النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: الوزن الحساني و الرقمي..!

مشاهدة المواضيع

المشاركة السابقة المشاركة السابقة   المشاركة التالية المشاركة التالية
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2008
    المشاركات
    226

    الوزن الحساني و الرقمي..!

    بسم الله الرحمن الرحيم..
    اقترح عليَّ أستاذي خشان أن أقدم للشعر الحساني و أطبق عليه ما قد فهمت من الرقمي و ما أقله، و هذه فرصة لمراجعة ما مر معي و تثبيته و كذلك لمعرفة بعض أسرار الشعر الحساني التي لم أستطع أن أعرفها رغم أنها لهجتي.
    أولا تعريف بسيط باللهجة الحسانية:
    مايعرف حاليا بموريتانيا (شنقيط سابقا) و إقليم الصحراء الغربية يقعان في أقصى الغرب الإفريقي و كانتا بلادا لا يقطنها غير البربر و الأفارقة يشكلون صلة وصل بين إفريقيا السوداء وفي الجنوب و البربر في الشمال.
    تعرضت المنطقة بعد دخول الإسلام إليها بفترة إلى هجرات قبائل عربية من أشهرها قبائل بني حسان، و سيطروا عسكريا عليها و كانت إضافتهم الوحيدة التي أضافوها هي فرض واقع اللغة على سكان المنطقة الذين كانوا قد تشربوا بالإسلام و أحبوا اللغة العربية فامتزج حبهم مع سيادة القبائل العربية مما سهل سيطرة لغة تلك القبائل على ألسنة سكان المنطقة فظهر ما يسمى باللهجة الحسانية التي هي مزيج من العربية و أحيانا بمفردات قاموسية هُجِرَ استخدامها مع البربرية مع ما استجد من لغة المستعمر و التي قد لا تشكل 1% من اللهجة لاعتبارات منها نفور السكان من التعامل مع مدارس المستعمر.
    خصائص اللغة البربرية تظهر جلية في التركيب اللغوي، إذ أن من خصائصها محاولة تسكين الحرف الأول من الكلمة ما استطاعت إلى ذلك سبيلا مما يزيد الكلمة غالبا بألف وصل تبدأ بها في أغلب الأحيان يكون غير أصيل.
    مثال : قَـلَمٌ ينطقُ: اقْلَمْ (القاف تنطق كما الفصحى)
    جَـمَــلٌ ينطق : اجْمَلْ
    كتابٌ ينطق اكْتابْ
    من الأمور التي تجعل من اللهجة الحسانية لهجة صعبة هي موسيقى الكلمات كما أسلفنا و أن حرف القاف لا يتبع قاعدة فبعض الأحيان ينطق كما ينطق بالفصحى و أحيانا اخرى كما تنطق الجيم المصرية.
    الشعر الحساني له تسميات لا يدخل الشعر بينها أبدا فالشاعر باللهجة الحسانية تطلق على الموسيقي و جمعها الشَّعَّارْ بدلا من الشعراء. من هذه التسميات : الموزون و البدع فيسالك أحدهم : أنتَ توزنْ؟ بمعنى :هل تنظم الشعر؟ و البدع مرحلة متقدمة من نظم الشعر و تطلق على ما حسُن و كمُل مع نسبية الكمال دائما و الذي لا يتصف به غير الخالق جل و علا..
    لا يوجد الشعر النبطي في موريتانيا، بل نوع من الأهازيج لها أوزان مرتبطة بالموسيقى المحلية التي هي من أغرب ما يمكن للعربي أن يسمعه، تمتزج فيها الإقاعات البربرية بالإفريقية امتزاجا كبيرا، و بالتالي فإن الإيقاعات الشعرية تختلف باختلاف المقامات الموسيقية.
    لا يوجد بيت من الشعر منفردا بل إن أقل ما يمكن اعتباره شعرا هو على شكل بيتين، الشطر الأول و الثالث يمتلكان نفس الراوي و الشطر الثاني و الرابع لهما نفس الراوي، و هذه التوليفة التي هي من بيتين و روايين تعرفُ ب: القافْ و الشطر فيها يسمى : تَافَلْوِيتْ و هي كلمة بربرية قياسية فكل كلمة وردت على صيغتها الصرفية فغالبا أن أصلها من اللغة البربرية، و حرف القاف هنا يقرأ كالجيم المصرية (الجافْ).و يمكن ان يكون القاف امْسادسْ أي من ستة أشطر أو امْثامَنْ يعني من ثمانية أشطر أو أكثر. هناك تشكيلة تسمى : الطَّلْعة و هي تتكون من ثلاث أشطر براوٍ واحد و الشطر الرابع براوٍ مختلف ثم تنتظم الأشطر المتبقية بصيغة القاف كما مر معنا سابقا.
    الإيقاع يعرف ب: البتْ فيقال هذا بتْ كذا و هذا بتْ كذا.
    الشطر الواحد قد يكون من متحرك واحد و هو تقسيم نظري أو متحركين أو ثلاثة و هما قريبان من النظري أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة أو ثماتية و قد تصل إلى عشرة مع ندرة ذلك.
    تتالي الحروف المتحركة مع بعضها أو مع ساكن حي واحد أو حرف مد واحد غير متبوع بسكون يعرفُ ب: السَّرمَة بالراء المرققة فيقال إن الوزن مسروم بترقيق الراء أي سلس الاستثناء هنا في في الراوي فتتالي المد و السكون فيه لا يعتبر كسرا للإيقاع.
    إذا تتالى سكونان أو سكون و مد فإن ذلك يُعرف بالقـدعة الكاف هنا تقرأ كما الجيم المصرية (الجدعة)..
    موقع القدعة مكان الحرف الثاني أو الخامس مرة واحدة، أو وجوده في أكثر من موقع في نفس الشطر كالمتحرك الثاني و الرابع و السادس و الثامن يعطي إيقاعات مختلفة تتولد عنه أوزان مختلفة أو ابْتوتَة جمع بتْ الذي مر معنا سابقا..
    أكثر الإيقاعات استخداما و أسهلها يسمى : لَبْتَيْتْ تصغير البت، و هو إما كامل بثماني متحركات مسرومة أي سلسة أو ناقصا بستتة متحركات مسرومة أو سلسة.ربما يكون هذا الإيقاع هو أقرب تالإيقاعات إلى الخبب و سأعطي له مثالا و أقطعه رقميا لنرى جميعا:
    حدْ اسكتْ عنْ قولْ الموزون=ماهِي شَيْنَة غيرْ الِّ شينْ
    حد إيقولو ماهو موزونْ=وللَّ موزون ْأولاهو زينْ

    من يعرف قراءة ورش فستسهل عليه قراءة هذا القاف فالهمزة التي تلي حرفا ساكنا تحركه ليظل مسروما أي سلسا في النطق.
    مفاتيح فهم القاف:
    حدْ : أحد، تستخدم مكان اسم الموصول منْ
    الموزوزن الأولى تطلق على الشعر الحساني
    موزون الثانية: يعني يتبع الإيقاع إذن هناك جناس و هي نفس الكلمة المستخدمة بالحسانية
    ماهي:ليست
    ماهو :ليس
    أولا هو: ولا هوَ
    وللَّ : أو
    شينة: قبيحة
    شين: قبيح
    زين: جميل
    قول :القاف بالجيم المصرية
    فكرة القاف: من يسكت عن قول الشعر فإن تصرفه ليس بالقبيح، إنما القبيح قوله غير تابع للإيقاع أو تابعا للإيقاع لكنه غير جميل

    لنطبق الرقمي على هذا القاف الذي هو من إيقاع لبْتيتْ
    حدْ دسْ كتْ عنْ قوْ للْ موْ زونْ=ما هي شيْ نَ غيْ رلْ لي شينْ
    2 2 2 2 2 2 2 2 ه=2 2 2 1 2 2 2 2 ه

    حدْ دي قو لو ما هُ موْ زونْ=ولْ لَ موْ زو نُو لا هو زينْ
    2 2 2 2 2 1 2 2 ه =2 1 2 2 2 2 2 2 ه

    هنا حسب قاعدة ق1/2 نعيد 1 إلى أصله فتصبح القيم بالنسبة للبيتين:
    16 ه= 16 ه
    و هو وزن الخبب +ساكن، هذا الساكن كان يمكن ألا يوجد لو كان الراوي غير مد متبوع بسكون، و هو كثير في هذا الإيقاع..

    ساعطي مثالا لإيقاع آخر اسمه : لبَّيرْ بترقيق الراء و هو تصغير للبئر، و لا أدري ماعلاقته بالبئر..!
    هذا الإيقاع له سبعُ متحركات بدلا منثماني في المثال السابق.و توجد "قدعة في المتحرك السادس من الشطر الأول و الثالث ، أما الشكر الثاني و الرابع فهما "مسرومان" أي سلسان من غير التقاء ساكنين أو مد و سكون:

    آنَ يَـنَّـاسْ السَّالْمَـة= مَارَتْ عنِّي نبْغِـيهَا
    مَـا نَسْـميهَا مَا َسَـالْ مَ= عيْنِـي بالدمْع اعْلِـيهَا
    ما تحته خط هو التقاء المد و الساكن و هو "القدعة"
    مفاتيح القاف:
    آنَ= أنا
    السالمة =اسم علم
    مارتْ= إضافة لكلمة مَـارِة و هو تحريف للأمارة أي العلامة
    عني= تحريف لكلمة أني، و من الطريف أن من ينطق أني بالحسانية يعتبر قد أتى بلحن..!
    نبغيها=أحبها
    ما نسميها= لا يأتي ذكرها على لساني، أو كلما أذكرها بطرف لساني
    ما التي بعدها= إلا وَ
    سالْ = فعل سالَ يسيلُ ، و هنا جناس آخر بين كلمة سالْ في الاسم "السالمة" و فعل سالْ
    مَ= ماء
    الشطر الاخير أعتقد أنه واضح..
    فكرة القاف=علامة حب الشاعر لحبيبته السالمة بكاؤه عليها دمع العين كلما ذكرها..

    تطبيق الرقمي على القاف:
    آ نَ ينْ نا سسْ سالْ مَ=ما رت عنْ نِ نبْ غي هَ
    2 1 2 2 2 2 ه 1 = 2 2 2 1 2 2 1

    ما نسْ مي هَ مَ سالْ مَ= عيْ نِ بدْ دمْ ععْ لي هَ
    2 2 2 1 1 2 ه 1 =2 1 2 2 2 2 1
    بإعادة كل 1 إلى أصله 2
    تكون الاوزان
    2 2 2 2 2 2 ه 2 =2 2 2 2 2 2 2
    و كأن سببا في الشطر الأول تعرض إلى حذف متحركه و بقي ساكنه، و كأن سببا آخر في الشطر الثاني تعرض للحذف كليا..

    و هذا هو ما يحصل في إقاعات الشعر الحساني عامة إما حذف سبب أو أكثر حذفا كاملا أو حذف متحرك سبب في الوتد الثاني أو الخامس أو السادس لتشكيل ما يسمى القدعة مع استثناءات تحتاج أمثلة توضيحية سأتركها لةقت آخر..
    أرجو أن أكون قد أعطيت صورة عن الشعر الحساني و عن تطبيق الرقمي عليه، ذاك التطبيق الذي يربطه كما بدا لي بالخبب إما كاملا أو متعرضا لحذف في بعض أسبابه..و أعتذر عن أي غموض بقي إذ تنقصني بالتأكيد الطرق التربوية التي يمتلكها غيري من الأساتذة هنا و في مقدمتهم الأخ و الأستاذ خشان..و أرجو ممن لديه استشكال أن يطرحه عسى نجد من يساعدنا على إزالته..
    التعديل الأخير تم بواسطة محمدسالم ; 05-18-2008 الساعة 11:14 AM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط