المشاركة الأصلية كتبت بواسطة (أ. لحسن عسيلة)
أستاذتي سحر أولا وقبل كل شيء ، أحييك على ما تبذلين من جهد ووقت وتركيز وأدعو الله أن يجزيك عنا خير الجزاء ،
هذا البيت :
منازلٌ لفرتنا قفارٌ ......كأنّما رسومها سطورُ
3 3 3 3 3 2 ..........3 3 3 3 3 2
لو صادفنا مثل هذا البيت فإنه يبدو محيرا للوهلة الأولى لكن الرقمي يقول :
إذا صادفت أكثر من وتدين اثنين فعليك أن تعتبر الوتد 3 الاول من جهة اليسار أصيلا ثم الذي يليه يمينا يكون غير أصيل ثم الذي يليه يكون أصيلا ثم الذي يليه غير أصيل وهكذا باعتماد مبدأ التناوب الذي تقوم عليه معظم بحور الشعر العربي ،
وعلى هذا الاساس فإن البيت سيكون بالتأصيل كما يلي :
3 4 3 4 3 2 ** 3 4 3 4 3 2
وبهذه الصورة التي حصلنا عليها نحكم على البيت أنه ينتسب إلى بحر الوافر المعصوب التفعيلة حيث تحول السبب الأول الثقبل
(2) إلى سبب خفيق
2 في إطار التكافؤ الخببي ، ولا علاقة لهذا البيت ببحر الرجز وذلك من خلال قواعد الرقمي الخاصة بحالات توالي الأوتاد ،
ويبقى احتمال أن ينتسب إلى البحرين معا الرجز والوافر واردا ، في حال واحدة ، لو كان هذا البيت يتيما ووحيدا ، أما إذا كان ضمن أبيات أخرى ، فإن باقي الابيات حتما ستبين حقيقة انتمائه ،
في الحقيق أجد هنا ثغرة ما ، حيث إن قاعدة التعامل مع وجود أكثر من ثلاثة أوتاد متوالية شذت هنا مع هذا المثال المذكور ، كما شذت في آخر بيت الطويل ،
الرقمي يقول من خلال قواعده أنه لا يمكن إلا أن ينتمي إلى الوافر ، والواقع يقول إنه ممكن أن يتنمي إليهما معا ، خاصة وأنه لي قصيدة على هذا البحر بحر الرجز الصافي ، واحتمال ورود هذه الصيغة فيه وارد جدا : 3 3 3 3 3 2 ** 3 3 3 3 3 2
وهذه هي القصيدة :
َقدْ سَقَط َ القِناعُ يا كَذُوبُ
وَ قدْ بَدَتْ آثارُهَا النّدُوبُ
قدْ حصْحصَ الحقّ و قدْ تَبَدّى
وذا مُحَيّاكَ به شُحُوبُ
تجْهلُ معْنى المجْدِ تَدَّعِيهِ
وَهْماً ، فدُونَهُ العُلا دُروبُ
الوَجْهُ مِنْكَ كانَ ذا بَهَاءٍ
وَوَجْهُكَ اليَوْمَ بهِ عُيوبُ
وجْهُكَ هذا خَلْفهُ وُجُوهٌ
وَ ذو الوُجُوهِ أمْرُهُ عَجيبُ
يامنْ بنَى بالوَهْمِ كلّ مجد ٍ
إنَّ شُموسَ المَجْدِ لا تغِيبُ
ضوْءُ النّجومِ دائِمٌ ، وَهَذا
نَجْمُ مَعَاليكَ لهُ غُروبُ
فلَسْتَ ذا مَجْدٍ وَلسْتَ منْهُ
يَا واهِماً! وَالمَاءُ لا يَرُوبُ
عِشْتَ بِلا كَرَامَةٍ ذليلاً
وَ حَسْبُهُ الكَرَامَة ُاللّبيبُ
وكُلّ ما ادّعَيْتَهُ تَلاشَى
وكُلّ صَرْحٍ شِدْتَهُ مَعِيبُ
بِلاَ هَويَّةٍ تَهيم أعْمَى
لَأ نْتَ خَطْبٌ دُونَهُ الْخُطُوبُ
للشّامِ مَجْدٌ وَعُلاً عريق ٌ
وَأنْتَ عَابِثٌ بهِ لَعُُوبُ
الشّام ُ ذي مَهْدُودَة ٌ وهذا
نَزْفُ الغَيارى غَيْمَة ٌ صَبِيبُ
فيها الشهيدُ باسمٌ وفيها
شَهيدَة ٌ بَنانُها خَضيبُ
فيها الدِما مُهْراقة ٌ وفيها
قَلْبُ الفَجيع ِ هَدَّهُ النّحيبُ
فيها صُرَاخُ صِبْيَةٍ وفيها
دَمْعُ الثكالَى سَحْسَحٌ سَكوبُ
كُلُّ الجِرَاحاتِ لها الْتِئامٌ
والشّامُ ما لجرحها طبيب ؟
لاَحَتْ بَشَائِرُ الفلاح ِتَنْعَى
عَهْداً وَ حَبَّذا لهُ الْمَغِيبُ
تحياتي كما يليق
المفضلات