حاولت كثيراً أن أترك شعري
أن أهجر مدني لم أقدرْ ..
حاولت مراراً أن أرحل عن شطك
أن أترك مدِّك وأغادر جذْرك لم أقدرْ ..
حاولت مراراً ومراراً فبعيداً عن بحرك
لم أبحرْ ..

قررت كثيراً أن أكسر قلمي
وأحطم محبرتي
قرَّرت بأنْ أعلن جهلي
أن أقتل لغتي لم أقدرْ ..
فالشعر بدونك يؤذيني
والعطر الباقي منك على صدري يؤذيني
والورد يفارق أحضاني وسنيني
لا شئ بدونك يكفيني
فالليل حزيناً يتوجَّع
والقمر وحيداً يتخسَّف
والشمس أراها تتكسَّف
والبحر يأنُّ ويشكيني
حتى الأطيار تعاديني ...
****
قررت بأن أترك لغتي
فحروفي أمست قاتلتي
بسيوف الشوق تباريني ..
وفواصل وقوافيََ كانت ملهمتي
من بعدك صارت تكويني ..

*******

فسأترك قلمي منكسراً
وسأترك حبري ودواتي
وسأرحل عن عالم شعري
لا شعر لغيرك قد يكتبْ..
*******
ورجعت وأمسكت بقلمي
ورجعت وأخرجت دواتي
وهممت بأن أنقض عهدي
فوقفت طويلاً متحيَّر
عن أيُ امرأةٍ قد أكتب ؟
عن أيُ امرأةٍ قد أكتب ؟
لا أدري !!

فهممت بأن أكتب شعراً
عن ناريخ النرجس والعنبر..
عن حبِّ (بثينة) أو (عنتر)..
لا بل قرَّرت بأن أكتب يوماً
عن حبِّ (الأعمى) وجمال (الأخطل)..
******
فلمحت خيالك بين حروفي يتبختر..
فتركت النرجس والعنبر..
وكتبت كلاماً يعبر قافيتي
يعبر أشعاري بل أكثرْ

يوصف عيناك وجبينك
وجمال حضورك وحنينك
وأنامل كانت ترعاني
بالليل تداعب أحضاني
وضفائر ظلَّت مرساتي
وعيونً أمْسَتْ مشْكاتي
*****
فليعفوا (بشار) ويعذرني( الأخطل )
ولئن غضبت (عبلة) أو (عنتر)
سأقول على يدكم عُلَّمْنا الحبَّ
على يدكم علَّمْنا كيف
نسافر بين الأبحر..