الموضوع أفضل تنسيقا على الرابط: https://www.tes.com/lessons/R4TCc1P6wN_H8Q

أستاذي الفاضل عبده فايز الزبيدي

تدفعني هذه المشاركة إلى رد شامل يتناسب وشمولية الرقمي. فهذا الموضوع يتقاطع مع عدة مواضيع ذات علاقة بشمولية الرقمي وهي

1- الذاتي والموضوع
2- الفرق بين العروض وعلم العروض
3- التصريع الأحادي والمزدوج
4- حدود التجديد
5- انتهاء الصدر بسببين خفيفين

وستلاحظ أن الرد يلامس هذه المواضيع جميعا دون فصلها لما بينها من تواشج.

رأي القارئ يمثل تقييما لمدى فهمي لمنهجية الخليل، فيما يجوز من التجديد خارج صور الخليل وما لا يجوز. وبدهي أنني أتكلم من ناحية موضوعية لا ناحية ذوق شخصي. فعندما يتعارض ذوقي الشخصي مع ما استقر عليه فهمي لمنهج الخليل، فإنني أشك في ذوقي الشخصي. ولكن يبقى احتمال الخطأ في فهمي لمنهج الخليل قائما وسأكون شاكرا لكل من يهديني إليه ويثبته لي إن وجد.

لك في موضوع أحذ الكامل تجديدان

أولهما مشطور الكامل على شرط ضرب الخليل، وهذا ما يقع ضمن منهج الخليل وإن لم يكن من صوره. فليس لأي من صور الكامل مشطور في صور الخليل.
ولكن تجديدك التالي لا يخرج عن منهج الخليل

وكأنَّ طرف العرب أضحى أرْمَدَا
و النوح في آذان قوميَ كالحِدَا
و النصر صوت لا يكون له صَدَى
لا يرفعونَ على الغُزَاةِ مُهَنَّدَا
فالقومُ سِلْمٌ لِلمسالمِ و العِدَى
لا تعذلوا قومي و ظنَّوا الأحْمَدَا
فلربما خُلقوا و لم يُعْطَوا يَدَا

ووجه التزامه بمنهج الخليل أن يعتبر –مع بعض التسامح - على تام الكامل المقفاة جميع أبياته، بحيث يكتب إضافة إلى الشكل أعلاه على الشكل التالي :

وكأنَّ طرف العرب أضحى أرْمَدَا .... و النوح في آذان قوميَ كالحِدَا
و النصر صوت لا يكون له صَدَى....لا يرفعونَ على الغُزَاةِ مُهَنَّدَا
فالقومُ سِلْمٌ لِلمسالمِ و العِدَى.....لا تعذلوا قومي و ظنَّوا الأحْمَدَا
فلربما خلقوا ولن يعطوا يدا .....ولربما أهذي وقولي ذا سُدى**

ولو غيرت العروض محتفظا بالوزن والقافية دون الروي جاز ذلك لأننا ما بين الأبيات تقفية لا تصريع بحيث تصبح :

وكأنَّ طرف العرب أضحى أرْمَدَا .... و النوح في آذان قوميَ كالحِدَا
و النصر صوت لا يكون مدوّيًا....لا يرفعونَ على الغُزَاةِ مُهَنَّدَا
فالقومُ سِلْمٌ لِلمسالمِ دائمًا.....لا تعذلوا قومي و ظنَّوا الأحْمَدَا
فلربما خلقوا لساحات الوغى .....ولربما أهذي وقولي ذا سُدى**

وفي هذه الحالة يجب أن يكتب على هيئة الشطرين.

وهذا ما يقع في ساحة العروض التي يمكن للشاعر والعروضي أن يحتهدا ويجددا فيها، وليس فيها ما يناقض منهج الخليل.

وثانيهما جعل عروض أحذ الكامل مضمرا.

