النتائج 1 إلى 20 من 20

الموضوع: ما كان للدمع - د. نورا السناني

  1. #1
    زائر

    ما كان للدمع - د. نورا السناني

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    آلمني كثيرا وداع أستاذي الجليل العالم والعلامة ، والبحر الفهامة ، شيخ اللغويين ومنار الدارسين الأستاذ الدكتور عبد العزيز علام ؛ الذي قبست من ضوئه المنير شهابا ، ونهلت من علمه الثر زادا ،ولا زلت تلك التلميذة التي تطرق بابه كلما عنّ لها سؤال أقفِل دونه الجواب . فكانت هذه الأبيات ، التي ألقيت في الحفل الختامي للقسم


    ما كان للدمع بالعينين إلمامُ = وقد مضت دون ما يؤْسيك أعوامُ
    واليوم جفناكِ محمرٌ غشاؤهما = ودرء سيلهما – لا شكّ – أوهامُ
    وللشفاه استدارات لأسفلها = عهدي بثغرك إذ ألقاك بسامُ
    لا تنفِينّ اختلاجات موكدةً = فإن وجهك بالإحساس نمّامُ
    قولي إذن ما الذي تشكين سيدتي = هل غادر الحيّ أخوالٌ وأعمامُ؟
    أم الحبيب الذي أمّلت مقدمه = تأخرت بهِ عن لقياك أيامُ ؟
    يا سائلي فوق ما تعنيه موجدتي = أما علمتَ بما ينويه علّامُ
    ينوي ارتحالا له بالقلب زلزلةٌ = فهل عليّ لجهشي بالبُكا ذامُ
    نهر العلوم الذي روّى منابتها = ما انفك يحمده وردٌ وأكمامُ
    أتيتَ والبيد لا ماء ولا شجرٌ = وها هي اليومَ جناتٌ وآكامُ
    والروح من دون علم محضُ قاحلةٍ = وفي علومكَ إحياءٌ وإلهامُ
    يا باعث الفكر دم للفكر ترفده = فقد تجافى عن التفكير أقوامُ
    أنصابهم عندهم مجدٌ به فخروا = ودرب نهجهم للعزّ أزلامُ
    الله أكبر، بالتفكير مؤذنةً = نعم النداء به قد جاء إسلامُ
    إن ترتحل فهي فينا غير راحلةٍ = غرستها ووعتها اليومَ أفهامُ
    أنظر حواليكَ كم حوراء دامعةٍ = خوف الفراق وكم يبكيك صمصامُ
    إن يبعد النأي للأستاذ صورته = للروح رغم تنائي الدار إلمامُ
    ما بين جدّة والفسطاط متصلٌ = وليس يفصله حدٌّ وأوهامُ
    دار العروبة والإسلام واحدةٌ = فما الحجازُ وما مصرٌ وما الشامُ
    أستاذي البَرّ إقبل مع تحيتنا = إنّ الهدية أشعار وأقلام


    الأخت د. نورا السناني
    قمت بنقل هذه المشاركة القيمة لتكون بعنوان مستقل اخترته لها.
    خشان

  2. #2
    زائر

    أول ما قرأت المقدمة خلتني أقرأ لكاتب عباسي أو أموي وكان هذا إيذانا بين يدي القصيدة مبشرا بمستوى من الشعر متساوق مع النثر.

    قصيدة فخمة رائعة الجرس سامية المضمون جميلة الصور.

    تتنقل فيها الشاعرة بين الخاص والعام والفكر والعواطف بانسيابية وبراعة.

    أعجبني بشكل خاص ظرف هذا الشطر:

    وللشفـاه استـدارات لأسفلـهـا

    أتمنى أن تنال من الاهتمام ما يليق بها.

