http://www.alriyadh.com/Contents/17-03-2004/Mainpage/Thkafa_10794.php


نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

ضمن نشاطه الثقافي لهذا الموسم أقام النادي الأدبي بالرياض مساء الاثنين الماضي محاضرة بعنوان (التحليل العروضي بالحاسب - رؤية جديدة) القاها الأستاذ عبدالرحمن بن منصور أباحسين وأدارها الدكتور محمد الربيع رئيس النادي وقد بدأ المحاضر حديثه بنبذة سريعة عن علم العروض، حيث نشأ عند الخليل بن أحمد الفراهيدي وعرّفه بأنه علم يُعرف به صحيح الشعر من سقيمه، وذكرالمراحل التي يمر بها علم العروض بدءاً بالكتابة العروضية التي تعتمد على كتابة ما ينطق فقط ثم تحدث عن ترميز الابيات وهي وضع علامة للحرف المتحرك وعلامة للحرف الساكن، وذكر المحاضرأن من علم العروض قضية الاوزان والتفاعيل فلكل بحر من البحور الستة عشر تفعيلة يوزن بها البيت والقصيدة.

وتحدث عن اقسام البيت (العجز والصدر) وما يصيبهما من زحافات وعلل، ثم انتقل المحاضر الى الحديث عن الدراسات السابقة التي عنيت بتسهيل العروض عن طريق الحاسب الآلي فذكر طريقة الدكتور أحمد مستجير وهي تحديد موقع الاسباب المميزة في الشطر وهو ما يسمى بالدليل الرقمي للبيت ثم حذف الارقام التي تزيد على (12) من الدليل الرقمي للبيت، ثم حذف الارقام التي تقل او تزيد عن آخر ارقام الدليل بأكثر من (2) ثم طرح من الارقام التي تزيد عن احد مضاعفات الرقم (4) بحيث تكون جميع الارقام دون (4) ثم البحث عن الدليل الرقمي للطابق في جدول الأدلة وبناءً عليه يحدد البحر.

ثم ذكر المحاضر بعض الامثلة لهذه الطريقة وشرحها على شاشة العرض، وقد ابدى المحاضر ملحوظاته على طريقة الدكتور احمد مستجير وهي: اولاً كثرة الحسابات والعمليات مما يصعب على المتعلم الفهم اكثر مما يسهل، ثانياً: تغييره لبعض التفعيلات في بعض البحور لتتماشى والقواعد التي وضعها كبحر البسيط عنده هو: مستفعلن فاعلاتن فاعلاتن.

ثالثاً: عدم انضباط قاعدته على جميع البحور بل يعتمد في بعض الاحيان على التجريب والتخمين والاحساس الشعري كذلك.

كما تحدث أباحسين كذلك عن طريقة الدكتور عمر مخلوف وعرض أمثلة عليها وانتقدها بقوله: ويلاحظ على طريقة الدكتور مخلوف وجود بعض الاستثناءات في القواعد ذكرها ومنها انه لا يستطيع تحديد تفعيله مفاعلن في الطويل هل هي اصلية ام تحول الى مستفعلن، كما لا تستقيم القواعد مع الحالات النادرة مثل تفعيلة (فعو) في ضرب المتقارب وهي من النوادر، ثم عرض المحاضر ايضاً طريقة الأستاذ خشان محمد خشان في هذه المجال وذكر انها مطابقة لطريقة الدكتور مخلوف الا انه حول الترميز الى رقمي.

واضاف الأستاذ أبا حسين بأن نقده لمن سبقوه هو من باب الفائدة وإلا فهم رواد في هذا المجال وهم من وضع لبنته الاولى.

ثم انتقل في حديثه الى الطريقة الجديدة التي انتهجها وهي: طريقة لحصر الاوزان وتمحيصها وسهولة التعديل فيها والاضافة اليها بصورة سريعة، كذلك لا تعتمد على كثرة التفريعات او كثرة الحسابات بل تعتمد على ما جاء في قواعد العروض فقط كما انها طريقة لجمع احتمالات الشعر كلها ووضعها للمتعلم في قالب سهل، وايضاً سهولة اضافة اي أوزان جديدة عليها او أوزان الشعر غير العربي، وعندما انتهى المحاضر من هذا البرنامج وضع بعض التوصيات وهي: الحاجة لحصر جميع التفاعيل وزحافاتها وعللها وادخالها للبرنامج، وعرض البرنامج على العروضيين لتقييمه وتمحيصه واستخراج جودة الابيات، كذلك الحاجة الى التفكير بربط البرنامج بموسوعات اللغة لتحديد الساكن والمتحرك وتسهيل ذلك على المستخدمين، واختتم الأستاذ أباحسين محاضرته بقوله بأننا سننجح في التقدم اذا استطعنا تطويع الحاسب لعلومنا وليس العكس.

وفي نهاية اللقاء كان الحضور على موعد مع المداخلات التي شارك فيها الدكتور ناصر الرشيد والدكتور احمد السالم وايضاً الدكتور عمر مخلوف، وأبدوا بعض ملحوظاتهم على البرنامج وإن لم يخفوا إعجابهم بهذه النقلة التقنية في هذا العلم.