البوسنة
مات الطاغية. ولا تعجب لأصواتٍ ‘عالمية‘ ارتفعت لتأخذ الحق له؛ لأنه مات قهراً في المعتقل. واعجب لصوت عاد ليذكر الناس بما فعل. أيها الناس، هكذا تكلم ميلوسوفيتش:
آنَ أن تـنــفـــــض عــــن ظـــــــهــــرك عــبـــئــاً مــثــــقــــــلا
أنــــت تــجــتـر مــــن الــتاريـــخ أحـــــداثاً جِـــســـامْ
إن تــقــــاعــــســتَ عـــن الــعـودة للــحـق فـــــلا
تـنـتـظــرْ أن يــطــلـــع الــحـــق عـــلــى هــذا الــظـــلامْ

أكل الأتراكُ من خيرك ما لا تتصورْ
فــــلـــمــاذا تـتـوانـى فــي الــتــصــدي لــــهُـــمُ ؟
لك أن تسرفَ في الجورِ وفي البطشِ وتجأرْ
ليذوقَ الظلمَ بالقسطاسِ أحفادُهُمُ

احصد البوسنة في كل الجيوب الآمنة
علِّم الأطفالَ فنَّ القنصِ، فالقنصُ متاحْ
قيمةُ البوسنيِّ، إنْ جالَ على تلك الدروبِ الساكنةْ
طلقةٌ، أما إذا احتاطَ فقصفٌ واجتياحْ

أهرس الهرسك أو طاردهُمُ عبر البقاعْ
وتـــخيـــرْ من عــــذاراهــــم وروداً تـــتــــفــــتّحْ
أو تخير ربَّــــة العزِ، فـــذا العرض مشاع
لـــيــــس مـــِنْ واقٍ له.. فـــالــــعـــزمُ واهٍ يترنّحْ

طهِّر الأرضَ من ‘الأوشابِ‘ واغسلها مرارا
بدمِ البشناقِ والهرسكِ شيباً وشبابا
وامضِ في تطهيركَ العرقيِّ فالقومُ حيارى
افرغ الدنيا من ‘الأوباشِ‘.. اجعلها يبابا

شرفُ الصربِ على الدرب من الترك تدنس
عاشت الأجيال والآمال جفلى كالدخانِ
آن أن تترك ‘للأتراك‘ أسباباً لتيأس
لن تذوق القهرَ والأحلامُ حبلى بالأماني

أرض أجــدادك بــــالأمـــجـــاد لــــلأمــــجاد تعــلو
فاجعل القربان مهراقـاً على مـحـرابها
مهر هذي الأرضِ، إنْ رُمْتَ، نفوسٌ تستحلُّ
وديارٌ لم تعد للصرب، هم أولى بها

آن أن يعلمَ هذا الكون أنَّ الحقَ قوة
فإذا كنت قوياً فإذن أنت محقُّ
فانشر البطش وخلِّ الكونَ يصغي لك عنوة
واحكِ ما شئت، فإن كنت قوياً فهو صدقُ