السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


على درب التّوحيد



غَطَّى الْمَدَى شَجَنٌ يُزْجيهِ بَعْضُ دَمِي = يَقْتاتُ مِنْ كَبِدِي و القَلْبِ و الأَدَمِ
تَفْتَـرُّ هَمْستُـهُ عَنْ كوثـرٍ بِـمُنىً =حَفَّتْـهُ أَنْجُمُـهُ كالـدُّرِّ مُنتظـمِ
يَرْجو الْجِنانَ فَأكوانٌ تَذوبُ على الْـ = أَنفاسِ فـارَ بِهَا شَوْقٌ بِبَوْحِ فَمِي
يَتْلُوالصّلاةَ على الْمُختـارِ مُذْ خُلِقَتْ = لِلنُّطْقِ أَلْسِنَـةٌ..لَمْ يَنْسَ في الْحُلُـمِ
كـادَتْ تَفِرُّ يَدي مِنِّي بِرَمْلِ مِـنىً = لِلْمُصطفـى أَثـرٌ في الرَّمـلِ بِالْقَدَمِ
يـا نَجْمُ هَبْ لِيَ مِنْ حـظٍّ شَرُفْتَ بهِ = تَأْتَمُّ في سَحَـرٍ بِالسَّجدةِ التَّمَـمِ
في قِبْلـةٍ شَهِدَتْ بِالنُّـورِ مَولِـدَهُ = أَرْجـاؤهَا رَجَفَتْ بِالشِّرْكِ و الظُّلَمِ
مَهْدٌ عَليهِ تَحـومُ الطّيرُ حـافِظَةً = تَلْوي الْخَميـسَ كَعَصْفٍ ذُرَّ بِالنَّسَـمِ
أَنَّـى ارْتَحَلْتَ وَهَبْتَ الْقَفْرَ زُخْرُفَهُ = مـالَتْ جِنانُ بَني سَعْدٍ مِنَ التَّخَـمِ
السُّحْبُ تُغدِقُ تَنْفِي الْقَحْطَ مُكرِمَةً = وَجْهًا قُريشُ بِهِ اسْتَسْقَتْ لَدَى الْحَرَمِ
مَـدَّ الْبَيـانُ لِأُمِّيٍّ جَـوامِعَـهُ = قَدْ أُلْجِـمَ الْفُصَحـَا مُذْ آيـةِ الْقَلـمِ
لَفَّ الضِّيـَاءُ حِراءً ساطِعًا و مَضَى = في الأَرْضِ قـاطِبَـةً بِالْهَدْيِ لِلأُمَـمِ
أُرْسِلْتَ في خُلُقِ الْقُـرآنِ مُعجِـزةً = في رحمـةٍ نُشِرَتْ بِالْعَدْلِ و السَّلَـمِ
تَهْوِي إِلَيكَ سِراعـًا كُـلُّ أَفْئِدَةٍ = تَهْفُـو لِحِلْمِكَ ثُمَّ الْعَفْـوِ و الْكَـرَمِ
بَلَّغْتَ كُـلَّ عِبـادِ اللهِ غـايَتَهُـمْ = بُشْـرًى بِمَغْفِـرَةٍ لِلذَّنْبِ و اللَّمَـمِ
بِالْعَزْمِ تَبْعَثُ إِيمـانًا يَصُـولُ عَلَى = أَرْضِ الضَّـلاَلِ فَيَبْنِي أَرفَـعَ الْقِيَـمِ
رُوحُ الْجَهـالَةِ قَبْلَ الْوَحْيِ غَاشِيَةٌ = عَبْدُ الْعِبـَادِ, و عَبْدُ السَّيْفِ, و الصَّنَمِ
فَاللاَّتُ في قِمَمٍ, عُزًّى عَلَى عَلَـمٍ = و النَّـاسُ أَرْشَدُهُـمْ عُمْيٌ ذَوُو صَمَمِ
جَنْبَ الرَّذائِلِ عاشَ الْجَهْـلُ أَزمِنَةً = حتَّى صَدَعْتَ بِمَا يشْفِي مِنَ السَّقَـمِ
شُقَّتْ بِدَعْوَتِكَ الأَجْوازُ يَمْلَؤُهَا ال(تّْ)= تَوْحِيدُ ما تَرَكَتْ لِلشِّرْكِ مِنْ سَنَمِ
خَيْرُ الذِّي حَمَلَتْ أرضٌ خُطاهُ و مَنْ = سادَ الْخَلاَئِقَ مِنْ عُرْبٍ و مِنْ عَجَمِ
فـاضَ الْجَلالُ فَهـابَتْ أَعْيُنٌ نَظَراً = فُقْتَ الْكَمالَ كَمـالاً خُصَّ بِالْعِظَمِ
دِرْعُ الْكُمـاةِ إِذا مُحْمَـرَّةٌ حَدَقٌ = رُعْبـًا, و حِينَ يَحُومُ الْمَوْتُ كَالرُّخَمِ
مُذْ أَمْرُ رَبِّكَ (قُمْ أَنْذِرْ)مَضَيْتَ إلى الْ = أَهْـوالِ مُقْتَحِمًا عُمْراً مِنَ الألَـمِ
سارَتْ عَلى أَثَرِ الإيمانِ-مَنْهَجُهَا الْ =فُرْقَـانُ-أَفْئِـدَةٌ قُدَّتْ مِنَ الْهِمَـمِ
الحقُّ رايَتُهـَا, الْفِرْدَوْسُ غـايَتُهـَا = تَحْيــَا مُرَدِّدَةً: بِـاللهِ مُعْتَصَمِـي
تَرجُـو لِقـاءَ حَبيبِ اللهِ يَحْفَظُهَا =عَهْدُ الشَّفـَاعةِ و التَّوحيـدُ مِنْ نَدَمِ
وَجَّهْتُ وَجْهِـيَ لِلرَّحمٰـنِ مُخْبِتَةً = في رَوْضَـةٍ نَفَحُ الجَنـَّاتِ كَالْغَمَـمِ
بـاتَتْ تَنَهَّدُ في صَدْرِي رَوائِحُهَا = لَمَّـا تَضَوَّعُ تَطْفُـو الرُّوحُ في النِّعَـمِ
طوبَى لِأَجْنِحَةِ الصَّحْـراءِ ضُمَّ بِهـَا = أَزْكَى الْخَـلائِقِ: حَيّـًا ثُمَّ إِذْ يَنَمِ
عَزَّ الْجِـوارُ لَـهُ رُوحِـي تَعَلُّقُهـَا = رَبَّ المديـنَةِ فَلْتَجْعَلْ بِهَا رَمَـمِي
رَبّـَاهُ مُنَّ بِيَوْمِ الْعَرْضِ صِدْقَ رُؤىً = في رِفْقَـةٍ لِرَســولِ اللهِ مُلْتَزَمِـي