النتائج 1 إلى 11 من 11

الموضوع: المهندس خشان و الطبيب خالص جلبي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    2,798

    المهندس خشان و الطبيب خالص جلبي

    السلام عليكم

    اليوم تابعت جزءا من لقاء حواري أُجري مع المفكر خالص جلبي ، و لا أشك أن المستمع

    أو القارئ لا يستغرب ما قد يقوله هذا المفكر من الأفكار غير المألوفة لدى الناس ، بل حتى لدى

    الطبقة المفكرة المثقفة فيهم .

    اليوم كانت الصدمة حين قال السيد خالص أنه لا يحبّذ من يلصق باسمه صفة المفكر الإسلامي ، و أقصد صفة الفكر

    قفز إلى ذهني وقتها يوم رفض و اعتراض الأستاذ خشان على أن يقال عنه المفكر المنسوب إلى قطر ما في

    أحد الحوارات على الشبكة و أقصد هنا الجنسية ,,,

    عجيب كيف أن بعض الناس يصلون إلى درجة يصبح فيها بعض كلامهم و مواقفهم صادما ،

    و غير متوقع ، و كثيرا ما يكون غير مفهوم ، و قد يجلب عليهم نقدا لاذعا ..

    ما أومن به هو أن ذووي الألباب لهم دائما وجهة نظر سابقة لكثير من أبناء جيلهم ، يقبلها

    و يستوعبها و قد يناقشها معهم من يشبههم أو يقترب من منهجهم التفكيري و توجههم الفكري ،

    ويرفضها من لم يتحرر عقلهم بعد ، و من لا يعترف بأثر إعمال المادة الرمادية التي تعطلت في جسد

    المسلم ، أو أصابها التكلّس .

    شعرت أن من رفضا الصفة ، وكأنهما يشربان من معين واحد .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    أستاذتي الكريمة

    أشكرك جزيل الشكر أن شبهتني بالدكتور خالص الجلبي المفكر الكبير .

    وأتمنى أن لا يصدمك رأيي، من يحملون الفكر يتشابهون في خصائص مقارباتهم وإن تناقضت اتجاهاتهم. فإن أجدى حوار لي هو ما كان مع الملاحدة الصادرين في إلحادهم عن فكر متماسك. فيكفي أن يضع الإنسان فكره في مقابل فكرهم ويثبت صحة ما لديه - إن تمكن - حتى يقتنعوا بالإسلام.

    ومن هنا أتمنى أن لا يصدمك قولي أني أجد توجهي نقيضا إلى حد كبير مع توجه د. خالص الجلبي، فإني أربأ بوصف الفكر حسب الانتماء القطري وأنسبه إلى ما يستحقه من صفة جامعة للأمة التي لم يبق لها من جامعة أو مميز سواه. بينما رأيت الأستاذ الجلبي يتنصل من الجامع الأصيل - حين ينفي عن نفسه صفة المفكر الإسلامي - فيما يشبه تقديم أوراق الاعتماد لدى الغرب، هذا الأمر الذي أرى كثيرا من الإسلاميين يقدمون عليه، وكأن كل خير في الإسلام مصدره الغرب وحضارته وفكره. ومن يعي على فترة سابقه يذكر كيف أن كل خير كان ينسب للاشتراكية. مع ما يرافق هذه المرحلة وتلك المرحلة من تعويم وخلط وتشويش وتمييع .

    من حسن حظي أني حضرت الحوار معه هذا اليوم، حيث لم يكتف بنفي صفة المفكر الإسلامي عن نفسه بل رفض عبارة ( الدولة الإسلامية ) معتبرا أنها تنسب إلى إسلام مشوه، ولم يشر إلى الإسلام الحق. وقريب جدا من هذا كلام د. سليم العوا .

    أقل ما يقال في هؤلاء أنهم يعانون الهزيمة النفسية.

