النتائج 1 إلى 16 من 16

الموضوع: ورقتان ثريتان

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413

    ورقتان ثريتان

    كنت اتوق للقاء الصديقات
    كنت متحمسة كثيرا للقاء الصديقات. طلبت من مِيرَة الشال المكتوب عليه:
    غزة، نصرك عيدنا.
    قلت : سألبسه لكرسيي المتحرك.
    لبت لي طلبي. أحضرت الشال.. ونسيتُ ونسيتْ ان الكرسي بقي عندهم في السيارة.

    وضع حسن الكرسي في سيارة دينا، وانطلقنا.
    وقفت أمام المطعم، وساعدنا أحد العاملين فيه بإنزال الكرسي، وساعدنا اثنان لتخطي عوائق المدخل: هيلا هوب، وقفزنا عن درجتين.
    في الداخل استقبلنا نادل، سألته دينا عن جمع بنات، قال: مدرسة CMS ؟ إنهن فوق.
    سألته عن المصعد، أجاب بأنه لا يوجد.
    رفعت رأسي. نظرت إلى هيكل الدرج الممتد صعودا في السحاب. تخيلت من يصعده، يصعد برشاقة وخفة، لا تكاد قدمه تلامس الدرجة، حتى يقفز في الهواء لتلامس أختها الدرجة التالية. يصعد ويصعد ويصعد وهو يحمل الشعلة.. ليعلن بذلك بدء الألعاب الأولمبية.
    هه!
    نكست عيني في الأرض وفكرت: هل ساخرب على دينا اليوم حين تضطر الى اعادتي الى البيت.. فقد تعبت حتى من مجرد النظر اليه!
    تم النادل كلامه: لا يوجد مصعد للزبائن، لكن يمكننا استخدام مصعد المطبخ.
    امتدت ابتسامة في صدري ودينا تدفع كرسيي كافلام الكرتون، وانا اتقافز عليه في عد لبلاط المطبخ الصغير المتراص.
    استقبلنا نادل كان يقف عند باب المصعد. دق على الباب، وعلا صوته وهو يطلب من زملائه في الاعلى اغلاق الباب حتى ينزل الينا المصعد.
    قال لي: لو لم يكن هناك مصعد، لحملناك على أكتافنا. نحن نخدمك بعيوننا.
    فتح باب المصعد. دفعتني دينا فيه، وعدلت الكرسي في مساحة ما اعتادت الا نادلا يحمل صينية في يده.
    ظللت أتمتم: بارك الله فيك حتى باغتتني صورة الزميلات مجتمعات على طاولة طويييييييييلة تليق بالعدد.
    : حبيبتي حنين!
    وتضمني الصديقة بشوق إليها، وتتزلزل الدنيا في غمرة الأشواق.
    عدة زلازل متلاحقة.. تنشر السحاب، وتضبّب الدنيا.
    تتوالى الهزات الارتدادية في نزول واضح على مقياس رختر.
    ألملم شتات ما تبعثر مني. تثبت الرؤية،
    واتلمظ سعادة اللقاء.

    نستعيد لحظات سعادة طفولية كانت من اسعد الايام.
    نستعيد بنظرة عن بعد، تمحي السيء تماما، وتكبر الجمال بحيث يطغى على المشهد وينشر الازهار وموسيقى الضحكات المتصاعدة.
    ضحكات كان يجب ان تدون في صور، لكن الضحكات الاصلية هذه فاتتنا وافتعلنا الابتسام المتعب امام الكاميرا.
    ابتسام قد يطول، احد اصعب التمارين لعصب الوجه!

    تمرين آخر كان اصعب من المرات السابقة في جمعاتنا.
    ماذا تحبين ان تشربي؟
    وعرفت ما استطيع فاحببت.
    لا استطيع رفع كوب ثقيل. ولا استطيع رفعه ممتلئا والا انسكب، ولا استطيع لمسه ساخنا.. وماااااااا احلى الليموناضة خصوصا حين تكون بالنعناع وتشفط ولا تحمل!
    آآآه.. تشفط
    وواجهت معاناة كانت، لكنها باتت اعمق.
    شفط شفطة كبيرة تعني عدم استطاعة البلع والغص واحتمال الشرَق.
    وجدت الحل.
    الشفط بوسة بوسة!
    ولان الليموناضة لذيذة، ورغم كبر الكأس.. ولطول الوقت المتاح، شربتها على بكرة ابيها.

