النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: شَكوَى وَرَجَاء

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    44

    شَكوَى وَرَجَاء

    شَكوَى وَرَجَاء

    سَالَتْ علَى الخَدِّ مَدامِعُهُ = لَمَّا رَأى خِلًّا بمُضَّطرِمِ
    لَمْ يستَطِعْ دَرْءَ الرَّدَى فَبَكَى = وَ القَهْرُ أَدمَى القَلبَ بالنَّدَمِ
    فَالقَيدُ في سَاقٍ ، وَ فِي عُنُقٍ = وَ البِشْرُ يَعلُو وَجْهَ مُنْتَقِمِ
    لَو فِي الكَرَى نَامَتْ هَوَاجِسُهُ = زَمْزَمَةُ الأَشجَانِ لَمْ تَنَمِ
    فنَظرَةٌ بالصَّمتِ وَاجِفَةٌ = وَ لَحظَةُ الوَدَاعِ كَالوَهَمِ
    صَاحَتْ مِنَ الهَولِ مَوَاجِعُهُ = وَ ذكْرَياتُ القُربِ كالحُلُمِ
    بِالأَمسِ كَانَ الطَّيرُ مُبْتَهِجًا = بِأيكَةِ الخِلاَّنِ كَالرَّخَمِ
    يَرنُو بِآمَالٍ إلَى قِمَمٍ = وَ الدَّوحُ بَينَ الحُبِّ ، وَالنَّغَمِ
    مَنْ ذَا الذِي أَفنَى مَبَاهِجَهُ = مِنَ الفَضَا للأَرضِ بِالضَّرَمِ ؟!
    فَرَجفَةُ الذَّمَاءِ فِي وَهَنٍ = وَ الغَدرُ قَد أَدَلَّ بِالأَلَمِ
    يَا عَينُ إبكِي أَدمُعًا ، وَ دَمًا = فَالأَمنُ وَلَّى صَارَ كالعَدَمِ
    أَينَ المَفرُّ اليَومُ مِنْ عَبَثٍ = سَرَى فَأشقَى الكَونَ بالدُّهُمِ
    فَالرُّوْحُ منْ شَرٍّ مُسَهَّدَةٌ = بِصَرخةِ الأَوجَاعِ وَ الغَمَمِ
    وَ المَرءُ بِالأَهوَالِ مُرَتَهِنٌ = إنْ لمْ يَمُتْ فَالعَيشُ كَاليُتُمِ
    إِلَامَ تَصْبُو يَا هُدَى أَمَلٍ != وَ الكَونُ يَصلَى جُذوَةَ الحِمَمِ
    تَأسُو عَلَى طَيرٍ هَوَى كمَدًا = أَمْ أَنتَ تَخشَى صَولَةَ اللَّمَمِ ؟
    هلْ نحْنُ أسقينَا الوُجُودَ دَمًا ؟= أمْ غَضبَةُ الْأَقدارِ بالنِّقَمِ
    إِذَا الرَّدى شَابَتْ نَوَائِبُهُ = طَالَ الدُّنا بالقَهرِ ، والحَدَمِ
    نَامَتْ عُيونُ الزَّهرِ نائِحةً = أَغصَانُهَا بالوَجدِ ، وَ السَّدَمِ
    أَحزَانُها طَالتْ مَدَى قُنَنًا= غَدرٌ جَرَى وَ الظُلمُ كَالظُّلَمِ
    زَرْعٌ سَقَاهُ الحُزْنُ في وَطَنٍ = صَرخٌ غَشَى رُوحًا بِمُنْفَحِمِ
    فَاضَتْ دُمُوعُ الغَوثِ هادِرَةً = تَروِي شِعَابَ الأَرْضِ كالدِّيَمِ
    بَاتَتْ طُيُورُ الأَيك ِشَارِدَةً = أَينَ الحِمَى وَ الكَونُ فِي هَدَمِ ؟
    فَالحِقدُ أَعيَا مُهجَةً وَ سَرَى = وَ ارْتَحَلَ السَّلامُ لِلعَدَمِ
    تَدَهْدَهَ العَدلُ لهِاويةٍ = بِهدرَةٍ كالسَّيلِ مِنْ عَرِمِ
    لَمَّا اسْتَقَى الحُلمُ الرَّضيعُ رَدَى = شَكَا الوجُودُ حِدَّةَ الجُرُمِ
    صَاحَتْ نُجُومُ الكَونِ مِنْ هَلَعٍ = عُدْ يَا سَليلَ المَاءِ وَ الأَدَمِ
    إلى نُهُوجِ الحَقِّ منْ أَزَلٍ = فَقَد أفَاقَ الشَّرُ بِالنِّقَمِ
    وَ ابكِ الوَفَا يَا قلبُ مِنْ عَتَبٍ= وَ انْعِ زَمَانَ الحُبِّ واللُّحُمِ
    يَا مَنْ تقولُ : الدَّهرُ أَسكَرَنَا = جُحْدًا وَ صَارَ العَيشُ فِي وَخَمِ
    دَعْ كلَّ أحدَاثٍ لخالِقهَا = وَ امْشِ إلى الخَيراتِ بِالهِمَمِ
    وَاشدُدْ علَى النَّفسِ إذَا جنَحَتْ = عَنْ رَبوةِ العَدلِ إلى العَدَمِ
    إذَا النُّفُوسُ بِالأَسَى غُلِبَتْ= فَالصَّبرُ يبقَ وارِفَ النِّعَمِ
    فَالنَّفسُ مِرآةٌ لصَاحِبِهَا = وَالقَلبُ تَابعٌ كَمُنْفَطِمِ
    وَالرُّوحُ سِرٌ عِندَ بِارِئِها =وَ العَقلُ تَاجُ الرَأسِ والفَهَمِ
    فانْصُرْ بِهِ حقًّا وَ مظلَمَةً = فَالحَقُّ أمرُ (الرَّبِّ) وَ الشِّيَمِ
    لَا تَسألنَّ المَرءَ نِعمَتَهُ = وَ لَا تُمَنِّ النَّفسَ بالوَهَمِ
    لِتَملَأنَ الأَرضَ مِنْ أمَلٍ = يَغُرُّكَ اللَّهوُ معَ النَّغَمِ
    تَعدُو إلَى الدُنيَا لتملُكَهَا =وَ الغيبُ يَسْعَى بِكَ للرَّجَمِ
    تَجرِي عَلى سَاقٍ عَلَى قَدَمٍ = أَو تعتَلي الأَرجَاءَ كالعَلَمِ
    لَنْ تبْلُغَ المُرادَ ، أَو قِمَمًا = إلَّا بِقَدْرٍ جَاءَ مِنْ قِسَمِ
    كَمْ جنَّةٍ كَانَتْ بِمُزدَهِرِ = أَضحَتْ علَى ذِكرَى وَ منفَحِمِ
    فَفِتنَةُ الدُّنيَا إِذَا ضَحِكَتْ = وَ إنْ غدَتْ بالقُربِ ، لَمْ تُسَمِ
    عَهدًا وَ لَمْ تؤْتِ سِوَى عَطَبٍ = لَا فَرقَ بينَ الطِّفلِ ، وَ الهَرِمِ
    وَ مَا يَلُومُ الغَدرُ نَازلَةً = أَو ينتَهي عَنْ صَولةِ الجُرُمِ
    فكُنْ رَفيقَ العَزْمِ مصْطَبرًا = لَا تَرْجُ قَلبًا سِيمَ بِالصَّمَمِ
    فَمَا أعَانَ الدَّمعُ صَاحِبَهُ = وَ لَا تَسَاوَى الحُوتُ بالبَلَمِ
    وَ مَا بكَى لَيثٌ فَرِيسَتَهُ = أَو أَسِفَتْ رِيحٌ علَى ضَرَمِ
    لَو أنتَ ذُو جَاهٍ وَ مَقدِرَةٍ = فكُنْ حَليِفَ العَدلِ بِالْحَزَمِ
    وَ كُنْ جِوُارَ القَومِ في مِحَنٍ = وَ انْهَرْ دعَاوَى النَّفسِ بِالكَرَمِ
    فَمَعدَنُ الرَّجُلِ شَمَائِلهُ= والصَّمتُ فيْهِ الخَيرُ عَنْ كَلِم
    وَ النَّاسُ تَخشَى الأُسْدَ صَامِتَةً = وَ يَنبحُ الكَلبُ بِلا غَنَمِ
    وَ احْرِصْ علَى الكِتمَانِ إنْ حَصَدَتْ = أفعَالُكَ الآمَالَ بِالنِّعَمِ
    فَالمَرءُ لَا يدْري بِصَاحِبِهِ = عَيْنًا تُصِيبُ الصَخْرَ بالقَصَمِ
    وَ لَا تُجَادِلْ دُونَ مَعرِفَةٍ = أَو تَدَّعي عِلمًا بِلَا قَلَمِ
    وَالعِلمُ تَاجُ المَرءِ يَحْمِلُهُ = فَاسْعَ لَهُ فِي المَهدِ ، وَ الهَرِمِ
    وَ اجْلِبْ عِظَاتِ الكَونِ شَاهِدَةً = علَى مَصيرِ الإِنسِ،وَ الأُمَمِ
    فرِحلَةُ الأزمَانِ قَدْ حَصَدَتْ = دَهرًا طَوَى دَهرًا إلَى العَدَمِ
