النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: رسالة أحمد شوقي إلى فاروق شوشة/شعر: فؤاد بركات

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2007
    المشاركات
    1,124

    Lightbulb رسالة أحمد شوقي إلى فاروق شوشة/شعر: فؤاد بركات

    رسالة أحمد شوقي إلى فاروق شوشة
    شعر: فؤاد بركات
    بعد أن حضرتُ أمسية في معرض الكتاب.. وسمعت الأستاذ فاروق شوشة بإلقائه البديع.. يرسل رسالة إلى أحمد شوقي.. يخبره فيها عن رفض شعراء الحداثة للأوزان والقوافي.. بسبب الرتابة القديمة.. ولأن الدنيا تتجدد وعندما عدت إلى بيتي.. كان بانتظاري شيطان شعر أمير الشعراء.. وقد أملى عليّ هذه القصيدة رداً على الأستاذ شوشة.. قال أمير الشعراء:


    فاروق يا راوي الأيام من شعري =خطابُك العذب أندى العشبَ في الصخر
    البعضُ حيٌ.. ولا حيٌ يراسله(1) =وأنت تكتب لي حتى إلى القبر
    أرسلتَ تخبرني عن خلقكم لغةً =للشعر مشبعةً بالفن والسحر
    نصالُها في عمود الشعر يغرسها =من حرّرَ الشعرَ من وزنٍ ومن بحر
    حتى القوافي رأوها حاجزاً سمجاً =يَحُدُّ من دفقة الإشعاع في الفكر
    فالشعرُ أيُّ كلام.. كلُّ خاطرةٍ =تموج في الرأس.. نُلقيها على الحبر
    وكلما ضاق مهمومٌ بزفرته =أو صاح من ضُره يا كاشفَ الضر
    أو مالَ نحو طبيب الجلد يخبره =عن حكّةٍ.. صار فيكم شاعرَ العصر
    لا تحسب الشعر يعلو النثر في شرف =قد شرَّفَ النثرَ آيُ الله في الذكر
    نَهجُ البلاغةِ.. قسٌّ.. في فصاحته =وأكثمٌ(2) غُررٌ.. تبقي على الدهر
    ما عَلّمَ اللهُ نَظْمَ الشعر مُرْسَلَهُ =لكنْ.. حديثُ رسولِ اللهِ.. كالدر
    الفكرُ ماسٌ.. ويغدو حين ننظمه =عِقْداً تُعلِّقهُ الحسناءُ في النحر
    مكثفٌ.. مثلما خبأتَ متئداً =حقلاً من الزهر في قارورة العطر
    وشاعرٌ كلُّ من تكويه فكرتُه =إنَّ البخور.. يبوحُ الطيبَ في الجمر
    مَنْ نحن.. لولا زهير قام ينصحنا =أو لم نذق حسرةَ الخنساء في صخر
    ولم ننل من أبي تمامِ نشوتنا =وما أفاق أبو نوّاسَ من سحر
    لا بحتريّ إلى الإيوان يُدخلنا =أو منبجيٌّ(3) يناجي الورقَ في الأسر
    نسمو مع المتنبي اعتلى قمماً =الغصنُ للطير.. والعلياءُ للصقر
    فاروقُ.. من للقوافي حين نهجرها=والشعر كالمهر.. إن قيدته يجري(4)
    ما جدد العطرَ كسرٌ في زجاجته =بل إن نلونَ ما نجنيه من زهر
    الشعرُ صنعةُ من عانى ليسعدَنا =وكابدَ الليلَ في جَهدٍ وفي صبر
    وقام في غده.. بالفنِّ يُمتعُنا =والنقشُ يُظهرُ كم عانيتَ في الحَفر
    قد حرروا الشعرَ من وزنٍ وقافيةٍ =ووصمةٌ أن يُسمّى الفنُّ بالحُر
    ما حرروا الطبَّ من تعقيم آلته =ولا المهندس مستغنٍ عن الجبر
    إن القيودَ مطايا مَنْ يُطوعُها =وتترك الهاويَ المسكينَ في خُسر
    ودون وزنٍ له.. يعلو.. وقافيةٍ =يظلُّ في النثر ما يدعونَ بالشعر
    إن الرتابة إيقاعٌ يرافقنا =ما دام يُسمع نبضُ القلب في الصدر
    والشعر كالرقص، والإيقاعُ يُسعفنا =في نقرة الحزن أو في دبكة(5) النصر
    فاسحبْ نصالكَ إنَّ الشعرَ ما رفعوا =عموده.. فوق أبراج من السحر
    حفيدُ شوقي.. فزدْ في زهر روضته =ومرتعُ الشعر مثلُ النيل في مصر


    القاهرة.. الخميس 2811999م


    (1) إشارة إلى الشاعر اللبناني جوزيف حرب.. وقصيدته (لماذا لم يراسلني أحد) التي قرأها في نفس الأمسية.
    (2) كتاب جمع خطب الإمام علي، قس بن ساعدة الايادي أسقف نجران، أكثم بن صيفي خطيب العرب.
    (3) أبو فراس الحمداني أمير منبج وشاعر الروميات.
    (4) يقول أبو تمام (الأفكار مثل مهر السباق.. كلما قيدته ازداد سرعة
    إذا ما قيدت رتكت وليست
    إذا ما أطلقت ذات انطلاق)
    رتكت: أسرعت


    التعديل الأخير تم بواسطة ((ريمة الخاني)) ; 08-17-2008 الساعة 12:59 PM

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    شكرا لك أستاذتي الكريمة

    لم أقرأ هذه القصيدة الجميلة إلا التو .

    و مــالَ نـحــو طـبـيـب الـجـلـد يـخـبـره......عن حكّـةٍ.. صـار فيكـم شاعـرَ العصـر

    ***
    مــا جــدد العـطـرَ كـسـرٌ فــي زجاجـتـه ...... بــل أن نـلـونَ مــا نجنـيـه مـــن زهـــر


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط