السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

آلمني كثيرا وداع أستاذي الجليل العالم والعلامة ، والبحر الفهامة ، شيخ اللغويين ومنار الدارسين الأستاذ الدكتور عبد العزيز علام ؛ الذي قبست من ضوئه المنير شهابا ، ونهلت من علمه الثر زادا ،ولا زلت تلك التلميذة التي تطرق بابه كلما عنّ لها سؤال أقفِل دونه الجواب . فكانت هذه الأبيات ، التي ألقيت في الحفل الختامي للقسم


ما كان للدمع بالعينين إلمامُ = وقد مضت دون ما يؤْسيك أعوامُ
واليوم جفناكِ محمرٌ غشاؤهما = ودرء سيلهما – لا شكّ – أوهامُ
وللشفاه استدارات لأسفلها = عهدي بثغرك إذ ألقاك بسامُ
لا تنفِينّ اختلاجات موكدةً = فإن وجهك بالإحساس نمّامُ
قولي إذن ما الذي تشكين سيدتي = هل غادر الحيّ أخوالٌ وأعمامُ؟
أم الحبيب الذي أمّلت مقدمه = تأخرت بهِ عن لقياك أيامُ ؟
يا سائلي فوق ما تعنيه موجدتي = أما علمتَ بما ينويه علّامُ
ينوي ارتحالا له بالقلب زلزلةٌ = فهل عليّ لجهشي بالبُكا ذامُ
نهر العلوم الذي روّى منابتها = ما انفك يحمده وردٌ وأكمامُ
أتيتَ والبيد لا ماء ولا شجرٌ = وها هي اليومَ جناتٌ وآكامُ
والروح من دون علم محضُ قاحلةٍ = وفي علومكَ إحياءٌ وإلهامُ
يا باعث الفكر دم للفكر ترفده = فقد تجافى عن التفكير أقوامُ
أنصابهم عندهم مجدٌ به فخروا = ودرب نهجهم للعزّ أزلامُ
الله أكبر، بالتفكير مؤذنةً = نعم النداء به قد جاء إسلامُ
إن ترتحل فهي فينا غير راحلةٍ = غرستها ووعتها اليومَ أفهامُ
أنظر حواليكَ كم حوراء دامعةٍ = خوف الفراق وكم يبكيك صمصامُ
إن يبعد النأي للأستاذ صورته = للروح رغم تنائي الدار إلمامُ
ما بين جدّة والفسطاط متصلٌ = وليس يفصله حدٌّ وأوهامُ
دار العروبة والإسلام واحدةٌ = فما الحجازُ وما مصرٌ وما الشامُ
أستاذي البَرّ إقبل مع تحيتنا = إنّ الهدية أشعار وأقلام


الأخت د. نورا السناني
قمت بنقل هذه المشاركة القيمة لتكون بعنوان مستقل اخترته لها.
خشان