النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: أهمية أسلوب التدريس - ثريا الشهري

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954

    أهمية أسلوب التدريس - ثريا الشهري

    من بين العديد من التعليقات والزوايا التي تملأ المجلات أعجبتني هذه الزاوية للأستاذة ثريا ‏الشهري وخاصة ما يتعلق منها بدور أهمية أسلوب التدريس في تقرير موقف الدارس من العلم ‏الذي يدرسه.‏
    وهي منشورة تحت عنواان ( عابر حياة - وصاية ) في جريد الحياة - العدد 17903 بتاريخ 10- 4 - 2012


    وأتمنى أن يكون تدريس الرقمي موافقا للصواب وبالضرورة مناقضا للصورة السلبية التي أدت ‏إلى آثار سلبية كما ورد في المقال.‏


    عابر حياة - وصاية
    الثلاثاء, 10 أبريل 2012
    ثريا الشهري


    روت أخت مصطفى كمال أتاتورك واسمها «مقبولة هانم» بعد موت أخيها ما يعين على فهمه إن غاب الكشف عن دوافع سياساته، ومما روت الأخت أنه كان مثل بقية أقرانه يدرس اللغة العربية، وكان معلِّمه رجلاً معمّماً فظاً غليظ القلب، فحصل أن طلب منه ترديد تصريف الفعل الثلاثي المسند للمتكلم والغائب والمخاطب، مذكراً ومؤنثاً، مفرداً وجمعاً، ماضياً ومضارعاً وأمراً، فتلعثم الفتى لبلادته في اللغة، فصفعه المربِّي الجاهل بنفسية طلابه أمام زملائه، ومنذ ذلك اليوم البعيد قرر مصطفى كمال المعتد بنفسه وكبريائه استبدال اللغة العربية ومعها لابسي العمامة.

    أما الحكاية الثانية فمسرح أحداثها أرض برلين قبل الحرب العالمية الأولى، حين حضر مصطفى كمال وهو ضابط يرتدي الطربوش مناورات الجيش الألماني، فجلس بين ضباط ألمان يتناقشون، فأدلى برأيه، فنظر إليه المجتمعون باستهجان ولم يكلفوا أنفسهم عناء الرد، ليتبين لهم لاحقاً أن رأي الضابط التركي هو الأصوب، فيتوجهون إليه معتذرين بقولهم: «لم نحسب أن رأساً عليه هذا الطربوش المضحك قادرٌ على أن تنبت من تحته فكرة ذكية»، ومن حينها نوى مصطفى كمال إعدام الطربوش ومن تجرّأ على وضعه.

    تذكرت هاتين الحادثتين وأنا أقرأ كلمة الأمير سعود بن عبدالمحسن في إحدى مناسبات التفوق العلمي، والتي انتقد فيها بعض جوانب الواقع التعليمي السعودي وكان منطقياً وصريحاً ولا مجال لتفنيد بنوده، ولكن دعني أتناول تركيزه على أهمية مادتي الرياضيات والعلوم في استحقاقات تطور الأمم، وأربطه بما روت يوماً صديقة تركت مهنة تدريس مادة «الفيزياء» إلى غير رجعة، فلمّا استفهمتُ منها تنهدت وحارت في الجواب، ثم أوجزت بقولها: حضرت المشرفة لي درساً، ولأنني كعادتي لا أتقيد بالمكتوب حرفياً، فحاولت أن أستفيض في الشرح وذكر تفصيلات توضيحية للطالبات كنت أتوقع معها الإشادة باجتهادي الشخصي، لكن المشرفة نحّتني جانباً وأصرت على تلقيني درساً: «التزمي بالمنهج ولا تتوسعي، فهذه فيزياء»، وإلى لحظتي لم أفهم ما قصدها بـ «هذه فيزياء»! فهل عنت أن المواد العربية والدينية مسموح بالتوسع فيها؟ حسناً، فماذا عن المواد العلمية وفتح الأفق للحوار والابتكار والإبداع؟ ثم ختمت صديقتي كلامها: لم أقل إلا النزر اليسير، فهذا مجرد موقف ولك أن تقيسي عليه وتستشرفي البقية، فلا تستغربي هجري التدريس، فأنا لا أريد أن أتألم أكثر.

    معلم كرّه تلميذه في لغة قرآنه فاستبعدها، ومشرفة نفذّت الأوامر حرفياً وربما زايدت عليها فخسرت معلمة ذكية ومجتهدة، كان من الممكن أن تسهم في تخريج طالبات ذكيّات ومجتهدات وربما مخترعات. وكما أعدمت اللغة والعمامة والطربوش بقرار إنسان كان له معها أكثر من ذكرى سيئة، لم تتوافق مع شموخ شخصيته وعنادها. وكذلك يكون الأمر مع طلاب وطالبات قد يكرهون تعليمهم ومدارسهم ومعلميهم ومن نصّبوا أنفسهم أوصياء على مناهجهم وأساليب تدريسهم وأنظمة تقويمهم، وحتى نفسياتهم، فتكون لهم سنوات ضائعة لا تمتزج بتفكيرهم وشعورهم، ولا تتناسب مع قامة الوطن، فهل هذا هو التعلّم... أو قل طموحنا بالعلم؟!

    suraya@alhayat.com

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    أرض الإسلام
    المشاركات
    3,396

    Unhappy


    ســيأتي يوم يعلمنا فيه الأمريكان العربية
    التعديل الأخير تم بواسطة ((زينب هداية)) ; 05-22-2012 الساعة 08:34 PM
    {{ولئن شكرتم لأزيدَنَّـــكُم}}

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2008
    الدولة
    أرض الإسلام
    المشاركات
    3,396
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    من بين العديد من التعليقات والزوايا التي تملأ المجلات أعجبتني هذه الزاوية للأستاذة ثريا ‏الشهري وخاصة ما يتعلق منها بدور أهمية أسلوب التدريس في تقرير موقف الدارس من العلم ‏الذي يدرسه.‏
    وهي منشورة تحت عنواان ( عابر حياة - وصاية ) في جريد الحياة - العدد 17903 بتاريخ 10- 4 - 2012


    وأتمنى أن يكون تدريس الرقمي موافقا للصواب وبالضرورة مناقضا للصورة السلبية التي أدت ‏إلى آثار سلبية كما ورد في المقال.‏


    عابر حياة - وصاية
    الثلاثاء, 10 أبريل 2012
    ثريا الشهري


    روت أخت مصطفى كمال أتاتورك واسمها «مقبولة هانم» بعد موت أخيها ما يعين على فهمه إن غاب الكشف عن دوافع سياساته، ومما روت الأخت أنه كان مثل بقية أقرانه يدرس اللغة العربية، وكان معلِّمه رجلاً معمّماً فظاً غليظ القلب، فحصل أن طلب منه ترديد تصريف الفعل الثلاثي المسند للمتكلم والغائب والمخاطب، مذكراً ومؤنثاً، مفرداً وجمعاً، ماضياً ومضارعاً وأمراً، فتلعثم الفتى لبلادته في اللغة، فصفعه المربِّي الجاهل بنفسية طلابه أمام زملائه، ومنذ ذلك اليوم البعيد قرر مصطفى كمال المعتد بنفسه وكبريائه استبدال اللغة العربية ومعها لابسي العمامة.

    أما الحكاية الثانية فمسرح أحداثها أرض برلين قبل الحرب العالمية الأولى، حين حضر مصطفى كمال وهو ضابط يرتدي الطربوش مناورات الجيش الألماني، فجلس بين ضباط ألمان يتناقشون، فأدلى برأيه، فنظر إليه المجتمعون باستهجان ولم يكلفوا أنفسهم عناء الرد، ليتبين لهم لاحقاً أن رأي الضابط التركي هو الأصوب، فيتوجهون إليه معتذرين بقولهم: «لم نحسب أن رأساً عليه هذا الطربوش المضحك قادرٌ على أن تنبت من تحته فكرة ذكية»، ومن حينها نوى مصطفى كمال إعدام الطربوش ومن تجرّأ على وضعه.

    تذكرت هاتين الحادثتين وأنا أقرأ كلمة الأمير سعود بن عبدالمحسن في إحدى مناسبات التفوق العلمي، والتي انتقد فيها بعض جوانب الواقع التعليمي السعودي وكان منطقياً وصريحاً ولا مجال لتفنيد بنوده، ولكن دعني أتناول تركيزه على أهمية مادتي الرياضيات والعلوم في استحقاقات تطور الأمم، وأربطه بما روت يوماً صديقة تركت مهنة تدريس مادة «الفيزياء» إلى غير رجعة، فلمّا استفهمتُ منها تنهدت وحارت في الجواب، ثم أوجزت بقولها: حضرت المشرفة لي درساً، ولأنني كعادتي لا أتقيد بالمكتوب حرفياً، فحاولت أن أستفيض في الشرح وذكر تفصيلات توضيحية للطالبات كنت أتوقع معها الإشادة باجتهادي الشخصي، لكن المشرفة نحّتني جانباً وأصرت على تلقيني درساً: «التزمي بالمنهج ولا تتوسعي، فهذه فيزياء»، وإلى لحظتي لم أفهم ما قصدها بـ «هذه فيزياء»! فهل عنت أن المواد العربية والدينية مسموح بالتوسع فيها؟ حسناً، فماذا عن المواد العلمية وفتح الأفق للحوار والابتكار والإبداع؟ ثم ختمت صديقتي كلامها: لم أقل إلا النزر اليسير، فهذا مجرد موقف ولك أن تقيسي عليه وتستشرفي البقية، فلا تستغربي هجري التدريس، فأنا لا أريد أن أتألم أكثر.

    معلم كرّه تلميذه في لغة قرآنه فاستبعدها، ومشرفة نفذّت الأوامر حرفياً وربما زايدت عليها فخسرت معلمة ذكية ومجتهدة، كان من الممكن أن تسهم في تخريج طالبات ذكيّات ومجتهدات وربما مخترعات. وكما أعدمت اللغة والعمامة والطربوش بقرار إنسان كان له معها أكثر من ذكرى سيئة، لم تتوافق مع شموخ شخصيته وعنادها. وكذلك يكون الأمر مع طلاب وطالبات قد يكرهون تعليمهم ومدارسهم ومعلميهم ومن نصّبوا أنفسهم أوصياء على مناهجهم وأساليب تدريسهم وأنظمة تقويمهم، وحتى نفسياتهم، فتكون لهم سنوات ضائعة لا تمتزج بتفكيرهم وشعورهم، ولا تتناسب مع قامة الوطن، فهل هذا هو التعلّم... أو قل طموحنا بالعلم؟!

    suraya@alhayat.com
    بمزيد من الأسى ، قد أضيف حكايات أخرى ، ولكن ليس اليوم ..

    صورة لرفع المعنويات
    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي
    {{ولئن شكرتم لأزيدَنَّـــكُم}}

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jun 2012
    الدولة
    جــ KSA ــدة
    المشاركات
    25

    يسروا ولا تعسروا .. بشروا ولاتنفروا

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة


    حضرت المشرفة لي درساً
    ولأنني كعادتي لا أتقيد بالمكتوب حرفياً،
    فحاولت أن أستفيض في الشرح وذكر تفصيلات توضيحية للطالبات

    كنت أتوقع معها
    الإشادة باجتهادي الشخصي !

    لكن المشرفة نحّتني جانباً وأصرت على تلقيني درساً:
    " التزمي بالمنهج ولا تتوسعي، فهذه فيزياء "

    ــــــــــــــ

    هل عنت أن المواد العربية والدينية
    مسموح بالتوسع فيها؟

    حسناً، فماذا عن المواد العلمية
    وفتح الأفق للحوار والابتكار والإبداع؟


    نعم.
    أستقلت بسبب مشرفة-غفر ربي لي ولها-
    لكني ماهجرت التدريس ابدًأ

    ليس فقط المشرفين وتوجيهاتهم المتزمتة
    هي دائمًأ السبب


    هذي كلمة حق

    بعض النظرات والآراء المتجمدة
    من المتلقين أنفسهم
    هي في بعض الأحيان والأحوال عقبة


    كما هو الحال
    مع بعض طلاب اللغة الإنجلزية مثلا
    أو حتى الرياضيـات في بعض آوانة

    يقولون :
    لن أتعلم ! ليس ثمة فائدة !؟

    فنتحطم نحن -كمعلمين- وتذوي المنى
    لفترة !!!

    نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي

    ونعود مجددا
    بقوانينا نحن وبإيماننا بأن
    التعليم والعلم
    أمانة .. ورسالة .. وحياة


    خرجت عن الموضوع عذرا
    وأطلت ربما

    آخر كلمة

    في كل مجال وفي كل علم وفي كل مـحل
    ياحـبــذا
    أن يعتمد هدي حبيبنا صلى الله عليه وسلم

    يسروا ولا تعسروا
    بشروا ولاتنفــــروا

    أجرك على الله أستاذنا
    أحلى المنى

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط