لأنني أكتب قصيدة النثر والشعر الموزون معاً ، أتحرّى الرؤية الموضوعية لِما أقرأ وحتى بغض النظر عن الوزن ولو بشكل مؤقت - لو سمحت-
قصيدة النثر النموذجية عادة تتمتّع بصور مركّبة شديدة التكثيف والإيحاء يحتاج الشعر العمودي لتفكيكها ليتمكن من رصدها في قصيدة . وهذا من أهم مبررات وجودها.
ماوجدت هنا. النص النثري لنسمِّه خاطرة أو ماشئت، وهناك مَن كان يدافع عنه في المنتدى، صحيح أنه رصد مشاعر ما ولكنها حسّية دونية غير مُحلِّقة و بعيدة جداً عن لغة الشعر والإيحاء. لغة مباشرة - أي كلام عادي جداً - تعبر عن تجربة ما ولكنها لاتعبر عن موهبة ما. ولكن أجمل مافيها أنها كانت سبباً لكتابة الأبيات الشعرية التي قرأناها هنا
نأتي الآن إلى الأبيات الشعرية : لم يخلُ أي بيت من صورة شعرية جميلة ولو أنها قريبة تُحاكي النص الأصلي بشفافية ولكن شتّان مابينهما !..
الأبيات الخمسة الأولى هي برأيي رفعت سلم النص النثري درجات من حيث الصور الشعرية و جمال التعابير بالاضافة إلى الوزن طبعاً حتى أننا نستطيع القول بأن الشاعر حوّل الكلمات النثرية العادية إلى شِعر حقيقي على المستوى الإبداعي اللغوي والعَروضي معاً
الأبيات الخمسة الثانية قالت ورصدت وعبّرت ماجاء في النص النثري بالكثير من الالتزام بالمعنى ولكنها حافظت على الاحترافية الشعرية من حيث الوزن ودقة التعابير. وفي كِلا الحالَين، تحَوّل النص شكلاً وضموناً إلى شِعر.
المفضلات