النظرة التفعيلية ترى الأحكام الكلية الناجمة عن استقراء نهج الخليل بهلوانية


هذا صحيح في حالة ما إذا كنت تقصد بالنظرة التفعيلية حدود التفعيلة التي يمكن أن تختلف بين سايكس بيكو ومؤامرات النظام العالمي الجديد. أما إذا كنت تقصد طبيعة المكونات السبب وتدية فلا.


الساكن والمتحرك هما ذات الوزن، الأسباب والأوتاد اسم الوزن لا يتكرر ، التفعيلة كنية الوزن قد تتعدد حسب المطلوب من تلك الكنية .


ذات المنسرح = 1 ه 1 ه 1 1 ه 1 ه 1 ه 1 ه 1 1 ه 1 1 ه


إسم المنسرح = 2 2 3 2 2 2 3 1 3


كنية المنسرح الأولى= 2 2 3 – 2 2 2 1 – 2 1 3 = مستفعلن مفعولات مستعلن


كنية المنسرح الثانية = 2 2 3 2 – 2 2 1 2 2 – 1 3 = مستفعلاتن مستفع لاتن فعِلُن


كنية المنسرح الثالثة = 2 2 – 3 2 2 - 2 1 2 – 2 1 3 = فعْلن مفاعيلن فاع لن مستعلن


**

هذا الذي جاء به المحلي من أحكام الاعتماد مفصل مسبقا ليوصل للنتيجة التي قال بها والتي أراك تقول بها، وواضح من السياق أن هذا لم يرو عن الخليل وإنما هو مفصل على المقاس التجزيئي للبحور

ما جاء به المحلي لا يعدو كونه شرحا لقول الخليل (حسب رواية ابن عبد ربه) وهو: العروض المقطوع الممنوع من الطي ، حتى لا تسول لأحدنا نفسه فتقطع هذه العروض، لكنه يبيح الخبن لأن السبب المخبون لا يعتمد على وتد مقطوع بل على سبب مثله ، قال: "ولا يجوز طيه مع القطع لاختلال العامد كما تقدم، ولكن يجوز خبنه". فهذا كما ترى تفسير لما أخل ابن عبد ربه بذكره من كتاب الخليل الذي نقل عنه (كما زعم) ولو كان قرأ كتابه فعلا لوجد الخليل يفسر ذلك بمثل تفسير المحلي له.

نعم وهو نتاج المخلصين للخليل في صورته الأولى المستقاة من التفاعيل دون المنهج. وهي صورة تكفي في العروض ولا تصلح في علم العروض.

**

أما قولك : (مخلع البسيط الذي احترمنا اشتقاق الخليل له من رحم البسيط، فقط لأنه الخليل)

فبقدر ما فاجأني وأذهلني فقد أكد لي ما توصلت له من زمان من أن دخول علم العروض يشموليته ومنهجيته وتجريديته بأدوات العروض التجزيئية التجسيدية مدمر.

وأنا أفهم هذه العبارة وكأنك تعني بها أن رأي الخليل في المخلع وهو نابع من منهج الخليل جدير بالرفض لمخالفته ما رسخ من برمجة التفاعيل لأذهان العروضيين ثم انتقال بعضهم بها من العروض إلى علم العروض

وأنك إنما تقبله مجاملة للخليل، خشيت أن تتهم الخليل بالهلوانية وقلب الأمور رأسا على عقب. ألهذه الدرجة وصل التناقض بين تفاعيل الخليل والخليل أو منهجه لديك ؟؟

لا داعي لأن تفاجأ وتذهل إذا ما علمت أن الخليل في عروضه كله لم يلجأ إلى قطع تفعيلة العروض إلا في هذا الموضع من مجزوء البسيط،

رغم بقاء انذهالي أقول : صدقت، وهنا يتفق خليل التفاعيل وخليل المنهج.

ثم يستمر خليل المنهج ليرى أن القطع 2 2 2 هذا في العروض يلتزم معه الخبن في المخلع 1 2 2 ، والطي في اللاحق 2 1 2 ، ويقاس عليه بالنسبة لطي 2 1 2 في الرسيع عروضا وضربا في السريع، لضرورة التناسب بينهما في أحكام القافية، ويقاس عليه الخبن وجوبا في عروض الرجز وجوازا في ضربه والجواز راجع لتجانس الخبن وعدمه في القافية بين الشطرين وفي سائر الأبيات.

وكان معذورا في ذلك، لأنه لم يجد في بحوره كلها ما يحتضن هذا المخلع، حتى جاء عروضيون لاحقون فاكتشفوا أن بحر المنسرح يمكن أن يوفر هذا الحضن الدافئ .

إذا لم يخبن الضرب المقطوع فإن المنسرح يتبرأ من المخلع. مستفعلن فاعلن مفعولن 4 3 2 3 2 2 2 لا يمت للمنسرح بصلة إلا إذا تحولت مفعُلاتُ 2 3 1 إلى مفعلاتُن = 2 3 2 = فاعلاتن.

أما إذا خبن القطع في الشطرين فإن لهذا الوزنين حضنين دافئين حضنه الأصلي ( البسيط ) وحضنه المدعي الجديد ( المنسرح )

وهنا حوار مع أستاذي د. خلوف حول ذلك :




خلاصة رأيي فيه


4 3 2 3 2 2 2 من البسيط لا غير


4 3 2 2 2 3 2 من المنسرح لا غير

4 3 2 1 2 1 2 2 = 4 3 2 3 3 2 من البسيط والمنسرح

فأنت كما ترى تجدنا نحاكم الخليل بنفس منطقه ، ومن خلال الغالبية شبه المطلقة منه ،

لكل خليله J


ثم نلتمس له العذر لأنه لم يقض في تأليف كتابه الضائع اثني عشر قرنا يراجعه كل يوم ويستدرك على نفسه كل جديد لم يفطن له في القرن الثاني للهجرة.


لك أن تلتمس لخليل التفاعيل ذلك، فهو خليل لا منهج له ويناقض ذاته، كما تقول أحيانا لأنه يحسس تحسيس J

أما خليل المنهج فمنهجه متسق متماسك منسجم شمولي رياضي ليس خاضعا للتطور شأنه في ذلك شأن خواص الدائرة والمثلث وجدول الضرب، قد نكتشف منه جديدا لكنه لا يمكن أن يناقض ذاته.

لدى خليل التفاعيل معلومات تسمى لغة علْما ولكنها لا تستوفي مزايا العلم في المصطلح فالعلم ذو قواعد شاملة ومنهج

**
لدى خليل المنهج علم ذو قواعد شاملة ينتظم المعلومات، كل معلومة في مكانها داخل المنهج فلا تناقض بين المعلومات لأنها أجزاء مأطورة منضبطة بكل متناسق متكامل يعبر عن سليقة عربية متناسقة متكاملة.
**
(كل يوم أزداد اقتنناعا بأن الرقمي لن يكون مفهوما ولا مقبولا بالمرة لدى أغلبية العروضيين الذين صاغت تجزيئية التفاعيل والبحور أذهانهم على حساب شمولية الصفات العامة للإيقاع العربي ومضمون منهجية الخليل. وسيكون على من يرغب من العروضيين في فهم الرقمي – سواء لتأييده أو لمعارضته ورفضه موضوعيا – أن يتدرج في دراسته من الدورة الأولى ولن يجد فيه معلومة جديدة بل سيجد ذات المعلومات التي يعرفها مصوغة الترابط حسب منهاج آخر يعيد بناء التفكير من على أسس جديدة وهو ما استغرقني في ذاتي سنوات.

ولا يزال للرقمي بريقه الذي لا يخبو طالما حافظ على تلك المسافة من عروض الخليل، فهو منهج مغاير لمنهج الخليل (وقد يكون أفضل منه) لكنه ليس تفسيرا له، ولا تماهيا معه ، وإلا لكان يكفينا مئات الكتب بل الآلاف منها التي شرحت كتاب الخليل على مدى القرون الماضية.

وتقول لي أعتب عليك !!

بل أنا جد شاكر لك، فإن فكرة وجود خليلين لم تتضح لي بهذا الشكل إلا من خلال فقرات هذا الحوار، وأنا بها مدين لك. فليحدد أحدنا أي الخليلين يقصد عندما يتخذ موقفا معينا. كما أشكرك ثانية لما تفضلت به من توفق ( خليلي ) على ( الخليل الآخر ) . أضحك الله سنك وحفظك نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

إن الأمر أو الشخص بالنسبة للآخرين هو ما يحملونه عنه من تصور.

لله ورسوله المثل الأعلى. موقف (أرناود فان دورن) من الإسلام ورسوله عليه السلام تجسيد لعلاقة الموقف بالمفهوم . فعندما كان يعادي رسول الله عليه السلام كان يعادي مفهوما عنه في ذهنه ثم لما تغير مفهومه عنه أسلم.

مارأيت ذا لب إلا تمنيت أن يقيم الرقمي بل ويقومه من خلال فهمه من مصدره لا الحكم على صورة في ذهنه عنه، هي بلا شك مخالفة للحقيقة طالما أنه لم يدرس الرقمي في دوراته.

والله يحفظنا جميعا ويرعانا.
اللهم آمين ويجزل لك ولنا جميعا من فضله .