    فرض على المسلمين حمل الإسلام للبشرية، وعندما يُحملُ على أنه نسخة باهتة من الديموقراطية أو الليبرالية أو العلمانية أو الاشتراكية إلى أهل هذه المبادئ فإن لسان حالهم سيقول :" دعونا من هذه النسخة الباهتة فلدينا الأصل الواضح "


    يرعاك ربي.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    2,798
    لا يا أستاذي لم يصدمني رأيك بل توقعته ،

    حين ذكرت وحدة المَعين ، قصدت إعمال الفكر و ان اختلفتما ،

    و أعلم أنك ستسمح لي أن أعبر عن رؤيتي في كلام الدكتور خالص :

    حين رفض قيام الدولة الإسلامية و أيضا حين رفض صفة المفكر الإسلامي ،

    كانت له حجته ، و رأيتها منطقية ، لأنه خص بالذكر دولة إسلامية بصفات غير إسلامية ،

    يغيب فيها العدل و الحق ، و حين رفض الصفة عن نفسه فلأنها قد تعني في زمن اختلط فيه الحابل

    بالنابل هوية متطرفة تخطط لتضيق على الحريات و تفرض سيطرتها بالحديد و النار.

    و حين استشهد بالغرب فقد استشهد بأمثلة لا يمكن أن ينكرها أحد ،

    فالنموذج الغربي أحيانا يكون مسلما أكثر من المسلمين أنفسهم ، و الدكتور خالص من موقعه

    أدرى بذلك و أعلم .

    لا يعيب أن تكون الأفكار مختلفة أو حتى مخطئة ، لكن المعيب أن نبتعد عن التفكير في حد ذاته ، و هذا هو ما رأيته يجمع الأستاذين خشان و خالص : التفكير .

    دمت أستاذا .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    شكرا لك أستاذتي

    هناك الغرب وقد مدح فيه إيجابيات وهو محق في ذلك

    هناك الممارسات الخاطئة باسم الإسلام وقد تطرق لهذا

    هناك الإسلام الحق ولم يتطرق له . وليس من العدل قصر المقارنة بين حسنات الغرب وما ارتكب باسم الإسلام.

    من منظار شمولي تاريخي إن أسوأ فترات المسلمين إذا قورنت بأبهى ما في حضارة الغرب كانت أسمى وأرقى.

    1- من شن الحروب العالمية
    2- من أحرق الخصوم المخالفين في المعتقد؟ في الأندلس خاصة
    3- من أباد أجناسا بشرية
    4- من نهب البشرية
    5- حسبك أن تعلمي أن الرأسمالية التي تعمل الديموقراطية في خدمتها قد جمعت 75% من ثروة البشرية في يد 780 شخصا قرأت هذا في جريدة الحياة من فترة طويلة مضت
    6- أنسيت سربرنستا وكيف ذبح المسلمون على مرأى ومسمع وحصار من جنود الأمم المتحدة. ثم يحاكم شخص واحد ويبرأ الضمير الغربي
    7- كيف يتم تناسي الملايين الذين قتلهم الغرب في بلاد المسلمين
    8- كيف يتم تناسي فلسطين !!!!
    9- كيف يتم تناسي دعم الغرب لديموقراطية الجيش الجزائري. وبالتالي دعم ديموقراطية الذبح فيها حتى إذا هرب المذبوحون لعدالة الغرب صارت المقارنة بين همجيتنا وحضارتهم.
    10- عندما ذكر د. جلبي كلامه للمسلمين الفارين من الظلم في بلادهم لعدالة الغرب. هل يعقل أنه لا يعرف أن الغرب هو الذي نصب الظلمة عليهم ودعّمهم ضدّهم؟
    11- احتل الغرب ألمانيا في الحرب العالمية الأولى وبلاد المسلمين فلماذا أبقى الأولى موحدة وقسم المسلمين ؟
    12- هل نسي أستاذنا سايكس بيكو
    13- هل يعقل أن مفكرا مثله لا يعرف أن الغرب هو من يرسم لنا حياتنا؟؟؟؟؟ - لا أنفي أننا مهزومون وطلائعنا الفكرية الإسلامية وسواها بشكل خاص.

    لا ينبغي أن نذكر الحسنات وحدها ولا السيئات وحدها . لمن توجه السيئات ولمن توجه الحسنات وما مستوى كل منهما ؟

    قتل امرئ في غابة ..... جريمة لا تغتفر
    وقتل شعب كامل .....مسألة فيها نظر


    يرعاك الله.

    كل من يجانب قول الحقيقة إرضاء للغرب عليه أن يذكر قوله تعالى :

    " ولن ترضى عنك اليهود ولا النصارى حتى تتبع ملتهم " والمقصود هنا الدول وليس مواطنينا من أهل الكتاب الذين قال فيهم رسول الله عليه الصلاة والسلام :" لهم ما لنا وعليهم ما علينا "

    أهديك كتاب ( ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين ) لأبي الحسن الندوي :

    http://www.google.com/url?sa=t&rct=j...RA&safe=active

    وأفتبس لك من تقديم د. محمد يوسف موسى له :


    لقد أحس صديقنا الفاضل أبو الحسن ما نحسه جميعاً في حسرة بالغة ، وألم شديد ، وهو ما ارتضته الدول الإسلامية لنفسها من السير في المؤخرة وراء العالم الغربي ، تميل إلى ما يميل ، وتقبل حكمه فيما يعرض له من شؤونها ، وترضى ما يقره من (قيم) حسب موازينه الخاصة به .وكان من هذا أن فقد العربي- والمسلم بعامة- ثقته بنفسه وجنسه ودينه ومعاييره ، وقيمه العالية التي كان يحرص عليها أجداده وأسلافه الأماجد ، ويحلونها من أنفسهم المكان العلي المرموق . وهذه علتنا التي يجب أن نطب لها ، وفي ذلك تتركز مشكلتنا ، أو مشاكلنا التي يجب علينا أن نجد الحل الناجع لها من صميم ديننا وتاريخنا وتراثنا الروحي العقلي الخالد ، وإلى هذا كله نظر مؤلف كتاب "ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين" ، وإليه جميعه عنى نفسه وعمل جهده .
    حقاً ليست مشكلة العالم الإسلامي اليوم في عدم الدعاوة للإسلام بين غير المسلمين ، ولا في اكتساب مسلمين جدد وإنما هذه المشكلة هي انصراف المسلمين عن الإسلام ، وعن الشرق إلى الغرب بحضارته وقيمه التي يدعو إليها وموازينه التي بها يزن الأمور .ومن ثمَّ صرنا مسلمين بالاسم الولادة والموقع الجغرافي فحسب ، وعزفنا عن الإسلام بالفعل ، حتى أصبحنا ولا نعرفه في تشريعنا وتقاليدنا التي نأخذ هذه الأيام أنفسنا بها ، ولسنا في حاجة في هذا لضرب الأمثال التي نحسها ونلمسها جميعاً في رجال الحكم ، وفي ممثلي البلاد الإسلامية في الشرق والغرب ، وفيمن يجب أيكون القدوة الطيبة بحكم مناصبهم الدينية في مصر وغير مصر ، والأمر لله من قبل ومن بعد .



  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    2,798
    كلام في الصميم ، و كتاب قيّم سبق أن قرأته و لا مانع أن أقرأ من جديد .

    شكرا على الهدية و على الرد الرائع .


    أعتقد أن ما خسره العالم بانحطاط المسلمين كثير جدا ، و ما خسره المسلمون أنفسهم أكثر .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Aug 2011
    المشاركات
    642
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    10- عندما ذكر د. جلبي كلامه للمسلمين الفارين من الظلم في بلادهم لعدالة الغرب. هل يعقل أنه لا يعرف أن الغرب هو الذي نصب الظلمة عليهم ودعّمهم ضدّهم؟
    معك حق أستاذي

    وأشكر أختي نادية على فتح هذا الموضوع

    إليكم فيديو بعنوان ( طارق رمضان يكشف حقيقة الربيع العربي)



  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    2,798
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (يوسفي حنان) مشاهدة المشاركة
    معك حق أستاذي

    وأشكر أختي نادية على فتح هذا الموضوع

    إليكم فيديو بعنوان ( طارق رمضان يكشف حقيقة الربيع العربي)


    ============

    شكرا لك ، و سرني حضورك ..

    و هذا رجل آخر يستخدم عقله ،و يرى الحقيقة كما هي ، واضحة لديه ، و أقوى حواراته

    هي التي مع الخصوم
    و في معاقلهم .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نظرية المؤامرة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيرغم المحاولات الحثيثة للتخلص منها ، يبدو أنها ستبقى حاضرة تعود إليها كل الشرور التي تصيب المسلمين و العرب .


    على العموم ، بعض الأمور نراها حقا و يختلف معنا غيرنا حولها ، و العكس . إن تعدى ذلك الثوابت

    فالاختلاف لا يضرّ ، و إن نتج عنه سلوك طرق مختلفة في السير ، لكنها لا تتقاطع ،

    و لا يجب أبدا أن يؤدي الاختلاف إلى إقصاء وجهة النظر الأخرى .


    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ((نادية بوغرارة)) مشاهدة المشاركة
    ============

    شكرا لك ، و سرني حضورك ..

    و هذا رجل آخر يستخدم عقله ،و يرى الحقيقة كما هي ، واضحة لديه ، و أقوى حواراته

    هي التي مع الخصوم
    و في معاقلهم .

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي نظرية المؤامرة نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعيرغم المحاولات الحثيثة للتخلص منها ، يبدو أنها ستبقى حاضرة تعود إليها كل الشرور التي تصيب المسلمين و العرب .


    على العموم ، بعض الأمور نراها حقا و يختلف معنا غيرنا حولها ، و العكس . إن تعدى ذلك الثوابت

    فالاختلاف لا يضرّ ، و إن نتج عنه سلوك طرق مختلفة في السير ، لكنها لا تتقاطع ،

    و لا يجب أبدا أن يؤدي الاختلاف إلى إقصاء وجهة النظر الأخرى .


    أستاذتي الكريمة

    السياسة بالمفهوم الغربي المعاصر هي رعاية المصالح المادية .

    ومجالها في بلاد الصغار تنافس أو صراع الكبار . والصغار ساحة الصراع وموضوعه وأدواته.

    وهذا هو أفضل تعريف للمؤامرة .

    والقصد من استبعاد نظرية المؤامرة أن يبرمج تفكير الصغار المشتتين أنهم خلقوا هكذا والله أرادهم هكذا ولا مجال لأن يكبروا ناهيك أن يتوحدوا.


  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    أستاذتي الكريمة نادية بوغرارة

    أشكر لك هذا الموضوع المحفز للتفكير، كما أشكر للأستاذة حنان مشاركاتها.

    أهديكما وقراء الموضوع هذا الرابط للتأمل :

    https://sites.google.com/site/alarood/r3/Home/triangle

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1)
    الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2011
    المشاركات
    185
    لا شك أن إحتلاف وجهات النظر والأراء بين المفكرين والعلماء هي ظاهرة صحية حيث ينتج عنها تّولد الأفكار الجديدة ذات العمق الفكري وذلك لأن أفكارهم وآرائهم بالطبع تكون أعمق وأدق تفسيراً وتفصيلاً للظواهر الجديدة وكيفية تحليلها وتفسيرها للوصول إلى الأسباب الحقيقية لها
    لذا فأن لكل من الطبيب خالص والمهندس خشان رأيه الذي يدعو للإحترام ولولا هذا الإختلاف لمل وصلنا إلى هذا الحوار على الأقل هنا
    وإن كنت هنا أتفق مع الدكتور خالص فى بعض النقاط إلا أننى أختلف أيضاً معه فى كثير من النقاط حيث أن فى رأيي الشخصى أن :
    1 - الغرب وإن كان يمتلك الثروات المادية ويمسك فى يده زمام القوى الإقتصادية وكذلك القوى العلمية والتكنولوجية إلا أنه أصبح يفتقر إلى القيم والعقائد ولم يعد لديه مايقدمه أو يجعله فى مركز القيادة البشرية فى عمق التفكير أنه بالفعل يطبق بعض من التعاليم الإسلامية ويتبعها وذلك ليس إيماناً منه بالدين الإسلامي ولا إيماناً بالعقيدة ولا التوحيد ولكن التطبيق جاء من بعد دراستهم علمياً والتأكد من أن ماجاء به الإسلام من عقائد وتشريعات هو الطريق الصحيح لبناء المجتمع السليم وهوأيضا العلاج الصحيح لأمراض المجتمع والأنسان ولذلك إستخدمت المجتمعات الغربية ما تحتاج إليه لتكمل صور التطور لديها ولكن هيهات فالفارق كبير جداً بين التطبيق المبنىي على العقيدة والإيمان والتطبيق المبني علي الإستفادة وهذا جزء للكاتب سيد قطب يوضح فيه ماهية التفكير والعمل به فى الدين الإسلامى ومن منطلق المنهج الرباني

    ........ يجب أن يعرف أصحاب هذا الدين جيّداً أنه -كما إنه في ذاته دين رباني- فإن منهجه في العمل منهج رباني كذلك. متواف مع طبيعته، وإنه لا يمكن فصل حقيقة هذا الدين عن منهجه في العمل.
    ويجب أن يعرفوا كذلك أن هذا الدين -كما إنه جاء ليغير التصور الاعتقادي، ومن ثم يغير الواقع الحيوي- فكذلك هو قد جاء ليغير المنهج الذي يبنى به التصور الاعتقادي، ويغير به الواقع الحيوي .. جاء ليبني عقيدة وهو يبني أمة .. ثم لينشئ منهج تفكير خاصاً به، بنفس الدرجة التي ينشئ بها تصوراً اعتقادياً وواقعاً حيوياً. ولا انفصال بين منهج تفكيره الخاص، وتصوره الاعتقادي الخاص، وبنائه الحيوي الخاص.. فكلها حزمة واحدة..
    فإذا نحن عرفنا منهجه في العمل على النحو الذي بيناه، فلنعرف أن هذا المنهج أصيل، وليس منهج مرحلة ولا بيئة ولا ظروف خاصة بنشأة الجماعة المسلمة الأولى، إنما هو المنهج الذي لا يقوم بناء هذا الدين -في أي وقت- إلا به.
    إنه لم تكن وظيفة الإسلام أن يغير عقيدة الناس وواقعهم فحسب، ولكن كانت وظيفته كذلك أن يغير منهج تفكيرهم، وتناولهم للتصور وللواقع، ذلك أنه منهج رباني مخالف في طبيعته كلها لمناهج البشر القاصرة الهزيلة.
    ونحن لا نملك أن نصل إلى التصور الرباني وإلى الحياة الربانية، إلا عن طريق منهج تفكير رباني كذلك، المنهج الذي أراد الله أن يقيم منهج تفكير الناس على أساسه، ليصح تصورهم الاعتقادي وتكوينهم الحيوي.
    ، حين نريد من الإسلام أن يجعل من نفسه (نظرية) للدراسة، نخرج به عن طبيعة منهج التكوين الرباني، وعن طبيعة منهج التفكير الرباني كذلك، ونخضع الإسٍلام لمناهج التفكير البشرية! وكأنما نريد لنرتقي بمنهج الله في التصور والحركة ليوازي مناهج العبيد!
    والأمر من هذه الناحية يكون خطيراً، والهزيمة تكون قاتلة.
    إن وظيفة المنهج الرباني أن يعطينا -نحن أصحاب الدعوة الإسلامية- منهجاً خاصاً للتفكير، نبرأ به من رواسب مناهج التفكير الجاهلية السائدة في الأرض، والتي تضغط على عقولنا، وتترسب في ثقافتنا . فإذا نحن أردنا أن نتناول هذا لدين بمنهج تفكير غريب عن طبيعته، من مناهج التفكير الجاهلية الغالبة، كنا قد أبطلنا وظيفته التي جاء ليؤديها للبشرية، وحرمنا أنفسنا فرصة الخلاص من ضغط المنهج الجاهلي السائد في عصرنا، وفرصة الخلاص من رواسبه في عقولنا وتكويننا.
    والأمر من هذه الناحية يكون خطيراً كذلك، والخسارة تكون قاتلة.
    إن منهج التفكير والحركة في بناء الإسلام، لا يقل قيمة ولا ضرورة عن منهج التصور الاعتقادي والنظام الحيوي، ولا ينفصل عنه كذلك. ومهما يخطر لنا أن نقدم هذا التصور وهذا النظام في صورة تعبيرية، فيجب ألا يغيب عن بالنا أن هذا لا ينشئ (الإٍسلام) في الأرض في صورة حركة واقعية، بل يجب ألا يغيب عن بالنا أنه لن يفيد من تقديمنا الإسلام في هذه الصورة إلا المشتغلون فعلاً بحركة إسلامية واقعية، وأن قصارى ما يفيده هؤلاء أنفسهم من تقديم الإسلام لهم في هذه الصورة هو أن يتفاعلوا معها بالقدر الذي وصلوا هم إليه فعلاً في أثناء الحركة.
    ومرة أخرى أكرر أن التصور الاعتقادي يجب أن يتمثل من فوره في تجمع حركي، وأن يكون التجمع الحركي في الوقت ذاته تمثيلاً صحيحاً وترجمة حقيقة للتصور الاعتقادي.
    ومرة أخرى أكرر كذلك أن هذا هو المنهج الطبيعي للإسلام الرباني، وأنه منهج أعلى وأقوم، وأشد فاعلية، وأكثر انطباقاً على الفطرة البشرية من منهج صياغة النظريات كاملة مستقلة وتقديمها في الصورة الذهنية الباردة للناس، قبل أني كون هؤلاء الناس مشتغلين فعلاً بحركة واقعية، وقبل أن يكونوا هم أنفسهم ترجمة حية، تنمو خطوة خطوة لتمثيل ذلك المفهوم النظري.
    سنكمل عند العودة إن شاء الله