    لا تنفِيـنّ اختلاجـات مـوكـدةً
    2 2* 3* 2* 3 2 2* 3* 1 3* .......6/2=3.0

    ................فـإن وجهـك بالإحسـاس نمّـامُ
    .................3* 3* 1 3* 2* 2 3* 2 2 .....5/3=1.7
    م/ع للبيت = 11/5=2.2

    قولي إذن ما الذي تشكين سيدتـي
    2 2 3* 2* 3 2* 2 3* 1 3 ........... 4/5= 0.8

    ..................هل غادر الحيّ أخوالٌ وأعمـامُ؟
    ......................2* 2 3* 2* 3* 2 2* 3* 2 2 ......6/4=1.5

    م/ع للبيت = 10/9 = 1.1

    استرعى البيتان المتتاليان أعلاه انتباهي

    تتخيل الشاعرة محاوراً يحاورها بهما، ولكنها تضع على لسانه في البيت الأول عبارات تحمل انفعالا أقوى فقولها

    لا تنفِيـنّ اختلاجـات مـوكـدةً .....(3.5) فيه من البث المباشر المؤكد ما ليس في قولها

    قولي إذن ما الذي تشكين سيدتـي .......(1.8) الذي يحتمل إجابات شتى أو الذي يوحي بغموض حالها.

    ولهذا كان مؤشر البيت الأول 2.2 أي ضعف مؤشر البيت الثاني 1.1

    ما هذا إلا افتتاح لتناول هذه المشاركة آمل أن يليه سواه من المشاركات.

    وأرحب بالأستاذة الدكتورة .

  3. #3
    زائر
    السلام عليكم

    الله , يا دكتورة نورا , قصيدة جميلة , جمّلها الصدق وحسن الصياغة
    وأعتقد أن أستاذك عبد العزيز علام قد سرّ بهديتك أيما سرور .

    أعجبت بقولك :
    واليوم جفناكِ محمـرٌ غشاؤهمـا
    .................................ودرء سيلهما – لا شكّ – أوهـامُ
    وخصوصاً الشطر الثاني منه ( ودرء سيلهما ـ لا شك ـ أوهام ) , فمازال الأمل موجوداً ببقاء الأستاذ وعدم سفره وهذا ما جعل العيون تتوقف عن البكاء قليلاً .

    وقولك أيضاً :
    الله أكبـر، بالتفكـيـر مـؤذنـةً
    .................................نعم النداء بـه قـد جـاء إسـلامُ

    إن ترتحل فهي فينا غير راحلـةٍ
    ..............................غرستها ووعتهـا اليـومَ أفهـامُ

    وأعتقد ان أستاذك قد وصله حقّه , فما من معلم يعمل بضمير وإخلاص إلا وتكون غايته الأولى والأهم هي زرع محبة العلم في نفوس طلابه , فإذا ما عرف أنه استطاع الوصول إلى هذه الغاية فإنه يبلغ قمّة السعادة والنجاح
    وعندها فهو لن يرجو من الدنيا شيئاً .

    لك تحياتي دكتورة نورا , وأنا أكيدة أنك شبيهة أستاذك في اخلاصه وتفانيه ومحبة طلابه له.

  4. #4
    زائر
    من جاور القوم أربعين يوما صار (كـأنه) منهم

    وكأن هذه ستظهر في تخلف التشطير الذي تحدوني إليه رغبة مقارنا بالنص الرائع للشاعرة. أبدأ ببيتين ولعل الشعراء يكملون التشطير بما يليق بالنص الأصلي :

    ما كان للدمـع بالعينيـن إلمـامُ = فجلّ ماضيكِ أفراحٌ وإنعامُ
    إلا الذي كان من توديعِ مرتحلٍ = وقد مضت بعد ذاك اليوم أعـوامُ
    واليوم جفناكِ محمـرٌ غشاؤهمـا = كأنّما لوّنَ الجفنين رسّامُ
    يحتاج للماء في إكمال لوحته = ودرء سيلهما – لا شكّ – أوهـامُ

    مع التحية للشاعرة الدكتورة نورا السناني.

  5. #5
    زائر
    الأستاذ الفاضل / خشان
    ما تبذله من جهد في هذا المنتدى لا يخفى على أحد
    ولعلي أستطيع القول من خلال اطلاعي المحدود على المنتديات : أنّه الوحيد الذي اتخذ هذا الطابع ( الجاد - التعليمي - المميز )
    أمّا قولك : " أول ما قرأت المقدمة خلتني أقرأ لكاتب عباسي أو أموي وكان هذا إيذانا بين يدي القصيدة مبشرا بمستوى من الشعر متساوق مع النثر.

    قصيدة فخمة رائعة الجرس سامية المضمون جميلة الصور.

    تتنقل فيها الشاعرة بين الخاص والعام والفكر والعواطف بانسيابية وبراعة.

    أعجبني بشكل خاص ظرف هذا الشطر:

    وللشفـاه استـدارات لأسفلـهـا "

    فقد زان المقدمة والقصيدة ، ولا أملك ما أقدمه لك إلا كلمة شكر لاتفيك حقك .

    وسأكمل التشطير من الشطر الذي أعجبك بشكل خاص :-

    وللشفـاه استـدارات لأسفلها = كأنّ باطنها حزن وأسقام
    لا تجزعي فصروف الدهر عابثة = والعهد بالثغـر إذ نلقاك بسـامُ
    لا تنفِيـنّ اختلاجـات مـوكـدةً = إن الزمان له ظلم وإظلام
    ولتمسحي الحزن من عينيك سيدتي = فـإن وجهـك بالإحسـاس نمّـامُ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2004
    المشاركات
    209
    قولي إذن ما الذي تشكين سيدتـي = فلا ألمت بعضو منك أسقام
    أغادرتكِ إلى باريسَ والدةٌ = أم غادر الحيّ أخوالٌ وأعمـامُ؟

  7. #7
    لا شك أن هذه قصيدة رائعة



    أم الحبيب الـذي أمّلـت مقدمـه = لعله باصطلام البعد مقدامُ
    ترددا منه أبدى أو لطارئةٍ = تأخرت بهِ عـن لقيـاك أيـامُ ؟

    يا سائلي فوق ما تعنيه موجدتـي = ودونه في شؤون القلب تهيامُ
    تزلزل القلب أنباءٌ تطالعه = أمـا علمـتَ بمـا ينويـه عـلّامُ

  8. #8
    زائر
    د. نورا السناني
    الأستاذ الفاضل / خشان

    عدت بعد طول انقطاع لتصافحني هذه القصيدة الرائعة

    التي بالفعل تذكرنا بروائع الشعر العربي

    وهذه الفكرة الذكية في تناول النص

    ولتسمحا لي بالتناول :

    ينوي ارتحالا له بالقلـب زلزلـةٌ = حياتنا فوق هذي الأرض أحلام
    تبكي العقول لفقد العلم جازعة = فهل علـيّ لجهشـي بالبُكـا ذامُ
    نهر العلوم الـذي روّى منابتهـا = بفيض علم له بالفكر إعلام
    بحر من العلم والأنهار ترفده = مـا انفـك يحمـده وردٌ وأكمـامُ

  9. #9
    زائر
    شكرا لكل من تجاوب فشطر.

    بلغتني شكوى تفيد بعدم ظهور القصيدة .

    أستأذن د. نورا في نشرها هنا دون تنسيق.



    ما كان للدمـع بالعينيـن إلمـامُ
    وقد مضت دون ما يؤْسيك أعـوامُ

    واليوم جفناكِ محمـرٌ غشاؤهمـا
    ودرء سيلهما – لا شكّ – أوهـامُ

    وللشفـاه استـدارات لأسفلـهـا
    عهدي بثغـرك إذ ألقـاك بسـامُ

    لا تنفِيـنّ اختلاجـات مـوكـدةً
    فـإن وجهـك بالإحسـاس نمّـامُ

    قولي إذن ما الذي تشكين سيدتـي
    هل غادر الحيّ أخوالٌ وأعمـامُ؟

    أم الحبيب الـذي أمّلـت مقدمـه
    تأخرت بهِ عـن لقيـاك أيـامُ ؟

    يا سائلي فوق ما تعنيه موجدتـي
    أمـا علمـتَ بمـا ينويـه عـلّامُ

    ينوي ارتحالا له بالقلـب زلزلـةٌ
    فهل علـيّ لجهشـي بالبُكـا ذامُ

    نهر العلوم الـذي روّى منابتهـا
    مـا انفـك يحمـده وردٌ وأكمـامُ

    أتيتَ والبيـد لا مـاء ولا شجـرٌ
    وها هـي اليـومَ جنـاتٌ وآكـامُ

    والروح من دون علم محضُ قاحلةٍ
    وفـي علومـكَ إحيـاءٌ وإلهـامُ

    يا باعث الفكر دم للفكـر ترفـده
    فقد تجافى عـن التفكيـر أقـوامُ

    أنصابهم عندهم مجدٌ بـه فخـروا
    ودرب نهجـهـم لـلـعـزّ أزلامُ

    الله أكبـر، بالتفكـيـر مـؤذنـةً
    نعم النداء بـه قـد جـاء إسـلامُ

    إن ترتحل فهي فينا غير راحلـةٍ
    غرستها ووعتهـا اليـومَ أفهـامُ

    أنظر حواليكَ كم حـوراء دامعـةٍ
    خوف الفراق وكم يبكيك صمصامُ

    إن يبعد النأي للأستـاذ صورتـه
    للروح رغم تنائـي الـدار إلمـامُ

    ما بين جدّة والفسطـاط متصـلٌ
    وليـس يفصلـه حـدٌّ وأوهــامُ

    دار العروبـة والإسـلام واحـدةٌ
    فما الحجازُ وما مصرٌ وما الشـامُ

    أستاذي البَرّ إقبـل مـع تحيتنـا
    إنّ الهـديـة أشـعـار وأقــلام

  10. #10
    أتيت والبيد لا ماء ولا شجر = وفي اللسان من الإعياء بِرْسام
    رويتها برحيق الحبر مورقة = وهاهي اليوم جنات وآكام

  11. #11
    لقصيدة لا شك جيدة

    لكن هل تستحق كل هذا ؟؟

    الدكتورة / نورا

    الأستاذ خشان

    الأستاذة رغداء

    الأستاذ محمد ب

    الجميع

    نريد الإجابة بكل موضوعية

  12. #12
    زائر
    السلام عليكم

    الأخت سارة , أعتقد أنك بذائقتك الأدبية لمست جمال القصيدة وحسن سبكها
    وأعتقد أيضاً أنها تستحق اهتماماً وعناية فالدكتورة نورا قد أجادت الوصف , وأتقنت الوزن , وكما قال ابن أبي عتيق : " أشعر قريش من دق معناه، ولطف مدخله، وسهل مخرجه، ومتن حشوه، وتعطفت حواشيه، وأنارت معانيه، وأعرب عن حاجته."
    والدكتورة نورا استطاعت بسهولة ألفاظها وصدق مشاعرها إمتاعنا بقصيدتها البعيدة عن التكلف والتصنّع , أما قرأت قولها :

    واليوم جفناكِ محمـرٌ غشاؤهمـا
    ودرء سيلهما – لا شكّ – أوهـامُ

    وللشفـاه استـدارات لأسفلـهـا
    عهدي بثغـرك إذ ألقـاك بسـامُ

    لا تنفِيـنّ اختلاجـات مـوكـدةً
    فـإن وجهـك بالإحسـاس نمّـامُ

    قولي إذن ما الذي تشكين سيدتـي
    هل غادر الحيّ أخوالٌ وأعمـامُ؟

    أم الحبيب الـذي أمّلـت مقدمـه
    تأخرت بهِ عـن لقيـاك أيـامُ ؟

    فقد أحسنت الدخول في الموضوع واستطاعت إظهار عاطفتها وحزنها لفراق أستاذها الكريم , ثم أكملت القصيدة بذكر صفات أستاذها الذي يستحق كل إجلال وإكبار فقالت :
    أتيتَ والبيـد لا مـاء ولا شجـرٌ
    وها هـي اليـومَ جنـاتٌ وآكـامُ

    والروح من دون علم محضُ قاحلةٍ
    وفـي علومـكَ إحيـاءٌ وإلهـامُ

    يا باعث الفكر دم للفكـر ترفـده
    فقد تجافى عـن التفكيـر أقـوامُ

    أنصابهم عندهم مجدٌ بـه فخـروا
    ودرب نهجـهـم لـلـعـزّ أزلامُ

    الله أكبـر، بالتفكـيـر مـؤذنـةً
    نعم النداء بـه قـد جـاء إسـلامُ

    إن ترتحل فهي فينا غير راحلـةٍ
    غرستها ووعتهـا اليـومَ أفهـامُ

    فهو من غرس بذرة العلم في النفوس حتى نبتت وأثمرت .

    ثم أنهت القصيدة بما أراه من غرس أستاذها في نفسها ونفس زميلاتها , وهو الإيمان بوحدة بلاد الإسلام فقالت :

    ما بين جدّة والفسطـاط متصـلٌ
    وليـس يفصلـه حـدٌّ وأوهــامُ

    دار العروبـة والإسـلام واحـدةٌ
    فما الحجازُ وما مصرٌ وما الشـامُ


    واختارت الشاعرة وزناً جميلاً هو البسيط , وكما تعلمين فقد سميّ هذا البحر بسيطاً لانبساطه وهو بحر رقيق يناسب مشاعر الحزن الذي تشعر به الشاعرة بسبب نية أستاذها مغادرتهم
    وكانت القافية منتهية بحرف الميم الذي قال عنه بعضهم إنه حرف للإنجماع وفيه ليونة ومرونة وتماسك مع شيء من الحرارة.
    فكانت هذه القصيدة الجميلة التي أراى جمالها في بساطتها وصدقها

  13. #13
    زائر

    الأخت الكريمة سارة الهذلي

    كما تفضلت فالقصيدة جيدة بل لعلها من أجود ما نشر في المنتدى، وقد أجادت الأستاذة رغداء تقييم القصيدة.

    ولكن الأصل أن المنتدى تطبيقي تعليمي فاختيار القصيدة للتشطير درس في النظم على البسيط وفي استبطان نفسية الشاعرة والتماهي معها. إضافة إلى كونه احتفاء بالقصيدة.

    على أن نقد القصيدة وما قد يكون بها من قصور مفيد بقدر مدحها بل ربما يكون أكثر فائدة.

    فليتك تشاركين مشكورة في نقد القصيدة سواء بما لها أو عليها ففي ذلك فائدة بل لعل إظهار نقاط الضعف في أي نص أكثر فائدة من الإشادة به وإظهار ميزاته.

    وأنا بانتظار ذلك.

    يرعاك الله.


    **********************

    والروح من دون علم محضُ قاحلةٍ = عن كل فضل لها بالجهل إحجامُ
    ففيك للروح سقياها ومشربها = إذ فـي علومـكَ إحيـاءٌ وإلهـامُ
    يا باعث الفكر دم للفكـر ترفـده = فأنت بالفكر صوامٌ وقوامُ
    أيقظ به معشراً ضلّت بصيرتهم = فقد تجافى عـن التفكيـر أقـوامُ

  14. #14
    كم تعجبني مثل هذه الصفحات التي يظهر فيها اختلاف وجهات النظر
    بأسلوب دافئ مفيد غير جارح
    ويبدو أن الأستاذة سارة من الذين يحبون ظهور الأشياء على حقائقها كما هي من جمال أو غيره
    ولعلها خشيت من عبارات الثناء التي مرت أن تغطي على هذا الجانب المهم الذي يستفيد منه الشاعرة والمشاركين
    فشكر الله لها هذا الحس النقدي
    ولكن القصيدة القصيدة حقا رائعة ومعبرة والقارئ أحيانا تأخذه روعة النص فقد يغفل عن بعض الجوانب الصناعية والتي قد يلحظها غيره
    وكما قال أستاذنا خشان
    لعل الأخت سارة تساهم مشكورة في نقد القصيدة فإن هذا مما يزيد من قيمة النص بلا شك

    تحياتي وتقديري للجميع

  15. #15
    الدكتورة / نورا

    هي أستاذتي قبل كل شئ ، ولها من الفضل علي ربما ما يفوق ما لأستاذها من فضل عليها بمراحل .

    علمتني الكثير ، وأعطتني من وقتها الكثير ، مكتبتها مفتوحة أبوابها لي في كل وقت .

    الأستاذ خشان ، الأستاذة رغداء ، الأستاذ سامي البكر

    ما كتبته من ملاحظة هنا ما هو إلا لرغبة حقيقية في معرفة الآراء حول هذه القصيدة ؛ لأنني أرى القصائد تنقد ، وتذكر حولها الآراء أما هنا فلا أرى إلا مديحا ؛ خاصة وأني أعرف أن الدكتورة يسرها توجيه النقد أكثر مما يسرها المديح .

    ولا زلت أود أن أسمع رأي الأستاذ / محمد ب .


    شكرا للجميع .
    التعديل الأخير تم بواسطة سارة الهذلي ; 07-01-2005 الساعة 11:01 AM

  16. #16
    زائر
    السلام عليكم

    أستاذة سارة ونحن لم نفهم من طلبك إلا ما قلته وتفضلت به , ونرجو منك أن تشاركي أنت أيضاً بما تطلبينه منا ليس في هذه القصيدة فقط بل في جميع المشاركات الأخرى , فنحن في منتدى تعليمي ما يهمنا هو العلم بغض النظر عن المدح والذم , بل إنني أرى أن المدح لا يهمّ إلا الممدوح بينما النقد يفيد الجميع فينبههم إلى الأخطاء حتى يتفادوها فيما بعد , وحتى تتنمى عندهم ملكة النقد والتذوق الأدبي بصورة أفضل

    لك تحياتي

  17. #17
    الأستاذة / رغداء

    لو كنت ناقدة لفعلت

    ولكني أشرت لمن ألمح عندهم وقفات نقدية لكثير من النصوص المعروضة .

    ومع هذا أجد أن حسي البلاغي يرفض :

    لا تنفِيـنّ اختلاجـات مـوكـدةً
    فـإن وجهـك بالإحسـاس نمّـامُ

    فالنميمة مصطلح ارتبط بدلالته الاصطلاحية التي ينصرف لها الذهن مباشرة .

    كما أراني أقف عند قولها :

    أنظر حواليكَ كم حـوراء دامعـةٍ
    خوف الفراق وكم يبكيك صمصامُ

    وما يوحي من دلالات هي أقرب ما تكون بين الحبيب وحبيبته ؛ وليس هذا هو المراد هنا .

    مع شكري وتقديري للجميع .

  18. #18
    زائر
    السلام عليكم

    الأستاذة سارة يبقى لكلٍ منا ذائقته الخاصة , وتفكيره الخاص الذي يجعله يقبل بأشياء ويستسيغها بينما يرفضها غيره, وسبحان الله هذه من نعم الله على البشر لأن اختلاف الأذواق يفتح المجال واسعاً للتنوع .

    لفظ النمام في بيت الدكتورة :
    لا تنفِيـنّ اختلاجـات مـوكـدةً................فـإن وجهـك بالإحسـاس نمّـامُ

    هو لفظ مناسب برأيي لأنني لم أفهم منه المعنى الإصطلاحي لكلمة نمام وهو الذي يمشي بالنميمة , ولكنني فهمت منه معنى الإخبار .
    وقد أُستخدم هذا التعبير عند شعراء كثيرين بنفس المعنى منهم الطغرائي ت 513 هـ الذي قال في إحدى قصائده :
    فكم دونَ ذاك البرق من متجلِّدٍ .............. يُكاتمُ أسرارَ الغَرامِ صحَابَا
    وآخرَ نمّامِ الجفونِ زفيرهُ .............. يشُقُّ وراءَ السابريِّ حِجابَا

    ومنهم ابن زيدون ت 463 هـ حيث قال :
    فَدَيتُكِ أَنّى زُرتِ نورُكِ واضِحٌ ............ وَعِطرُكِ نَمّامٌ وَحَيلُكِ مُرجَفُ

    ولغيره :
    والدمعُ نمّامٌ ولا سيَّما .......... عندَ وقوفِ الصبَّ في الدارِ

    إذاً اللفظ مقبول ولا غبار عليه من وجهة نظري الخاصة , وكما قلت يبقى لكلٍ منا رأيه وذائقته .

    أما البيت الاخر : أنظر حواليكَ كم حـوراء دامعـةٍ.............خوف الفراق وكم يبكيك صمصامُ
    فقد وجدت حضرتك أن فيه دلالات هي أقرب ما تكون بين الحبيب وحبيبه وربما كان لفظ حوراء هو الذي أوحى لك بذلك ولكن لفظ الصمصام هنا يلغي هذه الدلالة , وإن كان هناك من نقد لهذا البيت برأيي فهو استعمال الدكتورة لتعبير يبكيك صمصام , فالصمصام كما نعلم هو السيف الصارم , وهو لفظ يُشعر بالقوة والشدة , وهي شدة لا تتناسب مع البكاء برأيي .

    لك تحياتي أستاذة سارة , وللدكتورة نورا أقول ننتظرك أستاذتي .

  19. #19
    زائر
    الأستاذ / خشان
    الفاضلة / رغداء زيدان
    الأستاذ / النورس
    الأستاذ / أحمد السعيدي
    الأستاذ / نواف
    الأخت / سارة الهذلي
    الأستاذ / سامي البكر

    شكرا لكم جميعا على هذا المرور المثمر .
    وأنتظر نقد الأستاذة / سارة بفارغ الصبر
    وأشكر الأستاذة غيداء على كل ما ذكرته .

  20. #20
    زائر

    ومع هذا أجد أن حسي البلاغي يرفض :

    لا تنفِيـنّ اختلاجـات مـوكـدةً
    فـإن وجهـك بالإحسـاس نمّـامُ

    فالنميمة مصطلح ارتبط بدلالته الاصطلاحية التي ينصرف لها الذهن مباشرة


    في هذه القصيدة من الجمال البلاغي الكثير.
    وخيرا ما دعت إليه الأخت سارة الهذلي من تناولها بالنقد، فالنقد يكشف الكثير من تركيب النص ومضامينه الفنية.

    وأركز على ما ذكرته حول النميمة فأبين اختلافي مع قولها أعلاه من رفض الحس البلاغي للفظ النميمة لارتباط مصطلحه بصورة [ لعلها تراها سلبية] ينصرف إليها الذهن.

    فأنا أرى في قول الشاعرة : فـإن وجهـك بالإحسـاس نمّـامُ

    جمالا تشبيهيا بلاغيا عكس ما تراه الناقدة الكريمة. ويزداد إحساسنا بجمال هذا التعبير إذا قرأناه في سياقه المفعم بالصور وظلال المعاني:


    فقد وفقت الشاعرة في قولها:
    وللشفـاه استـدارات لأسفلـهـا
    كأني بها هنا رسامة كاريكاتير.

    فمن احمرار جفنيها وانهمار دمعها إلى ثغرها الذي تعود البسمة مستديرةً شفتاه بها للأعلى تنعكس استدارة شفتيه للأسفل كناية عن حزن دفين، وهي في هذا البيت توطئة للبيت التالي، وكأنها تتصور الشاعرة تكابر فتنفي ما اكتنفها من ألم الفراق، فتقول لها إن وجهها بتعابيره التي قدمت بعضا منها في البيتين السابقين ينم عن حقيقة ما تخفيه من مشاعر.

    وأرى في هذا موفقة أيما توفيق. تصويرا وتعبيرا وبلاغة وتخلصا.

    والتخلص بحد ذاته فن ربما يكون المتنبي الأبرع فيه، والمقصود بالتخلص الانتقال من غرض في مقدمة القصيدة كالغزل إلى غرض آخر هو في الأغلب موضوع القصيدة كالمدح أو الفخر.

    وأجد في القصيدة ملامح من هذا الفن في تنقل بارع سلس بارع إن لم يكن بين أغراض مختلفة فهو بين درجات من المشاعر ولا تخلو المواضيع من تنوع

    فمن عهد المخاطب بوجه بسام للشاعرة إلى وجه تنم ملامحه عن حزنه، إلى إدارة حوار تعبر فيه الشاعرة عن مقام ممدوحها لديها ثم إلى أفضاله على طلابه، ثم إلى فكره الذي تتخذه مدخلا من الخاص إلى العام.

    وعودة إلى مصطلح النميمة فإني أراه جميلا موفقا ينسجم مه مدلولة هذا المصطلح في الشعر العربي الذي يضفي عليه في سياق معين لونا من الجمال.
    وأغتنم هذه الفرصة لأذكر أبياتا حول هذا الاستعمال لا لمجرد الرد على انتقاد الناقدة الكريمة وإنما لإثراء هذه الصفحة بهذه الباقة من الأبيات:


    ابن زيدون
    هذا عذارُكَ نمَّامٌ ومسكنُهُ...... نارٌ بخدَّيْكَ والتمامُ في النارِ
    فَدَيتُكِ أَنّى زُرتِ نورُكِ واضِحٌ...... وَعِطرُكِ نَمّامٌ وَحَيلُكِ مُرجَفُ

    الطغرائي
    فكم دونَ ذاك البرق من متجلِّدٍ...... يُكاتمُ أسرارَ الغَرامِ صحَابَا
    وآخرَ نمّامِ الجفونِ زفيرهُ...... يشُقُّ وراءَ السابريِّ حِجابَا

    سيف الدين المشد
    ومجلسٍ راق من واشٍ يكدّره...... ومن رقيب له في اللوم إيلام
    ما فيه ساع سوى الساقي وليس به...... على الندامى سوى الريحان نمّام

    ابن الوردي
    هذا عذارُكَ نمَّامٌ ومسكنُهُ...... نارٌ بخدَّيْكَ والتمامُ في النارِ
    إنْ قالَ صفْ لي عذاري وَصْفَ مبتكر...... ووجنتي قلتُ خذْ يا صنعةَ الباري


    إبراهيم أطيمش
    ينم دمعي على سري فيظهره...... حسب الرقيب فإن الدمع واشيه

    ابن الرومي
    وصفراءَ بكرٍ لا قذاها مُغيّبٌ...... ولا سرُّ من حَلّتْ حشاهُ مُكتّمُ
    ينمُّ على الأمرين فرطُ صفائها...... وسوْرتِها حتى يبوحَ المُجمجمُ

    ولهُ كذلك:
    أَلُوفُ عطرٍ تُذكَّى وهي ذاكيةٌ...... إذا أساءتْ جوارَ العِطْرِ أبدان
    نمَّامةُ المِسْكِ تُلقى وهي نائيةٌ...... فنأيُها بنميم المسكِ لقيان

    ابن حمديس
    بِنَفسِيَ من حورِ المها غادَةٌ لَها...... فمٌ عن شديدِ الخوف بالصمتِ مُلجَمُ
    يَنِمُّ عَلَيها طيبُ رَيّا كَلامها...... فَيَدري غيورٌ أَنَّها تَتَكلَّمُ

    محمود سامي البارودي:
    أَبَى الشَّوْقُ إِلَّا أَنْ يَحِنَّ ضَمِيرُ...... وَكُلُّ مَشُوقٍ بِالْحَنِينِ جَدِيرُ
    وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرءُ كِتْمَانَ لَوْعَةٍ...... يَنِمُّ عَلَيْهَا مَدْمَعٌ وَزَفِيرُ

    الشريف الرضي:
    فَزِعتُ إِلى فَضلِ الرِداءِ مُبادِراً...... تَلَقِّيَ دَمعي أَن يَنُمَّ عَلى سِرّي

    ولمصطفى صادق الرافعي:
    ما لكِ تخفينَ الهوى والهوى...... يقولُ في عينيكِ لي ها أنا
    وتلكَ أنفاسكِ نمّامةٌ...... وبينَ نهديكِ أرى مَكْمنا

    عباس الملا علي
    نم دمعي على هواكم والدمـ...... ـع على كل ذي هوىً نمام


    أتمنى أن يتبع هذه المشاركة سواها من المشاركين الكرام. وخاصة من الأستاذتين الشاعرة والناقدة، مرحبا بعودتهما متطلعا إلى المزيد من مشاركاتهما القيمة.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط