اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أسماء المصري مشاهدة المشاركة
بسم الله الرحمن الرحيم ..
اخترت موضوعان ربما يكونان مرتبطان بعض الشيء ولكني سأجيب بهما عن أحدالانتقادات التي وجهت إلي من دراستي العروض الرقمي .لا التفعيلي ..

الموضوع الأول الذي سأتحدث عنه هو (الفرق بين العروض وعلم العروض )
وأقول أن العروض :هو العلم الذي يعرف به اتزان الشعر من انكساره ..
اهتدي إليه العرب قديماً بالفطرة بسبب الذائقة الشعرية الفطرية لهم والعربية الفصحى الذائعة بينهم ..

ولكن نحن الآن نجهل الكثير عن الفصحى ولا نتداولها بيننا كما فعلوا هم ..
إذاً فإن الفطرة لن تساعدنا كما ساعدتهم ..

فلذلك : علينا أن ندرس أشعارهم لنستنتج النهج الذي نهجوه فنسير عليه ..
من فعل ذلك ؟ الخليل بن أحمد الفراهيدي ..
وكيف جسده ؟ بالتفاعيل
أي أنَّ الخليل درس علم العروض ليتوصل إلى العروض
ولا يخفى عليكم أن العروض أيضاً تصف نهاية الصدر أيضاً ..

وهذا هو الفرق بين العروض وعلم العروض ...العروض علم اتزان الشعر وعلم العروض يدرس قدرة العروض على جعل الشعر موزوناً مستساغاً ..

ثانياً : جسد الخليل نظرياته بالتفاعيل ...واستطاع -سماعياً-أن يزن الشعر ..مما يدل على عقليته الفذة الرياضية ..
ولكن لقصورٍ فينا ..ولتسهيل فهم منهج الخليل ومواكبته ومتابعة البحث فيه لتوليد بحور جديدة لجأنا للرقمي
وهو لا يتنافى مع التفعيلي بل يوضحه والدليل على ذلك لو أخذنا التفعيلة :فاعلن ..من الطبيعي عند العرب التوقف عند السكون لأخذ النفس-وأظن أنها أخذت لفظة السكون من ذلك- فنتوقف عند فا ..علن .. بالرقمي 2 3 الذين هما أساس الرقمي (السبب والوتد) واشترك معه في ذلك التفعيلي ...أي أن الأرقام لا تتنافى مع التفعيلات ..

ثالثاً :من يقول أن إدخال بحور جديدة على بحور الخليل يسيء للشعر وللعروض فأرد بأن الخليل لم يفعل إلا كما فعل مندليف في الجدول الدوري .. رتب البحور((العناصر)) وتوقع وجود بحور جديدة ربما نُظم عليها أو لم ينظم ..وإن لم ينظم عليها حتى كان سيستطيع تذوقها واستساغتها لمعرفة مدى صلاحيتها ..والرقمي يحلل منهج الخليل ..فلربما تركت بعض المربعات في جدول الخليل شاغرةً مع توفع صفاتها التي يتوصل إليها بالدراسة لتكتشف ..


-الخليل ومندليف-
أستاذتي اقتطفت ومضات هادفة شكرًا لكنقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
..أصَّل الخليل علم العروض واخترع التفاعيل وسيلة لتقعيد هذا العلم ما أن خرجت عن الإطار الذي وضعت فيه واستخدمت لتأويل بحور أخرى فقدت قيمتها لأنها منافية لقواعد علم العروض ، كما علم النحو له قواعد لا يمكن الخروج عنها وإنما الآراء والتأويلات تكون في الفروع ويرجع الرأي الصائب في النهاية للجمهور من العلماء كذلك علم العروض محكوم بأوتاد ثابتة ومغلف بالدوائر العروضية التي تحفظ اتزانه وتصونه من التحريف.
علم العروض الرقمي دراسته أعمق وأشمل من دراسة التفاعيل لأنه ينقب في الجذور وينشيء حلقات تواصل مع علوم أخرى ليحقق رسالة الشمولية .
في دراسة الرقمي لا يهتم بمعرفة الوزن فحسب بل دراسة ارتباط البحور بالدوائر ثم ارتباط الدوائر ببعضها لتتحقق نظرية التكثيف .
بارك الله في جهدك المتألق.