    شكراً أستاذة نادية على هذا الموضوع الراقي والذي يفتح مجالاً للفكر والآراء وماهية منهجية الفكر وماهو الفرق بين هذه الماهية بين المفكرين والأدباء والعلماء في كل المجالات وما هي الأسس التي يتم بناء هذا المنهج عليها لنتعلم منهم ونفهم ونرتقي بفكرنا فما العقول إلا بوتقة تنصهر فيها الأفكار وتتفاعل لتنتج تطورات علمية وأدبية وفكرية جديدة ذات ذات إبتكارات وألوان جديدة

    أرق تحياتى وشكراً كثيراً

    تحية ... بعطر الياسمين

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي


  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2009
    المشاركات
    2,798
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سحر محمد مشاهدة المشاركة

    شكراً أستاذة نادية على هذا الموضوع الراقي والذي يفتح مجالاً للفكر والآراء وماهية منهجية الفكر وماهو الفرق بين هذه الماهية بين المفكرين والأدباء والعلماء في كل المجالات وما هي الأسس التي يتم بناء هذا المنهج عليها لنتعلم منهم ونفهم ونرتقي بفكرنا فما العقول إلا بوتقة تنصهر فيها الأفكار وتتفاعل لتنتج تطورات علمية وأدبية وفكرية جديدة ذات ذات إبتكارات وألوان جديدة

    أرق تحياتى وشكراً كثيراً

    تحية ... بعطر الياسمين

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    =====
    العفو منك يا أختنا سحر ،و الشكر لك على الإضافة النوعية التي قدمت لنا .

    دمتِ بفكر .
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط