بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد :

فهذا نداء إلى الأستاذ خشان

بعد أن دخل المدعو سعداوي ربيع وألقى كلام أثار حفيظتي
فكرت بالأمر عميقا ونال مني فالحق يجب أن يتبع وإن كان
صادرا من شخص كذلك السعداوي الذي أساء الأدب معي
ومع الجميع
الكلام الذي قاله بشأن تقطيع القرآن العظيم عروضيا
نعم هذه الكلمات نالت مني فإن هذا الأمر لا يستهان به
أبدا إنه كلام رب العالمين وكفى

فقررت البحث والتحري عن هذا الموضوع جادا حتى لا أنحرف بسبب حبي للرقمي عن الجادة نعم نحن نحب الرقمي ولكن حبنا للقرآن أجل وأكبر بلا ريب
بدأت البحث والتقصي وسؤال أهل العلم والفضل فما وجدت أدنى خيط أتعلق به من أجل الرقمي بل كلها شواهد وأدلة تنهار أمامها هذه النظرية
وهذا كلام لا أقوله من فراغ بل بعد أن اجتهدت لكي أعرف الحق
فأليكم ما جمعت واحتريت والله سبحانه وبحمده هو الموفق وأحمده عز وجل لأنه فتح بصيرتي على هذا الأمر وسخر لي ذلك السعداوي لكي أكتشف هذه الثغرة

يقول الله تعالى: "وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُّبِينٌ".
وعلم العروض أنشأه الخليل بن أحمد -رحمه الله- لضبط أوزان الشعر العربي.
وفي تقطيع الآيات القرآنية عروضياً اعتراف ضمني بأن القرآن شعر (نعوذ بالله من ذلك).

وهذا دليل بين وواضح وضوح الشمس في رابعة النهار ولكن لنستمر بجمع الأدلة
نحن حينما نشرع بتقطيع الأبيات الشعرية نخرج بفائدة وهي معرفة بحور الشعر فما هي الفائدة المرجوة من تقطيعنا للذكر الحكيم الذي إنما أنزل لتلاوته وإقامة حدوده ومعجزة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فلماذا نتشبث بهذه الحجة وهناك الكثير الكثيير من الأمور المشروعة التي نستطيع بها خدمة كتاب الله عز وجل

وسألت نفسي سؤال لماذا لم يسبقنا أولي العلم وقد كان هناك علماء جمعوا جميع أصناف العلم ووعوها لماذا لم يفعلوا هذا الأمر أكنا نحن حريصون على الخير أكثر منهم !


عن أبي عبدالله النعمان بن بشير رضي الله عنهما قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الحلال بيّن والحرام بيّن ، وبينهما أمور مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس ، فمن اتقى الشبهات فقد استبرأ لدينه وعرضه ، ومن وقع في الشبهات فقد وقع في الحرام ، كالراعي يرعى حول الحمى يوشك أن يرتع فيه ، ألا وأن لكل ملك حمى ، ألا وإن حمى الله محارمه ، إلا وإن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله ، وإذا فسدت فسد الجسد كله ، ألا وهي القلب ) رواه البخاري و مسلم

فأقل ما يقال عن هذا الأمر أنه شبهة وهو ليس كذلك كما أسلفنا آنفا فإنما هو خطأ كبير فإذا كان شبهة فلنجتنبه حتى نستبرئ لديننا الحنيف


أستاذي
نحن في غنى عن كل هذا فلماذا نقحم أنفسنا في هذه الدوامة لماذا لا نلغي هذا القسم ونبرأ منه ونبقى على الشعر نردده ونقطعه كما نشاء لماذا نقع في المحضور ونرعى حول الحمى
ما هي الفائدة المرجوة وفي بطون الكتب ملايين الأبيات ننفق العمر ولا تنفق هي لنقطعها ونفعل بها ما نشاء
وكما أنك لا ترضى وضع أمور لا تتعلق بالعروض كالسياسة وغيرها فمن باب أولى أن لا ترضى بهذا الأمر لماذا تفتح بابا للشبهات وأنت تستطيع وبسهولة أن تغلقه


لا يجوز أبدا أن يُحط من قيمة كلام الله تعالى ويوضع منه بتشبيهه بالشعر ، ووبعرضه على العروض الذي ألّفه البشر .
قال تعالى:
{ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب}؟
وقال تعالى: { وما علمناه الشعر وما ينبغي له}.

لا يجوز معاملة القرآن على نسق العروض أبدا...

الأمر أوضح من أن يحتاج دليلا!!!
(وما علمناه الشعر وما ينبغي له)...
فالله المستعان

إذا أردنا حقا خدمة القرآن الكريم فهناك العديد من الطرق وبالتأكيد ليس منها تقطيعه عروضيا فلماذا ننفق أوقاتنا في أمر محضور أو أقل ما يقال شبهة ونحن نعلم أجر تلاوته وأجر العمل به


أستاذي
أنا لن أكون عاقا للرقمي إذا ما خرجت بعد كل هذا الكلام إلا بحالة واحدة أن تقوم بحذف كل ما يتعلق بأمر القرآن العظيم
وحينها سأستمر
أعلم أن غيابي عن الرقمي لن يؤثر شيئا عليه فأنا أعلم بنفسي وأعلم أني لن أترك فراغا بغيابي ولكنها مجرد رسالة لأخ أحببت أن أبقى إلى جانبه ولكن مهما بلغ حبنا للأشخاص سيبقى الحق أحب إلينا منهم

وحالي كحال ذلك الرجل
روى [حميد بن هلال] كما في السير [للذهبي] قال: أتى بعض مخالفي أهل السنة [مطرف بن عبد الله] -عليه رحمة الله - يدعونه إلى رأيهم المخالف لأهل السنة، فقال -واسمعوا لما قال- قال: يا هؤلاء لو كان لي نفسان بايعتكم بإحداهما وأمسكت الأخرى، فإن تبين أن الذي تقولونه هدى أتبعتها الأخرى، وإن كان ضلالة هلكت نفس وبقيت لي نفس، ولكن إنما هي نفس واحدة، والله لا أغرِّر بها، والله لا أغرر بها.

هذه نصيحتي لجميع أحبابي هنا حرصا عليكم فأنا ماحسبت أني سأفارق الرقمي في يوم من الأيام بل كلي وفاءا له وحبا

وسبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت استغفرك وأتوب إليك