    لم ابرد في الجلسة لاستعدادتي المدروسة لتساقط الثلج المباغت في آب اللهاب حسب التغييرات المناخية خصوصا حين يطول الجلوس.

    كانت دينا على اتم الاستعداد حين اشير بعيني.
    وكان عمال الفندق ينتظرونني من الباب الى المحراب.
    وزعت عليهم حسنات الآخرة، ووددت لو انني كنت على الاقل ان كان لا يجوز لي ان اقدم لهم المال، ان اوزع عليهم الشوكولا التي فكرت ان احملها لاوزعها على الصديقات بمناسبة نصر بتنا نلمسه باليدين.
    تفاجات بالكرسي.. و..

    رجعت اتلمظ سعادة لقاء كان بطعم الليموناضة المنعنع.

    عن 6-8-2014

    --
    لقاء جديد

    تحضرت.. وآه كم في التحضّر، والخروج من بداوة المنزل من مشقة!
    تبدأ المشقة من حين تفعيل الأفكار، وشد الازار، وتزرير الأزرار¬، وترتيب الإشار، وتكبيت القدم في حذاءٍ يعرف المسار.
    حين أزفت ساعة الانطلاق.. وكما قال أحدهم في وصف ملحمته البطولية:
    "لاحني ولحته، ومن كُثُر عزمي.. جيت تِحتُه."
    مستعدة كنت، وكانت روحي منطلقة تستبق الواقع درجات، لكن رجلي اليمنى "حبيبتي المتعبة" كانت تلتصق بـ"سوبر جلو" وتقاوم النزول على الدرج المكتوب في الأقدار.
    حين وصلنا البيت كانت معضلة تخطي المدخل تؤرق دينا..
    :هل يوجد كراج؟ سؤال طرحته على استحياء..
    كان الكراج دائما هو الحل، وحين يأتي ملاصقا للمصعد.. كان أجمل الحلول.
    اجمل الحلول كان عند هانية، ولو اننا جلسنا على الطاولة المستديرة " وإنْ عبر الهاتف المحمول" ووضعنا خططنا الاستراتيجية قبل الانطلاق، لخفف هذا الكثير من توتر دينا.
    دخلنا إلى الشرفة "المتوترة والمتوكلة-بعد الله على الأصدقاء".
    زلازل سلامات ابسط بكثير من سابقتها. ربما لأن الأشواق لم تلتهب لأن لقاءنا السابق لم يكن بعيدا.. وربما لاطلاعهن على آثار الهزات الارتدادية، وربما..
    ما ثبت عندما شربت عصير الحصرم.. كان السولومدرول قد أخذ مفعوله، فاستمتعت بشرب العصير بوصلات طوييييييلة.
    --
    رأيتها اول ما جلسنا. محجبة، ناعمة.. جمالها أقرب إلى الجراكسة منّا. ما أذكر انني رأيتها قبلا. قلت في نفسي: يبدو انها قريبة صاحبة الدعوة.
    ورغم مآخذي على تمرين الابتسام، كنت مؤدبة، فابتسمت لها..
    --
    كان حديث الصديقات ممتعا. أمطرتنا فالا Vala بالذكريات المضحكة.
    كان لف نظري من ناحية الى اخرى متعبا، فحاولت ان اركز في جهة واحدة.. إلى البعيييييد.
    دينا التي كانت تجلس الى يساري لاحظت ما ظنته مشكلة. قالت لي: هل احرك كرسيك لتجلسي في مكان آخر أفضل؟
    فاجبت بالنفي، وسألتها ان تغيّر جلستها هي.. حتى أراها.

    ارتفع صوت لينا خماش: هل تذكرون لعبة الـ x ؟
    وحدثتهن عن ذكرياتي مع اللعبة:
    كانت المدرسة تسير الباص في دفعتين وقتها. وصلت في دفعة الباص الأولى إلى المدرسة في الساعة السادسة صباحا. جلست لأدرس وحين شئت ان انضم إلى اللعبة، كانت البيوت في هيكل اللعبة المرسوم على الأرض بالطبشور متراصة امامي. كان علي ان اقفز عن بيتين. كانت إحدى الصديقات من الطيبة بحيث سمحت لي أن أقف على بيتها. لكني فضلت التحدي.
    قفزت.. وحين قررت الهبوط من تحليقي.. مادت الأرض بي وقد ترطبت ببضع قطرات من المطر الخفيف.
    اوقفت انسيابي على الأرض بركز كوعي.
    وطق..
    اختل شيء ما.
    اكتشفت ان مد يدي دون حراك ودون أن يلمسها بشر يجمل الحياة.
    انتظرت وصول خليل في الإدارة وترتيبه امور المدرسة قبل ان ننطلق بعد الثامنة إلى مستشفى ملحس مشيا على الأقدام.
    في حصة الدين وضعت يدي الملفوفة بالجبس امامي على الدرج.
    تعجب أستاذ جلاد-رحمه الله- وقال: هل هذا؟ -وأشار إلى الجبس- نهاية كل ذاك الضحك في مكتب الإدارة؟!
    --
    أستغرب هذا المخ البشري..
    أحيانا أبحث عن الذكريات ولا اجدها.. أنسى أين خزنتها،
    واحيانا انسى أسلوب البحث..
    أحيانا تقف أكثر من معلومة أمامي عليّ ان أختار أيها أتحدث عنه أولا لأن الثانية ستتبخر ما ان انطق الحرف الأول من الفكرة الأولى.
    احيانا تقف المعلومة في الفم ولا تتترجم ذبذبات قولية على اللسان.
    أحياناااااااااااا
    وأحيانا ينطلق لساني بغباءات متسلسلة، أظنها غباءات خَلقيّة.. كانت مذ كنتُ.
    --
    مثلا.. أنا اعرف من زماااااااااااااان ان هانية ومجد بنات عم، وأظن أن لباص المدرسة فضلا في هذه الثقافة. خرج مني تعليق بااااارد
    كان يمكن أن يكون أكثر حرارة لولا انه انتهى بنقطة آخر السطر.
    تقول عيناها: لا أذكر بانك كنت "طفسة" هكذا!!
    يمتد صمتي وانا ابحث في تلافيف مخي عمّا يبرر ما كان مني.
    يكسر الصمت صوتي وقد وجدت الإجابة.
    اقول: بتعرفي؟ ربما لأنك ما كنت في شعبة ب
    --
    ناديت جمانة بشوتي لتجلس قربي. قلت لها: دخلت الصيدلية حيث كنت اعمل. سلمت عليّ بشوق. قالت لي: هل تذكرينني؟
    أنا جمانة.. كنت معك في المدرسة.
    قالت جمانة وهي تضحك: صحيح.. انا زرتك في الصيدلية.
    أكملت حديثي: نظرت إليها وقلت لها بتعجب: جمانة؟؟‍!!!!! كم تغيّرت!‍‍!!!
    فقالت لي: أنا جمانة خوري، كنت زميلتك في الابتدائي.
    آآآآآآآآآآه.. الان فهمت كيف تغيّررررررررررررتِ كثيرا!
    --
    جاءت قربي تلك المتحجبة التي ابتسمت لها عن بعد. قالت: هل تذكرينني كنت معكم في الصف.
    تاملتها. قلت: عرفتك الآن
    ثم أضفت محاولة ان أضفي شيئا من المرح على جهل تقمصني: ربما لم تكوني متحجبة؟
    أجابت بنبرة عادية على تعليق عادي: لا
    ظننت ان تعليقي مضحك شيئا ما فقد كنا في cms
    --
    حين خرجنا بصعوبة لأن العجلات الصغيرة تعلق بحافة الباب،
    قلت لدينا: عادة ايمن يقلب الكرسي لنخرج بالعجل الكبير اولا
    معلومة حلوة ومفيدة بس متاخرة!

    عن 18-8-2014


    لا يوجد منتدى نثريات في موقعنا الجميل هذا، وانا احب أن أنثر ما يدور معي عن جنبٍ وطرف
    فأرجو أن تجدوا فيه بعض الحلاوة التي تشفع لي

    شكرا لجمال أرواحكم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952
    تحية لك أستاذتي حنين

    عندما ترتقي النفس يرتقي نتاجها .

    هنا قصتان تشيان برقي تعبيرك عن تجربتك الإنسانية.

    أسأله تعالى أن يزيدك إيمانا وعزيمة وأن أراك يوما تصعدين ذلك الدرج قفزا.

    أدعو المشاركين الكرام إلى تشعير القصة الأولى بالتسلسل يعني اقتضاف فقرة موالية لما تم تشعيره.

