أخي واستاذي الكريم معين الكلدي


أعجبتني هذه القصيدة وهي تشير إلى شاعر جميل


أطربني صدر هذا البيت :


ضَحِكتْ فَخِلـتُ الأرضَ مـادتْ رِقـةً.....وانـثــالَ نَـظْــمُ حُـروفـهـا قِـنـديــلا



وتمنيت لو جاء العجز أكثر تجانسا معه ليصف حالك في هذاالسياق أو حتى ليمضي في بعض المبالغة التي قد تستحسن في هذا المقام.



لا أتهم العجز هنا ولكني أراه أكثر تناسبا مع صدر آخر .


وأنظر إلى تشطير هذا البيت كيف يوفي يزيد الانسجام بين شطري البيتين :



ضحِكتْ فَخِلـتُ الأرضَ مـادتْ رِقـةً.....وتسمرت شهب السماء ذهولا


وانجابت الظلمات من لألائها .....وانـثــالَ نَـظْــمُ حُـروفـهـا قِـنـديــلا



ومع أن التجانس بين شطري البيت الثاني ليس في أفضل حالاته إلا أنه أكثر من نظيره في النص الأصلي.



ويكون أفضل ربما بمرحلة وسطى إضافية للانتقال بين الصدر والعجز كالقول مثلا :


الألوان في البيت الأول خاصة به، وهي مشتركة بين البيتين الثاني والثالث:



ضحِكتْ فَخِلـتُ الأرضَ مـادتْ رِقـةً.....وتسمرت شهب السماء ذهولا


وسألتها تهوينني؟ فتبسمت: ..... حبّا كشعرك رائقا معسولا


فانجابت الظلمات من لألائها .....وانـثــالَ نَـظْــمُ حُـروفـهـا قِـنـديــلا


(فتبسمت : ) هاتان النقطتان بعد تبسمت تعنيان ( فتبسمت قائلة )


تأمل كلمة قنديلا في النصوص الثلاثة المتقدمة


ستجد أنها تبدو في النص الأول تميل إلى كونها استكمالا للوزن وتلبية للقافية مفروضة على السياق. ويزيد من هذا الشعور أن الانثيال لا يناسب القنديل


وتبدو هذه نوعا من الورطة التي حاولت في النص الثاني تخفيفها ونجحت نجاحا متوسطا يتمثل في التباين بين الظلمات في الصدر و (قنديلا ) في العجز



ولكن يبقى الترابط بين الصدر والعجز أقل مما ينبغي.


أما في النص الثالث فإنني استعنت بالألوان لأبين بها ترابط المعنى وبالتالي استقرار قنديلا في مكانها إلى حد مقبول .



أرجو أن يكون قد راقك هذا التناول.


وأتمنى أن تدرس الرقمي لا للوزن بل للنهج.


والله يرعاك.