شعر بلا روح

أثناء تجولي في الشبكة أعثر على نصوص ذات شكل شعري مستوف للوزن والقافية وبعض ألفاظه رنان. ولكن لدى التدقيق فيها تجدها إلى النظم أقرب منها إلى الشعر. ومن أهم صفات مثل هذا ( الشعر ) وكلها مآخذ عليه :

1- عدم وجود صورة واضحة تنتظم السياق
2- اختفاء المشاعر
3- الألفاظ والصور المتكررة
4- التركيز على الناحية المظهرية
5- كثرة الحشو أي الكلام الذي يؤتى به لملء الفراغ فكأنه مجرد نقل الأرقام إلى كلام، وأكثر ما يكشف ذلك كلمة القافية
6- فكأنما الإنسان يركب عربة تجرها خيول اللفظ والوزن، ولا تشارك فيها خيول المضمون والإحساس والشاعرية
7- نظرا لأن كل بيت وحدة وزنية ولغوية واحدة مفيدة، يتهم بعضهم الشعر العربي بأنه غير مترابط. وهذا باطل فمن نظر إلى قصائد كبار الشعراء العرب يجد ترابطا في المعنى والتنقل من غرض لآخر في سياق متكامل يليق بمقام الفكر.

ولكن مثل هذا الشعر ( الفاقد للروح ) فاقد للترابط لا بين أبياته فحسب ولكت حتى بين أجزاء البيت الواحد.

لله وكتابه المثل الأعلى، قرأت كتابا لمحمد قطب عن شخصية السورة في القرآن الكريم.

والنص التالي نموذج لمثل هذا الشعر.

لك أن تسير كما تشاء بداري = وإلى اليمين تروح أو ليسارِ
فالروض تملؤه الورود وفي الضحى = شمس كما قمر مع الأسحار
وبه يكون الصبح فياض السنا = والطير تعزف نغمة المزمار
وإذا تغيب فإن قلبي واقف = كعقارب سُمّرن فوق جدارِ
فقل الذي تبغي فإذني لم تزل = تصغي إلى صوت الخرير الجاري
لا تخش شيئا لا تخف وانشر إذا = ما شئت من شيء على الأخبار
وإذا الخطوب دهت حبيبا بالأسى = يجتاز من يهوى على التيار
فالزم كما شئت الطريق أو انحرف = ستظل عندي من بني الأخيار
يا ناسيا عهدا مضى متلمسا = دربا وفي الظلمات كل مسار