هذه رسالة موجهة لأخي وأستاذي الكريم وجدان العلي أرجو من أحد أو إحدى المشاركين في منتدانا هذا ومنتدانا في رواء نسخها بتنسيقها ونقلها حرفيا إلى رقمي رواء ونشرها في موضوع مستقل بهذا العنوان (رسالة إلى أخي وجدان العلي ).

ولمن لم يتابع الموضوع فأصله ما سبق نشره في منتدى رقمي رواء وتم حذفه أي نقله ( للقسم ) الإداري وتجدونه هنا :

http://www.arood.com/vb/showthread.p...2376#post12376

أخي وأستاذي الكريم وجدان العلي

رواء أنجح منتدى قدمت فيه الرقمي، ومنتسبوه وإدارته من أفاضل الناس وأتمنى أن يكمل الرقمي فيه دوره على يدي مشاركيه الذين أعتز بهم ، واختلاف الرأي لا يفسد للود قضية.

أما وأنك قلت رأيك في بعض ما كتبتُ في موقع مفتوح فإني أكبر هذه الحرية التي تتيحها لي لأحاورك كما ينبغي للحوارحول أمر علمي أن يكون على رؤوس الأشهاد ولن أتطرق إلا لجملة واحدة لعلاقتها بالقرآن الكريم وليس سواها وهي قولك في الرابط :

http://www.ruowaa.com/vb3/showthread.php?t=22577

"بل صارت الفاصلة قافية، وخضعت رءوس الآي للتقطيع!"

رؤوس الآيات هي رؤوس الآيات وهو تعبير خاص بالقرآن الكريم، والقافية خاصة بالشعر.

والقول بأن الفاصلة صارت قافية، يوحي بظلال معنى القول بأن القرآن صار شعرا، أستغفر الله العظيم

فهل قلت أنا ذلك ؟ أم ماذا ؟

أذكرك بالآية الكريمة التي ذكرتها في ردك :" ولا تقف ما ليس لك به علم إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولا".

هذا القول ليس لي بل هو بين الأستاذ بهاء الدين الزهوري والفراء المتوفى ( 144 هـ )
والذي نقلته في مقدمة موضوعي عن الرابط:

http://www.tafsir.net/vb/showthread.php?t=1493

ومهما يكن من شيء فالجديد في كتاب الفراء والجدير بالاهتمام، أنه لاحظ هذا النسق الصوتي، وحاول أن يتتبعه. ونراه في ملاحظاته التي أوردها مدركاً تماماً لوزن القرآن، ومدركاً الغاية التي عمد إليها في التزام وزن بعينه، وهو الترابط بين الكلمات وانسجام النغم، وتوافق الفواصل في آخر الآيات. وإذ تسترعي النباهة هذه الظاهرة، يحاول أن يضبطها بما عرف عند العرب من أوزان الشعر.‏

وهكذا وضع الفراء أمامنا قواعد عامة للتغيرات التي يمكن أن تطرأ على الكلمات، والتي قد يعمد إليها القرآن أحياناً للتوافق الموسيقي في نظمه(34).‏

وصلة تلك التغيرات بما يطرأ على القافية من الشعر لإقامة الوزن، ولا يفتأ الفراء يشير إلى أن القرآن في عدوله عن لفظ إلى آخر، أو تعديله للألفاظ، لا يخرج عن أساليب العرب، وفنون القول عندهم، وخاصة في الشعر وهو الكلام الموزون، الذي يشابه ما في نظمه من توافق وانسجام ما يراعيه أسلوب القرآن.‏

ووجود تناظر بين رؤوس الآيات والقافية أمر معروف لا ينكره أهل العلم بل هو أمر محسوس لا تخطئه الأذن :

البرهان في علوم القرآن - الزركشي
الكتاب : البرهان في علوم القرآن
المؤلف : محمد بن بهادر بن عبد الله الزركشي أبو عبد الله المتوفى سنة 794 هـ

http://islamport.com/d/1/qur/1/25/22...DE%C7%DD%ED%C9


وخصت فواصل الشعر باسم القوافى لأن الشاعر يقفوها أى يتبعها فى شعره لا يخرج عنها وهى فى الحقيقة فاصلة لأنها تفصل آخر الكلام فالقافية أخص فى الاصطلاح إذ كل قافية فاصلة ولا عكس يمتنع استعمال القافية فى كلام الله تعالى لأن الشرع لما سلب عنه اسم الشعر وجب
سلب القافية أيضا عنه لأنها منه وخاصة به فى الاصطلاح وكما يمتنع استعمال القافية فى القرآن لا تطلق الفاصلة فى الشعر لأنها صفة لكتاب الله فلا تتعداه


**

http://www.al-eman.com/Islamlib/view...BID=266&CID=33

علم معرفة فواصل الآي
الفاصلة كلمة آخر الآية كقافية الشعر، وقرينة السجع، وفرق بين الفواصل، ورؤوس الآي، بأن الفاصلة هي الكلام المنفصل عما بعده، والكلام المنفصل قد يكون رأس آية وغير رأس، وكذلك الفواصل تكون رؤوس آي وغيرها، وكل رأس آية فاصلة وليس كل فاصلة رأس آية‏

**

http://islamport.com/d/1/qur/1/41/40...DE%C7%DD%ED%C9

ويعرض" سيد قطب" لفيض من الكلمات التي يرسم جرسهاصورة تملأ الأذن وتفعم القلب ، بما تعجز جيوش من الكلم أن تقوم بما قام به جرسها.(1)
ويبين لنا « أن هناك نوعا من الموسيقى الداخلية يلحظ ، ولا يشرح ...وهو كامن في نسيج المفردة ، وتركيب الجملة ، وهو يدرك بحاسة خفية وهبة لدنية » (2)
***
وهو لايتوقف تدبره أثر الجرس والإيقاع قائمين في الكلمة بل يتجاوز ذلك إلى ما فوقه ، فيقرر حقيقة أدركها من ترتيله وتدبره القرآن الكريم قائلا :« حيثما تلا الإنسان القرآن أحس بذلك الإيقاع الداخلي في سياقه يبرز بروزا واضحا في السور القصار والفواصل السريعة، ومواضع التصوير والتشخيص بصفة عامة...» (3)
ينظر في بعض الصور الصوتية في بناء بعض السور القرآنية فيدرك ما في بناء آياتها على فواصل متحدة في حرف التقفية تماما مع تساوي كثير من الآيات فيها في الطول والقصر ، وتساوى الفواصل في الوزن والقافية ، وهذا ما أشار إلى تحققه جليا في سورة (النجم:1-22)

**
ولا مشكلة عند العرب في رصد الشبه بين الفاصلة القرآنية والقافية، وإليك:

الكتاب : المحرر الوجيز
المؤلف : أبو محمد عبدالحق بن غالب بن عبدالرحمن ابن تمام بن عطية المحاربي
مصدر الكتاب : موقع التفاسير

http://islamport.com/d/1/tfs/1/14/70...7%DD%ED%C9+%22

وقرأ أبو عمرو ونافع « كيدوني » بإثبات الياء في الوصل ، وقرأ ابن كثير وعاصم وابن عامر وحمزة والكسائي « كيدون » بحذف الياء في الوصل والوقف ، قال أبو علي : إذا أشبه الكلام المنفصل أو كان منفصلا أشبه القافية وهم يحذفون الياء في القافية كثيرا قد التزموا ذلك ، كما قال الأعشى : [ المتقارب ]

فهل يمنعني ارتيادي البلا ... د من حذر الموت أن يأتين

وقد حذفوا الياء التي هي لام الأمر كما قال الأعشى : [ الرمل ]

يلمس الأحلاس في منزله ... بيديه كاليهودي المصل

**

بل وأضيف، إن موافقة بعض أجزاء الآي الكريم لوزن بحر من بحور الشعر لا يجعل القرآن الكريم شعرا. ولا يقول هذا منصف كما لا يتهم منصف من وجد شيئا من ذلك وذكره بالقول بأن القرآن شعر. وهي تهمة لا يقول بها عاقل حتى كفار قريش عندما قالوها كان تهافتهم واضحا لذواتهم.

ليتك تتصفح كتاب ميزان الذهب في صناعة شعر العرب للسيد أحمد الهاشمي

واقرأ مما ورد فيه ( ص- 105) من نظم الشهاب على البحور كافة وتضمينها أجزاء من آي الذكر الحكيم :


على المديد :

يا مديد الهجر هل من كتابِ = فيه آيات الشفا للسقيم
فاعلاتن فاعلن فاعلاتن = (تلك آيات الكتاب الحكيم)

على البسيط:


إذا بسطت يدي أدعوا على فئة = لاموا عليك عسى تخلوا أماكنهم
مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن = ( فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم )

على الكامل:


كملت صفاتك يا رشا وأولو الهوى = قد بايعوك وحظهم بك قد نما
متَفاعلن متفاعلن متفاعلن = ( إن الذين يبايعونك إنما )

وعلى الخفيف:


خفّ حمل الهوى علينا ولكن = ثقّلته عواذلٌ تترنّمْ
فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن = ( ربّنا اصرف عنا عذاب جهنّم )

والكتاب شائع ولم يحرق ولم يحظر ولا قال أحد إن القرآن فيه صار شعرا أو قال كقولتك - سامحك الله - صارت الفاصلة قافية .

وأدعو لك أخي الكريم بكل خير والله يرعاك.