أستاذيَّ غالب الغول وخشان خشان

أساتذتي


الميزان الرباعي يعتمد كما قال أستاذي خشان على مقدار نصف نقرة بعد النقرة القوية (دم) لإكمال النقص في المازورة (المسافة بين 2 دم)
لكن أين يقع المقطع المنبور (دم)؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟


النبر الشعري يا أساتذتي يتغير في البيت الواحد حسب الإنشاد

للمنشد أن ينبر الكامل على أي مقطع طويل شاء، وأشهر موضعين هما (فا) و (لن ) من متفاعلن، في الميزان الرباعي

فقد يتغير النبر ولا يشترط أن يوضع على الوتد أو على غيره

النبر الشعري واللغوي يعتركان في البيت، والغلبة للنبر الشعري
قال أبو الطيب
وأنثني وبياض الصبح يغري بي

وقال العلماء إن القافية في ذلك البيت واقعة موقعا عظيما ،
لم ذلك؟

أرى أن ذلك لأنها كسرت قواعد النبر اللغوي الذي يقتضي النبر على المقطع الطويل (بي) بينما نبر المقطع الذي يسبقه ولم ينبر (بي)، فهي خلخلة لثوابت اللغة، تثير الذهن، كقول العوام في مصر على لسان محمد فوزي المطرب:
تملي ف قلبي يا حبيبي وانا عايش غريب عنك ،،،
تملي ولا انت داري (بي) وانا باشكي إليك منك



وإن هذا هو السر -في نظري- في عدم صلاحية الوافر لأن يأتي في نهاية أحد شطريه كلمة إملائية منفصلة بوزن سبب خفيف ، كقولنا:
حبيبي أنت في قلبي معي، كم
أبيت ُ على الجوى طول الليالي ،،،،

مثلا

لأن هذا فيه إساءة بالغة للنبر اللغوي والشعري معا، فالصدام بينهما هنا محطم لأحدهما



ومما يحكم النبر عندي شيئان مهمان وإن اختلف موضعه- كما أشرت- حسب رؤية المنشد



أولا: موضع المقطع زائد الطول في ضرب البيت

الضرب فاعلان في الرمل مثلا، يوجب النبر على المقطع الأخير منه، وبالتالي يستحب النبر على المواضع المناظرة في التفاعيل السابقة، وهي هنا محل الوتد

نقول:

فاعلاتن فاعلاتن فاعلان فننبر الأوتاد جميعا

وهذا هو السبب في وجود الضرب الغريب مسبغ الرمل فاعليان، فمن أوجده نبر الرمل المجزوء على ( تن ) من فاعلاتن في كل التفاعيل وفي موضع المقطع زائد الطول (يان) من الضرب

وهذا هو السبب أيضا في استهجان ذلك الضرب إذ ينبر الرمل بنبر غير شائع ، إذ نبر الرمل شائع إما على المقطع الطويل من الوتد فيحتمل الضرب فاعلان، وإما على المقطع الطويل سابق الوتد على حد قاعدة أستاذي غالب الغول ، فيوجــِد ضربا وهميا غيرَ خليلي ينتهي أيضا بمقطع زائد الطول هو فالْ

ولي في هذا مبحث أتمنى - لقصر قراءتي- أن يكون غير مسبوق، وهو عن النبر كعنصر خطير من عناصر الإيقاع في الأضرب المنتهية بمقاطع زائدة الطول في بحري المتحرك والخبب

وبحر المتحرك هو بحر الخبب الأول في شرح أستاذي وتاج رأسي غالب الغول وتفاعيله

فاعلُ فاعلُ فاعلُ فاعلْ (-5-- -5-- -5-- -5-5)

وضابط حفظه، إن سمحتم لي:
نادى بالمتحرك عادلْ

المبحث عن الضربين فالْ، فعلان ، وليكونا في بحر الخبب الثاني
(وهو ذاته الخبب المعتاد لدى الشعراء : ---5 ---5 ---5 ---5)

المبحث الآن:
لو أخذنا الضرب فال وقلنا:

فعلن فعلن فعلن فالْْ (فأجبت لحضنك ضميني، ليكون بعينيك الدارْ) لاستوجب ذلك النبر على المقطع زائد الطول من الضرب واستووووووووووووجب النبر على المقاطع المناظرة له في التفاعيل السابقة، أي في المقطع القصير الأول (الفاء المفتوحة)، جرب بنفسك وانبر فعلن فعلن فعلن فالْْ على المقطع الطويل من فعلن (لن) وأتحداك لو استطعت أن تكمل الشطر


وإن أخذنا الضرب فعلان (جلست والخوف بعينيها تتأمل فنجاني المقلوب) فالنبر واااااااااااااااااااااااجب على المقطع الأخير من كل التفاعيل ، جرب وانبر المقطع الأول من كل التفاعيل وأتحداك لو استطعت أن تكمل الشطر الثاني



كان الضابط أولا هو موضع المقطع زائد الطول في ضرب البيت

والضابط ثانيا هو : موضع الزحاف

وهو يستحب النبر على مواضع معينة
الرمل ينبر حسب ما يرى الإنشاد عند ثلاثة مواضع هي مواضع المقاطع الطويلة فيه (فا ، لا ، تن) وأضعفها وأندرها (تن)

لو أردت أن تأتي في الرمل بزحاف الخبن فإن نبر الرمل على المقطع الطويل قبل الوتد قد لا يناسب المنشد مما يضطره إلى رد الساكن المحذوف إنشادا، وبخاصة إن أنشد الرمل من ميزان 2 من أربعة أو ميزان 4 من 4 وليس من ميزان 7 من 8 ، وهذا الميزان هو أنسب الموازين لإنشاد الرمل وأظن أن عليه أنشدت فيروز: يا حبيبي كلما هب الهوا، وشدا البلبل نجوى حبه هزني الشوق وأضناني الهوى كفراش ليس يدري ما به

أما إن اخترت أن تكف فاعلاتن فإن نبر الرمل على المقطع تن لا يناسب هذا الإنشاد، جرب بنفسك في الرمل التام في شطر:
يا إلهي ، فاليهود قادمونا

النبر المناسب فيه هو على أي مقطع غير (تن) ، والنبر على (تن) يكاد يكون مستحيلا،






هذا ، وإن كان من زلل فمني ومن نفسي ومن الشيطان


شكرا لرحابة صدوركم



والسلام

عادل نمير