أغَداً ألقاها وأنْسى دموعي=هَيَّجَ القَلْبَ ذِكْرَياتُ الرُّجوعِ
وامتطيْتُ السَّحابَ أطْوي الثَّواني=واعْتَنَقْتُ الثَّرى بوَجْهٍ خَشوعِ
عانقْتني تلومُ طُولَ غيابي= بِعيونٍ تشكو هَوانَ الخُضوعِ!
عَجَبٌ يا أُمَّ الجهادِ،عجيبٌ= أَيُّ باغٍ سقاكِ ذُلَّ الخُنوعِ
كُنْتِ بالأمْسِ عِزَّنا وحِمانا=قِبْلةَ المُصطفى ومَهْدَ يَسوعِ
فانهضي وانتضي الدّماءَ حِرابا= واطْعني في الصَّميمِ غُلَّ الرُّكوعِ
وامسحي العارَ عن جبينٍ وَضيئٍ= لمْ نَزَلْ نفتدي بوهْجِ النَّجيعِ
فأجابتْ بلهْفةٍ وعِتابٍ= لا يُنالُ العُلى بِسَفْحِ الدُّموعِ
فادفعوا عنّي شَرَّ قَوْمٍ عُتاةٍ= ما وَنَوا عنْ ذَبْحِ الوليدِ الرَّضيعِ
أينَ هُمْ أبنائي رِجالاً ،رِجالا= وترامى النِّداءُ حُلْوَ الرَّجيعِ
فَتعاهَدْنا نَمْلأُ السَّهْلَ رَجْلا= وَبَطَشنا بِكُلِّ حِصْنٍ منيعِ
واحْتَرَبْنا،فلاحَ بالأُفْقِ نَصْرٌ=طَهَّرَ الأرضَ منْ عُلوجِ الهَزيعِ
يا بلادي،كذا عَشِقناكِ أُمّاً= حُرَّةً سُلَّتْ منْ كريمِ الضُّلوعِ
عام1982 اجتاح العدوُّ الاسرائيلي لبنان حتّى العاصمة بيروت، فقتلَ المئاتُ و تهجَّرَ الآلاف الى

ديار الله الواسعة وكنتُ ممن هاجرْتُ ولمْ أستطعْ الرجوعَ الا حينَ تقهقر العدوان حتى الحدود،بعد

سنواتٍ مريرة في الغربة،وكانت هذه القصيدة