يَــــــــوْمٌ جَـــمِـــيْــلٌ لازَوَرْدِيٌّ ... والـغَـيْـمُ يَـبْـدُو عَـنْـهُ لا يَــدْرِي
قَــدْ كُـنْتُ فِـيْه كَـأَنَّنِي وَحْـدِي ....إِنْــسَـانُ عَــيْـنِ شَـبِـيْـهَةِ الـبَـدْر
وَغَـزَالَـةٍ عَـرَضَـتْ لَـنَـا شَـرْقًـا ...مِــرْآتُـهـا مَـــوْجٌ مِـــنَ الـبَـحْـرِ
وَتَــخُـطُّ قِـصَّـتَـهَا يَـــدا ظُـهْـرٍ .....وَأَنَــا أَخُــطُّ الـطُّهْرَ فِـي سَـطْرِ
لَـكِـنَّـهَـا تَــــأْوِي إِلَــــى غَـــرْبٍ .....وَغَـزَالَـتي تَــأْوِي إِلــى فِـكـْرِي
غابت و آبَتْ في حِمَى غَيْبٍ .....وَشُـمُوسُ شِـعْرٍ غـَيْبُها صَدْري

وهذا ما يخالف منهج الخليل أو لنقل فهمي لذلك المنهج، ليس في أحذ الكامل فحسب بل في أعاريض البحور جميعا حيث لا ينتهي أي صدر غير مصرع بسببين إلا في الهزج ومجزوء الوافر. ومن شاء تفصيل ذلك فهو على الرابط:
https://sites.google.com/site/alaroo...me/22-sadr-end

ومثل هذا الخروج عن منهج الخليل أو حسب فهمي لمنهجه يدخل في باب (علم العروض) وليس للشاعر أو العروضي الذي أن يلجه دون وعي على منهج الخليل. سواء كما فهمته أو حسب فهم خاص مختلف له من قبل الشاعر أو العروضي، وهو ما لم أعلم بوجود مثله.

فإجازة هذه الصورة لا تقف عند أحذ الكامل بل لها تبعات تتجاوزه إلى سواه في جال وجود أية رؤية منهجية.

وقبل الخوض في تلك التبعات أقول لو أن الشاعر جعله مشطورا لما كان به من بأس كسابقه. وذلك على النحو التالي:
يَــــــــوْمٌ جَـــمِـــيْــلٌ بالهوى يغري ... والـغَـيْـمُ يَـبْـدُو عَـنْـهُ لا يَــدْرِي
شاهدت فيه غاية الخيْرِ ....إِنْــسَـانَ عَــيْـنِ شَـبِـيْـهَةِ الـبَـدْر
وَغَـزَالَـة عَـرَضَـتْ لَـنَـا تجري...مِــرْآتُـهـا مَـــوْجٌ مِـــنَ الـبَـحْـرِ
ويمكننا وصف هذه الأبيات بأنها جميعا مصرعة أي أن العروض نزلت على حكم الضرب أي تبعت حكمه في الإضمار. كم يمكننا اعتبارها من مشطور الكامل الأحذ حيث نهاية كل شطر تعتبر ضربا وتكتب حينها على النحو الن=تالي
يَــــــــوْمٌ جَـــمِـــيْــلٌ بالهوى يغري
والـغَـيْـمُ يَـبْـدُو عَـنْـهُ لا يَــدْرِي
شاهدت فيه غاية الخيْرِ
إِنْــسَـانَ عَــيْـنِ شَـبِـيْـهَةِ الـبَـدْر
وَغَـزَالَـة عَـرَضَـتْ لَـنَـا تجري
مِــرْآتُـهـا مَـــوْجٌ مِـــنَ الـبَـحْـرِ

نعود الآن إلى نص أستاذنا لتحويره بحيث تكون كل متَفاعلن فيه مضمرة أي للتخلص من السبب الثقيل تمهيدا لتسهيل بيان أثر القول بانتهاء الأعاريض بسببين خفيفين في أحذ الكامل على البحور الأخرى.

يَــــــــوْمٌ جَـــمِـــيْــلٌ لازَوَرْدِيٌّ ... والـغَـيْـمُ يَـبْـدُو عَـنْـهُ لا يَــدْرِي
قَــدْ كُـنْتُ فِـيْه ناظرًا وَحْـدِي ....إِنْــسَـانَ عَــيْـنٍ شِبهُه الـبَـدْر
يا حسنها هلّت لَـنَـا شَـرْقًـا ...مِــرْآتُـهـا مَـــوْجٌ مِـــنَ الـبَـحْـرِ
تروي حكاياتٍ يَـــدا ظُـهْـرٍ .....فيما أَخُــطُّ الـطُّهْرَ فِـي سَـطْرِ
لَـكِـنَّـهَـا تَــــأْوِي إِلَــــى غَـــرْبٍ .....محبوبتي تَــأْوِي إِلــى فِـكـْرِي
غابت و آبَتْ في حِمَى غَيْبٍ .....أشواق شِـعْرٍ غـَيْبُها صَدْري

هذا الوزن يمكن اعتباره – على مذهب أستاذنا – من السريع لموافقة وزن أبياته جميعا صورة ضرب ثالث السريع
وزن ثالث السريع 4 3 4 3 2 3 .... 4 3 4 3 2 2
ما رأي أستاذنا في هذا ؟
هل يوافق على ذلك ؟ وإن رفضه فما المعيار الموضوعي المنهجي للتفريق بين حكمي التجديد في عروضي السريع والكامل ؟
وزن عجز ثاني البسيط ذي الضرب = 4 3 [2 3] 4 3 2 2
وذلك بإضافة [2 3] في عجز ضرب ثالث السريع. فهل يجوز لنا – قياسا على مذهب أستاذنا في التجديد في أحذ الكامل- التجديد في البسيط بحيث تكون الأبيات:

يَــــــــوْمٌ جَـــمِـــيْــلٌ بدا كاللازَوَرْدِيٌّ ... والـغَـيْـمُ يَـبْـدُو بعيدا عَـنْـهُ لا يَــدْرِي
قَــدْ كُـنْتُ فِـيْه صباحا ناظرًا وَحْـدِي ....إِنْــسَـانَ عَــيْـنٍ لها من شِبهِه الـبَـدْر
يا حسنها عندها هلّت لَـنَـا شَـرْقًـا ...مِــرْآتُـهـا قد حوت مَـــوْجًا مِـــنَ الـبَـحْـرِ
تروي لنا قصَةً مضمونها طُـهْـرٍ .....فيما أَخُــطُّ الحكايا كنت فِـي سَـطْرِ
لَـكِـنَّـهَـا ربما تأوي إِلَــــى غَـــرْبٍ .....محبوبتي ربما تَــأْوِي إِلــى فِـكـْرِي
غابت طويلا و آبَتْ في حِمَى غَيْبٍ .....أشواق شِـعْرٍ لها غُيِّبن في صَدْري
أيجوز هذا التجديد ؟
إن جاز فإن قصيدة أبي البقاء الرندي :

لكل شيء إذا ما تم نقصان ... فلا يغر بطيب العيش إنسان
هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دُولٌ --- مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهـذه الـدار لا تُـبقي على أحد --- ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان
يُـمزق الـدهر حـتمًا كل سابغةٍ --- إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ

يجوز فيها التجديد التالي :

لكل شيء إذا ما تم نقصان ... فلا يغر بطيب العيش إنسان
هـي الأمـورُ كـما شاهدتها دومًا --- مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وهـذه الـدار لا تُـبقي على قومٍ --- ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان
يُـمزق الـدهر حـتمًا كل ما يحمي --- إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ

حيث هناك تصريعان :
أ - تصريع [تام] في المطلع يشمل الوزن والقافية بما فيها الروي
ب – تصريع [ناقص] في بقية الأبيات يشمل الوزن والقافية باستثناء الروي.

وإن لم يجز فلماذا جاز في أحذ الكامل ولم يجز هنا ؟
فإن اكتمل التصريع في كافة الأعاريض نصبح أمام صورة جديدة لا تخرج عن عروض الخليل لنا أن نكتبها على هيئة الشطرين أو كل شطر كبيت مستقل ولنا أن نسميها حينئذ بمشطور البسيط. وذلك على النحو التالي :
لكل شيء إذا ما تم نقصان
فلا يغر بطيب العيش إنسان
هـي الأمـورُ تصانيف وألوان
مَـن سَـرَّهُ زَمـنٌ ساءَتهُ أزمانُ
وليس يبقى بها إنس ولا جان
ولا يـدوم عـلى حـالٍ لها شان
تبلى الحصون كما تندك أركان
إذا نـبت مـشْرفيّاتٌ وخُـرصانُ
***
ربما تلاحظ التكرار في المقارنة والقصد من ذلك هو إظهار الترابط بين خصائص البحور العربية في هذه الجزئية بحيث أن الخروج فيها على الخليل لا يقف عند بحر واحد.
الذائقة العربية ومثلها منهاج الخليل كينونة رياضية متماسكة الأركان لا سبيل إلى الخروج عليه في جزئية دون المس بسائر البنيان.
أدعو من راقه الأمر إلى مطالعة ( العروض العربي ليس علما ! )
https://sites.google.com/site/alarood/laysa-elman