النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: مقول القول في القرآن الكريم

  1. #1
    زائر

    مقول القول في القرآن الكريم

    للأستاذة الدكتورة خديجة بابيضان فضل تنبيهي إلى استقصاء هذا الموضوع في القرآن الكريم. حين قالت حول تطبيق م/ع على مقول القول في القرآن الكريم

    http://www.arood.com/vb/showthread.php?s=&threadid=536

    " أليس واردا أن يكون النقل مجرد سرد للحكاية ، أخذا للعبرة ، وتأكيدا للموعظة " وكأنها تعني أن ذلك لا يقتضي حرفية النقل في مقابل ما افترضته من حرفية النقل أساسا لـاختبار م/ع على مقول القول في القرآن الكريم. وكلا الرأيين ممكن. والفيصل في ذلك استعراض آيات الكتاب الحكيم بتجرد وموضوعية. وقد ذكرت في ردي هناك ما ورد من مقول القول منسوبا إلى سيدنا موسى عليه السلام في سبعة عشر موضعا من القرآن الكريم، وهنا أستعرض ما ورد من مقول القول المنسوب إلى فرعون. وردت عبارة " قال فرعون" في القرآن الكريم في المواضع السبعة التالية :

    1. {قَالَ فِرْعَوْنُ آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ }الأعراف123

    2. {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ائْتُونِي بِكُلِّ سَاحِرٍ عَلِيمٍ }يونس79

    3. {قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ }الشعراء23

    4. {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ مَا عَلِمْتُ لَكُم مِّنْ إِلَهٍ غَيْرِي فَأَوْقِدْ لِي يَا هَامَانُ عَلَى الطِّينِ فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ مِنَ الْكَاذِبِينَ }القصص38

    5. {وَقَالَ فِرْعَوْنُ ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَن يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَن يُظْهِرَ فِي الْأَرْضِ الْفَسَادَ }غافر26

    6. {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }غافر29

    7. {وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ }غافر36


    لا نرى في الآيات كلها من تكرار سوى لما وضعته ملونا:

    فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى........القصص38
    ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ................. غافر36

    ثمة اتفاق واختلاف
    أما ما اتفقت فيه الآيتان (فَاجْعَل لِّي صَرْحاً لَّعَلِّي ) و (ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي ) فالفرق في هاتين العبارتين بين ( اجعل) و (ابن) مما لا ينفي الدقة بل يؤكدها، فطبيعي أن يكون لكلمة ما في لغة غير مقابل ( أكثر من مقابل ) في لغة أخرى، ويلاحظ من تطابق النص على مستوى الألفاظ بل والأحرف ما هو جدير بالتأمل في سياق الحوار.

    وأما العبارتان: (أَطَّلِعُ إِلَى إِلَهِ مُوسَى) و (أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ ) فبينهما من الاختلاف ما لا يمكن افتراضهما كمترادفين. وهما في نفس الموضوع ونفس الموقف. فهل أجد لي لو افترضت نفسي محاميا عن منطق م/ع مخرجا ؟

    من أجل الحوار فلأتقمص دور المحامي عن منطق م/ع لأقول أجل على افتراض أن العبارتين وإن كانتا في نفس الموضوع ونفس الموقف إلا أنهما في جزئيتين مختلفتين كأن يكون فرعون قد قال ما معناه ( ابْنِ لِي صَرْحاً لَّعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ فأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى).فورد ذكر قوله مجزءً في آيتين مختلفتين.

    ليت المشاركين الكرام يسهمون في استعراض مقول القول في القرآن الكريم على أن نفترض أن كل ذلك أمر مساعد في صياغة وشرح ملابسات سؤال يدور في إطار افتراض لا قيمة له إلا إذا وافق التفسير والشرع واللغة، وفي هذا المقام تظهر الحاجة إلى رأي الأستاذة الفاضلة خديجة بابيضان وزميلاتها الكريمات وسواهن من أهل العلم والمعرفة.

    فإن رأوا صحة هذا الرأي أو على الأقل عدم مخالفته للشرع واللغة والتفسير فبها ونعمت. وإن رأوا خطأه لزمنا ( أنا والمشاركين) ما قالوه، وشكرنا لهم واستغفرنا الله وشكرنا لهم ذلك. وأجرهم على الله تعالى.
    وبالنسبة لي - وأظن ذلك ينطبق على سواي - فحسبي أنني حاولت تدبر آيات الله تعالى واستفسرت عن أمر فيها ووجدت جوابه.
    لعل الأساتذة الكرام يرون كيف أن طبيعة الرقمي وطريقة تناوله ما تفتآن تفتحان أبوابا للحوار والتأمل تؤدي بدورها إلى فتح أبواب وهكذا.

  2. #2
    السلام عليكم جميعاً
    لست متحيزة إلى أي من الآراء، لكني أشير إلى أمثلة أخرى من القرآن الكريم على اختلاف في رواية الحدث الواحد.
    ففي آية: "إما أن تلقي وإما أن نكون نحن الملقين"
    وفي آية آخرى: "إما أن تلقي وإما أن نكون أول من ألقى"

    وفي آية: "قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون"، في آية: "قال بل ألقوا"

    وفي آية: "قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين"
    وفي آية أخرى: "قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين"

    وفي آية:"يأتوك بكل ساحر عليم"، وفي آية أخرى: "يأتوك بكل سحار عليم"

    وفي آية: "قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين"، وفي آية أخرى: "قال: ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك"، وفي آية أخرى: "قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي، استكبرت أم كنت من العالين"

    وفي آية: "قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون"، وفي آية أخرى: "قال
    أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين"

    مع التحية
    لينة
    التعديل الأخير تم بواسطة لينة ; 05-12-2005 الساعة 12:59 AM

  3. #3
    زائر
    السلام عليكم

    منذ قراءتي للموضوع تذكرت كتاب السيد محمد قطب ( لا يأتون بمثله ) وهو كتاب يتحدث عن أسرار البيان القرآني , وأنقل لكم كلام الأستاذ محمد قطب حيث يقول:" أشرت من قبل فى كتاب ((دراسات قرآنية)) إلى ما يطلق عليه ظاهرة التكرار فى القرآن0 وقلت إن التكرار نادر جدا فى القرآن الكريم لا يتجاوز آيات معدودة جاءت بنصها فى أكثر من سورة0 ولكن الظاهرة الحقيقية ليست هى التكرار إنما هى التشابه الذى يؤدى إلى التنوع، وقلت إنها كثمار الجنة تبدو لأول وهلة أنها هى هى، ولكنها عند المذاق يتبين الفرق بينها وبين ما كان من قبل: (كلما رزقوا منها من ثمرة رزقاً قالوا هذا الذى رزقنا من قبل وأتوا به متشابهاً)
    وهذا التشابه الذى يؤدى إلى التنويع هو ذاته لون من الإعجاز0 فالموضوع الواحد يعرض مرارا، ولكنه يعرض فى كل مرة مختلفا عما سبقه نوعا من الاختلاف، فيكون جديدا فى كل مرة، ويكون- مع التلاوة المستمرة للقرآن- متجددا على الدوام0 وقد يكون الاختلاف فى حرف واحد، ولكنه يغير الصورة!"

    وقد وضع الأستاذ محمد قطب كثيراً من الأمثلة على ذلك ولكني أستعير منه هذا النموذج يقول : " خذ هذا النموذج(وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم)) 0 ((وإذ قال موسى لقومه اذكروا نعمة الله عليكم إذ أنجاكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم وفى ذلكم بلاء من ربكم عظيم))
    هناك نوعين من الاختلاف بين الآيتين – وإن كان موضوعهما واحدا – فالآية الأولى خطاب من الله تبارك وتعالى إلى بنى إسرائيل يذكرهم بنعمه عليهم، ويمن عليهم بأنه نجاهم من آل فرعون الذين يسومونهم سوء العذاب، والثانية خطاب من موسى عليه السلام إلى قومه يذكرهم بنعم الله عليهم، ويذكرهم بالذات بتلك النعمة الكبرى، وهى تنجيتهم من آل فرعون الذين يسومونهم سوء العذاب، بالإضافة إلى التغيير فى صيغة الفعل: نجيناكم وأنجاكم، أحدهما متعد بالتضعييف والآخر متعد بالهمزة، وأحدهما بضمير المتكلم والثانى بضمير الغائب0
    ولكن انظر إلى الجزء الخاص بالعذاب الذى كان يوقعه آل فرعون ببنى إسرائيل. إن فيه اختلافا بين الآيتين يحدث تغييرا فى الصورة :
    ((يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم))0
    ((يسومونكم سوء العذاب ويذبحون أبناءكم ويستحيون نساءكم))0
    إن الفارق بين العبارتين حرف واحد، هو الواو التى جاءت فى الآية الثانية قبل كلمة ((يذبحون))، ولكن انظر كم أحدث الحرف الواحد من الاختلاف بين الصورتين!
    فى الصورة الأولى ينحصر العذاب فى قتل الأولاد واستحياء النساء، وفى الثانية يصبح هذا الأمر واحدا فقط من ألوان العذاب التى تصب على بنى إسرائيل، وإن كان السياق يوحى بأنه من أبرزها، وأشدها وأخبثها. إذ أجمل ((سوء العذاب)) وفصل قتل الأولاد واستحياء النساء))0
    ذلك مجرد نموذج ينفى خاطر ((التكرار)) الذى يتوهمه قارئ القرآن لأول وهلة، ويبرز بدلا منه ظاهرة ((التشابه)) التى تؤدى إلى التنويع، والتى تشبه ثمار الجنة الموصوفة فى القرآن الكريم0" انتهى

    أحببت أن أورد هذا الكلام للأستاذ محمد قطب لنرى أن القرآن الكريم لم تأت فيه كلمة واحدة في غير موضعها ولا حتى حرف واحد , كل شيء جاء فيه لهدف وغاية وإذا وجدنا أو خيّل إلينا وجود شيء من التكرار أو السرد لمجرد السرد فهذا خطأ كبير

    وعلى هذا فلكل قول في القرآن حالته الخاصة التي تعبر عن الموقف بدقة من وجهة أراد الله لنا أن نتدبرها ونفهمها لنعتبر ونستفيد .
    أكتفي بهذا الآن ولي عودة بإذن الله

  4. #4
    زائر


    السلام عليكم جميعاً
    لست متحيزة إلى أي من الآراء، لكني أشير إلى أمثلة أخرى من القرآن الكريم على اختلاف في رواية الحدث الواحد.


    الأخت الكريمة لينة

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    شكرا لهذه المشاركة القيمة .
    الآيات بصدد ما نحن فيه ثلاثة أصناف:

    الأول: متوافقة النص مع خلاف بسيط في استعمال مترادف أو فرق حرف أو ما شابه، وهذه إن قيلت في نفس الموضوع في نفس الموقف في نفس الجزئية فيصعب صرفها إلى مناسبتين مختلفتين

    الثاني : مختلفة النص تماما وهذه الأرجح فيها أن نحملها كل نص على أنه قيل في موقف خاص به، ويحتاج غير هذا إلى قرينة.

    الثالث: ما كان بين بين وهذه بحاجة إلى تبصر أكبر وعلم بالتفسير أكثر.

    وفي كل الحالات فإننا جميعا هنا نحاول تسجيل ملاحظاتنا بشكل منطقي لا لنثبتها بل لنتوجه للأساتذة الكرام من أهل الذكر والعلم ليجيوبونا على هذه تساؤلاتنا حول هذه الملاحظات.

    ففي آية {قَالُواْ يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ } " .............الأعراف 115
    .وفي آية {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى }.........طه 65

    هاتان الآيتيتن من الصنف الأول لأن من الواضح أنهما عن نفس الجزئية في نفس المناسبة في نفس الموضوع لأن هذا الحوار جرى مرة واحدة لا سواها على ما نعلم. ثم إن واقع تشابه النص يشير إلى ذلك.
    رجعت إلى نقل معاني القرآن في الإنجليزية


    فوجدت

    http://www.islam101.com/quran/yusufAli/QURAN/7.htm

    هذه الترجمة لآية الأعراف 115

    . They said: "O Moses! wilt thou throw (first), or shall we have the (first) throw?"
    و

    http://www.islam101.com/quran/yusufAli/QURAN/20.htm

    هذه الترجمة لأية طه 65

    . They said: "O Moses! whether wilt thou that thou throw (first) or that we be the first to throw?"


    وأنا هنا أضرب الإنجليزية مثلا للغة القوم الأصلية – فلكتاب الله المثل الأعلى – إذا كان النقل عن النص القرآني فيه هذا التداخل، أفلا يمكن أن يحتمل النص الأصلي هذين النقلين إلقرآنيين إلى العربية.

    ثم خطر لي أن أقارن م/ع للنصين، مع اعتبار يا موسى " كما ورد في الآيتين فخرجت بهذه النتيجة

    {قَالُواْ يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ } " .............الأعراف 115

    2 2 2 2* 2 2* 2* 1 1 3* 2 2* 3 3* 2* 2* 2 ه.......م/ع= 9/7

    {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى }.........طه 65

    2 2 2 2* 2 2* 2* 1 1 3* 2 2* 3 3* 1 3* 2* 2 .......م/ع= 8/7

    وبينهما من التقارب ما يكادان يتساويان فيه. بل – لنقل تفكيرا بصوت عال - إن فارق 1/7 = 15% لا يحمل دلالة بين مؤشري م/ع حيث وجدا. ولنختبر ذلك في المواطن الأخرى.

    وفي آية: "قال لهم موسى ألقوا ما أنتم ملقون"، في آية: "قال بل ألقوا"

    {قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُوا مَا أَنتُم مُّلْقُونَ }الشعراء43
    {فَلَمَّا جَاء السَّحَرَةُ قَالَ لَهُم مُّوسَى أَلْقُواْ مَا أَنتُم مُّلْقُونَ }يونس80
    {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَنْ تُلْقِيَ وَإِمَّا أَنْ نَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى} طه (65)
    {قَالَ بَلْ أَلْقُوا فَإِذَا حِبَالُهُمْ وَعِصِيُّهُمْ يُخَيَّلُ إِلَيْهِ مِنْ سِحْرِهِمْ أَنَّهَا تَسْعَى} طه (66)


    وفي آية: "قالوا أرجه وأخاه وابعث في المدائن حاشرين"
    وفي آية أخرى: "قالوا أرجه وأخاه وأرسل في المدائن حاشرين"


    سبحان الله. هنا الكلمتان تغنيان عن التعليق



    وفي آية:"يأتوك بكل ساحر عليم"، وفي آية أخرى: "يأتوك بكل سحار عليم"

    وهنا أتساءل أليس من الممكن أن يكون معنى كل من ساحر وسحّار مشمولا في كلمة واحدة في لغة القوم؟ لعل ذلك يثبت يوما ما. وعدم ثبوته لا يضير شيئا في شيء.


    وفي آية: "قال يا إبليس ما لك ألا تكون مع الساجدين"،
    وفي آية أخرى: "قال: ما منعك ألا تسجد إذ أمرتك"،
    وفي آية أخرى: "قال يا إبليس ما منعك أن تسجد لما خلقت بيدي، استكبرت أم كنت من العالين"


    وفي آية: "قال لم أكن لأسجد لبشر خلقته من صلصال من حمإ مسنون"،
    وفي آية أخرى: "قال أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين"


    هذه الآيات يغلب عليها طابع الصنفين الثاني والثالث، والله أعلم.

    والله يرعاك.

    _______________

    الأخت الكريمة الأستاذة رغداء

    مشاركة قيمة تعرض للموضوع من جانب آخر.

  5. #5
    زائر
    في حديث مع أخي الصمصام توصلنا إلى صياغة الرأي التالي وهو طبعا رأي شخصي:

    " كل حديث عن أي موضوع في كتاب الله دون دليل شرعي مظنة صواب ورجحان باطل حتى يثبت العكس بالبحث والتمحيص الشديدين ولا يتأتّى هذا لموضوع محدث إلا بطرحه، ومجرد الطرح لا يشكل له أية صدقية ولا يرتب له آثارا، وإنما هو مجرد إتاحة المجال أمامه لمحاكمة عادلة بصفته متهما تغلب عليه إدانة البطلان."


    وفي السياق ذاته:

    1 ـ (وَقَالُواْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَل لَّعَنَهُمُ اللَّه بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَّا يُؤْمِنُونَ) [البقرة: 2/88].

    2 ـ (فَبِمَا نَقْضِهِم مِّيثَاقَهُمْ وَكُفْرِهِم بَآيَاتِ اللّهِ وَقَتْلِهِمُ الأَنْبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقًّ وَقَوْلِهِمْ قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ طَبَعَ اللّهُ عَلَيْهَا بِكُفْرِهِمْ فَلاَ يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً) [النساء: 4/155].


    ------------

    1 ـ (وَإِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً قَالَ

    يَا قَوْمِ
    اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ
    هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ
    وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوَءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ

    أَلِيمٌ) [الأعراف: 7/73].

    2 ـ (وَيَا قَوْمِ
    هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ
    وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ

    قَرِيبٌ) [هود: 11/64].

    3 ـ (وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ
    يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الشعراء: 26/156].

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    الدولة
    مصر أحيانا
    المشاركات
    23
    ما شاء الله

    بارك الله فيكم جميعا

    يسرنى التعلم بين يديكم وآسف لو سببت إزعاجا

    المثال هنا أدهشنى

    {قَالُواْ يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ نَحْنُ الْمُلْقِينَ } " .............الأعراف 115

    2 2 2 2* 2 2* 2* 1 1 3* 2 2* 3 3* 2* 2* 2 ه.......م/ع= 9/7

    {قَالُوا يَا مُوسَى إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى }.........طه 65

    2 2 2 2* 2 2* 2* 1 1 3* 2 2* 3 3* 1 3* 2* 2 .......م/ع= 8/7

    سبحان الله


    أما المداخلات فقيمة وراقية فعلا والموضوع مرتبط بالمقال الأصلى , وكنت قد تمنيت أن نستقصي كل الكتاب الكريم لتقييم أطروحة م ع بشكل كامل ومنصف مرة واحدة , وأقررت بأنه جهد ضخم يحتاج مؤسسة , و الأن نعود لنفس النقطة ( التقصى لتلك الظاهرة الفريدة ) و المقارنات أعلاه

    هل وضع اعتبار تقصى القراءات الأخرى لاختبار تلك الظاهرة القرآنية ؟
    لو اتسع الوقت فلننظر القراءات فى تلك الأمثلة ليكون الأمر بينا ( على الأقل السع المتواترة ), فلو كان بيننا من يصل لمعرفتها فليدل بما لديه مشكورا

    وأرجو أن تكون لى عودة إن شاء الله تعالى

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952
    أخي د. إسلام المازني

    أين أنت ؟ أنا مع هذا الطرح ولعل وجود مشاركين جدد لهم اهتمام يثري هذا الموضوع ويبين مدى انسجامه تطبيقيا.

    يرعاك الله.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    أرض الإسلام
    المشاركات
    3,396
    1- (يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ
    هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ
    وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ
    أَلِيمٌ) [الأعراف: 7/73].

    2 2* 2* 3* 2 3 3* 2* 3 2* 2* 3 2* 2 2* 2* 2* 1 3* 2* 2* 3* 2 3 2 3* 2 1 3* 2 3* 1 3 2 2* 2* 2 2* 2* 2 1 3 3* 2 2 3 2* 3* 1 3* 3 2* 3* 2*

    م=29
    ع=20
    م/ع = 1.4


    2 ـ (وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ
    وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ) [هود: 11/64].

    3 2* 3 3 2 3* 2 1 3* 2 3* 1 3 2 2* 2* 2 2* 2* 2 1 3 3* 2 2 3 2* 3* 1 3* 3 2* 3 2*

    م=14
    ع=16
    م/ع= 0.8


    3 ـ (وَلَا تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابُ
    يَوْمٍ عَظِيمٍ) [الشعراء: 26/156].
    3 3* 2 2 3 2* 3* 1 3* 3 3* 2* 3 2*

    م=7
    ع=6
    م/ع=1.1

    ----------------
    الآية الأولى نالت النّصيب الأكبر (1.4)

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952

    أستاذتي الكريمة

    الفكرة من مقارنة ما ورد في القرآن الكريم من مقول القول مما يغلب عليه أن يكون تعبيرا بالعربية بلفظين مختلفين عن ذات الموقف وذات المضمون من ذات المتكلم، الأمر اذلي يرجح أنه نقل بلفظين عربيين عن كلام قيل بلفظ واحد محدد بلغة غير عربية، هو اختبار لمدى صحة ودقة م/ع لا سيما وأن النقل مبرأ من عيوب الترجمة البشرية.

    وفي الآيتين الكريمتين يكون مجال المقارنةحسب ما تقدم بين العبارات الملونة. وواضح أنها متقاربة جدا.


    1- يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الأعراف: 7/73.]

    2 ـ (وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ
    وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ
    )[هود: 11/64].

    فالقرآن الكريم يذكر في الآية الأولى كلاما معينا وبنقل في الآية الثانية بعض ذلك الكلام. وإتما تصح المقارنة بين هذا البعض وما حواه النص الأول منه.

    ويبقى حساب م/ع لمقول القول في كل آية أو أكثر أو أقل واردا حسب هدف الدارس.

    يرعاك الله.


  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    188
    في حديث مع أخي الصمصام توصلنا إلى صياغة الرأي التالي وهو طبعا رأي شخصي:

    " كل حديث عن أي موضوع في كتاب الله دون دليل شرعي مظنة صواب ورجحان باطل حتى يثبت العكس بالبحث والتمحيص الشديدين ولا يتأتّى هذا لموضوع محدث إلا بطرحه، ومجرد الطرح لا يشكل له أية صدقية ولا يرتب له آثارا، وإنما هو مجرد إتاحة المجال أمامه لمحاكمة عادلة بصفته متهما تغلب عليه إدانة البطلان."


    جاء في الحديث قول النبي صلى الله عليه وسلم:" من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ ولو أصاب" والمقصود من الحديث التحذير من تفسير القرآن بغير علم.
    قال ابن تيمية -رحمه الله-: فمن قال في القرآن برأيه، فقد تكلف ما لا علم له به، وسلك غير ما أُمِر به، فلو أنه أصاب المعنى في نفس الأمر لكان قد أخطأ، لأنه لم يأتِ الأمر من بابه، كمن حكم بين الناس على جهل فهو في النار، وإن وافق حكمه الصواب. مجموع الفتاوى (13/371(
    والأصل في تفسير القرآن أن يفسر بالقرآن، أو بالحديث النبوي، ثم بأقوال الصحابة، وإن لم يجد في تفسير الصحابة، فقد رجع كثير من أئمة التفسير إلى أقوال التابعين كمجاهد وغيره، فمن خالف هذه الأصول فهو مخطئ وإن أصاب، وليس من التفسير بالرأي المجرد ما كان جارياً على قوانين العلوم العربية، والقواعد الأصلية والفرعية.
    http://www.islamweb.net/ver2/fatwa/s...ang=A&Id=20711


    ولذا لابد من أمرين :
    الأول: تأصيل م/ع تأصيلا علميا , ولا أظن ذلك عسير فعلم الأصوات وكلام المتقدمين من أهل اللغة كسيبويه وابن جني فيه ما يشهد لهذا الأمر بصورة عامة بل قد يساعد في تطوير هذه الفرضية.
    انظر إلى قول سيبويه في كتابه(1/375 ): "اعلم أنّ المندوب مدعوٌ ولكنّه متفجّعٌ عليه، فإنْ شئت ألحقت في آخر الاسم الألف لأنّ الندبة، كأنّهم يترنمون فيها"
    وقول الزركشي في كتاب البرهان(1/163) :" قد كثر في القرآن الكريم ختم كلمة المقطع من الفاصلة بحروف المد واللين وإلحاق النون ، وحكمته وجود التمكن من التطريب بذلك . قال سيبويه - رحمه الله - : " أما إذا ترنموا فإنهم يلحقون الألف والواو والياء ما ينون وما لا ينون ؛ لأنهم أرادوا مد الصوت ، وإذا أنشدوا ولم يترنموا فأهل الحجاز يدعون القوافي على حالها في الترنم ، وناس كثير من بني تميم يبدلون مكان المدة النون " . انتهى . وجاء القرآن على أعذب مقطع وأسهل موقف ."
    وقول ابن يعيش في شرح المفصّل(2/13 ): "اعلم أنّ المندوب مدعوٌ، ولذلك ذكر مع فصول النداء لكنّه على سبيل التفجّع فأنت تدعوه وإنْ كنت تعلم أنّه لا يستجيب كما تدعو المستغاث به وإنْ كان بحيث لا يسمع كأنّه تعدّه حاضراً وأكثر ما يقع في كلام النساء لضعف احتمالهنّ وقلة صبرهنّ، ولما كان مدعواً بحيث لا يسمع أتوا في أوّله (بيا أو وا) لمد الصوت ولما كان يسلك في الندبة والنوح مذهب التطريب زادوا الألف آخراً للترنم"
    وقارن بين هذا الكلام ودلالة احتساب مؤشر م/ع خصوصا عند زيادة حروف المد في المقطع المراد احتساب مؤشره.

    الثاني : المقارنة تكون من خلال كلام أهل التفسير ابتداء.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة

    أستاذتي الكريمة

    الفكرة من مقارنة ما ورد في القرآن الكريم من مقول القول مما يغلب عليه أن يكون تعبيرا بالعربية بلفظين مختلفين عن ذات الموقف وذات المضمون من ذات المتكلم، الأمر اذلي يرجح أنه نقل بلفظين عربيين عن كلام قيل بلفظ واحد محدد بلغة غير عربية، هو اختبار لمدى صحة ودقة م/ع لا سيما وأن النقل مبرأ من عيوب الترجمة البشرية.

    وفي الآيتين الكريمتين يكون مجال المقارنةحسب ما تقدم بين العبارات الملونة. وواضح أنها متقاربة جدا.


    1- يَا قَوْمِ اعْبُدُواْ اللّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَـهٍ غَيْرُهُ قَدْ جَاءتْكُم بَيِّنَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ) [الأعراف: 7/73.]

    2 ـ (وَيَا قَوْمِ هَـذِهِ نَاقَةُ اللّهِ لَكُمْ آيَةً فَذَرُوهَا تَأْكُلْ فِي أَرْضِ اللّهِ
    وَلاَ تَمَسُّوهَا بِسُوءٍ فَيَأْخُذَكُمْ عَذَابٌ قَرِيبٌ
    )[هود: 11/64].

    فالقرآن الكريم يذكر في الآية الأولى كلاما معينا وبنقل في الآية الثانية بعض ذلك الكلام. وإتما تصح المقارنة بين هذا البعض وما حواه النص الأول منه.

    ويبقى حساب م/ع لمقول القول في كل آية أو أكثر أو أقل واردا حسب هدف الدارس.

    يرعاك الله.

    ألا ترون أستاذنا الفاضل أنه إذا كان مقول القول صادرا عن شخص واحد , في موضع واحد مثل دعوة النبي قومه للتوحيد يحسن قياس م/ع لكامل القول , لأن م/ع كما فهمت تفسير للحالة النفسية التي عليها الشخص وهي عند اتحاد القائل وموضع القول ينبغي ألا تختلف بغض النظر عن اختلاف لفظ المقول أو الزيادة فيه والنقص ما دام الموضوع واحدا

    أما عند تماثل القولين واختلف كلمة أو كلمتين فأرى تقارب أو تساوي المؤشرين تحصيل حاصل

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    188
    يقول ابن جني في الخصائص : (باب في إمساس الألفاظ أشباه المعاني
    اعلم أن هذا موضع شريف لطيف‏.‏ وقد نبه عليه الخليل وسيبويه وتلقته الجماعة بالقبول له والاعتراف بصحته‏.‏ قال الخليل‏:‏ كأنهم توهموا في صوت الجندب استطالة ومداً فقالوا‏:‏ صر وتوهموا في صوت البازي تقطيعاً فقالوا‏:‏ صرصر‏.‏
    وقال سيبويه في المصادر التي جاءت على الفعلان‏:‏ إنها تأتي للاضطراب والحركة نحو النقزان والغلبان والغثيان‏. فقابلوا بتوالي حركات المثال توالي حركات الأفعال‏.‏
    ووجدت أنا من هذا الحديث أشياء كثيرة على سمت ما حداه ومنهاج ما مثلاه‏.‏
    وذلك أنك تجد المصادر الرباعية المضعفة تأتي للتكرير نحو الزعزعة والقلقلة والصلصلة والقعقعة والصعصعة والجرجرة والقرقرة‏.‏
    ووجدت أيضاً الفَعَلى في المصادر والصفات إنما تأتى للسرعة نحو البَشَكي والجَمَزي والوَلَقي.... فجعلوا المثال المكرر للمعنى المكرر أعني باب القلقلة والمثال الذي توالت حركاته للأفعال التي توالت الحركات فيها‏.‏
    ومن ذلك وهو أصنع منه أنهم جعلوا استفعل في أكثر الأمر للطلب نحو استسقى واستطعم واستوهب واستمنح واستقدم عمرا واستصرخ جعفرا‏.‏
    فرتبت في هذا الباب الحروف على ترتيب الأفعال‏.‏
    وتفسير ذلك أن الأفعال المحدث عنها أنها وقعت عن غير طلب إنما تفجأ حروفها الأصول أو ما ضارع بالصنعة الأصول‏.‏ فالأصول نحو قولهم طعم ووهب ودخل وخرج وصعد ونزل‏.‏ فهذا إخبار بأصول فاجأت عن أفعال وقعت ولم يكن معها دلالة تدل على طلب لها ولا إعمال فيها‏.‏
    وكذلك ما تقدمت الزيادة فيه على سمت الأصل نحو أحسن وأكرم وأعطى وأولى‏.‏
    فهذا من طريق الصنعة بوزن الأصل في نحو دحرج وسرهف وقوقى وزوزى‏ وذلك أنهم جعلوا هذا الكلام عبارات عن هذه المعاني فكلما ازدادت العبارة شبها بالمعنى كانت أدل عليه وأشهد بالغرض فيه‏.‏ فلما كانت إذا فأجأت الأفعال فاجأت أصول المثل الدالة عليها أو ما جرى مجرى أصولها نحو وهب ومنح وأكرم و أحسن كذلك إذا أخبرت بأنك سعيت فيها وتسببت لها وجب أن تقدم أمام حروفها الأصول في مثلها الدالة عليها أحرفاً زائدة على تلك الأصول تكون كالمقدمة لها والمؤدية إليها‏.‏ وذلك نحو استفعل فجاءت الهمزة والسين والتاء زوائد ثم وردت بعدها الأصول‏:‏ الفاء والعين واللام‏.‏ فهذا من اللفظ وفق المعنى الموجود هناك‏.‏ وذلك أن الطلب للفعل والتماسه والسعي فيه والتأتي لوقوعه تقدمه ثم وقعت الإجابة إليه فتبع الفعل السؤال فيه والتسبب لوقوعه‏.‏
    فكما تبعت أفعال الإجابة أفعال الطلب كذلك تبعت حروف الأصل الحروف الزائدة التي وضعت للالتماس والمسئلة‏.‏ وذلك نحو استخرج واستقدم واستوهب واستمنح واستعطى واستدنى‏.‏
    فهذا على سمت الصنعة التي تقدمت في رأي الخليل وسيبويه إلا أن هذه أغمض من تلك‏.‏ غير أنها وإن كانت كذلك فإنها منقولة عنها ومعقودة عليها‏.‏ ومن وجد مقالاً قال به وإن لم يسبق إليه غيره‏.‏ فكيف به إذا تبع العلماء فيه وتلاهم على تمثيل معانيه‏....‏ وقد أتبعوا اللام في باب المبالغة العين وذلك إذا كررت العين معها في نحو دمكمك وصمحمح وعركرك وعصبصب وغشمشم والموضع في ذلك للعين وإنما ضامتها اللام هنا تبعاً لها ولاحقة بها ألا ترى إلى ما جاء عنهم للمبالغة من نحو اخلولق واعشوشب واغدودن واحمومى واذلولى واقطوطى وكذلك في الاسم نحو عثوثل وغدودن وخفيدد وعقنقل وعبنبل وهجنجل قال‏:‏ ظلت ظل يومها حوب حل وظل يوم لأبي الهجنجل فدخول لام التعريف فيه مع العلمية يدل على أنه في الأصل صفة كالحرث والعباس وكل واجد من هذه المثل قد فصل بين عينيه بالزائد لا باللام‏.... فأما مقابلة الألفاظ بما يشاكل أصواتها من الأحداث فباب عظيم واسع ونهج متلئب عند عارفيه مأموم‏.‏ وذلك أنهم كثيراً ما يجعلون أصوات الحروف على سمت الأحداث المعبر بها عنها فيعدلونها بها ويحتذونها عليها‏. وذلك أكثر مما تقدره وأضعاف ما نستشعره‏)


    ويعلل سيبويه لمجيء الكلمة على صيغة (فعلان) كغليان وغثيان – كانت الزيادة بساكن صحيح وحرف علة-, بأن فيه اضطراب وتحرك , بينما يعلل لما كان على زنة ( فُعال ) كالصراخ والنباح –الزيادة بحرف مد- بأن الصوت قد تكلف فيه من نفسه. وكذا ما يقال من أن (فعيل يأتي بمعنى فاعل ومعنى مفعول) والزيادة كانت بحرف مد.


    ألا يشعر ذلك بأن زيادة حروف المد فيه تكلف من نفسه كما في الصراخ , الندبة , التوجع , فاعل فعيل , بينما السواكن فيما كان من غيره كما في استفعل , زعزعة , قلقلة
    والموضوع يحتاج استقصاء



    بينما يقول ابن الزُّبير الغرناطيُّ في تعليل تعاقب صَّيغتي (النبييِّن والأنبياء) حيث وردت الصِّيغة الأولى جمعًا سالمًا، في قوله تعالى: ﴿وَيَقْتُلُونَ النَّبِيِّينَ بِغَيْرِ الْحَقِّ﴾ [البقرة 61] ووردت صيغة الجمع المكسَّر في قوله تعالى: ﴿وَيَقْتُلُونَ الأَنبِيَاءَ بِغَيْرِ حَقٍّ﴾ [آل عمران 112]: (جمع التَّكسير يكون لأولي العلم وغيرهم، وأمَّا جمع المذكَّر السَّالم فالأصل أن يختصَّ بأولي العلم، وقد يأتي لغيرهم على سبيل الإلحاق والتَّشبيه، كقوله تعالى: ﴿إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ﴾ [يوسف 4]، فإذا تقرَّر هذا فإنَّ ورود جمع المذكَّر السَّالم في آية البقرة مناسب لأمرين:
    الأوَّل: شرف الجمع لشرف المجموع، أي: أنَّ جمع المذكَّر أشرف لجمع نبي من جمع التَّكسير.
    الثّاني: أنَّ زيادة المدِّ في نبيين مناسبة لزيادة أداة التَّعريف في لفظ الحق)


    أورد مثل هذه الأقول – التي أنتم أعلم مني بها – لأسأل هل من الممكن أن يكون تتبع الميزان الصرفي –الذي هو مبنى صوتي- لصيغ بعض الكلمات وملاحظة ما يطرأ عليها من زيادة وهل هذه الزيادة في حروف صحيحة أم معتلة , ساكنة أم متحركة وربط ذلك بمعناها بعد الزيادة يستفاد منه في إضافة بعدًا لـ (م/ع) ولدلالة الصيغة في السياق للكشف عن الحالة النفسية للكاتب أو الشاعر حال كتابته , فيكون التعليل لـ (م/ع) كما نقول (زيادة المبنى تدل على زيادة المعنى) أو التشديد يدل على التكثير خصوصا أن المستعرض لمثل هذه القواعد يجد هناك خروج عنها قد يُختلف في تعليل مخالفته لقاعدتها ومع ذلك لا يكون في ذلك نقض لهذه القواعد أو تشكيك في مصداقيتها.

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jun 2009
    المشاركات
    1,255

    " أليس واردا أن يكون النقل مجرد سرد للحكاية ، أخذا للعبرة ، وتأكيدا للموعظة " وكأنها تعني أن ذلك لا يقتضي حرفية النقل في مقابل ما افترضته من حرفية النقل أساسا لـاختبار م/ع على مقول القول في القرآن الكريم

    أقول بهذا :
    كل شيء جاء فيه لهدف وغاية وإذا وجدنا أو خيّل إلينا وجود شيء من التكرار أو السرد لمجرد السرد فهذا خطأ كبير


    وقبله :

    ((آلر كتاب أحكمت آياته ثم فصلت من لدن حكيم خبير .))

    أحكمت آياته , فجاءت قوية البناء , دقيقة الدلالة , كل كلمة فيها وكل عبارة مقصودة , وكل معنى فيها وكل توجيه مطلوب , وكل إيماءة وكل إشارة ذات هدف معلوم . متناسقة لا اختلاف بينها ولا تضارب , ومنسقة ذات نظام واحد . ثم فصلت . فهي مقسمة وفق أغراضها , مبوبة وفق موضوعاتها , وكل منها له حيز بمقدار ما يقتضيه .

    في ظلال القرآن

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952
    للـــــرفع

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط