رعى المولى لبيتكمُ سرورهْ .......... بكم يا صاحبي وأدام نورهْ

قضينا عندكم ساعاتِ أنْسٍ ..........بكم قد أثريت فغدت وفيرةْ

وما طول الزمان بمرِّ وقت .......... وأيام إذا عُـدّت كثيـرة

ولكن بالذي به من حبورٍ .......... وما يحويه من فضلٍ وخِيرة

مطاعمُ عندكم من كل لون .......... لذاذتها لمن طعِموا مثيرةْ

وإنّ حـديثَكم لألـذُّ منـها .......... فكم حِكَمٍ تضمّن مستنيرة

تجمعت الأطايب من طعامٍ .......... ومن فقه يـرافقه وسيـرة

فكلّ النفس عندكم مُنـاها .......... غدت في ودّكم من ذا أسيرة

أعود إلى الـطعام فثمّ فنٌّ ..........بإعدادٍ وتقديـمٍ وصـورةْ

كأن طهاة قبّــاني طهوهُ .......... يجاور مستطيلٌ مستديـره

وفي ترتيبه أطيـافُ لونٍ .......... تألّق كالأزاهير النضيـرة

فهندسة الطعام لكم تناهتْ .......... على من رامها منكم مشورةْ

أكلنا بل شبعنا بل بشِمْنا .......... وذاك من البَشامِ (1) بلا كُدورهْ

ولكن ما شبعنا من حديث .......... بعقلٍ خَطّ لا طـرسٍ سطورهْ

مآدب فكركم صارت لزاما .......... لها في النفس منزلة الشعيرة

ولمْ لا والتفكّر فرض عينٍ .......... على ذي اللبّ، دمت له أميرهْ

" إذا افتخروا بقيس أو تميم " .......... فما كالفكر، نِعْمَ به عشيرة

ونعم سلاحه عند اصطراع .......... إذا ما صح لا تفنى الذخيرهْ

تعودنا من الدهر الدواهـي .......... فلم يك مخلفا يوما نذيرة

ولكنْ نذرُه بالخـير نـزْرٌ .......... بـكم يا سيدي أوفى نذوره

لكم في نفس صاحبكم مقام .......... يـرى فيكم له أهلا وديـرهْ

ألا سلمت يداك أبا بـلال .......... كما سلمت يدا أختي سميرة

أطال الله عيشكمـا بسعدٍ .......... وفي الجنات يمنحكم نشـوره

____
(1) البَشام شجر طيِّب الريح والطَّعْم يُستاكُ به.