    للهِ مَا يَرَاهُ مِنْ سَبَبٍ = وَ الْأَمرُ لَا يخلُو مِنَ الحِكَمِ
    إِذَا نَسِيتَ الحَقَّ تَطلُبُهُ = فَقَد هَوىَ الحَقُّ وَ لَم يَلُمِ
    فَكُنْ سَدَيدَ الرَّأي مُعتدِلاً = وَ كُنْ نَصِيرَ الحَقِّ ، كَالبُهَمِ
    حِينَ الوَغَى تَصُولُ مُقتَدِرًا = أَو مِثلَ لَيثٍ هَمَّ بِالغَنَمِ
    لَا تدْعُ غَيرَ( اللهِ) مُؤتمِلاً = (رَبِّ )الوَرَى ، وَ الخَلقِ كُلِّهمِ
    فَمَا يُجيرُ العَبدَ منْ مِحَنٍ = إلَّا هُوَ الرَّحمَنُ ذُو الكَرَمِ
    لَا تَعْتقدْ نَيلَ المُنى بيِدٍ = لكنِّهَا بالكَّدِ ، وَ الحِلَّمِ
    هَادِنْ صُرُوفَ الدَّهرِ مُصْطَبرًا = وَ كُنْ مَعَ النَّاسِ بِلَا سَأَمِ
    بِلَا نفَاقٍ يشتَرِي ذِممًا = إنَّ المُنافِقينَ في حِمَمِ
    إِنْ قَدَّرَ اللهُ البَلَاءَ فَلَا= تَجزَعْ ، سَيمحُو الضُّرَّ بالنِّعَمِ
    وَلَا تَنمْ والصَّدرُ في كُرَبٍ = وَ افزَعْ إلَى الأيَّامِ بِالهِمَمِ
    فَمَا أجَابَ الحُزْنُ رَاهِبَهُ = وَ لَا أعَادَ اللَّيلَ مِنْ غَسَمِ
    لَا تَحسَبَنَ الخَيرَ فِي كَنَزٍ = أنعِمْ عَطَا اللهِ إلَى اليُتُمِ
    خُذْ عِبرةً مِمَّ جَرى وَ خَلا = بِالكونِ ، وَ اتبَعْ رَغبةَ العَمَمِ
    وَ اجْنحْ إلَى الحُبِّ ، وَ فِطرَتِهِ = وَصُنْ بهِ الدُّرُوبَ مِنْ هَدَمِ
    كَمْ مِنْ قُلُوبٍ فِي مَوَاجِعِهَا = لَمْ تَلقَ غَيرَ النُّوْحِ ، وَ النَّدَمِ
    كَمْ مِنْ نُفُوسٍ في مَبَاهِجِهَا = لَمْ تَدرِ عَنْ دَمعٍ ، وَ عَنْ ألَمِ
    كُلٌ بنَهجٍ يَلتَقي قَدَرًا = بَينَ النَّوى ، أَو بَهجةِ النِّعَمِ
    وَ الكَونُ يَمضِي حَامِلاً عَجَبًا = بينَ الرِّضَا ، أَو سَيفِ منْتَقِمِ
    قَدْ يَشتَفِي جُرحًا ، وَ نَازِلةً = أَو يَبتَلي أَفرَاحَ بِالهَزَمِ
    هَلْ يَملكُ الزِمامَ مُرتجفٌ = أو تُشرقُ الشُّمُوسُ في العَتَمِ ؟!
    أَيَحفظٌ الذِمامَ مُرتَهنٌ ؟!= وَ هَل تسَاوى العَدلُ بالدُّهُمِ ؟!
    إِذَا الدُّنَا حَلَّتْ غَوائلُهَا = أَلقَتْ بجَارِ العِزِّ مِنْ أُطُمِ
    وَ مَا اسْتدَامَ المُلكُ في زَمَنٍ = أو خُلِّدَ امْرءٌ علَى الأَدَمِ
    فَالعُمرُ مَهمَا سَامَ راغِبَهُ = -بالخُلدِ- جَاءَ المَوتُ بالحَتَمِ
    وَ الرُّوحُ إذْ تَهْوي حشَاشَتُهَا = وَ القَومُ في شَجْوٍ ، وَ في وَجَمِ
    لَا يستَطيعُ الإِنسُ مُجْتَمِعًا= رَجْعًا لهَا بِالمَالِ ، وَ الحَشَمِ
    بِالجاهِ ، وَ الأَنسَابِ إنْ عظُمَتْ = أَو دَعوةٍ باللِّينِ ، وَ الكَلِمِ
    فسِّرُهَا بِأَمرِ خالِقهَا = (رَبِّ) الوُجُودِ (الحَقِّ) وَ (الحَكَمِ)
    قَد أنزَلَ الأَديانَ قَاطبةً = وَ أنبيَاءَ الهَدْي في الأُمَمِ
    لِينْذِرُوا الأَنَامَ مَوعِدَهمْ = يَومَ اللِّقاءِ العَدلِ ، وَ الحَسَمِ
    فَاهْرَعْ إلَى( اللهِ) تَجِدْ أمَلاً = في العتْقِ مِنْ نَارٍ، وَ منْ نَدَمِ
    وَ اتْبعْ دُروبَ( الرَّبِ) مُهتَدِيًا = تَحْصِدْ جَمالَ الرُّوحِ ، وَ العِصَمِ
    فِي شِرعةٍ بِالحقِّ قَد سطَعَتْ = فِي كُلِّ نَهجٍ صَوبَ مُغْتَنِمِ
    وَ الجَأْ إلَى (المَولَى) وَ فِطرتِهِ = حَيثُ الهُدى كَالنُّور فِي الغَسَمِ
    فمَنْ يقي العبدَ نوائبهُ ؟= وَ منْ يقيِهِ اليَمَّ في الظُّلَمِ؟
    حَتَّى إذَا حلَّتْ به نُوَبٌ = وَ اسْتيقنَ الرَّدَى بِمُلتَطِمِ
    فَقَد غَدَا النوُّاح ُ مِنْ عَلَزٍ = ثمَّ دَعَاكَ الغَوثَ من غَمَمِ
    يَا (ربَّنا) أَنتَ لنَا أَمَلٌ = يَا مَنْ تُغيثُ النَّاسَ من لَمَمِ
    أَنقِذْ عبَادًا مِنْ مهَالِكِهَا = وَانشُرْ عَليهَا الأَمْنَ بالتَّمِمِ
    لكِنْ هُوَ الإنسانُ وَ شِيمتُهُ = ينسَى دُرُوبَ الهَمِّ ، وَ الوَخِمِ
    فكُلَّمَا أنْجَاهُ بَارِئهُ = كَأنَّمَا لمَ يَدعُ مِنْ أَلَمِ
    (وَاللهُ) (قادِرٌ) وَ (َمُقتدِرٌ) = وَ وَاسعُ الرَّحمَاتِ ، وَ النِّعَمِ
    وَ (َاللهُ) ذُو عَفوٍ – خَزائنُهُ- = تَفِيضُ بِالغُفرانِ ، وَ الكَرَمِ
    نُورٌ علَى نُورٍ سَرَى فَهَدَى = وَ مَلجأُ العِبادِ كُلِّهِمِ
    وَ المُلكُ يُؤتيِهِ وَيمنَعُهُ = كمَا يشَاءُ مِنْ سَنَا (الحِكَم)
    وَيَا (رَسٌولاً) جَئتَ مؤْتَمَنًا= بِسُنَّةٍ في الكَونِ بالرُّحَمِ
    حِينَ اصْطَفاكَ اللهُ مِنْ أَزَلٍ = وَ الكونُ في شَوقٍ لمُختَتَمِ
    لِأجلِكَ الأَكوَانُ قَد خُلِقَتْ = حِينَ جَلَاها (اللهُ) منْ عَدَمِ
    فَجَلَّلَ النُّورُ علَى سَحَرٍ = ثُمَّ زَهَا لِفَرحَةِ القُدُمِ
    لمَّا الظِّباءُ كَالمَوَائسِ قدْ = غَدَونَ بِينَ الأُسدِ ، وَ الأَجَمِ
    بَاتَتْ طُيُورُ الأَيك ِشَادِيةً =هَذَا بَشيِرُ الأَمنِ ، وَ السَّلَمِ
    سَرَتْ جَوَائبُ الهُدَى فَجَلا = نَسِيمُهَا شكْوَى بِذِي سَقَمِ
    كَالصُّبحِ يَمحُو كُلَّ دَاجِيَةٍ = كاَلفَرْحِ عَمَّ النَّاسَ بِالبَسَمِ
    وَ أينَعَ الزَّهرُ علَى فَنَنٍ = وَ خُضِّبَ الأَصيلُ بالعَنَمِ
    ثُمَّ تأَرَّجَتْ خَمَائلُهَا = تَضوَّعتْ بِالحقِّ ، وَ الكَرَمِ
    تَصبُو إليكَ العَينُ شَاخِصَةً = وَ لمْ تَحِدْ عنْكَ ، وَ لمْ تَنَمِ
    تَشدُو اللُّغَى بِالوَعدِ صَادحةً = بَشَائرَ (الحَبيبِ) بِالنِّعَمِ
    أخبَرَ (عِيسَى) عَنْ جَمَائلِهُ = (أَحمَدُ) ذُوْ البُشرَاءَ ، وَ الرَّحَمِ
    ثُمَّ الأَقسَّةِ التِي عَلِمَتْ= سَنَا نَبي العَدلِ ، وَ الأُمَمِ
    (مُوسَى) كَلِيمُ (الرَّبِّ) رُتبتُهُ = حَازَ رَفيعَ الشَّأوِ ، وَ العِظَمِ
    (لَازَارُ) أحيَاهُ (اليَسوُعُ) وَ لمْ = يَكنْ سِوَى بِأمرِ ذِي (الحُكُمِ)
    (مُحَمدٌ) جَابَ السَّما ، وَ غَدا = بِقُربِ عَرشِ( اللهِ) مِنْ عِصَمِ
    وَ يَا (رَسولَ) النَّاسِ قَاطِبةً = مَا زِلتَ تُحيِي الكَونَ بِالكَلِمِ
    قُرآنُ (رَبِّ العالمينَ) هَدَى = سُقفَ الدُّنا ، وَ الأَرضِ ، وَ الأُمَمِ
    مِنْ عِندِ بَابِ اللهِ مِنْ عِظَمٍ = جِئْتَ (صَلاةَ) الرُّوحِ ، وَ الغَنِمِ
    وَ (شِرعةً) تمضِى إلى أَبَدٍ = وَ قُدوَةً للنَّاسِ بِالقِيَمِ
    دَانَتْ لكَ الأَرجَاءُ صَادِحةً = بِالحَقِّ ، وَ الإصرارِ ، وَالسَّلَمِ
    تَجثُو لكَ الأجْبَالُ طائِعَةً = حتَّى تَهَدَّلتْ إلى القَدَمِ
    وَإنْ سَمَائمُ الفَلا عَصَفَتْ = وَ كُنتَ رَاكبًا ، فَلمْ تَدُمِ
    غَيرَ ثَوانٍ فَيَقِلُّ بِهَا = طَلٌ ، فَصَارتْ لَهُ كالعَدَمِ
    وَدَولةُ الإِسَلامِ قُمتَ بهَا = دِينًا ، وَ عِلمًا رَغْمَ مُحتَدِمِ
    عَانقَ سِحرُ النُّورِ مَولِدَهَا = غشَى الوَرَى بِصَحوَةِ القَلَمِ
    (جِبريلُ) يتلُو ، وَ الدُّنا عَلِمَتْ = دِينَ الهُدَى بِالفِعلِ ، وَ الكَلِمِ
    جَاوَزتَ أَعبَاءً ، وَ نَائِبةً = صَابَرتَ حتَّى جِئتَ (بِالحُرَمِ)
    بِشِرْعَةِ الحَقِّ وَ قِبلتِهَا = عَمَّتْ رُبُوعَ الكَونِ بِالنِّعَمِ
    بِينَ شُمُوسِ الكَونِ قَد سَطَعَتْ = بَينَ دُرُوبِ الهَدي كالعَلَمِ
    (بِمَكَّةَ) (الإِسلامُ) في رَغَدٍ= وَ اسْتُيقنَ الإِيمانُ بِالفَهَمِ
    فَدَعوةٌ فيهَا المنَى هَرَعَتْ= شوقًا تلبِّي الوَعدَ بِالعَزَمِ
    وَ(كِلمةٌ) نَاخَ لهَا جَبَلٌ = نَمضِي بِهَا وَ المَجدُ لِلقِمَمِ
    وَ رَحمَةٌ سَادَتْ فَضائِلُهَا = تَروِي شِعَابَ الأَرضِ كَالدِّيم
    حُزْتَ الشَّفَاعةَ وَ عِصْمَتَها= للمُؤمنينَ رَأفةً بِهِمِ
    فلَمْ ينَلْ سِواكَ نِعْمَتَها= فَأنتَ أَهلُ الحَقِّ ، وَ العِصَمِ
    ملَأَتَ أَرجاءَ الدُّنا أمَلاً = كاَلفَجرِ يَهدِي الصُّبحَ لِلنَّسَمِ
    وَ كُنتَ إنْ أبْصَرتَ شَاكِيَةً =صِرتَ لهَا الشِّفاءَ مِنْ سَقَمِ
    حينَ التقَى العَدلُ بِرَايتِهِ = جَلا زَمَانَ البُغضِ ، وَ الوَصَمِ
    كُلُّ نَبيٍّ جَاءِ أُمَتَهُ = وَ أنتَ لِلأكوانِ ، وَ الأُمَمِ
    أَنتَ رَجاءٌ ، وَ هُدى ، وَ تُقى = مِنْ نعْمَةِ (المَولى) ، وَبِالكَرَمِ
    وَ (اللهُ) يَهدِي النَّفسَ مِنْ زَلَلٍ = وَ يِمحِقُ الذُّنوبَ كَالعَدَمِ
    هُوَ (الودودُ )وَ (الحقُّ) ، رَحمتُهُ = فاقَتْ حُدُودَ الوَصفِ ، وَ الكَلِمِ
    حينَ دنَا سِرُّ المَنُونِ سَرَى = حُزنٌ غَشَى الأََكوَانَ كاَلغَسَمِ
    وَ يَا حَبيبَ اللهِ قَد نَضَبتْ = كُلُّ عُيُونِ الأَرضِ مِنْ سَدَمِ
    بَاكٍ بَكَى بلِوعةٍ وَ جثَا =يَحسُو شُجُونَ النَّفسِ ، وَ الألَمِ
    نَاعٍ نَعَى (محمَّدًا) أمَدًا = وَ القَومُ بينَ الشَّكِ وَ النَّدَمِ
    يَا فرحَةَ الرُّوحِ ببَارئِها = إلَى رِحَابِ الحقِّ وَ العِظَمِ
    إلى جِوَارِ الرَّبِ حيثُ تَرَى = بَابَ الرِّضَا ، وَ الحَوضِ ، وَ العِصَمِ
    (يَاربِّ) :نشكُو نِقْمَةً وَصَمَتْ = نَهجَ الوَرَى بِالإثْمِ ، وَ الهَدَمِ
    شكْوَى الثَّكَالى ، وَ الأيَّامَى غَدَتْ = تُدْمِي عُيُونَ الطَّيرِ ، وَ البُهَمِ
    يَلقَى النَّدَى الأَزهَارَ بَاكيةً = وَ الغُصنَ يِنعِي الغُصنَ مِنْ سَقَمِ
    فَالشَّرُ مَاضٍ في قوَادِحِهِ = وَ الدَّمْعُ يرَوي البِيدَ كالدِّيَمِ
    صَار الرَّجا يُزجِي الرَّدَى نَقَمًا = وَ العيشُ كَالطَّيفِ ، وَكالوَهَمِ
    وَ تسألُ الأَحزانُ نائِحةً = مَنْ يكتَوي الأَرجَاءَ بِالحِمَمِ ؟!
    مَنْ يرتَضي الأَهوالَ ثَائِرةً ؟! = صَاحتْ لُحُودُ الشَيخِ ، وَ الفُطُمِ
    بَاتتْ عُرُوقُ الحُبِّ خَاوِيةً = شَابَتْ دُرُوبُ الأَمنِ ، وَ السَّلَمِ
    يَا أيُّها الإِنسانُ قد حُجِبَتْ = شَكوَىَ الوَرى مِنْ ثَورةِ الدُّهُمِ
    مَاذا جَنَيتَ غيرَ مُنفَحَمٍ = لمَّا هَوَى دَرْبُ العَدلِ ، وَ اللُّحَمِ
    يَومُ النَّدا تَصحُو الدُّنا فَزَعًا = وَ الأَرضُ ، وَ الأَجدَاثُ في صَدَعِ
    وَ تَهرَعُ الأَجسَادُ وَاجِفَةً = خَاشِعةَ الأبصَارِ في وَجَمِ
    وَ الرُّوحُ بِالأَهوَالِ هائِمَةٌ = لَولا معَاصِي الأمسِ ، لَمْ تَهِمِ
    كِتابُها بِالعَدلِ شاهِدُهَا = هَذا دَليلُ العُمرِ بِالقَلَمِ
    إِذَا اسْتقَامَ القَلبُ مُهتديًا = مَا حفَّهَا الحَدُّ ، وَ لمْ تَجِمِ
    كَأنَّها وَ المُوتُ في هَلَعٍ = تخشَى سُؤَالَ اللَّحْدِ (وَ الحُكُمِ)
    كَيفَ انْقَضَى ثُمَّ انتهَى أَجَلٌ = لَنْ يَنفعَ العُذرُ لِمُتَّهَمِ
    فَاِلِلْعَذابِ صَرخةٌ ، وَ مَدَى = وَ النَّارُ تَصبُو الكُفرَ فِي نَهَمِ
    وَ للمفَازِ جَنَّةٌ وَ سَنَى = وَالفَردُ يَدعُو صُحبَةَ الرَّحَمِ
    ( رَبُّ )الوُجُودِ وَ كوَائِنِهِ = يُحيِي العِظامَ بعدَ ذِي رَدَمَ
    يَا رَافعَ السَّمَا بِلا عَمَدٍ = يَا خَالقَ الأَجسَادِ مِنْ أَدَمِ
    عُدنَا إليكَ وَ العَفا أملٌ = قلُوبُنا بِصَرخةِ النَّدَمِ
    فَهَبْ لنَا منْ أمرِنا رَشَدًا = إِنْ تهدِنَا ، فَالكَونُ يَسْتَقِمِ
    وَ اشْرَحْ نُفُوسًا ، حفِّها ورَعًا = فَالنَّفس لِلأهواءِ كَالخَدَم

    شعر : مراد الساعي

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    سلمت أخي وأستاذي الكريم

    لا فض فوك

    في النفس شيء من هذه الأبيات وزنا في الغالب ونحوا في أحدها.

    إذَا الـنُّــفُــوسُ بِــالأَسَـــى غُــلِــبَــتْ .......فَـالـصَّــبــرُ يـــبـــقَ وارِفَ الــنِّــعَــمِ

    فَــمَــعـــدَنُ الــــرَّجُــــلِ شَــمَــائِــلــهُ........والصَّـمـتُ فـيْـهِ الـخَـيـرُ عَـــنْ كَـلِــم

    لــكِــنْ هُــــوَ الإنــســانُ وَ شِـيـمـتُـهُ.........يـنـسَـى دُرُوبَ الــهَــمِّ ، وَ الــوَخِــمِ

    مَـــــاذا جَـنَــيــتَ غـــيـــرَ مُـنـفَــحَــمٍ........لمَّـا هَــوَى دَرْبُ الـعَـدلِ ، وَ اللُّـحَـمِ

    وكأني وجدت شطرا وزنه = 3 3 3 2 3 1 3 وأضعته.

    أترك الأمر لك وللمشاركين الكرام.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    44
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    سلمت أخي وأستاذي الكريم

    لا فض فوك

    في النفس شيء من هذه الأبيات وزنا في الغالب ونحوا في أحدها.

    إذَا الـنُّــفُــوسُ بِــالأَسَـــى غُــلِــبَــتْ .......فَـالـصَّــبــرُ يـــبـــقَ وارِفَ الــنِّــعَــمِ

    فَــمَــعـــدَنُ الــــرَّجُــــلِ شَــمَــائِــلــهُ........والصَّـمـتُ فـيْـهِ الـخَـيـرُ عَـــنْ كَـلِــم

    لــكِــنْ هُــــوَ الإنــســانُ وَ شِـيـمـتُـهُ.........يـنـسَـى دُرُوبَ الــهَــمِّ ، وَ الــوَخِــمِ

    مَـــــاذا جَـنَــيــتَ غـــيـــرَ مُـنـفَــحَــمٍ........لمَّـا هَــوَى دَرْبُ الـعَـدلِ ، وَ اللُّـحَـمِ

    وكأني وجدت شطرا وزنه = 3 3 3 2 3 1 3 وأضعته.

    أترك الأمر لك وللمشاركين الكرام.

    أخي السامي النبيل وشاعرنا \\ خشان خشان
    بارك الله بم
    وبقلمك المنير
    وحقيقة أنني في حيرة شديدة فلستُ أدري كيف سقطت تلك الأبيات من قصيدتي وتلك القصيدة بالذات اعتز بها وبنظمها والجهد الذي بذلتُه فيها ولكن لكل حصان كبوة ههههه

    ولقد قمتُ بتصحيح الأبيات كتالي

    إذا النفوسُ بالأسى غُلبتْ = صارتْ إلى يأسٍ ومنهدمِ
    ومعدنُ المرء شمائلهُ = والصمتُ فيه الخير عن كلمِ
    لكنْ هو الإنسان شيمتهُ = ينسى دروب الهمِ والوجمِ
    ماذا جنيت غير منفحمٍ = والعدل قد هوى إلى العدمِ

    البيتُ 174 صحيحه :

    ( رَبُّ )الوُرى والكونِ منْ أزلٍ


    دام البنان والبيان
    وإلى قصيدة أخرى بإذن الله

    تحيتي وتقديري
    التعديل الأخير تم بواسطة مراد الساعي ; 12-22-2012 الساعة 10:06 PM

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    سلمت يداك اخي الكريم

    لي سؤال وهو أشبه بمشروع بحث صغير

    أن يأتي شطر السريع ( 4 3 2 1 3 1 3 = مستفعلن مستعلن فعِلن ) لا غبار عليه من ناحية عروضية. وهو كثير بشكل لافت للنظر في قصيدتك.

    أرجو ان تخنار قصيدة كثيرة الأبيات لأحد شعراء العصر الأموي فما قبله على السريع ِ( 4 3 4 3 1 3 ) وأن تجد نسبة الأشطر التي تطابق هذا الوزن لمجموع الأشطر.

    يرعاك ربي.

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    44
    مرحبا بك أخي والشكر العميق لتواصلك الميمون وفكرك السامي النبيل وبخصوص ما طلبته أخي فذلك سهل ويسير
    و أن اضيف أنَّ البحر السريع وإتيانه بقصيدتي عليه و أكثرتُ من 3 2 1 3 1 3بالقصيدة وكما نوهتم حضراتكم
    أنه لا مشكلة عروضية في ذلك حيث كما تعلم أخي أن السريع له أربع أعاريض وستة أضرب فالعروض (الأولى) مطوية مكسوفة
    أصابها الطي والكسف ولهذه العروض كما تعلمون أخي ولكن اوضح للقارئ لها ثلاية أضرب الأول مطوي موقوف ( فاعلان )
    أي أصابه الطي والوقف (والثاني) مطوي مكسوف مثل العرض أي أصابه الطي والكسف (والثالث) أصلم وزنه ( فَعْلُنْ ) أي أصابه
    الصلم الذي هو حذف الوتد المفرق من أخر التفعيلة.
    والعروض الثانية مخبولة مكسوفة أصابها الخبل المركب من الخبن والطي والكسف ولها ضرب واحد مثلها فَعِلن.
    والعروض الثالثة موقوفة مشطورة فهي عروض وضرب في آن واحد أصابها الوقف
    والعروض الرابعة مكسوفة مشطورة وهي عروض وضرب في آن واحد أصابها الكسف
    ولقد كانوا يقولون على أمير الشعراء أحمد شوقي من كثرة استخدامه للرخص العروضية في البحور أنه يكاد يغير نوع البحر
    لأنه في كل أو مجمل قصائده كان يستخدم الجوازات بكثرة أكثر من استخدامه على سبيل المثال السريع دون جوازات 4 3 4 3 1 3
    ولهذا أنا استخدم ما هو متاح لي من رخص عروضية وبالطبع فإني لوقمتُ ببحث عن استخداما السريع لشعراء العصر العباسي
    أو ما قبله سنجدهم كانوا مقلين من استخدام الجوازان المتاحة وذلك باختلاف العصر و وتطور الشعر في العصور المختلفة
    حتى وصلنا إلى الشعر المعاصر والشعر الحر والقصيدة النثرية .
    ولا أخفي سرا أنني من محبي البحر السريع والخفيف وربما تجد لي الكثير من استخدام الجوازات فيهما وفي غيرهما.
    شاعرنا النبيل الخلوق
    ارجو ألا أكون أطلت عليكم ولكن نحن هنا في حضرتكم والعروض .
    اشكرك
    اشكرك
    دام البنان والبيان

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2005
    المشاركات
    15,954
    أخي الكريم
    لقد قدمت لك بأن العروض سليم تماما
    إنما طلبت منك أن تعاونني في استكشاف قد لا يقف عند السريع، ويساعد في شمولية الرؤية بمعزل عن إعاقة حدود التفاعيل للنظرة الكلية.
    وليس في ذلك انتقاصا مما ذهبت إليه،

    أنا مدين لك بفكرة فتح باب للبحوث الصغيرة وأتمنى على الجميع المشاركة وسيكون هذا الموضوع أولها بإذن الله

    والله يرعاك.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Mar 2004
    المشاركات
    228
    أخي الشاعر (العروضي) مراد:
    أرفق لك هذا الرابط آملا أن تجد شاعرا واحدا نظم على ضرب قصيدتك ذاتها بناء على قولك :"لوقمتُ ببحث عن استخدام السريع لشعراء العصر العباسي أو ما قبله سنجدهم كانوا مقلين من استخدام الجوازان المتاحة وذلك باختلاف العصر و وتطور الشعر في العصور المختلفة"
    http://www.wata.cc/forums/showthread...85%D9%84%D8%9F
    وتقول: "ولقد كانوا يقولون على أمير الشعراء أحمد شوقي من كثرة استخدامه للرخص العروضية في البحور أنه يكاد يغير نوع البحر
    لأنه في كل أو مجمل قصائده كان يستخدم الجوازات بكثرة"
    وحقا إن أمير الشعراء استخدم الزحافات المتاحة له في بحر السريع بأكثر من استخدامك لها حيث لم أجد أثرا للخبل في قصيدتك وهو زحاف استخدمه شوقي أربع مرات فقط في كامل شعره على السريع وقدرها 329 بيتا، نحو قوله:
    فنهض الفيل وزير العلا * وقال يا ذا الشرف الأرفع
    لكنك تفوقت عليه في استخدامك لزحاف (3 3 3 ) الذي لم يستعمله إلا مرة واحدة في قوله:
    ما الرجل إلا حيث كان الهوى * إن البطون قادرات شداد
    تغن بالشعر إما كنت قائله ........ إن الغناء لهذا الشعر مضمار

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    44
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خشان خشان مشاهدة المشاركة
    أخي الكريم
    لقد قدمت لك بأن العروض سليم تماما
    إنما طلبت منك أن تعاونني في استكشاف قد لا يقف عند السريع، ويساعد في شمولية الرؤية بمعزل عن إعاقة حدود التفاعيل للنظرة الكلية.
    وليس في ذلك انتقاصا مما ذهبت إليه،

    أنا مدين لك بفكرة فتح باب للبحوث الصغيرة وأتمنى على الجميع المشاركة وسيكون هذا الموضوع أولها بإذن الله

    والله يرعاك.

    أخي السامي النبيل\\ خشان خشان

    اشكرك
    أخي شكرا عميقا لهذه الثقة الغالية
    وإن شاءالله نقوم بفتح هذا الباب بمعيتكم
    ولك مني خالص التقدير والاحترام

    مراد الساعي

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    44
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة سليمان أبو ستة مشاهدة المشاركة
    أخي الشاعر (العروضي) مراد:
    أرفق لك هذا الرابط آملا أن تجد شاعرا واحدا نظم على ضرب قصيدتك ذاتها بناء على قولك :"لوقمتُ ببحث عن استخدام السريع لشعراء العصر العباسي أو ما قبله سنجدهم كانوا مقلين من استخدام الجوازان المتاحة وذلك باختلاف العصر و وتطور الشعر في العصور المختلفة"
    http://www.wata.cc/forums/showthread...85%D9%84%D8%9F
    وتقول: "ولقد كانوا يقولون على أمير الشعراء أحمد شوقي من كثرة استخدامه للرخص العروضية في البحور أنه يكاد يغير نوع البحر
    لأنه في كل أو مجمل قصائده كان يستخدم الجوازات بكثرة"
    وحقا إن أمير الشعراء استخدم الزحافات المتاحة له في بحر السريع بأكثر من استخدامك لها حيث لم أجد أثرا للخبل في قصيدتك وهو زحاف استخدمه شوقي أربع مرات فقط في كامل شعره على السريع وقدرها 329 بيتا، نحو قوله:
    فنهض الفيل وزير العلا * وقال يا ذا الشرف الأرفع
    لكنك تفوقت عليه في استخدامك لزحاف (3 3 3 ) الذي لم يستعمله إلا مرة واحدة في قوله:
    ما الرجل إلا حيث كان الهوى * إن البطون قادرات شداد

    الأخ الكريم سليمان

    نعم أخي أمير الشعراء والذي أشرف بتأثري بمدرسته كان يستخدم الزحافات والعلل كثيرة وقالوا وبالفعل يكاد من كثرة استخدامه لهما أن يغير في ترنيمة البحر وعندما قلتُ عن السريع لم أقصد
    استخدامه الزحافات في السريع فقط بل عالبا في كافة شعره.

    وإذا كانت جوازات البحور على اختلافها متاحة سواء بقلة أم بكثرة فما الضير في ذلك بل أن تلك متعة كبيرة خاصة في القصائد الطويلة بالنسبة لي حيث التنوع في ترنيمة البحر من تام غلى مجزوء وغيره
    يعطي متعة في نظم القصيدة ولو لم يفعلها أحد من قبل مادامت القصيدة لم يختل الوزن .

    وهذا مثال مشابه لاستخدام الزحافات في قصيدة شوقي ايها النيل وبقلم شاعرنا خشان خشان
    (مشروع الكمالي للإيقاعات الشعرية، الفكرة والتطور؟
    بدأ المشروع في عام 1982م منذ أن كنت طالبا في جامعة القاهرة فرع الخرطوم منتسبا إلى كلية الآداب قسم اللغة العربية ،ونفذت المشروع في عام 1984م ببحث عنوانه "إيقاعات شوقي علي النيل العظيم وهي تطبيقا علي قصيدة شوقي "أيها النيل"وهي من القصائد الطوال التي قال عنها البروفيسور عبد الله الطيب ان شوقي لو لم يقل غيرها لكفاه، استخدم شوقي في هذه القصيدة المكونة من "153" بيت حوالي "49" إيقاع، أما الإيقاعات الأخرى فقد وردت عنده في قصائد أخري، وَتَعْرِيْفُ الإِيْقَاعُ عِنْدِي، هُوَ تَبَادُلِ الْحَرَكَاتِ وَالسَّكَنَاتِ فِي الْبَيْتِ الْوَاحِدِ بِتَرْتِيْبٍ مُعَيَّنٍ، مِثْل:
    تَتَتَنْ تَتَنْ تَتَتَنْ تَتَنْ تَتَتَنْ تَتَنْ تَتَتَنْ تَتَنْ تَتَتَنْ تَتَنْ تَتَتَنْ تَتَنْ
    تَتَتَنْ 1 3 - تَتَنْ 3 - تَتَتَنْ 1 3 - تَتَنْ 3 - تَتَتَنْ 1 3 - تَتَنْ 3
    فَالْمِثَالُ السَّابِقُ يِتَكَوَّنُ مِنْ وُحْدَاتٍ صَوْتِيَّةٍ، نَجِدُ فِيْهِ كُلَّ وُحْدَةٍ صَوْتِيَّةٍ تَنْتَهِي بِسُكُونٍ وَتَبْدَأُ بِثَلاثِ حَرَكَاتٍ (تَتَتَنْ)= 1 1 1 ه = 1 3
    أَوْ حَرَكَتَيْنِ (تَتَنْ). = 1 1 = 3
    وَمَقَاطِعُ الشِّعْرِ الصَّوْتِيَّةِ، تَتَكَوَّنُ أَيْضَاً مِنْ حَرَكَةٍ وَسُكُونٍ (تَنْ) = 1 ه = 2
    ، وأَرْبَعِ حَرَكَاتٍ وَسُكُونٍ (تَتَتَتَنْ) = 1 1 1 1 ه = 1 1 3
    ، كَمَا فِي بَحْرِ الرَّجَزِ،ولابُدَّ مِنْ مَعْرِفَةِ الْكِتَابَةِ الْعَرُوضِيَّةِ (الصَّوْتيَّةِ) الَّتِي تُعِيْنُ عَلَى الضَّبْطِ الإِيْقَاعِيِّ."التنتنة"، "تن 2 ، تتن 3 ، تتتن1 3" هذه الإيقاعات قد لا يستخدمها الشاعر جميعها في القصيدة ، فقد يستخدم إيقاعات ويكررها ويهمل أخري،مثلا الإيقاعات الأساسية في بحر الكامل الأول في كل شطر "8" إيقاعات كل إيقاع مع نفسه يكون "8×8=64" إيقاع وهي جملة إيقاعات بحر الكامل الأول "متفاعلن متفاعلن" (2) 23 فكرة الإيقاع هنا يمكن أن تتغير هذه التفاعيل إلى "لمستفعلن" 2 23 وهذا المصطلح سماه الخليل بن احمد بالإضمار.مثلا في بحر الوافر الأول المكون من "16" إيقاع وهي ناتجة من "4" إيقاعات أساسية في كل شطر


    الإيقاعات الأساسية التي يقصها هي
    الأول – 3 (2) 2
    الثاني – 3 2 2
    الثالث - 3 2 1 ........ زحاف ثقيل
    الرابع - 3 2


    من البيت وكل إيقاع مع الإيقاعات الأخرى تكون"4×4=16"وبكتابته يكون مفعلتن مفعلتن فعولن مفعلتن مفاعيل فعولن، [ مفعلتن تيدو خطأ مطبعيا والمقصود مفاعلتن ] وقد استخدم هذا البحر المتنبي في قصيدته في "وصف الحمي" أما جرير فقد استخدمها في "أراح الحي من ارم الطراد" وقد استخدم فيها "5" إيقاعات فقط مع تكرار الإيقاع رقم "11" "14" مرة، وفيها تكرار الإيقاع الواحد وقلة الإيقاعات الأخر. وينص قانون الكمالي للإيقاع الشعري علي" عَدَدُ الإِيْقَاعَاتِ الشِّعْرِيَّةِ يُسَاوِي عَدَدَ احْتِمَالاتِ التَّفْعِيْلَةِ الْوَاحِدَةِ مَرْفُوعَة لِقُوَّةِ عَدَدِ التَّفَاعِيْل"أَي أَنَّ عَدَدُ الإِيْقَاعَاتِ = (عَدَدُ احْتِمَالاتِ التَّفْعِيْلَةِ الْوَاحِدَةِ) (عَدَدِ التَّفَاعِيْل). ورابط ذلك هو (http://www.arood.com/vb/showthread.php?t=2974

    تحيتي وتقديري

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    44
    واستكمالا لمَ طرحه شاعرنا خشان خشان المحترم بفتح باب للبحوث المصغرة أورد نقلا هذا البحث

    وأقرأ في ملحق جريدة المدينة الصادر في يوم الأربعاء 1429/3/18ه، قصيدة للدكتور عبدالله بن أحمد الفيفي، بعنوان (يا وجْد قُلْ)، وقد كتب القصيدة، من بحر سماه (المسحوب)، وقال عن قصيدته هذه:- (هذه القصيدة، جاءت على وزن (المسحوب) في الشعر العامي، وهو يختلف عن البحر السريع في الشعر الفصيح في تفعيلتي عروضه وضربه، إذْ يأتي في الفصيح، في حالة التمام على:- (مفْعلا - مفْعلا) (مفْعلا - مفعلاتْ) (مفْعلا - مفْعو) (فَعلا - فَعلا - مفعو) وفي المشطور على:- (مفعولات - مفعولا) وقد استرعى نظري ما كتبه الدكتور الفيفي، الذي تطرَّق إلى (البحر السريع) بحديث يحتاج إلى مراجعة وتمحيص.. البحر السريع، أيها الدكتور الفاضل، هو من دائرة المشتبه، وهذه الدائرة، ينفك منها ستة أبحر مستعملة، وثلاثة مهملة. ومن هذه الأبحر المستعملة، البحر المضارع الذي يتقدم هذه الأبحر الستة، لأن أوله وتد مجموع، إلا أن هذا البحر لم يأت قط مستوفياً أجزاءه التي له في أصل الدائرة، ولا يجيء أيضاً إلا معلولاً، إما بالقبض، وإما بالكف. وقد كره علماء العروض أن يقدموا بحراً بهذا الشكل فأخروه، ثم رأى علماء العروض أن لا يقدموا البحرين:- المجتث والمقتضب، لكون كل منهما لم يأت إلا مجزوءاً، وهما بحران قلّ ورودهما في الشعر العربي القديم والحديث. ولم يأت مستوفياً عدد أجزاء الدائرة، غير ثلاثة أبحر، هي:- السريع، والمنسرح والخفيف. وكان السريع أولاهما بالتقديم، لتقدم الجزءين اللذين فيهما وتد مجموع، على الجزء الذي فيه وتد مفروق. والمجموع أقوى من المفروق. فقدموا في الدائرة البحر السريع على جميع الأبحر المستعملة الخارجة من دائرة المشتبه.. وانظر ما جاء مفصّلاً عن دائرة المشتبه في كتب العروض.

    وأعود إلى ما كتبه الدكتور عبدالله الفيفي، يقول (حفظه الله):- (إذْ تأتي عروض وضرب البحر السريع في الفصيح في حالة التمام، وهو يعني في حالة (التام)، لأني لا أعرف التمام. والتام:- هو البيت الذي استوفى جميع تفعيلاته، كما هي في دائرته وهذا لا يطلق إلاَّ على نوع من البحر الكامل، وعلى أول البحر الرجز. والبحر الهزج، لا يسمى تاماً، لأنه لا يأتي إلا مجزوءاً، فلا يستوفي جميع تفعيلاته، وكذلك البحر المديد والبحر المضارع والبحر المقتضب والبحر المجتث. ولا يسمى البحر الخفيف تاماً أيضاً، لدخول التشعيث على ضربه، كما يدخل التشعيث على عروضه في حالة نادرة جداً..

    وبيت الشعر من البحر السريع، يسمَّى وافياً إذا استوفى جميع أجزائه ولا يسمَّى البحر السريع تاماً قط، ووزن البحر السريع في دائرته:- (مسْتفعلنْ/ مسْتفعلنْ/ مفعولاتُ) مرتان. وقد سُمّي بالبحر السريع لسرعته في الذوق والتقطيع. وله أربع أعاريض:-

    وقد أشار الدكتور عبدالله بن أحمد الفيفي إلى بعض هذه الأعاريض وبعض هذه الأضرب، إلاَّ أنه ذكر للبحر السريع، ضرباً (مفْعلا) وهو الضرب المطوي المكشوف، أي (فاعلنْ) ولم يذكر الضرب (فاعلانْ) وهو الضرب الوافي المطوي الموقوف، وشاهده:-

    أزْمانُ سلْمى لا يرى مثلها ال

    راءون في شامٍ ولا في عراقْ

    ونقطع البيت هكذا:-

    وذكر العروض الثالثة المشطورة الموقوفة (مفعولاتْ) بسكون التاء، وتسمى (مفعولانْ) بسكون النون، وهذه العروض هي الضرب أيضاً، وشاهده:-

    (ياصاحِ ما هاجَكَ من ربْعٍ خَالْ)

    فالعروض والضرب معاً (ربعٍ خالْ) والوزن (مفْعولانْ) كما أشار إلى العروض الرابعة المشطورة المكشوفة وسماها (مفعولا) وهو يعني (مفعولنْ)، وشاهده:-

    (ياصاحِبَيْ رحْلي أقِلاَّ عذْلي)

    فالعروض والضرب معاً (لا عذْلي) والوزن (مفعولنْ) بتسكين النون وهذا هو المشهور من أعاريض البحر السريع وأضربه...

    وللبحر السريع شواذ. فمن ذلك أن يأتي للعروض الثانية المخبولة المكشوفة (فعِلنْ) بتحريك العين، ضرب ثان أصلم (فعْلنْ) بتسكين العين، وهو ما يلتبس بخامس البحر الكامل، إذا أُضْمرتْ أجزاؤه، كقصيدة الحارث بن حلّزة:-

    لمنِ الديار عفَوْنَ بالحبْسِ

    آياتُها كمهارقِ الفرْسِ

    فهذه القصيدة من خامس البحر الكامل، وليست من البحر السريع الأصلم الضرْب، وإن التبس أمرها على بعض المتأخرين من علماء العروض، لأن بعض أجزاء هذا البيت، جاء على (متَفاعِلنْ) بتحريك التاء:- (لمن دديا) (5115111). وتختلف آراء العروضيين في هذا الضرب. فابن عبدربه، يعدّه من أضرب البحر السريع، وأما ابن عبَّاد، في كتابه (الإقناع) فيُهمله..

    وللمرقش الأكبر، قصيدة طويلة، جمع فيها بين الضربين، ففي القصيدة، واحد وعشرون بيتاً من أبياتها، جاءت بضرب (أصْلم). يقول المرقّش الأكبر:-

    هلْ بالديار أنْ تجيب صممْ

    لو كانَ رسْمٌ ناطقاً كلَّمْ

    الدار قَفْرٌ والرسومُ كما

    رقَّش في ظهر الأديم قلَمْ

    ديارُ أسماء التي تَبَلَتْ

    قلْبي فعيْني ماؤها يسْجُمْ

    النشْرُ مِسْكٌ والوجوُه دنا

    نيرٌ وأطْرافُ البَنانِ عنَمْ

    وتجمع هذه الأبيات، نوعين من القافية، فالقافية (كلّمْ) بتشديد اللام وتسكين الميم، والقافية (يسْجمْ) بتسكين السين والميم، من المتواتر، حيث يفصل بين ساكنيْها، متحرك واحد.. والقافية (الأديم قلَمْ) و(البنانُ عنَمْ)، من المتراكب، حيث يفصل بين ساكنيْها ثلاث متحركات، وهذه لا ترد في الشعر العربي القديم أو الحديث..

    وفي هذه القصيدة، قصيدة المرقّشِ الأكبر، البيت:-

    ما ذنْبنا في أنْ غزا مَلِكٌ

    منْ آلِ جَفْنةَ حازِمٌ مرْغِمْ

    فقوله:- (نةَ حازمنْ) ووزنها (5115111) متَفاعِلنْ، ومتى كان في القصيدة (متَفاعلنْ) بتحريك التاء، ولو جزءاً واحداً كانت القصيدة من البحر الكامل. إلاّ إذا روينا من (آل جفنهْ حازم) بقلب التاء هاء في الوصل، فيصير الجزء (مسْتفعلنْ)، وهذا يخالف رواية البيت الصحيحة التي لا تغير الفصْحى..

    وللفائدة، فاسم المرقّش الأكبر:- عوف بن سعد بن مالك، من قبيلة بكر بن وائل. والمرِقّش:- بكسر القاف المشددة، هو لقب غلب عليه، لقوله:-

    الدارُ وحْشٌ والرسومُ كما

    رَقَّشَ في ظهْر الأديمِ قلَمْ

    وهناك المرقش الأصغر، واسمه:- ربيعة بن سفيان بن سعد، وهو ابن أخ للمرقش الأكبر. والمرقش الأصغر، عم طرفة بن العبد، الشاعر المعروف.

    وإذا نظرنا إلى قصيدة الدكتور الفيفي، التي سماها بالمسحوب، نجد في أبياتها ما نقطعه هكذا:

    أطْوي عناويني بأمسْي لأَمْشي

    في خطْوتي شوقُ الندى للورودِ

    ونقطع الشطر الأول:-

    فهذا الشطر من البيت، يشبه الشطر الأول من قول الشاعر:-

    إنْ تسْألي فالمجْد غيرُ البديعِ

    قد حلَّ في تيْمٍ ومخْزومِ

    ونقطع الشطر الأول من البيت، هكذا:

    فتأتي العروض تامة مطوية.. والبيت من شواذ البحر السريع الذي لا تلتزم علَّة الكشف في أعاريضه.. وهذا ما يقرره علماء العروض الذين أستقي ما أكتبه عن هذا العلم الجليل، من كتبهم التي كادتْ تنْقرضُ في هذا الزمان الرديء.. ويقولون (رحمهم الله):- وللسريع من الأبيات المتغيرة ثلاثة:- مخبون، ومطوي، ومخبول، فبيته المخبون قول الشاعر:-

    أرِدْ من الأمورِ ما ينْبغي

    وما تُطيقُه وما يسْتقيمْ

    ونقطعه هكذا:-

    وبيته المطوي، قول الشاعر:-

    قالَ لها وهو بها عالمٌ

    ويْحكِ أمثْالُ طريفٍ قليلْ

    ونقطعه هكذا:-

    وبيته المخبول، قول الشاعر:-

    وبلَدٍ قطَعه عامرٌ

    وجَملٍ نَحَرهُ في الطريقْ

    ونقطعه هكذا:-

    وقد أورد علماء العروض، هذه الأبيات الثلاثة، لتكون شواهد للتغيير الذي يحدث في البحر السريع. ويذكر اسماعيل بن حماد الجوهري (رحمه الله) (صاحب الصحاح) ان الضرب السابع الذي هو (يا صاحِبيْ رحلي أقلاّ عذلي) ليس من البحر السريع، وإنما هو من مشطور الرجز المقطوع. صارت (مسْتفعلنْ) بالقطع (مستفعلْ) ونقلت إلى (مفعولنْ) ولا يؤيد قوله هذا علماء العروض الآخرون، وكلهم على خلافه (رحمهم الله).

    وأخيراً، فلا تقال للعروض، عروض تامة، إلا إذا سلمت من الزحاف، وكان بيتها مستوفياً عدد أجزاء دائرته، والعروض المجزوءة، هي العروض التي ذهب من بيتها جزءان: جزء من آخر صدره، وجزء من آخر عجزه، والعروض المشطورة هي التي ذهب شطر بيتها، والعروض المنهوكة هي التي ذهب ثُلثا بيتها، والعروض هي التي أصلها (مفعولاتُ) بضم التاء، سُكنت تاؤها للوقف وبقي (مفعولاتْ) بالسكون، خلفه (مفعولانْ) والأعاريض المستعملة في الشعر العربي، ست وثلاثون عَروضاً، والضروب المستعملة معها ستون ضرباً.

    وأعود الى قصيدة الشاعر المبدع الاستاذ الدكتور عبدالله بن احمد الفيفي التي سمّى وزنها (المسحوب)، وإني أسمي وزنها: (الوزن الفيفي) لأن القصيدة (يا وجْد قلْ)، كتبها الشاعر الفيفي، على أساس رؤية إيقاعية لم تخرج عن إطار علم الخليل بن احمد (رحمه الله) وقد اضاف الدكتور الشاعر عبدالله الفيفي، بعمله هذا لعلم العروض عملاً نعده إسهاماً منه، في زمن كاد ينسى الشعراء فيه هذا العلم الجليل، وابتعدوا عن فهمه، وهو عمل إبداعي كبير (رحم الله صاحبه) الخليل بن احمد الفراهيدي، الذي كان عمله مفخرة للحضارة العربية، وكان (رحمه الله) بعمله هذا رائداً من رواد الفكر، عاش عملاقاً، ومات عملاقاً.

    وإذا نظرنا الى قصيدة (يا وجْد قلْ) التي جاء وزنها مؤلفاً من:

    مسْتفعلنْ/مستفعلن/فاعلاتنْ - مسْتفعلنْ/مستفعلن/فعلاتن

    وجدنا وزنها يشبه وزن البحر السريع، حتى ان احد علماء العروض المعاصرين قرر في احد كتبه، ان البحر السريع مؤلف من:

    مستفعلن/مستفعلن/فاعلاتن-مستفعلن/مستفعلن/فاعلاتن

    مع أن البحر السريع تنتهي ابياته، إما (بفاعلانْ) وهو الوزن الشائع للبحر السريع، وإما (بفاعلنْ) وإما (بفعْلنْ) بتسكين العين، أو بفتحها كما اشرت اليه آنفاً في مقالتي هذه.

    وقد رأى قدامة بن جعفر الكاتب، تقدم اول البحر السريع على غيره من انواع الشعر في بهائه، وتقبل الطبائع له.

    وقد تهرب الدكتور الفيفي، تواضعاً منه، فقال عن قصيدته: إنها قد جاءت على وزن (المسحوب) في الشعر العامي.

    وأقول له: إن هذا الوزن (المسحوب) أجهله، ولا أميل إليه البتة، ولا أعتقد ان في الشعر العامي وزناً وإيقاعاً يشبهان وزن قصيدة الدكتور الفيفي، لأن قصيدة الشاعر الفيفي تستمتع الأذن بموسيقاها وإيقاعها، كما تستمتع بمعانيها ومراميها. ولم يبين لنا الدكتور الفيفي وزن (المسحوب).

    إن الشاعر المبدع، اذا أتى لنا بوزن جديد، وإيقاع رائع شكرنا له عمله، ولا نعد عمله ثورة على وزن الشعر الخليلي، والشاعر الفيفي، له قصائد فرائد جاءت على اوزان الشعر الخليلي، وهو متمكن من علم العروض، ولم أقرأ له فيما قرأت من شعره، شعراً خرج به عن المألوف.

    ما هكذا يُكتب الشعر ( 2- 2)

    وإذا نظرتَ الى أوزان الشعر التي ابتكرها الشعراء، وأهملها الخليل بن أحمد (رحمه الله) وهي ستة أبحر: المستطيل والممتد، والمتوفر، والمتئد، والمنسرد، والمطرد، وكل بحر من هذه الأبحر الستة، له شاهد من الشعر معروف لدى العروضيين، ونظرت الى الوزن الذي أطلق عليه الشاعر عبدالله الفيفي، اسم (المسحوب) يأتي هذا الوزن في القمة وزناً وإيقاعاً، وهو وزن نعدّه من المحاولات الجديدة التي ابتكرها الدكتور الفيفي وله الفضل فيها الذي لا ينكر.. وإذا كان أمير الشعراء الشاعر الكبير أحمد شوقي (رحمه الله) قد كتب ابياتاً من الشعر، قرأناها في مسرحية (مجنون ليلى) وسمّى أحد العروضيين المعاصرين وزنها: وزن (احمد شوقي) فإني اسمّي وزن قصيدة (يا وجْد قلْ) للشاعر المبدع الدكتور عبدالله الفيفي وزن (عبدالله الفيفي).

    وأبيات الشاعر الكبير (أحمد شوقي) هي:

    زيادُ ماذاق قيسٌ ولا هما

    طبخُ يد الامّ يا قيسُ ذقْ مما

    الامّ ياقيسُ لا تطْبخ السٌما

    وانظر الأبيات في مسرحية (مجنون ليلى) صفحة (34) طبعة شركة الطباعة بمصر سنة 1954واقطع أبيات أحمد شوقي هكذا:

    وإذا نظرنا الى ابيات أحمد شوقي نرى الزحاف قد لحق الأبيات الثلاثة فأصبحت الأبيات ركيكة، لا تستيغها الأذن (فزيادُ ما)، دخل القبض التفعيلة الأصلية (مفاعيلن) فأصبحت (مفاعلن) و (طبْخ يدل) دخل الخبن التفعيلة الأصلية (مُستفعلن) فأصبحت (متفْعلن) ونقلت الى (مفْتعلن) فلو وضعنا ما جاء به شوقي في اطار علم العروض لكانت الابيات الثلاثة من وزن يتكون من:

    مستفعلن/فاعلاتن/مفاعيلن

    وهو وزن يخلو من الإيقاع والموسيقى وأين هذا الوزن من الوزن الذي جادت به قريحة الدكتور عبدالله الفيفي

    واستمع معي ايها القارئ الكريم الى بعض أبيات قصيدة الدكتور الفيفي وهي قصيدة تعهدها شاعرنا المبدع بالصقْل وقوّى فيها موهبة التصوير يقول شاعرنا لا فض فوه:

    أطوي عناويني بأمسي لأمشي

    في خطوتي شوقُ الندى للورود

    ينتابني دربي ويمضي ببابي

    في طلْعة الشيخ الضرير الكنودِ

    كيف الوصول هل وصولي قفولي

    انفقتُ وقتي في ابتداء المعيد

    تدور ساعاتي بعكس المساعي

    كم والدٍ أودى بدعوى الوليدِ

    وأقطع البيت الأول هكذا:

    ويدخل بعض أبياتها: (الخبْن):

    وختاماً أحيي الأستاذ الدكتور عبدالله أحمد الفيفي، وأكثَر الله فينا مثله.

    وقرأت للأخ الدكتور يوسف حسن العارف، مقالة في جريدة (المدينة) ملحق الأربعاء، منشورة في يوم 1429/3/25ه بعنوان: (قراءة بعْدية) يقول فيها الدكتور يوسف: هذه قراءتي الخاصة عن الملتقى، ملتقى النص الثامن، الذي أقامه نادي جدة الأدبي الثقافي، في يوم الخميس 1429/3/19ه .

    وقد أراد الدكتور العارف، كما صرّح بذلك، أن يصوغ إعجابه بالملتقى شعراً، وكيف لا؟ وهو شاعر نوَّهت بشاعريته جرائدنا المحلية، فكتب ثلاثة أبيات فقط، يقول فيها:

    يومانِ من عمْر الزمان قصيرةٌ

    لكنّها عند التثاقف أشْهُرُ

    يومانِ بل شهران بلْ هي أشهرُ

    سنواتُ ضوْءٍ لا تعدُّ ولا تحصرُ

    مُزجت بماء علومكم فتثاقلتْ

    سحبٌ وسالتْ في الأديم الأنهرُ

    وقد وردتْ في كتابة هذه الأبيات أخطاء مطبعية، فجاءت: كلمة (أشهر) منصوبة (أشهراً)، وصوابها (أشهر)، فتكتب الجملة: (لكنها عند التثاقف أشهرُ) برفع أشهر، وجاءت عبارة (بما علومكم) هكذا، والصواب: (بماء علومكم)، وهي أخطاء ترد كثيراً في جرائدنا الموقرة، فلا نلتفت إليها، وكنا ننتظر من الدكتور العارف، أن ينقل إلينا بعض النصوص التي استهوته، ويجلو لنا أسرار هذه النصوص، لنتوجها ملكة على عرش النصوص، ولا نرضى أن يكتفي بقوله: (ثم ها نحن نلقي عن كواهلنا ماض كنَّاه وعشْناه) وهو يريد أن يقول: (ماضياً) فرفع الكلمة، ولا أُجيز لها الرفع، لأنه شاذ غير متعارف عليه، وليس من شأني تمحّل الشواذ، وإن ورد هذا الشاذ في بيت الشعر للمتنبي، ولكن وروده ضرورة شعرية، وأما ما يأتي في الجمل النثرية من عبارات الكتّاب، فلا يجيزها أحد من علماء النحو واللغة، يقول المتنبي (رحمه الله):

    ألا أذّنْ فما ذكَّرت ناسي

    ولا ليّنت قلْباً وهو قاسي

    وكان الوجه أن يقول: (ناسياً) لأنه منصوب بالفعل (ذكَّرت)، لكنه حذفه للضرورة، فجاء به على قول من قال: (رأيت قاض). أو أنك إذا ناديت اسماً منقوصاً، فللنحويين في يائه اختلاف، فمذهب سيبويه إثباتها، لأنها احتمت بالنداء من التنوين، كما احتمت بالألف واللام، بالإضافة، ومذهب يونس بن حبيب حذفها، فعنده أن قولك: ياقاض، أوجه من قولك: ياقاضي، قال: لأن باب النداء باب حذف وتغيير، فهو مما كثر فيه التخفيف، بكثرة استعماله، فلذلك اختص به الترخيم، واتسع فيه حذف ياء الضمير، في نحو: ياغلام..

    وأبيات الدكتور العارف، قد اكْتفى بها بالإشارة واللمحة والإيجاز، دون التطويل الممل، والتفصيل المخل، وكأنه بإيجازه هذا يشير إلى قول الشاعر:

    لا خَيْرَ في حشْو الكلا

    مِ إذا اهتديتَ إلى عيونِهْ

    وقد غاب عن ذهن حبيبنا الدكتور العارف، حين كتب أبياته الثلاثة، أن الشعر إبداع وفن، وهو من أرقى فنون القول. والشعر ليس محاكاة ساذجة لأحد الشعراء المبدعين. والشعراء الذين يريد الدكتور العارف أن يقلد شعرهم، كتبوا شعرهم في قوالب إبداعية جميلة، تآلفت فيها الألفاظ والمعاني وعلم النحو وعلم العروض، لأن الشعر فيض من النفس، يسطره الشاعر على الورق، عندما يتحرك شعوره وأحاسيسه إلى قول الشعر، فإذا خلا الشعر من هذا فسد الشعر، وجاء ركيكاً مصنوعاً يتحير أمامه القارئ وهو يقرأ هذا الشعر بألفاظه القلقة النابية التي تنحدر بالشعر إلى الحضيض.

    فعلي الشاعر اذا أراد أن يكتب قصيدة (حَذَّاء)، بتشديد الذال المعجمة، فلا يخرج عن الصورة التي تشع جمالاً وبهاءً، وعليه أن يتعهد قصيدته بالصقل والتهذيب حتى يراها ذات معان مبتكرة، تعيها الآذان، وتتغنى بها الأفواه..

    وأعود إلى قراءة الأبيات الثلاثة، التي جادت بها قريحة الدكتور يوسف حسن العارف، وأقرأ البيت الأول:

    يومان من عمر الزمان قصيرةٌ

    لكنها عند التثاقف أشهرُ

    والصواب أن يقول: (يومان من عمر الزمان قصيران) ولكن ذلك يسوقه إلى كسر الشطر الأول من البيت، فأتجاوز عن هذا الخطأ، وأُغضي عنه، اقتداءً بما قاله العلماء (علماء النحو) عن بيت المتنبي:

    حشايَ على جمرٍ ذكيّ من الهوى

    وعيناي في روْض من الحُسن ترتعُ

    فأبوالطيب قال: (عينايَ) ثم قال (ترتعُ) ولم يقل (ترتعانِ) فتجاوز علماء النحو عن هذا الخطأ، لأن المتنبي أخبر عن (العينين) بفعلِ واحدة، لأن العينين عضوان مشتركان في فعل واحد، وكل واحدة من العينين لا تكاد تنفرد بالرؤية دون الأخرى، فاشتراكهما في النظر، كاشتراك الأذنين في السمع، والقدمين في السعي، ويجوز للمتكلم أن يعبر عنهما بواحدة، فيقول: رأيته بعيني، وسمعته بأذني.

    ومع كل ما اورده علماء اللغة والنحو (رحمهم الله) إلا انهم قالوا: لو قال المتنبي: (وعينيَ في روْض من الحسن ترتعُ) لكان جيداً.

    ثم أقرأ للدكتور العارف، البيت الثاني الذي جاء هكذا:

    يومان بل شهران بل هي أشهرُ

    سنواتُ ضوءٍ لا تعدُّ ولا تحْصر

    فيأتي البيت مكسورا، وهذا مما يؤسف عليه، لأن الدكتور العارف يعرف ما يكتبه، فلا أعفيه من الخطأ والدكتور العارف قد قرأ قصائد كثيرة (لا تعد ولا تحصر) من البحر الكامل التام، الذي جاءت أبيات الدكتور العارف على وزنه، وهو البحر الذي استخدمه الشعراء، لكل أغراض الشعر، وأكثر منه الشعراء قديما وحديثا، لأنه ذو جرس جميل، يميل اليه الشعراء، ولعل الدكتور العارف قد قرأ معلقة (لبيد): (عفت الديارُ محلّها فمقامها) ومعلقة (عنترة): (هل غادرالشعراء من متردّم)

    والمعلقتان من محفوظاتنا أيام الطلب ، وأكاد أجزم أنهما من محفوظات الدكتور العارف.

    وإني أدعو أبناءنا ممن يحملون الشهادات العليا في الاختصاصات النظرية، وأستثني الدكتور العارف من هؤلاء، لأنه يشتق طريقه في الشعر، وهو يحاول إدراكه وإنجازه، أدعو أبناءنا ان يتركوا (بارك الله فيهم) الشعراء المبدعين الذين يتنفسون الصعداء، وقد ضُيق عليهم الخناق، حتى غدا الشاعر الرابع الذي عناه الشاعر بقوله: (وشاعرٌ لا تستحي ان تصفعه) والشاعر الآخر الذي تغنى المغنون بشعره الغنائي الفج، هما الشاعرين اللذين يشار إليهما بالبنان، في ساحة مُلئت بشعر ركيك، خلا من الايقاع والجرس، وضوابط النحو واللغة، وهذا الشاعران، لهما معجبون، امتلأت القنوات الفضائية بهم، وكلهم ينادون بإسقاط سيبويه، وإحياء الشعر الشعبي، يريدون بعملهم هذا، ان يهمّشوا لغة القرآن، فلا حول ولا قوة إلا بالله.

    وأعود الى بيت الشعر المكسور من الأبيات الثلاثة التي جادت بها قريحة الدكتور العارف، يقول العارف:

    يومان بلْ شهرانِ بل هي أشهرُ

    سنواتُ ضوءٍ لا تعدُّ ولا تحصرُ

    فيأتي الشطر الثاني مكسوراً، ويستقيم لو قال:

    يومان بل شهران بلْ هي أشهرُ

    سنواتُ ضوء إنها لا تُحصرُ

    ونقطع البيت، بشطريه الصحيحين، بعد أن أجريت التصحيح العروضي حتى يستقيم البيت، ونقطعه هكذا:

    إن البحر الكامل إذا جاءت كل تفعيلاته مضمرة (متْفاعلن) بتسكين التاء، مثل (مسْتفعلنْ)، اشتبه البحر الكامل ببحر الرجز، فتجري المعاقبة بين سين (مستفعلن) وفائها. ويجوز إما حذف السين وإبقاء الفاء، وإمَّا حذف الفاء وإبقاء السين. والمعاقبة هي: تجاور سببين خفيفين في تفعيلة واحدة، أو تفعيلتين متجاورتين، سلماً معاً من الزحاف، أو زوحف أحدهما، وسلم الآخر، ولا يجوز أن يزاحفا معاً..

    وانظر إلى البحر الهزج، ووزنه:-

    مفاعيلنْ/ مفاعيلنْ----- مفاعيلنْ/ مفاعيلنْ

    تجد في كل تفعيلة سببين متجاورين (عيلنْ)، فلا يجوز أن يزاحفا معاً، فإذا حذفت الياء بالقبْض، سلمت النون من الكف، فتأتي التفعيلة على (مفاعلنْ)، فإذا حذفت بالكف، سلمت الياء من القبْض، فتأتي التفعيلة على (مفاعيلُ).

    وقد حصر ابن عبدربه (رحمه الله) التعاقب في البحور الأربعة:-

    الخفيف والرّمَل والمديد والمجتثّ

    قال في منظومته:

    يدخلُ في المديد والخفيفِ

    والرمَلِ المجزوءِ والمحذوفِ

    ويدخلُ المجتثَّ أيضاً أجْمعَهْ

    ولا يكون في سوى ذي الأربَعهْ


    وإلى لقاء آخر
    التعديل الأخير تم بواسطة مراد الساعي ; 12-23-2012 الساعة 11:59 PM

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    44
    في ديوان بشر ابن أبي خازم عدد التفعيلات التي أصابها العصب من البيت الأول لكل قصيدة
    جاءت على وزن الوافر في الديوان، هي ٣٤ تفعيلة من أصل ٧٦ .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Sep 2012
    المشاركات
    727
    سلمت اخي واستاذي مراد

    ولافظ فوك ,,,

    مشاركة جميله ومفيده ...

    والشكر موصول لاستاذي خشان والاستاذ سليمان ابو سته

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    44
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد بن حمد مشاهدة المشاركة
    سلمت اخي واستاذي مراد

    ولافظ فوك ,,,

    مشاركة جميله ومفيده ...

    والشكر موصول لاستاذي خشان والاستاذ سليمان ابو سته
    أخي السامي الأريب\\ محمد بن حمد

    بارك الله بك
    وبقلمك السامي
    ونقاء سريرتك
    اشكرك وحضورك الطيب الكريم
    دام البنان والبيان

    تحيتي وتقديري

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Dec 2012
    المشاركات
    44
    واستدراكا لباب البحوث الصغيرة الذي افتتحه شاعرنا الأستاذ خشان خشان نقول أن وضعية الزحافات أو الجوازات المتاحة بكافة البحور هي مثار اختلاف بين علماء العروض
    والنقاد بل والشعراء فمنهم من أنكر استخدامها بكثرة مثل نازك الملائكة التي عابت على الشعراء المحدثين من شعراء ( مدرسة الشعر الحر ) إفراطهم فى استعمال ظاهرة ( الزحاف ) وبخاصة فى ( بحر الرجز ).
    وقد رد عليها البعض أنها بالغت فى هذه الظاهره وهى التصرف فى تفعيلة بحر الرجز ( مستفعلن ) بالتغيير فى السببين الخفيفين ( مستف ) أو ( الوتد المجموع ) ( علن ) .
    ولكن الشاعر المعاصر ، راح يكتب أبياتا كامله ، وأشطر تفعيلاتها كلها مصابه بالزحاف .
    هذا مثلا نموذج من شعر ( صلاح عبد الصبور ) قال فى الرجز :
    ( وحين يقبل المساء يقفر الطريق والظلام محنة الغريب )
    وقد اعترضت ( نازك الملائكه ) على موسيقى هذا البيت لأن تفعيلات البيت كلها دخلها الزحاف وهو ( الخبن ) حذف الحرف الثانى الساكن .
    ومن ناحية أخرى وقف ( ميهئيل نعيمة ) موقف مضاد لنازك الملائكة مع من يستخدمون الزحافات قائلا العروض لم يسئ الى شعرنا قط ، بل اساء الى أدبنا بنوع عام ، فبتقديمه الوزن على الشعر قد جعل الشعر فى نظر الجمهور صناعه
    إذا أحاط الطالب بها يصبح شاعرا ! .
    والحقيقة أنه وليس هناك ناقد أو أديب أو شاعر في ميادين النقد والشعر يعتقد أن قواعد العروض تسبق التجربه الشعريه ، قال أبو العتاهيه نقره لتكبير أو تصغير الصورة ونقرتين لعرض الصورة في صفحة مستقلة بحجمها الطبيعي أنا أكبر من العروض ) .

    وإلى لقاء قريب

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المفضلات

المفضلات

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
الاتصال بنا
يمكن الاتصال بنا عن طريق الوسائل المكتوبة بالاسفل
Email : email
SMS : 0000000
جميع ما ينشر فى المنتدى لا يعبر بالضرورة عن رأى القائمين عليه وانما يعبر عن وجهة نظر كاتبه فقط