وصية عاشقٍ

إذا أرخى الحبيب لكَ الـــــجناحا
وأفـــــــضى ما بجنبيــــهِ وبــــــاحا

فلا تبـــخل بنفــــسك عن حبيــبٍ
وعانــــق همســـه حتى الصباحا

وكـــنْ كالطَّيـــر يشدو في رحابٍ
من الأزهار إنَّ العطـــر فــاحــــا

يقـــول لكَ الحبـــيب فـداك عمري
وهمــــــس الحبَّ في وطني مباحا

فســــارع في الوداد بــــدون خوفٍ
فقــد فـاز الـــذي نـشــــد الفلاحـــا

فهذا الحـــــبَّ محــــتاجٌ لــــصـــدرٍ
يــــردُّ بـــــدرعـــهِ طعْـــن الرماحا

وإنَّ العــــين ترهــــقـــــها دمــــوعٌ
فكفْــــكف ما استطعت ومــــا أتاحا

وكـــنْ للحــــبِّ منـــهاجــــا وعــرفاً
وكنْ كالشْـــــمس لا تخشى النبــــاحا

ومـــهِّــدْ للحبيــب طــــــريق روضٍ
يكـــون لقلــــــبهِ فيــــهِ بـــــراحـــــا

وإن لامت عليـــكَ جمـــوع قــــــومٍ
فقـــل إنِّـــــي نشـــــدت لـــهُ السماحا

فمـــا أزكي اللقـــــاء بظـــل قــــــلبٍ
يمـــوج بــحبِّـــــهِ ثغْــــراً وراحـــــــا

ولا تحــــزن إذا أفـــــلت نــــجــــومٌ
ولا تجـــزع فــــإنَّ البــــدر لاحـــا