هنا قصيدتنان يجمعهما ما يلي:
1- أنهما على بحر المتقارب
2- لهما ذات الوزن والقافية
3- أنهما نشيدان
4- أن عدد أبياتهما متقارب

الأولى قصيدة :
أخي جاوز الظالمون المدى
للشاعر علي محمود طه
وينشدها الموسيقار المقتدر محمد عبد الوهاب


والثانية:
سأحمل روحي على راحتي
وهي للشاعر الشهيد عبد الرحيم محمود ( والد الطيب عبد الرحيم )
وينشدها:

وأكتفي الآن بنشر القصيدتين آملا أن تتم المقارنة بينهما مستقبلا في النواحي اللغوية والعروضية والبلاغية، آملا ممن يتمكن أن يشارك.

الأولى ، الأنشودة :



أخي، جاوز الظالمون الــمـدى = فحــــقَّ الجهـــادُ، وحقَّ الفـِدا
أنتركهُمْ يغصبونَ العُــــروبــ= ــةَ مجـــد الأبــــوَّةِ والـســـــؤددا؟
وليسوا بِغَيْرِ صليلِ الســيـوف = يُجيـــبونَ صوتًا لنا أو صـدىِ
فجــرِّدْ حـــسامَكَ من غـــمــدِهِ = فليس لهُ، بـــعـــدُ، أن يُغـــمـدا
أخي، أيهـــا العربيُّ الأبيُّ = أرى اليوم موعـــدنا لا الـــــــغــــــدا
أخي، أقبل الشرقُ في أمــــــةٍ = تردُّ الـــضلال وتُحيي الــــهُـدى
أخي، إنّ في القدسِ أختًا لنـا = أعــــدَّ لها الذابحون الـــمُــــدى
صبرنا على غدْرِهم قادرين = و كنا لَهُمْ قــدرًا مُــــرصــــــدًا
طلعْنا عليهم طلوع المنــونِ = فطاروا هبـــاءً، وصاروا سُدى
أخي، قُمْ إليها نشقُّ الغــمـار َ = دمًا قانيًا و لــظى مـــــرعـــــدا
أخي، ظمئتْ للقتال السيـــوفُ = فأوردْ شَباها الدم المُـــصــعـدا
أخي، إن جرى في ثراها دمي = وشبَّ الضرام بهــا مـــــوقــدا
فـفــتـِّـشْ على مهجـــةٍ حُرَّة = أبَتْ أن يَمُرَّ عـــليها الـــعِـــــدا
وَخُــذْ راية الحق من قبضــةٍ =جلاها الوَغَى، و نماها الــنَّدى
وقبِّل شهـــيدًا على أرضهـــا = دعا باسمها الله و استــشهــدا
فلسطينُ يفدي حِماكِ الشبابُ = وجلّ الفــــدائــي و المُــفتــدى
فلسطين تحميكِ منا الصـدورُ = فـــــإمًا الحياة و إمــا الـــرَّدى

الثانية :
الأنشودة :



سأحمل روحي على راحتي = وألقي بها في مهاوي الردى
فإمّا حياة تسرّ الصديق = وإمّا مماتٌ يغيظ العدى
ونفسُ الشريف لها غايتان = ورود المنايا ونيلُ المنى
وما العيشُ؟ لاعشتُ إن لم أكن = مخوف الجناب حرام الحمى
إذا قلتُ أصغى لي العالمون = ودوّى مقالي بين الورى
لعمرك إنّي أرى مصرعي = ولكن أغذّ إليه الخطى
أرى مصرعي دون حقّي السليب = ودون بلادي هو المبتغى
يلذّ لأذني سماع الصليل = ويبهجُ نفسي مسيل الدما
وجسمٌ تجدّل في الصحصحان = تناوشُهُ جارحاتُ الفلا
فمنه نصيبٌ لأسد السماء = ومنه نصيبٌ لأسد الشّرى
كسا دمه الأرض بالأرجوان = وأثقل بالعطر ريح الصّبا
وعفّر منه بهيّ الجبين = ولكن عُفاراً يزيد البها
وبان على شفتيه ابتسامٌ = معانيه هزءٌ بهذي الدّنا
ونام ليحلم َحلم الخلود= ويهنأُ فيه بأحلى الرؤى
لعمرك هذا مماتُ الرجال = ومن رام موتاً شريفاً فذا
فكيف اصطباري لكيد الحقود = وكيف احتمالي لسوم الأذى
أخوفاً وعندي تهونُ الحياة = وذُلاّ وإنّي لربّ الإبا
بقلبي سأرمي وجوه العداة = فقلبي حديدٌ وناري لظى
وأحمي حياضي بحدّ الحسام = فيعلم قومي أنّي الفتى