حالى كحالك فى الهوى أشلاءُ
(تذرو حطامي في الدنى هوجاءُ
فغدوتُ في كفِّ الشقاءِ رهينةً)
السـُّهدُ زادى والجَوَى لى ماءُ
الصبرُخِلـِّي والدعاءُ لسانهُ
(صبحا وفي الأسحارِ ذاك سواءُ
والقلبُ في صدري إمامُ تهجدٍ)
يدعو وفيَّ تؤمِّــنُ الأعضاءُ
بالله رفقا – يا أنا – لا تدَّعـي
( حقا لقلبي ليس فيه مراءُ
بل لا تكابرْ بادعاءِ تظلُّمٍ)
أنْ فـُقتـَني شوقا فذاك هـُراءُ
أو أنَّ وجـْدَك ليس يسبقهُ الذى
(بين الضلوع بلهفِهِ بكَّاءُ
في كل ثانيةٍ أنينُ تشوقٍ)
بشغاف روحي الـ وجدهاعدَّاءُ
هـَوِّن علىَّ فلستُ إلا طفلة ً
(وورودُ عمري للحنانِ ظماءُ
خضراء قلبٍ في تقلُّبِ دهرِها)
قد ضلـَّها فى يـُتمها الإيواءُ
وبحضن كفيكَ الحنون رأيتــُها
(أنِسَتْ بدفءٍ سرُّهُ النعماءُ
حفَّتْ بموكبِها السعادةُ حيثما)
تلهو ويحسـدُ حظـَّها الآباءُ
حتى إذا ما أنهـِكتْ من لهـوها
(وتثاءبتْ بنعاسِها حواءُ
وبدا محيَّاها بدلٍّ مطبقا)
فى مَهد عينك تخفتُ الأضواءُ
لتنامَ تحرسها الجفونُ ولم تعدْ
(للصحو حيثُ بقلبِكَ الإرساءُ
وتغيب في حُلُمٍ بلا كيفٍ ولنْ)
تقوى على إيقاظهاالأنـواءُ
كى تستفيق على دلال حبيبها
(في فجرِ وقتٍ صبحُه البشراءُ
وتظلُّ تسمع همسَهُ في أذنِها)
بـ " حبيبتي يا روضة ٌغنـَّاءُ"
حالى كحالك يا عصيَّ الهجر إذ
(بهواك قد كثرتْ بيَ الأسماءُ
وتعددت مدني وأنت نزيلُها)
من فرط عشقي تنزف الأحشاءُ
ما عاد يكـتبني القريض وإنما
(كتبَ القريضَ بلوعتي الإيحاءُ
فإذا قرأتُ الشعرَ أو غنَّيتُهُ
صارت تردد لهفـتي الأرجاءُ
فقد اختصرتُ الأبجدية كلها
(وتغيرت من أجلك الأشياءُ
فتصيرُ من بعد اختزالِ حروفِها)
حرفين كانا الحاءُ ثم البــاءُ
لأتوه بينهما وأفقد وجهتي
(إن يأتِ صبحٌ أو يحلّ مساءُ
وأنا أكابدُ في المسيرِ تحرقا)
إلا إليك يقودني الإعياءُ
لوأنَّ عمرا قد يفرِّق بيننا
(مهما يكن بكتابه الإمضاءُ
سيظل يجمع بين قلبينا الهوى)
فالحبُّ من ظلم السنين بـَراءُ
مادون القوس لــ :د. هناء المشرقي
ماضمن القوس لــ: زاهية بنت البحر
المفضلات