ما زلتُ ضيفا

دخلتُ من ردْهـَة الفصيح ِ
إلى حمى واحــــة ٍ فسيح ِ

فقد دعانـي هوىً إليهـا
وحط َّ فيهـا بساط َ ريــح ِ

أمــــــام أبوابــها رماني
بــلا كسـور ٍ ولا جــروح ِ

لما نفضْت ُ الغبــار عنـّي
وقمتُ أمشي على وضوح ِ

رأيتُ حُجّـابـها أمــــامي
وحارسيها على السطوح ِ

لم يهدأ الأكرمـــون حتى
جلست َفي مقعـد ٍ مريـــح ِ

أعـِدّ للزائـــريـن مثــلي
أو امريْ القيس ذي القروح ِ

أو مثل من قــادهُ نصيبٌ
له طمـــوحٌ كما طموحي

جلست ُ في بَهْـوهــا كأني
مُكـــرّمٌ عــاد من فتــوح ِ

هنـاك حين انتشى خيـالي
وقلت مهلا على المديــــح ِ

راحت تجوب القصورَ قبلي
بعنفوان السرور روحي

وعندمــا رفـرفـَتْ تغنـّي
كطائر البلبــــل الصدوح ِ

وجاءهــا هاجسٌ وراحت
في نوبـة الخاطـر اللحوح ِ

كتمت في ثغرهــا كلامي
وقلتُ إيّــــاك أن تبوحي

ما زلتُ ضيفا ً على بلاد ٍ
لم يخط ُفيها سوى الصحيح ِ

كفا ً بكف ٍ معي تعـــالي
نمرُّ من باحـــة الصروح ِ

نهنيءُ الساكنين فيهــا
من قولــك الطيّب المليح ِ

بثغر عـام ٍ ويــــوم ذكرى
لمولـــــــد السيّد المسيح
ِ