المصدر : http://www.cosmoetica.com/B22-FT2.htm



هذا موضوع ثريٌّ وآمل أن يكون مثريا للعربية. وما قد يبدو عليه من مبالغة في خلاصته لا يقلل من قيمتها ولا من قيمة محتوى متنه
والموضوع يغريني بأن أفتتح به بابا خاصا بالمترجم من اللغات الأجنبية فيما يخص اللغة والعروض بشكل خاص.
وترجمته ليست سهلة لاحتوائه على الكثير من المصطلحات في تخصصات شتى.
وهو متعلق بالشعر بصفة عامة وينطبق على شعر عدة لغات، ويعتذر كاتباه عن عدم شموله للشعر العربي. ولكن ذلك لا يقلل من
أهميته بالنسبة للشعر العربي كونه يتطرق إلى خصائص بشرية عامة.
وهنا أهيب بمن يستطيع أن يساهم في ترجمة هذا الموضوع أن يتفضل مشكورا بذكر اسمه، ونسخ الفقرات التي
سيترجمها في كل مرة على أن يتم ذلك حسب تسلسل الموضوع بحيث يختص السابق بالفقرات السابقة ويبدأ من يأتي بعده بما
يلي المادة التي نسخها وهكذا، فذلك أدعى للتنسيق وتوفير الجهد.
وليس من حرج في طول المادة المترجمة التي يمكن أن تقتصر على فقرة أو تطول إلى صفحتين كحد أقصى في كل مرة. وغاية النسخ
هي إرشاد من يلي المترجم السابق من أين يبدأ فإذا بدأ يمكننا حذف النص الإنجليزي السابق.

وقد وعدني كل من الأخت لينة ملكاوي والأخ عبد الوهاب القطب بالمشاركة في الترجمة .


سأقدم خلاصة الموضوع، وذكر الخلاصة قبل سائر الموضوع لا يخل به بل يزيد من الإقبال عليه، وتفاصيله لا تقل ثراء عن خلاصته.
على أنني سأستبق ذلك بما أورده الكاتبان عن الخصائص العامة للبيت الشعري لدى بني الإنسان ومقارنة ذلك ببيت الشعر العربي.


LINE unit can contain from four to twenty syllables
; but it usually contains between seven and seventeen in languages which do not use fixed lexical tones, or between four and eight
syllables in tonal languages, like Chinese, in which the metrical syllable takes about twice as long to articulate. Most remarkable of all, this
fundamental unit nearly always takes from two to four seconds to recite, with a strong peak in distribution between 2.5 and 3.5 seconds.
A caesura will usually divide the LINES in the longer part of the range; sometimes (as with Greek and Latin epic dactylic hexameters)
, the unit will be four to six seconds long, but clearly

divided by a caesura and constituting for our purposes two LINES


الترجمة
: يتكون بيت الشعر من عدد من المقاطع يتراوح بين أربعة مقاطع وعشرين مقطعا. ولكن مقاطعه تتراوح في الأغلب
بين سبعة وسبعة عشر مقطعا. في اللغات التي لا تستعمل ( النبرات – النغمات – اللهجات ) المعجمية الثابتة . ويحتوي البيت من أربعة إلى ثمانية مقاطع
من اللغات النغمية tonal . كالصينية التي يستغرق لفظ المقطع فيها ضعف ما يستغرقه في سواها.
والأهم أن تلاوة هذه الوحدة ( البيت ) تستغرق من ثانيتين إلى أربع ثوان، وأغلبها يستغرق من 2.5 إلى 3.5 ثانية.
ثمة وَقفة في بعض اللغات تقسم البيت الطويل إلى قسمين ( كما في اليونانية واللاتينية ). ولغاية هذه الدراسة نعتبر كل قسم بيتا.
التعليق: المقطع في الدراسات الغربية يطابق 1 أو 2 فالوتد ( 3=1 2) مكون من مقطعين بالتالي. ولو جاريناهم في اعتبار الشطر بيتا
فإن عدد مقاطع الشطر في البحور التالية هو:
الطويل = 1 2 2 1 2 2 2 1 2 2 1 2 2 2 = 14 مقطعا
البسيط = 2 2 1 2 2 1 2 2 2 1 2 2 2 = 13 مقطعا
الوافر = 1 2 2 2 1 2 2 2 1 2 2 = 11 مقطعا
المجتث = 2 2 1 2 2 1 2 2 = 8 مقاطع
بهذا التعريف للمقطع فإن الشطر في الشعر العربي ينسجم مع ما تقدم، فماذا عن المدة :
رجعت للموسوعة الشعرية فوجدت ما يلي:

معلقة الحارث بن حلزة – المنشد : محمود ناصر
البحر الخفيف = 2 1 2 2 2 2 1 2 2 1 2 2 = 12 مقطعا
عدد الأبيات = 2 8 وحسب تعريفهم الشطر بيتا = 82 × 2 = 164
المدة = 12 دقيقة و30 ثانية = 750 ثانية
مدة الشطر = 750÷ 164 = 4.58 ثانية للشطر
متوسط مدة المقطع = 4.58 ÷ 12 = 0.38

معلقة امرؤ القيس – المنشد : عبد الرحمن آل رشي
البحر الطويل = 1 2 2 1 2 2 2 1 2 2 1 2 2 2 = 14 مقطعا
عدد الأبيات = 80 وحسب تعريفهم الشطر بيتا = 80 × 2 = 160
المدة = 14 دقيقة و42 ثانية = 882 ثانية
مدة الشطر = 882÷ 160 = 5.51 ثانية للشطر
متوسط مدة المقطع = 5.51 ÷ 14 = 0.39

معلقة عمرو بن كلثوم – المنشد : وحيد جلال
البحر الوافر = 1 2 2 2 1 2 2 2 1 2 2=11 مقطعا
عدد الأبيات = 103 وحسب تعريفهم الشطر بيتا = 103 × 2 = 206
المدة = 15 دقيقة و 40 ثانية = 940 ثانية
مدة الشطر = 940 ÷ 206 = 4.56 ثانية للشطر
متوسط مدة المقطع = 4.56 ÷ 11 = 0.41

وإجمالا فنحن نلاحظ أن مدة ( البيت – الشطر حسب الدراسة ) في العربية حسب الإلقاء الذي في الموسوعة ( 4.58- 5.51 – 4.56 ) تزيد كثيرا عن
مدة البيت المتوسط في الدراسة ( 3 ثوان) والبيت الأطول ( 3.5 ثانية). في حين أن مدة المقطع فيث العربية تتطابق مع مدة المقطع في الإنجليزية :
Ballad meter (octosyllabic) 2.40 secs حيث مدته = 2.4 / 6 = 0.4
Seven-syllable trochaic line 2.50 secs حيث مدته = 2.5/7 = 0.36
وإذن ( فعلى الأغلب) فإن الاختلاف بين مدة البيت العربي ومدة البيت الإنجليزي رغم تقارب مدة المقطع فيهما عائدة إلى اختلاف خصائص كل من اللغتين
وبالتالي الأمتين كما يفهم من الدراسة. إذ للكم في عروض الشعر العربي دور رئيس، وليس له دور في عروض الشعر الانجليزي فهو شعر نبري.
*************************
الخلاصة تبدأ من هذه الفقرة :

To sum up the general argument of this essay: metered poetry is a cultural universal, and its salient feature, the three-second LINE.......

**************************************

الخلاصة



الشعر الموزون جامع ثقافي عالمي،ومظهره البارز المتمثل في البيت ذي الثلاث ثوان متناغم مع اللحظة الآنية للنظام الأدائي للمعلومة السمعية ذات الثلاث ثوان.
يجند الاختلاف في الوزن قوى الشق الأيمن من الدماغ للتعاون مع القوى اللغوية للشق الأيسر منه، وتقوم التأثيرات السمعية الموجهة بتحفيز المستويات الدنيا
للجهاز العصبي بطريقة تقوي وظائف إدراك الشعر (وظائف الشعر الإدراكية ) وتحسين الذاكرة، وتزيد من التوافق الاجتماعي والتوافق في وظائف الأعضاء.
ويرتقي الشعر الموزون برهافة إحساسنا بالزمن. وهذا بدوره قد يشكل آلية لتركيز وتقوية ميلنا الإنساني الفذ لفهم العالم بدلالة قيم كالحقيقة والجمال والطيبة.
ينهي الوزن اقتصار التعبير اللغوي وتذوقه في منطقتين صغيرتين من الفص الزمني الأيسر ويجعل الدماغ كله مجالا لذلك.
إن مجال تداعيات هذا الفهم للوزن واسع جدا.
إنه يعزز المفهوم القديم لدور الشعر بأنه " يعلم بالإمتاع" كما وصفه السير فيليب سدني. ويتبع هذا أن الشعر الحر المتحرر كليا من كافة أشكال الانتظام الوزني
غالبا ما يضيع فرصة إشراك الدماغ بكامله .

إن نظاما اجتماعيا بيروقراطيا يتطلب الاختصاصيين لا ذوي المعرفة الشاملة يميل إلى خذلان الآليات التعزيزية كالشعر الموزون. لأن هذه الآليات تشغل
كامل الدماغ وتشجع أراء عالمية قد تتفوق على النظام الاجتماعي البيروقراطي وتتجاوز قيمه المحدودة، وبنفس المنطق فإن هذا المجتمع يشجع
نشاطات في غاية التخصص عصبيا وثقافيا كالشعر الحر.

النثر أقل تخصيصا ( تخصصا) من الشعر بسبب إيقاعاته المتعلقة بتركيب الجمل (syntactical rhythms) وحريته التقليدية في اختيار المواضيع والمفردات،
مع العلم أن النثر البيروقراطي يميل إلى عدم التجانس وإلى المفردات المتخصصة..

ينزع الشعر الحر إلى تحطيم الإيقاعات التركيبية في النثر [ لعله يقصد السجع وما إليه] دون إحلال الوزن محلها، كما ينزع الشعر الحر إلى التضييق
في معجمه وموضوعاته وأنواعه الأدبية ( genre ) فهي تقتصر على الوصف الغنائي للانطباعات الشخصية والخاصة.
وهكذا فكل من الشعر الحر يناسب حاجات الدولة البروقراطية بل والدولة الشمولية لحصره للاهتمامات الإنسانية في حدود ضيقة بدون
مفعول سياسي فعال . وشأنه في ذلك شأن الفلسفة الوجودية.

إن مضمون ذلك بالغ التأثير على التعليم. فإذا أردنا تنمية كافة ملكات العقل لدى الناشئة فإن من الضروري إحاطتهم بأجود الشعر الموزون فهو يعمل
على ترقية الملكات المعرفية في التعميم والتعرف على الصيغ المتباينة والعواطف الإيجابية كالحب والسلام، بل ويعمل على إيجاد إحساس متطور بالوقت والتوقيت.
بل إن دراسة الشعر في اللغات الأخرى والتعرف على عالمية وزن الشعر مما يساعد جزئيا في التغلب على التحيز العرقي
طغت عادة قبيحة لترجمة الشعر الأجنبي الموزون إلى شعر حر. وفي هذا من الأذى ما فيه. فهو يتضمن الافتراض المتغطرس بتفوق الحداثة الغربية
[ بشعرها المنثور] على حب البشر " المبتذل" للشعر الموزون
لعل انتشار التعليم النفعي لأبناء الطبقتين العاملة والوسطى مع غياب الشعر الشعبي (القومي) التقليدي كان عاملا مؤثرا في تفشي الاستبداد
السياسي والاجتماعي في زمننا هذا. أضحت الجماهير المحرومة من جمال وروعة تداخل إيقاعات الشعر فاقدة لمناعتها أمام فظاعة وتبسيطية
إيقاعات الشعارات الشمولية وضجيج الإعلام.
إن تعليم الشعر ينتج مواطنين قادرين على استعمال كامل عقولهم بشكل متماسك ، قادرين على المزاوجة بين التفكير المنطقي وحسن التقدير من جهة والقيم والالتزام من جهة أخرى.


إنتهت الخلاصة