النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: السريالية بين عقلانية الجنون وجنون العقلانية

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2014
    المشاركات
    842

    السريالية بين عقلانية الجنون وجنون العقلانية

    السريالية بين عقلانية الجنون وجنون العقلانية #ما_هو_الشعر / مقال للشاعر أحمد أيوب

    الجزء الأول

    ظهرت السريالية في بدايات العقد الثاني من القرن العشرين كامتداد طبيعي للحركة الدادائية التي لم تدم طويلاً في ظلِّ العدمية الهدم اللا واعي .فقد كانتْ مجحفةً إيما إجحاف بحق الفنون والأدب ولكنها لم تنتهِ بشكل جذري تاركةً أثرها الجلي على مذهب جديد كان له الأثر الكبير في الحياة الإجتماعية الأوروبيه الأ وهو المذهب السريالي

    حيث يقوم مبدأ السريالية على التمرد والثورة والصخب اللاذع دون أن ينطوي تحت راية سياسية او دينية او طائفية منتصرة للحس الإنساني وقائمة على أنقاض الحروب العالمية التي خلفت الوعي الراسخ بوجوب التغير

    فما هي السريالية Le Surrealisme ؟

    تعني كلمة السريالية في اللغة الفرنسية مذهب ما وراء الواقع ، والواقع ما هو موجود ،سواء في عالم المادة أم الحس أو الوعي، او مايدركه الإنسان مباشرة في العالم الخارجي او مايشعر به ويعيه في عالمه النفسي . ولا تنكر العالم الواقعي ولا تهمله ولكنها لا تؤمن به ولا تعول عليه حيث يرى بروتون زعيم السريالية أن العالم الواقعي معادٍ لكل ارتقاء فكري وخلقي فالسريالية هي الأداة الوحيدة التي تؤمن ببساطة الحلم المطلقة ، واللعب المجرد للأفكار، وتسعى لهدم الآليات النفسية الرتيبة كما يقول أحد أعلام السرياليه وهو الفنان الأسباني سلفادور دالي : الفرق بيني وبين المجنون هو أنني لستُ مجنوناً

    حيث اعتمد سلفادور على العناد والقسوة والخيال الجامح وكان لكتاب تفسير الأحلام للعالم النفسي سيجموند فرويد الأثر الكبير في حياة الكثير من رموز المذهب السريالي



    عالم ما وراء الواقع

    إن نشأة المذهب السريالي لا تكاد تختلف عن نشأة المذاهب التي تولد على انقاض النهايات متحصنةً بالوعي الكامل ضد السلبيات التي أدت لنهايات المذاهب السابقة حيث اعتمدت السريالية على الرفض لكل أشكال الطبيقة والرتابة والقوانين التي لم تكن إلا محضَ زيف قاتل وضعه اصحاب السلطة وقد وجد المذهب السريالي طريقته في نفي الواقع باللا واقع والمحسوس باللا محسوس وكانت الذات الإنسانية محط اهتمامه مدللاً على ارائهِ بما تتركه النفس من اثار على الانسان في احلامه النومية واحلام اليقظة والهلوسة والهذي وماينطقُ به السكارى والنزوعات ورد الفعل القهري والجرائم البشعة ،حيث أن السريالية تعي دائما أن العقل الباطن كامنٌ مادامت الشعورية سيدةً للحالة ومن هنا كان لا بد من إطلاق العنان للاشعور ليكتشف الإنسانُ نفسه عبر كلماتِ غيره ، عبر ريشةٍ تصقلُ خوفه الشديد من مواجهةِ المجهول. إن العالم اللا واقعي جزءٌ رديف بكل شي للواقعي الملموس في حياتنا، وهو من مكونات الذات الإنسانية التي لابد وأن تظهر ليكتمل نسق الوجود .وربما كان لفرويد الإشارة الكبرى في كتابهِ تفسير الأحلام ،فما الاحلام الا لسان الذات اللاشعورية والواقع اللا مرئي والذي يخشاه الكثير من البشر بالحذر اللا منطقي . ويعشقه الفنان وقد نصل بالقول أن الجنون ما هو الا انتصارُ اللاشعور على الشعور، واللاواقع على الواقع في حالةِ تمردٍ نادرة لكنها موجودة بكل تأكيد .وكما يرى العالم السويسري تيودور فلورندا ((أن الذات الواعية لا تؤلف الا جزءاً يسيراً من الكيان الفردي ،بل هي تغوص في لجج الذات اللاواعية التي تلوح في بعض الأحيان على شكل ومضات وتجليات روحية .



    الإنتـــاج الأدبي والعالم الباطني

    قُدِّرَ لي أن أكونَ شاعراً ومحباً للقراءة. القراءة التي تستنفرُ أعماقي، دونَ أن أدركَ في بداية الطريق انَّ هناكَ علاقة وطيدة بينَ اللاشعور والكوامن النفسية بالواقع فكانت الكتابة في أغلب أحيانها تخيُّليةً أو ربما عبثة كنتُ أدركُ تمام الإدراك أن للأدب الحق في خلق المعالم التي نخشى في كثير من الأحيان البوح بها ولو على سبيل التمني، أول ما خطر لي في ما كنتُ قرأتهُ ولم أزل أجلهُ الأساطير التي انقذت الحب والحرب وأحيت الموتى وخلدت الثائرين، فالأسطورة التي أوصلتني لربطٍ كبير بين أفاق الشعور واللا شعور كانت محركي الأقوى للبحث عن الذات وكنت على ثقةٍ تامة أن ما أقرأه لا يتجاوز كونه أسطورة، وأتلقاهُ على أنه حقيقة راضياً تمام الرضى عن مبدأ البحث الإنساني عن النواقص التي قد لا تكون معقولة، فكل معقول لايمكن ان يكون نقصاً في ذاتهِ بل في من تركهُ عاجزا متخاذلا ليصبحَ ناقصاً أريدُ أن اعيشَ كثيراً من التجارب الحيَّه في اللاشعور ، عالمي التأملي الذي بتُ أقدمه على كل ما هو واقعي وملموس ، لابد إذا أن ننتصر لدواخلنا

    ضمن ما قرأت من الكتب العلمية كتاب التحليل النفسي للعالم النمساوي سيجموند فرويد والذي انصب على تحليل الوقائع اللاإرادية واللاشعورية والأحلام وبرهن على تجاربه بالأساطير والأدب والعلاقة التي لابد ان تربط بين الأديب وذاته اللاواعية ومن هنا كانت السريالية النصير الأول لما برهنَ عليه سيجموند فرويد والتي كانت أبرز نظرياته أن العقد الجنسية المكبوته في اعماق اللاشعور هي المحرك الأساسي للتصرف البشري . ولا سيما مادعاه (عقدة أوديب ).

    فالمذهب السريالي هو التجسيد الفني والأدبي الوحيد .لمنهج فرويد في التحليل النفسي القائم على الباطن اللاشعوري وهو مايعتبره السرياليون العالم النفسي الحقيقي الذي يجب على البشر الانتصار له فالسريالية انتصار الحلم على الحقيقة والغوص في الذات الأنسانية وابراز الجانب الخفي للتخلص من العقد التي قد تدمر الواقع والعالم الشعوري .متجاهلة معطيات المنطق والعلم الموضوعي ،ورقابة الفكر غير مكترثة بالواقع الاجتماعي والطبقي وما يفرضه من قواعد لا تصب الا في مصلحة النفوذ السلطوي .

    واقعٌ مستحدث عبرَ سمِّ الخياط

    لما كانت السريالية حركة مناهضة نشأت في اعقاب الحرب العالمية وعاينت ما خلفته الحرب من ويلات ودمار كان لابد للإنتصار للذات على كل ما سبب هذا الدمار في القرن العشرين، فكانت اولى الخطوات نسف كل المبادئ، والقواعد العلمية والدينية ،والفلسفية والطبقية ،والسير باتجاه واحد فقط الا وهو ايقاظ اللا شعور والبوح بما لا ينطوي تحت رايةِ العقلانية التي كانت سبباً في قتل الملايين من البشر وتوحيد البشر تحت مظلةِ الإنسانية والإنسانية فقط .

    فما كانت السريالية الا حركة توعويه فنية لتغير الإنسان الذي فشل في انقاظ أحلامه وآماله، انها دعوة جادة للتغيير بالهدم والبناء فلابد قبل الهدم أن تعي ما ستبني أولاً

    لقد حمل مصطلح السريالية الكثير من اللغط لدى الأدباء الناشئين فأخذوا على عاتقهم تحرير الأعماق وهدم الواقع ولكن دون أن يصلوا الى نتيجةٍ حتمية وهي إذا أردت أن تكون سريالياً فما عليك الا التفكير بالبناء قبل الهدم وهذا الأمر الذي أغفلة الكثير لنصل لمحاكاةٍ عقيمة في كثير من الاعمال الادبية والفنية تشي بمقولةِ لا اكاد استثنيها من اي كتابة الا وهي ((بعدَ عناء فسَّر الماء بالماء)) لا يمكن أن يتمَ القبول إن لم يلامس العمل السريالي الذات الإنسانية وهذا مافشل فيه الكثير من ادعياء هذا المذهب .



    فما هي الأسس التي يجب على من اراد ان يكون سريالياً اتخاذها .؟

    لابد من العودة لعنوان الفقرة واقع مستحدث عبر سمِّ الخياط ، وهنا لابد للكاتب ان يكون حاذقاً في الدخول لعالم السريالية ،التي لا تتيح المجال لأي مدعٍ إلا اذا كانَ واعياً بالقدر الذي يجعلهُ يعبر لفضاء السريالية عبر سم الخياط، فلا معنى للنص العدمي الذي لا يسعى لتغير الواقع ، وما تغير الواقع بالأمر اليسير فلابد أولا: ان يكون الكاتب ملماً بملامحِ الثورة التي تعتريه لكي يستطيع النفاذ لإعماقة وتحرير الكبت فالقارئ يستطيع التمييز بين العدمي، والطامح المنقذ، فالعمل الفني سواء أكان فناً مسموعاً أومنظوراً أو مكتوباً لابد وأن يفجر في اعماق الطرف الآخر شيئاً ما من الرغبة محرراً اياه من عقدٍ لا يكاد يراها حتى هو نفسه،و ليتحقق ذلك لابد وأن تكون خالقاً فذاً للماوراء . مهيئاً القارئ لعالمٍ جديد بدلا من عالمهِ المتفسخ مرسخاً في أعماقهِ أولوية التغير والحرية والسعادة المفقودة في عالمهِ المادي .ويتمثل الخلق في نص نشرته السريالية بعنوان جثة .

    هزيمةُ الموت لمحةٌ خالدة ((جثة))

    في أحد منشورات الحركة السريالية بعنوان جثة إحتفلت الحركة بطريقتها الخاصة بوفاة “أناتول فرانس ” ومما جاء فيه: لقد زال اليوم جانب من الصَّغار الإنساني ،فليكن لنا هذا اليوم عيداً ندفن فيه الأحتيال والتقليد والمواطنة والانتهازية ونضوب الروح .



    ***
    المصادر :.
    1)المذاهب الأدبية لدى الغرب /عبد الرزاق الأصفر
    2)بيان السريالية /بورتون
    3)المدرسة السريالية بحث مجموعة مؤلفين

    __________________

    أحمد أيوب شاعر و عروضي من فلسطين
    #ما_هو_الشعر زاوية يطل علينا من خلالها الكاتب لندخل من خلالها عالم الشعر ..
    يمنع نسخ أو اقتباس هذه المادة بدون ذكر المصدر “مجلة أنهآر الأدبية ” و اسم الكاتب “أحمد أيوب ” .
    هذه المادة من حقوق مجلة أنهآر الأدبية في النشر و التوزيع .

    http://www.anhaar.com/ar/?p=4189

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Mar 2014
    المشاركات
    842
    فلسفة الواقع شيئ مفروض على خيالاتنا التي تصارع في أعماقنا فتنال اكبر قسط من الوقت وأقل قسط من اﻹفصاح ..

    لا تزال الاحلام والخيالات تتخفى في أعماقنا فكل أمل لم يجد في الواقع متسع تسع له اركان الأعماق
    وكل هزيمة مررنا بها تحولت في مخيلاتنا الى انتصار تكرر كثيرا بصور مختلفة ..
    إذا كانت السرياليه ستنتصر لكل الالام التي تهرب من الحقيقة الى حيث تلقى نصرا مؤزرا فإنها ستلقى مناصرين كثر يسرعون للإحتماء خلف أسوارها ..

    ولكن وجهة نظري
    انها مهما راجت واستقوى مذهبها فستظل كاﻷسطورة تزاحم السطور
    لكن الجميع ينظر اليها انها تاريخ غير مصدق وغير حقيقي ..
    ومع ذلك فلن تكف عن اخذ حيز تشغله في الأدب ..
    ويبقى التفلسف صرخة من لم ينجده الواقع فهناك يهذي بما يريد ..

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط