( رياض الشعر)*

شعر \ جبر البعداني*




على أصْداءِ ترْتيل الْحروفِ لْسورةِ احْساسي
سجدْ لفْظي بمحْرابِ الْكلامِ وْ سبّحِ المعْنى

وصلّت كلّ أبْياتِ القريْض وْ خاب وسْواسي
وطافتْ حول كعبةْ شعْر عذْري رقّةِ المغْنى

وفزّ الهاجس المحْروسِ بسْم الله من راسي
يقظّف من بناتِ الفكْر ما تستاهل المجْنى

وفي أبْهى صور تعبير سقْت المركب الرّاسي
على شطّأن أسْماءِ البيان و ياتهِ الحُسْنى

محمّل من كنوز الشّعْرِ من مخْزون كرّاسي
فرائد من حُللْ أبْداع راقي مُحْكم المبْنى

لبيْرقْ سيّدِ الأبْداعِ سرْت وْ عزميَ الْقاسي
معي ما يوم فارقْني وعنّي قطّ ما استغنى

وجيت لْساحةِ الْإدهاش باذل لاهْلها كاسي
زُعاف الموتِ في اليسرى وشهْد الْحبّ في اليمنى

أقول لْباذل التّرحيب تسْلم سيّد النّاسِ
تفضّلْها بكأس الْودِّ عذْبه شُرْبها يهْنى

واقول لْباذلِ التّجريحِ في حقي -بمقياسي
يكون الرّدِّ عشْر اضْعافِ نرْفعْها إذا شئنا

واقول لْكلّ من ردّوا بصبْغه غدْرِجسّاسي
قسمْ باللهِ أخْطيتمْ وحقّ الرّدّ لكنّا....!!!

كبار وْ فوق ما دوّن يراعِ بْوجهِ قرطاسي
عظام وْ فوق ما مادح مدَحْ في حلّمنا واثْنى

لنصري دقّ طبْل الحرْبِ واقْرعْ صامت اجْراسي
بيوم اثْباتِ ما يقْبلْ عسى أو ليْت واتْمنّى

وهاك الْفاظيَ اسْألْها إذا مرّت بهوجاسي
بحنكه كيْف سرّحْها فراد وْ ردّها مثنى

وكيف اوحيت للتشْبيه ِ في مضمونهِ الماسي
يحمّل واضحَ التّصريح ضعْف غْموض ما كنّى

شُماغي من خيوطِ الْمجْدِ والْإصْرارِ والْباسِ
وثوبي قُدَّ من أرقى نسيْج اكْبارِ مسْتثنى

وذا ما يسأل التّأريخ من للمجدِ حُرّاسي
ومن ساس الفعالِ البيضِ ردّوا عزوتي حنّا

ولنّ الْلي يجيد الشّعْرِ فارسْ صعْب لمْراسي
يجدّ لْصيد شاردْها ويتْركْ سهْلها الأدْنى

ونا بالشّاردة باتيك ذا ما اشْتدت اقْواسي
وصوّب هاجسي واطْلقْ سهاماً قطّ ما تثنى

واصيح بْوجه من عابوا عليَّ الفقر وافلاسي بنبرة عزْم بعداني وعزّةْ نفْس ما تدنى

أحسّ انّي -برغم الفقر والإفلاسِ-باحساسي
أمير الأرضِ فارسها وشاعر أهلها الأغنى

وكلّ قوافل الإبْداعِ تمشي خلْفِ نبراسي
إذا ليل الغبا والجهْل في أوساطها جنّى

ونا زفرة عبير الحبِّ في وجدان حساسي
ونا أقْدمْ مدينة عشْقِ واوّل عاشقٍ مُضْنى

وأوّل من عزفْ لحْن الورودِ لْصبْحِ نسْناسي*
وغنّى فوقِ راحاتِ الكفوفِ لْنقشةِ الحنا

ولنّي صرت أسْطورةْ شموخِ بْحجْمِ عبّاسي
وكلّ النّاسِ تحْفظْ لي قصائد عشقِ تتغنّى

على آخرْ لفافة شعْرِ راقي بالفظ أنفاسي واغادر دنيتي راضي وفي بالغ سرور افْنى

واقول وْقبْل لا غادر وغيب وينكفي كاسي
(رياض الشعر) يا سحر الهدوء وْمتْعةِ السُّكْنى