    ولا بأس من تكرار التشعير لذات الفقرة، مع ملاحظة وحدة الوزن والقافية لتكون المحصلة قصيدة مهداة إليك من أهل الرقمي ،

    1- الفقرة :

    كنت اتوق للقاء الصديقات
    كنت متحمسة كثيرا للقاء الصديقات. طلبت من مِيرَة الشال المكتوب عليه:
    غزة، نصرك عيدنا.
    قلت : سألبسه لكرسيي المتحرك.
    لبت لي طلبي. أحضرت الشال.. ونسيتُ ونسيتْ ان الكرسي بقي عندهم في السيارة.


    التشعير :


    إلى لقاء صديقاتي تعمّدني ....شوق عظيمٌ وبعض الحال أقعدني

    فلتعطني الشال إني سوف أُلْبِسُه ..... كرسيَّ نقليَ والنسيان أربكني

    نسيته، لست أنسى غزة أبداً .... فخري بشالٍ على كتْفي يوشّحني


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    المشاركات
    892
    جميل ما نثرته ، جميلة الروح أستاذة حنين !

    هل هي ذات نهاية مفتوحة ؟ أم أن الأحداث لم تنته بعد وأنك تعديننا بالمزيد ..
    لقد استمتعت حقاً . ونَفَسك في النثر من اللطافة بمكان .
    وهذا العبء الكامن في خلفية شخصية البطلة حنين يهيمن على أجواء النص فيطبعه بطابع فلسفي ساخر صابر عميق .
    سأنتظر الآتي من إبداعك دائما
    وتقبلي كل تقدير ي وتحيتي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413
    أستاذي خشان،
    العنوان كديدنه معي في الموقع يقلب إلى لغة خنفشارية، فألوذ إليك على عجل لتسعف كلماتي.
    كلماتي ما هي إلا قصاصة نثرية ارتقت معك فصارت قصة
    ثرية.. ثرية.. ثرية.. بحضورك ورضاك


    عزيزتي ثناء
    سعيدة أنا كثيرا لأن حرفي قد أعجبك، فشهادة أستاذتي ثناء ليست كأي شهادة!
    وبالنسبة لسؤال: هل النهاية مفتوحة؟
    هي مفتوحة على كل جديد في حياتي، ومتواصلة ما اتصلت الانفاس ولبتها الأصابع.

    شكرا لجمال روحيكما

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413
    وضع حسن الكرسي في سيارة دينا، وانطلقنا.
    وقفت أمام المطعم، وساعدنا أحد العاملين فيه بإنزال الكرسي، وساعدنا اثنان لتخطي عوائق المدخل: هيلا هوب، وقفزنا عن درجتين.

    كرسيّ سعدي أتى والحبَّ في عجلٍ—وحطّ معْنا، فسارت سيرة الشجنِ
    وهيلا هوبٍّ قفزنا فوق معضلةٍ—مِن درْجتين وكان الله مَن يُعِنِ
    وجمعهم-إخوة كُرّام-سَخّرهم—كي أرتقي بهمُ صعبًا بلا مِنَنِ

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952
    في الداخل استقبلنا نادل، سألته دينا عن جمع بنات، قال: مدرسة cms ؟ إنهن فوق.
    سألته عن المصعد، أجاب بأنه لا يوجد.
    رفعت رأسي. نظرت إلى هيكل الدرج الممتد صعودا في السحاب.


    و جاءنا نادل في البهو مبتسمٌ ...سالت في لهَفٍ كم مرّ من زمنِ؟
    فقال قبل قليل جئن ، قلت له .... خذني إلى مصعدٍ أشكو من الوهنِ
    فقال ليس لدينا مصعد فهفت .... عيني إلى الدرج المفضي إلى القنن

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413
    تخيلت من يصعده، يصعد برشاقة وخفة، لا تكاد قدمه تلامس الدرجة، حتى يقفز في الهواء لتلامس أختها الدرجة التالية. يصعد ويصعد ويصعد وهو يحمل الشعلة.. ليعلن بذلك بدء الألعاب الأولمبية.


    ورحت أرسم من يعلوه في رَشَقٍ... مشطٌ يلامس يتبع مشطه بدني
    في لحظة أشعلت خطواتنا حُلُمًا... كأنها دوسة الأقدام لم تكنِ

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حنين حمودة مشاهدة المشاركة
    تخيلت من يصعده، يصعد برشاقة وخفة، لا تكاد قدمه تلامس الدرجة، حتى يقفز في الهواء لتلامس أختها الدرجة التالية. يصعد ويصعد ويصعد وهو يحمل الشعلة.. ليعلن بذلك بدء الألعاب الأولمبية.


    ورحت أرسم من يعلوه في رَشَقٍ... مشطٌ يلامس يتبع مشطه بدني
    في لحظة أشعلت خطواتنا حُلُمًا... كأنها دوسة الأقدام لم تكنِ
    رجاء بيان وزن ما لون بالأحمر لمعرفة الفرق بين ( يتبع ) و ( يتلو )

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413
    أستاذي خشان
    واضح أنني سكّنت (يتبع) دون مبرر
    عفوا
    سأعيد الصياغة

    خطوٌ يلاحق خطوًا في حذا رَشِقٍ... والقلب يخفق مع هزاته البدنِ
    في لحظة أشعلت خطواته حُلُمًا... كأنها دوسة الأقدام لم تكنِ

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413
    نكست عيني في الأرض وفكرت: هل ساخرب على دينا اليوم حين تضطر الى اعادتي الى البيت.. فقد تعبت حتى من مجرد النظر اليه!
    تم النادل كلامه: لا يوجد مصعد للزبائن، لكن يمكننا استخدام مصعد المطبخ.
    امتدت ابتسامة في صدري ودينا تدفع كرسيي كافلام الكرتون، وانا اتقافز عليه في عد لبلاط المطبخ الصغير المتراص

    نكّست عيني عن الأدراج في وجلٍ.. وقد تعبت وكان الجهد من عِيَني
    وقلت: ما ليَ هذا اليوم أُخْرِبه؟.. طوفان وجدٍ طغى، حارت به سفني
    وفجأةً قمتُ من همٍّ يؤرقني.. وجاءني فرجٌ من نادلٍ فطنِ
    لا مصعدٌ للزبون-الحق- سيدتي.. لكنّ بغيتنا في المطبخ العطنِ

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413
    أكملتها شعرا عندما لم اجد من يود مشاركتنا النظم
    :
    إلى لقاء صديقاتي تعمّدني ....شوق عظيمٌ وبعض الحال أقعدني
    فلتعطني الشال* إني سوف أُلْبِسُه ..... كرسيَّ نقليَ والنسيان أربكني
    نسيته، لست أنسى غزة أبداً .... فخري بشالٍ على كتْفي يوشّحني
    --
    كرسيّ سعدي أتى والحبَّ في عجلٍ—وحطّ معْنا، فسارت سيرة الشجنِ
    وهيلا هوبٍّ قفزنا فوق معضلةٍ—مِن درْجتين وكان الله مَن يُعِنِ
    وجمعهم-إخوة كُرّام-سَخّرهم—كي أرتقي بهمُ صعبًا بلا مِنَنِ
    و جاءنا نادل في البهو مبتسمٌ ...سألتُ في لَهَفٍ: كم مرّ من زمنِ؟
    فقال قبل قليل جئن ، قلت له .... خذني إلى مصعدٍ أشكو من الوهن
    فقال:ليس لدينا مصعد فهفت .... عيني إلى الدرج المفضي إلى القنن
    ورحت أرسم من يعلوه في رَشَقٍ... (مشطٌ يلامس يتلو في الحذا بدني)
    في لحظة أشعلت خطواتنا حُلُمًا... كأنها دوسة الأقدام لم تكنِ
    (هذا هوالحلم)
    نكّست عيني عن الأدراج في وجلٍ.. وقد تعبت وكان الجهد من عِيَني
    وقلت: ما ليَ هذا اليوم أُخْرِبه؟.. طوفان وجدٍ طغى، حارت به سفني
    وفجأةً قمتُ من همٍّ يؤرقني.. وجاءني فرجٌ من نادلٍ فطنِ
    لا مصعدٌ للزبون-الحق- سيدتي.. لكنّ بغيتنا في المطبخ العطنِ
    امتدت البسمة الغراء في خفرٍ.. ومثل فلمٍ بكرتونٍ غدا زمني
    عدُّ البلاط بلعبٍ كلّما عبرت.. عجْلاته مقعدي قفزًا على غضن

    ونادلٍ أممٍ للباب ينطرنا.. ويطرق الباب يتلو طرقه اذني
    : هيا انْزِلوا المصعد الميمون في عجلٍ .. ثم استدار لناحي كي يحدثني
    :إن لم يكن مصعدٌ في الناح يسعفنا.. فلا تخافي، وذي الأكتاف من لَدِنِ
    حيّته عيناي في رمشٍ وغادرنا.. ودينتي تدفع الكرسيَّ في حننِ
    تمتمت تبركةً والله يحرسه.. حتى تراءت عصافيرا على فنن
    :حبيبتي، ويضم الشوق أضلعنا.. فهاج نفسي، وكمّ الشوق زلزلني
    زلازلٌ هزّتِ اجتاحت بهمتها.. نشر السحاب.. ضبابٌ لفَّ ضمّدني
    نفسي ألملمها، أشتاتها ضُممًا.. فتثبت الرؤية، الأعياد تُسكِنني!
    ونستعيد لحيظاتٍ غدت صورًا.. وكل ماض غدا قطفًا من الحسن
    زهرٌ تناثر والضحكات تُلعِبنا.. وفي تذكّر ما قد كان مفتتني
    قالوا: ابتسامٌ، فهذا وقت لقطتنا.. هذي السعادة نحميها من العطنِ
    تمرين وجهٍ وأعصابٍ به تعبٌ.. وأستغيث: سريعًا، قيل: لم يئنِ
    كذا مررت بتمرينٍ به تعبٌ.. ما تشربينَ؟ وفي نفسي جواب غني
    كوبٌ ثقيل فما أسطيع احمله.. وإن يكن طافحًا فاضت به جفني
    "وقهوة مزّة راوقها زجل".. شايٌ وحرٌّ وهذا غير مؤتمنِ
    ما أستطيع عرفت اليوم أعشقه.. شفطٌ بحبٍّ لليموناضة سنني

    وشفط كمٍّ كشفت الآن علته.. فالغص يتبعه والشرق يهلكني
    وجدت حلا لطيفًا في تجرعه .. شربته الكاس، هذي شيمة البَطِنِ
    شفط بطيء بسيلاتٍ من القبلِ الـ.. حلّ اللطيف ودعواتٍ من اليُمُن

    ما زار بردٌ ولا امسى به جسدي.. وقد غدا البرد كابوسًا بلا وسن
    سقوط ثلج بآبٍ كان محتملا.. وقد تجهّزت، هذا خاطر الرعن
    ودّعت صحبتنا في موكبٍ بهجٍ.. حين انتهيت وكان الجمْعُ ينظرني
    إن كان لا عملةً يعطَوه مكرمة.. فكم وددت بأن الحلوَ يصحبني
    فذا انتصارٌ بأيدينا نداعبه.. بغزّة العز والأعياد في وطني
    وزعتها من عطايا محسنٍ ملكٍ ..فالعيش دَينٌ وذا الديان من يدنِ
    رجعت بيتيَ والأفراح في شفتي.. بطعم نعناعةٍ في المشرب اللَّمِنِ
    --
    * شال مكتوب عليه: غزة نصرك عيدنا
    * الجمع: النوادل
    * دينتي: صديقتي دينا

    1-2-3-8-9 للأستاذ خشان
    مع شكري الجزيل له

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Feb 2012
    المشاركات
    970

    Icon100

    رائعة يا حنين وفقك الله ، رغم أني أمل من متابعة النصوص الطويلة وأختصر على بعض أفكارها لكني وجدت عناصر التشويق في نثرك وشدتني لمتابعة القصة إلى الأخير

    بوركت ،أيتها البارعةنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    سبحانك اللهم وبحمدك ،أشهد أن لا إله إلا أنت،أستغفرك
    وأتوب إليك





    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413
    بارك الله بك يا سليلة الخير
    ربما كان في قراءتك لهذا النص الطويل ما يعلمك الصبر ، فالصبر بالتصبّر
    لكنك حسب خبرتي لا تملين من النص الشعري الطويل
    فليتك شاركت به.. أو علقت عليه

    شكرا لجمال روحك

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952
    أستاذتي حنين
    الرفع أفضل لمتابعة الردود
    سلمت يداك.

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2012
    المشاركات
    1,413
    فتحت ورقتي الثرية فأحببت أن أرفعها.

  16. #16
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,952
    قرأت وأحسست بجمال روحك
    حنين.png
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط