثارها السلبية كقوالب ذات حدود فولاذية تصوغ التفكير وتفتته بل وتجعل العروض معتمدا على حفظ جزئيات تبدو متناثرة لا رابط بينها.

    إن ساعة البحور تشمل أهم ما في العروض فإذا أضفنا إليها مطويات فيصل فقد شملا معظم العروض.

    وتبقى التطبيقات الأخرى للرقمي خارج مجال وزن الشعر . آمل أن تجد بين أهل الرقمي من يركز عليها.

    يرعاك الله.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط